تسجيل الدخول

View Full Version : تاريخ العلمانية...الجاهلية الجديدة


حائلية
17-08-2001, 12:16 AM
هذا المقال لأخونا السيف الجنوبي من الساحة:
أورد لك هنا نبذة بسيطه عن العلمانية (الجاهلية الحديثة) و تاريخها و نشأتها, و عرض موجز وجدته في أحد المواقع مع بعض التصرف و الايجاز من قبلي أنا, لكي لا أطيل ... و الا فالحديث عن خبثها يطول.
العلمانية فكرة غربية خالصة وتاريخها جزء من التاريخ الغربي ويتلخص فيما يلي:

العلمانية تأتي لمعان منها: العالمية، ومنها اللادينية، ومنها فصل الدين عن الدولة وعن السياسة أو عن الحياة. وكلمة (العلمانية) اصطلاح جاهلي غربي يشير إلى انتصار (العلم) على الكنيسة النصرانية التي حاربت التطور باسم الدين.

مع نهاية القرن العاشر الميلادي وصل الانحراف والفساد الديني والاجتماعي على يد الكنيسة النصرانية ورجالها وتعاليمها المزيفة إلى حد لم يعد يحتمله الناس ولا تطيقه فطرة البشر، وقد شقيت أوروبا برجال الدين الدجالين، وبتسلطهم ونفوذهم باسم الدين وباسم الرب.

وكانت الحضارة الإسلامية في هذه الفترة وما بعدها مزدهرة في الأندلس والشرق وبلاد المغرب، وتغزو العالم بما تحمله من فكر نير، ودين قويم ونظام عادل، وقامت الدولة الإسلامية في أوروبا –دولة الأندلس- تحمل رايات العلم والفكر والحرية بمعناها الإسلامي الأصيل، وبدأ أبناء كبار رجالات الغرب والنابهون منهم يبتعثون لتلقي بعض العلوم في جامعات الأندلس الإسلامية، فتأثرت أفكارهم بالعقلية الإسلامية المستنيرة بنرو الله وعادوا إلى قومهم فعرفوا أن الكنيسة ورجالها عملة مزيفة، ووسيلة للدجل والتحكم الظالم في عباد الله.

و أخذ هؤلاء الذين تأثروا بالمسلمين يقاومون الكنيسة ودينها المزيف، وأعلنوا كشوفاتهم العلمية والجغرافية التي تحرمها الكنيسة!! فقامت قيامة من يسمون لدى النصارى بـ(رجال الدين) واحتدم الصراع ومكث قروناً بين رجال العلم ورجال الكنيسة، فأخذوا يكفّرون ويقتلون ويحرقون ويشردون المكتشفين، وأنشأت الكنيسة محاكم للتفتيش لملاحقة حملة الأفكار الإسلامية الجديدة في أوروبا، ومكث هذا الصراع عدة قرون وانتهى بإبعاد الكنيسة ورجالها عن التدخل في نظم الحياة وشؤون الدولة.

وهكذا انتهى الصراع الدامي الطويل بأول انتصار حاسم لأعداء الكنيسة أثناء الثورة الفرنسية.

ونتيجة لوضع الكنيسة ودينها المحرف الذي أشعلت باسمه الفتنة كان من الطبيعي أن تتبنى الثورة عزل الدين النصراني المحرف (الذي حارب العلم) عن الحياة وعن الدولة وحصره في الكنيسة وإبعاد رجالها عن التحكم الظالم. ثم سرت الثورة إلى كل الغرب لأنه لا يدين بالإسلام دين العلم والحق والعدل.

وهيمن هذا الاتجاه الجاهلي على أوربا كلها، وأصبح يحمل شعارات الإلحاد والفوضى الأخلاقية عناداً للكنيسة ورجالها.

وكانت هذه الفكرة الجاهلية (فكرة أن العلم لا صلة له بالدين وأن الدين يحارب العلم) هي الفكرة السائدة في الغرب طيلة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، ومع إطلالة القرن العشرين بدأت بوادر التفاهم والمصالحة بين رجال الكنيسة والاتجاه الجاهلي. وانتهت بتنازلات كبيرة من الطرفين إلى أن دخلت الأحزاب الدينية النصرانية مجالات السياسة في بعض الدول الغربية.

بدأت فكرة العلمانية تغزو العالم الإسلامي منذ أكثر من قرن لكنها لم تتمكن إلا في بداية القرن العشرين الميلادي, حين طبقت على مستوى الدولة على أنقاض الخلافة العثمانية ثم سرت إلى بقية العالم الإسلامي وكانت هناك عدة عوامل رئيسية ساعدت على ظهور (الجاهلية الحديثة) بين المسلمين أهمها:

1- انحراف كثير من المسلمين عن العقيدة السليمة وكثرة البدع والأهواء وقلة الفقه في الدين بينهم.

2- الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي، فقد حرص الغربيون على إبعاد الإسلام من واقع الحياة وسياسة الدولة، واستبدلوا به مناهج علمانية غربية (إلحادية).

3- الأقليات غير المسلمة كالنصارى واليهود والشيوعيين وأصحاب الاتجاهات المنحرفة من جمعيات وأحزاب ونحوهم، وكل هؤلاء لا ينعمون بضلالهم وانحرافهم وفسادهم إلا تحت شعار كشعار ما يسمى بالعلمانية، لذلك تضافرت جهودهم على نشرها وبثها والدعاية لخا حتى انخدع بذلك كثيرون من السذج وأنصاف المتعلمين من أبناء المسلمين.

4- تقدم الغرب الهائل في مضمار العلم المادي والقوة العسكرية جعل كثيرين من المسلمين ينبهرون بذلك التقدم ويعزونه إلى الاتجاه الجاهلي الحديث (العلماني)، وصدقوا دون تفكير مزاعم الكفار بأن الدين معوق للعلم، وظنوا أن بلادهم لاتتقدم حتى تفصل الدين –الإسلام- عن الدولة والحياة. وهذا لا شك جهل بالإسلام جنى ثماره النكدة جميع المسلمين.

5- تمكن عملاء الغرب والمخدوعين به وأصحاب الاتجاهات والمذاهب المنحرفة من الحكم والسلطة في أكثر بلاد المسلمين بدعم من أسيادهم.

هذا وقد أثبت الدين الصحيح (الإسلام) أنه دين العلم للعالم كله كما أثبت العلم بكل فروعه أنه لا يعادي هذا الدين ولا ينافيه بل يسير في ركابه ويكشف جوهره الثمين للناس.

و أخـــيرا .......

فالعلمانية بمفهومها هذا تعتبر في ميزان الإسلام مفهوماً جاهليا إذ تعني (عزل الدين عن شؤون الحياة) وذلك أن الإسلام دين متكامل جاء لينظم الحياة بجميع نشاطاتها ويوجه الناس إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة. وإبعاد الدين عن الحياة وعن شؤون الدنيا، وعزله عن السياسة وعن الاقتصاد وعن الأسرة والمجتمع والتعليم وغيرها-إنما يعني في الإسلام الكفر وحكم الجاهلية والصد عن سبيل الله، وتعطيل الحدود لذلك ينبغي أن نطلق على العلمانية (الجاهلية الحديثة).

أرجو أن تتكون لديكم و لو فكرة بسيطة عن هذة الجاهلية الحديثة ..... و أرجو من الأخوة الأفاضل التركيز على مخططاتها و كشف خطورتها.

و الله المــوفق,,,,