PDA

View Full Version : إذا كان يؤذيك


البراء
02-07-2001, 09:24 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
أخواني في الله
إن في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة وعظة لنا كما قال ربنا تبارك وتعالى : ( يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ) النور 44] وقال جل شأنه ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ) الفرقان62]
قال بعض السلف : ( من عجز بالليل كان له في أول النهار مستعتب [ أي فرصة للاعتذار والاستغفار ] ومن عجز عن النهار كان له في الليل مستعتب ) .
وإذا كان هذا في الليل والنهار فهو أيضاً في تعاقب الفصول التي هي أيام وليال .. فإن فيها عبرة للمعتبرين وذكرى للمتذكرين جعلنا الله وإياكم منهم .
وحديثنا هنا عن فصل من هذه الفصول ولعلك عرفته أخي الكريم من خلال عنوان الموضوع .. نعم إنه فصل الصيف هذا الفصل الذي يذكرُ حَرُهُ بأمور كثيرة منها :
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في الصحيحين ـ ( اشتكت النار إلى ربها فقالت يارب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفسٍ في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ) . فالمؤمن يتذكر النار عند رؤيته لأمور كثيرة . منها تذكره لها كلما لفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها .. ويقول في نفسه : إذا كان هذا من نفَس جهنم فكيف بجهنم نفسها ؟ عياذاً بالله منها .
ومن ذلك تذكر أحوال السلف الصالح رحمهم الله الذين كانت قلوبهم حيةً .. نعم أخي .. فكل ما يرونه ويشاهدونه في الدنيا يذكرهم بالآخرة .. ومن ذلك أن بعض السلف كان إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء فيحال بينهم وبينه ويقولون لأهل الجنة ( أفيضوا علينا من الماء ومما رزقكم الله ) الأعراف 50 ] .
ومن ذلك أيضاً أن بعض الصالحين صبَ على رأسه ماءً من الحمام فوجده شديد الحر ، فبكى وقال ذكرت قوله تعالى ( يصب من فوق رءوسهم الحميم ) الحج19] فلا إله إلا الله ما أشد تذكرهم . وما أعظم اعتبارهم !!!
ورأى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قوماً يحملون في جنازةٍ قد هربوا من الشمس إلى الظل وتوقوا الغبار فبكى وأنشد قائلاً :
من كان حين تصيب الشمس جبهته
******** أو الغبار ، يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته
******* فسوف يسكن يوماً راغماً جدثا
في ظل مقفرةٍ غبراء مظلمةٍ
******* يطيل تحت الثرى في غمها اللبثا
تجهزي بجهازٍ تبلغين به
******* يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا

أخواني في الله
إن بعض الناس ربما هرب في الإجازة الصيفية من الحر الشديد الذي يصطبغ به جو الجزيرة العربية ، ربما هرب إلى أماكن معتدلة وهذا لا محذور فيه إذا كان مضبوطاً بضوابط الشرع ـ إلا إن الملاحظ أن بعض الناس هداهم الله يظن أنه بسفره للخارج قد عن مراقبة الله .. فتراه يقتحم النار بأفعاله ،، نظرٌ إلى محرم .ز سماع محرمٌ ، مراقص ومشروبات محرمةُ .. فواحش والعياذ بالله فإلى أولئك الفارين من الحر والواقعين في أسباب غضب الرب جل جلاله نقول لهم من أي شيء تفرون ؟ ومن أي شيء تهربون فيا ليتكم يا معشر الفارين تحولون هروبكم من الحر إلى خارج البلاد إلى جهاد في سبيل الدعوة إلى الله تعالى ونشر الإسلام الصحيح بين الناس ليسعدوا به كما سعدت به أنت وسعد به أهلك . لا تقل أنا لا أحمل مؤهل شرعي وإني قليل العلم بل كن قدوةً في تصرفك وفي أخلاقك ومعاملاتك مع الآخرين بهذا تكن داعية من حيث لا تشعر .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

أخوكم في الله البراء
بتصرف من مقالة للشيخ عبدالملك القاسم

*SS* POWER
03-07-2001, 07:54 AM
شكرا على مساهمتك القيمه

وجزاك الله خيراً