PDA

View Full Version : نصيحة لكل من وقع في الحزبية


فنيان
01-07-2001, 04:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أما بعد، فهذه نصائح كتبها أحد طلبة العلم، وزاد عليها أحد إخواني في الله، فقلت أحسن شيء أهديها لإخواني في المنتدى الإسلامي. وتسلمون

توجيهات ونصائح إلى كل من وقع في شراك جماعة حزبية


(1) اتبع الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة وافهمهما بفهم سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم، وإن كانوا قد سلكوا طريقاً يوصلهم إلى الجنة يقيناً فلا تسلك غير سبيلهم فتستحقَّ النار يقيناً، وتذكر حديث الثلاث والسبعين فرقة وأنها هالكة إلا واحدة.


(2) احذر من الاغترار بالأشخاص أو التعلق بهم، واعلم أن [1] جهاد الشخص في سبيل الله أو [2] أذيته في دين الله أو [3] قتله على أيدي الكفار أو الظلمة أو [4] كثرة تآليفه أو [5] خطابتة أو [6] قراءته أو [7] شهاداته [فكم من حامل شهادة لا يستحقها] أو [8] قرابته أو [9] كونه من بلدك أو [10] منصبه أو [11] انتماؤه المذهبي أو [12] انتماؤه الحزبي، كل ذلك قد يجتمع في شخص ويكون ضالاً أو مبتدعاً، وقد يفقدها شخص ويكون موحِّداً مستقيماً، وإنما الحق ما وافق الدليل مهما قلَّ أتباعه. واعلم أن السلفية منهج وليس أشخاص، وأن طريقة الانتساب إليها لا تكون بجلسة سرية أو بقسيمة اشتراك، وإنما بتبنيك لهذا المنهج القويم والانتصار له والدعوة إليه أينما كنت [ولو جلست وحدك في بيتك لا تقابل أحداً ولا تتعرف على أحد، ما كنت تطبق ما ذكر سابقاً في نفسك ورعيتك]، وإياك أن تأخذك العاطفة لتحرفك عن الحق الذي تدعو إليه.


(2) إن كان في البلدة التي تسكنها سلفيون [علماء أو طلبة علم] فاذهب إليهم وحاورهم بهدوء وتأنٍّ ليوضحوا لك مافي مناهج حزبك من مخالفات لمنهج أهل السنة والجماعة، كما سيبينون لك كيف أنك قد تكون متأثراً بأفكار حزبية دون أن تشعر وما يخفى عليك من باطل الحزبيين وأحوالهم، وسيكشفون لك شبههم وطرقهم، ويوضحون لك الطريق الصحيح لتسير معهم فيه، ولعل الله يبارك فيك فتصير عالماً ينفع الله بك.


(3) اترك الحزب الذي أنت فيه [واعلم أن الحزب قد لا يصرح بأنه حزب فقد يكون مستتراً تحت اسم جمعية أو لجنة أو تجمع أو منتدى أو غيره] وابحث عن مجموعة من الشباب الصالح وتعاون معهم على البر والتقوى من طلب علم وعمل به ودعوة إليه وما أشبه ذلك من غير تحزب ولا تعصب مذمومين، وناصحهم إن رأيت منهم ما يخالف الكتاب والسنة فإن ذلك هو مقتضى حديث تغيير المنكر باليد واللسان والقلب، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"، فإن لم تفعل أو لم يفعلوا فاعلم أنكم خاطيئن.


(4) اعلم أن هدفك في هذه الحياة أن تعبد الله وحده على بصيرة ثم تنقذ غيرك، ولا عليك إن مت وأنت تسير على هذا الطريق لأنه طويل، والسبل عليها شياطين تقذف بسالكيها إلى جهنم.


(5) اعلم أن حقيقة الدعوة إلى الله [1] علم صحيح [ويكون بالكتاب والسنة الصحيحة وبفهم السلف الصالح]. [2] عمل به [ويكون من غير إفراط ولا تفريط]. [3] دعوة إليه وتحذير من مخالفته [وتكون بالحكمة والموعضة الحسنة]. مثاله: أن تعلم أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة فتعمل بذلك ثم تدعو غيرك إليه بالأسلوب الحسن وتحذر من مخالفته. وذلك ينسحب على جميع مسائل الدين [ابتداءاً بالأهم فالأهم فتبدأ بالتوحيد ثم الأركان ثم الواجبات ثم السنن، ولا مانع من الجمع بينها لأنها سبل إلى الكمال المرجو]، فالأمر ليس فيه تعقيد، ولا يحتاج الأمر إلى مرشد عام ولا نقباء ولا رؤساء أسر ولا أوامر ولا طاعة عسكرية أو صوفية ولا تنظيم حزبي، فإن الصحابة والتابعين لم يكونوا يفعلون ذلك، إنما كانوا يتطاوعون فيما بينهم وكانوا يرون أنفسهم سواسية، يأمرهم أصغرهم [وليس فيهم صغير] بسنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطيعونه ويتبعون أوامر الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم. وكانوا ينظمون أنفسهم، فيجالس أحدهم الرسول صلى الله عليه وسلم ويعمل الآخر، ثم ينعكس ذلك في اليوم التالي، وذلك من غير تنظيم سري ولا عضويات ولا جلسات سرية. بل إن هذه التصرفات تجلب المصائب على الدعوة لأنها مظنة خطر على الدول، وبعض الدول تبحث عن سبب لتهدم الدعوة إلى الله، فلا تكن معول هدم لصرح الإسلام.


(7) احذر من نشر كل ما تسمعه من أخبار وأحاديث، واحذر أن تصدق كل ما يُنقل لك خاصة من الخصوم عن خصومهم، وعليك بالتثبت والتبين من الطرفين [إذا أردت انتقاد طرف من الأطراف أو الحكم عليه بالخطأ]، فالكاذبون والمُلبِّسون كثر.


(8) إذا التبس عليك شيء [سواء في هذه الرسالة أو في أي شيء غيرها من مسائل الشرع] فارجع إلى أهل العلم المتحققين به من أهل السنة والاتباع ليوضحوها لك، ولا تتجه لأهل الفساد ممن يلبس لبوس العلم وهو غير مستحق له؛ لأنهم لن يزيدوك إلا شبهات وجهلاً، ولن تخرج من عندهم إلا أسوأ حالاً.