عبدالله عبدالرحيم
21-06-2001, 08:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله
ها نحن في القرن الأول الإسلامي و مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم تزخر بالدين و حب الله والعمل و السعي من أجل مرضات رب العالمين ، و رجل فارع الطول أصلع الرأس هنالك يجري وراء عنز أو بعير من ماشية الصدقة في يوم حار لافح وسط فلاة صفراء وإذا بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يرى الرجل من نافذة بيته ويحاول معرفة الرجل دون جدوى فطلب من خادمه أن يرى من القادم البعيد فيصفه شيئاً وشيئا حتى عرفه و قال:هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب! ويقترب أمي المؤمنين أكثر و أكثر فيقول له عثمان بعد السلام عليه -فيما معناه - :ما بالك يا أمير المؤمنين فيقول له: إبل من إبل الصدقة حشيت أن تهرب فأسأل عنها يوم القيامة فيقول له عثمان :تعال و نحن نرسل إحدى الخدم ليمسكوها قال له :لا إرجع لظلك ويمضي وراء الإبل أميرالمؤمنين ، ونفس الموقف يتكرر مع النجم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيقول علي واصفا عمر : من أراد أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى عمر..
وعدل عمر لم يكن مقتصراً على الجري وراء البعير فحسب بل كان يشمل الإنسان و الحيوان و حتى الجماد!
قبل مقتله رضي الله عنه طلب من بعض الصحابة ألا يكثروا من الزرع على التربة فوق ما تطيق بإحدى مدن العراق! ومن أجمل قصصه كذلك قصته مع أحد الأعراب(البدو) حيث كان النجم عمر يتعسس ليلا (يبحث عن حاجة الناس ليلا) إذ به يرى أعرابيا جالسا عند باب كوخ صغير بالمدينة و يخرج من الكوخ صوتا لامرأة تصرخ
فيسأله عمر ما بال المرأة فيخبره بأنها تلد طفلا ولا يعرف أحدا يساعده في ولادة الطفل فيذهب عمر مسرعا إلى زوجته أم كلثوم (بنت علي بن أبي طالب و فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم أخت سيدا شباب أهل الجنة-رضي الله عنهما- )فيطلب منها أن تأتي معه لتساعدالمرأة في مخاضها فقبلت أم كلثوم ،فأخذ عمر كيسا فيه ما يٌعد به الطعام وهي تمشي وراءه حتى وصلا إلى بيت الرجل الأعرابي فتدخل زوجته الكريمة إلى الداخل لتساعد المرأة وعمر جلالس يعد الطعام و مهدئا من روع الرجل و بينما هم كذلك إذ بصوت طفل يخرج من الكوخ الصغير وأم كلثوم تنادي:يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام! فيتعجب الرجل ويقوم مندهشا وإذا بعمر يقول له مخففا من روعه اجلس
ويعطي عمر زوجته أم كلثوم بعض الطعام للمرأة وبقي في الصحن طعام فأعطاه وقال له :كل فإنك لم تنم الليلة ويطلب منه أن يأتيه في الصباح ليعطيه راتبه وراتب امرأته وراتب الطفل الوليد!!
وقصص كثيرة وفيرة كلها تصف هذا الرجل بعدله وسموه وحسن سيرته حتى أن الخوف من الله تعالى وسؤاله يجعله يقول :يا ليت أم عمر لم تلد عمر ..
ووسط ذلك كله تدخل عليه كنوز كسرى و أموال قيصر مغدقة على أمة الإسلام من كل مكان وبعد حين يحس بدنو أجله ، ويحل أمرا مع أحد نجوم الإسلام المغيرة بن شعبة-رضي الله عنه- مع مملوكه الغيروز أبولؤلؤة حيث أن عمر قد أصدر أوامره بعدم بقاء أي كافرأو أعجمي داخل المدينة فيطلب المغيرة من عمر أن يبقي على مملوكه لأنه ماهر في أعمال لا يجيدها العرب فرضي عمر وبعد حين حدث مقتله رضي الله عنه على يد العلج ( الكافر الأعجمي) الفيروز بخنجر له رأسان مسموم بعد عدة طعنات في عمر وبعد أن قتل نفسه -لعنه الله- وبعد ذلك وقبل موت عمر بحين طلب المسلمون من عمر أن يعين خليفة من بعده فأبى عمر اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه قام بترك الأمر إلى ستة من المبشرين بالجنة على أن يتم أمر الاختيار في خلال ثلاثة أيام بعد وفاته -رضي الله عنه - ويمون خليفة المسلمين في تلك الأثناء (صهيب الرومي) وبينما أمر الشورى يشتغل خلال الثلاثة أيام إذ بعبدالرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنه- يذكر أمراً عظيماً حيث أخبر بعض جلوس حوله أنه رأى الهرمزان(رجل أسلم من كبار فارس) والفيروز و رجل آخر قد رآهم قبيل مقتل مر بأيام أو حين جلوسا مع بعضهم البعض ويخرج الفيروز خنجرا له رأسان مسموماً وهو يتكلم مع الهرمزان و الرجل وعندما رأوا عبدالرحمن فزعوا وهربوا بعيداً ، وكان من الذين استمعوا لهذه الحادثة عبيد الله بن عمر فغضب غضبا شديدا وذهب إلى الهرمزان فقتله و ذهب إلى الرجل الآخر فقتله وذهب إلى منزل الفيروز وإذا ببنت الفيروز الصغيرة تخرج فقتلها فهنالك علم المسلمون بمافعله عبيد الله فأمسكوه حتى يتم اختيار الخليفة فتمت الشورى على اختيار عثمان -رضي الله عنه-خليفة وفكر في الأمرعثمان وعلم أنه لم يكن من حق عبيد الله بن عمر بن الخطاب حق في قتل الهرمزان والرجل وبنت الفيروز لأنه لم يتبين أمر هؤلاء في مدى نواياهم في قتل عمر فلم يكن من حق عبيدالله أن يقتل هؤلاء ما لم تظهر الحجة والبرهان على الشبهة في هؤلاء و كان لزاما على أن يأخذ الحق أحد أقارب الثلاثة فل يوجد إلا ابن الهرمزان فأعطى عثمان ابن الهرمزان سيفاً و قال له :إن شئت فاقتله وإن شئت فاعف عنه ..
فأخذ السيف وأخذ عبيد الله بن عمر يجره جرا إلى خارج المدينة والناس كلهم محبون لعمر بن الخطاب و ابنه فأخذوا يتبعون ابن الهرمزان حتى وصل إلى الخارج وهم يطلبون منه ملحين أن يعفوا عن ابن عمر ويسامحه ولكنه كان مصراً على تنفيذ القتل ورفع السيف فوق رأس عبيد الله بن عمر و هو قائل هل من أحد يمنعني من قتل هذا ويجيب عليه الناس الطيبون :لا وحتى أنه كاد أن يقتله إلا أنه قال :قد تركته لله..
ففرح الناس رجالا ونساء وأخذ الرجال يحملون الرجل (ابن الهرمزان) فرحا حتى وصل بيته فوق أكتاف الرجال!!!!!!!
أي حب للرعية للخليفة و أي عدل هو هذا في الإسلام ، وللأسف كثير منا متأثر بثقافة الغرب وحكمهم عندا يرى أنهم يحكمون ويرفعون القضايا على حكامهم وهنا في تاريخنا المجيد و ديننا العظيم أرقى صور العدل والسمو و الإخلاص ،ديننا وربنا لايفرق بين الأمير والوضيع أو الغني والفقير أو الأبيض والأسود كل في ميزان الإسلام سواء لا فرق بينهم إلا بالتقوى ، بل وتعدى العدل إلى أهل الملل الأخرى بالإحسان والعدل و عدم التجبر و التتكبر والفساد في الأرض وكل هذا في ديننا أولا وتاريخنا (تاريخ الإسلام) ثانيا ...
فلنستمسك بهذا الدين العظيم ولنعض عليه بالنواجذ حتى نلقى ربنا سائلينه رفقةً مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .....
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله
ها نحن في القرن الأول الإسلامي و مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم تزخر بالدين و حب الله والعمل و السعي من أجل مرضات رب العالمين ، و رجل فارع الطول أصلع الرأس هنالك يجري وراء عنز أو بعير من ماشية الصدقة في يوم حار لافح وسط فلاة صفراء وإذا بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يرى الرجل من نافذة بيته ويحاول معرفة الرجل دون جدوى فطلب من خادمه أن يرى من القادم البعيد فيصفه شيئاً وشيئا حتى عرفه و قال:هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب! ويقترب أمي المؤمنين أكثر و أكثر فيقول له عثمان بعد السلام عليه -فيما معناه - :ما بالك يا أمير المؤمنين فيقول له: إبل من إبل الصدقة حشيت أن تهرب فأسأل عنها يوم القيامة فيقول له عثمان :تعال و نحن نرسل إحدى الخدم ليمسكوها قال له :لا إرجع لظلك ويمضي وراء الإبل أميرالمؤمنين ، ونفس الموقف يتكرر مع النجم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيقول علي واصفا عمر : من أراد أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى عمر..
وعدل عمر لم يكن مقتصراً على الجري وراء البعير فحسب بل كان يشمل الإنسان و الحيوان و حتى الجماد!
قبل مقتله رضي الله عنه طلب من بعض الصحابة ألا يكثروا من الزرع على التربة فوق ما تطيق بإحدى مدن العراق! ومن أجمل قصصه كذلك قصته مع أحد الأعراب(البدو) حيث كان النجم عمر يتعسس ليلا (يبحث عن حاجة الناس ليلا) إذ به يرى أعرابيا جالسا عند باب كوخ صغير بالمدينة و يخرج من الكوخ صوتا لامرأة تصرخ
فيسأله عمر ما بال المرأة فيخبره بأنها تلد طفلا ولا يعرف أحدا يساعده في ولادة الطفل فيذهب عمر مسرعا إلى زوجته أم كلثوم (بنت علي بن أبي طالب و فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم أخت سيدا شباب أهل الجنة-رضي الله عنهما- )فيطلب منها أن تأتي معه لتساعدالمرأة في مخاضها فقبلت أم كلثوم ،فأخذ عمر كيسا فيه ما يٌعد به الطعام وهي تمشي وراءه حتى وصلا إلى بيت الرجل الأعرابي فتدخل زوجته الكريمة إلى الداخل لتساعد المرأة وعمر جلالس يعد الطعام و مهدئا من روع الرجل و بينما هم كذلك إذ بصوت طفل يخرج من الكوخ الصغير وأم كلثوم تنادي:يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام! فيتعجب الرجل ويقوم مندهشا وإذا بعمر يقول له مخففا من روعه اجلس
ويعطي عمر زوجته أم كلثوم بعض الطعام للمرأة وبقي في الصحن طعام فأعطاه وقال له :كل فإنك لم تنم الليلة ويطلب منه أن يأتيه في الصباح ليعطيه راتبه وراتب امرأته وراتب الطفل الوليد!!
وقصص كثيرة وفيرة كلها تصف هذا الرجل بعدله وسموه وحسن سيرته حتى أن الخوف من الله تعالى وسؤاله يجعله يقول :يا ليت أم عمر لم تلد عمر ..
ووسط ذلك كله تدخل عليه كنوز كسرى و أموال قيصر مغدقة على أمة الإسلام من كل مكان وبعد حين يحس بدنو أجله ، ويحل أمرا مع أحد نجوم الإسلام المغيرة بن شعبة-رضي الله عنه- مع مملوكه الغيروز أبولؤلؤة حيث أن عمر قد أصدر أوامره بعدم بقاء أي كافرأو أعجمي داخل المدينة فيطلب المغيرة من عمر أن يبقي على مملوكه لأنه ماهر في أعمال لا يجيدها العرب فرضي عمر وبعد حين حدث مقتله رضي الله عنه على يد العلج ( الكافر الأعجمي) الفيروز بخنجر له رأسان مسموم بعد عدة طعنات في عمر وبعد أن قتل نفسه -لعنه الله- وبعد ذلك وقبل موت عمر بحين طلب المسلمون من عمر أن يعين خليفة من بعده فأبى عمر اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه قام بترك الأمر إلى ستة من المبشرين بالجنة على أن يتم أمر الاختيار في خلال ثلاثة أيام بعد وفاته -رضي الله عنه - ويمون خليفة المسلمين في تلك الأثناء (صهيب الرومي) وبينما أمر الشورى يشتغل خلال الثلاثة أيام إذ بعبدالرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنه- يذكر أمراً عظيماً حيث أخبر بعض جلوس حوله أنه رأى الهرمزان(رجل أسلم من كبار فارس) والفيروز و رجل آخر قد رآهم قبيل مقتل مر بأيام أو حين جلوسا مع بعضهم البعض ويخرج الفيروز خنجرا له رأسان مسموماً وهو يتكلم مع الهرمزان و الرجل وعندما رأوا عبدالرحمن فزعوا وهربوا بعيداً ، وكان من الذين استمعوا لهذه الحادثة عبيد الله بن عمر فغضب غضبا شديدا وذهب إلى الهرمزان فقتله و ذهب إلى الرجل الآخر فقتله وذهب إلى منزل الفيروز وإذا ببنت الفيروز الصغيرة تخرج فقتلها فهنالك علم المسلمون بمافعله عبيد الله فأمسكوه حتى يتم اختيار الخليفة فتمت الشورى على اختيار عثمان -رضي الله عنه-خليفة وفكر في الأمرعثمان وعلم أنه لم يكن من حق عبيد الله بن عمر بن الخطاب حق في قتل الهرمزان والرجل وبنت الفيروز لأنه لم يتبين أمر هؤلاء في مدى نواياهم في قتل عمر فلم يكن من حق عبيدالله أن يقتل هؤلاء ما لم تظهر الحجة والبرهان على الشبهة في هؤلاء و كان لزاما على أن يأخذ الحق أحد أقارب الثلاثة فل يوجد إلا ابن الهرمزان فأعطى عثمان ابن الهرمزان سيفاً و قال له :إن شئت فاقتله وإن شئت فاعف عنه ..
فأخذ السيف وأخذ عبيد الله بن عمر يجره جرا إلى خارج المدينة والناس كلهم محبون لعمر بن الخطاب و ابنه فأخذوا يتبعون ابن الهرمزان حتى وصل إلى الخارج وهم يطلبون منه ملحين أن يعفوا عن ابن عمر ويسامحه ولكنه كان مصراً على تنفيذ القتل ورفع السيف فوق رأس عبيد الله بن عمر و هو قائل هل من أحد يمنعني من قتل هذا ويجيب عليه الناس الطيبون :لا وحتى أنه كاد أن يقتله إلا أنه قال :قد تركته لله..
ففرح الناس رجالا ونساء وأخذ الرجال يحملون الرجل (ابن الهرمزان) فرحا حتى وصل بيته فوق أكتاف الرجال!!!!!!!
أي حب للرعية للخليفة و أي عدل هو هذا في الإسلام ، وللأسف كثير منا متأثر بثقافة الغرب وحكمهم عندا يرى أنهم يحكمون ويرفعون القضايا على حكامهم وهنا في تاريخنا المجيد و ديننا العظيم أرقى صور العدل والسمو و الإخلاص ،ديننا وربنا لايفرق بين الأمير والوضيع أو الغني والفقير أو الأبيض والأسود كل في ميزان الإسلام سواء لا فرق بينهم إلا بالتقوى ، بل وتعدى العدل إلى أهل الملل الأخرى بالإحسان والعدل و عدم التجبر و التتكبر والفساد في الأرض وكل هذا في ديننا أولا وتاريخنا (تاريخ الإسلام) ثانيا ...
فلنستمسك بهذا الدين العظيم ولنعض عليه بالنواجذ حتى نلقى ربنا سائلينه رفقةً مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .....