PDA

View Full Version : هـل أنـت مـخلـص؟!؟


الملبوس
24-04-2001, 09:54 PM
دُعيتُ مؤخراً إلى إلقاء حديث تربوي يتعلق بموضوع الإخلاص، وذلك على رهط من العاملين في الحقل الإسلامي..فقررت أن أقوم بجولة في كتب الحديث والسلف، وألا أعتمد على ما تجمع عندي من محفوظات وقراءات حول هذا الموضوع على مدى خمسين عاماً.قلت للإخوة في مطلع اللقاء: أعمالنا في خطر كبير ما لم نتحر فيها الإخلاص، فهي إما أن تكو ن حجة لنا وفي ميزان حسناتنا، أو حجة علينا وفي ميزان سيئاتنا.
والحق أقول: إنني في خلال جولتي الأخيرة مع المصنفات التي تناولت موضوع الإخلاص شعرت بأنني أعالجه لأول مرة في حياتي.. الأمر جدُ خطير.. لأن مآل الأعمال كلها إلى البوار، إذجانبت صفة الإخلاص.
لقد أدرك السلف الصالح خطورة القضية فقدموا موضوع الإخلاص ـ في كتبهم ومؤلفاتهم ـ على كل موضوع، مستذكرين على الدوام قول الله تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا (23) (الفرقان). فإذا كانت كبرى الأعمال وأفضلها وأكرمها: كالدعوة إلى الله، والإنفاق والبذل على عباد الله،والجهاد في سبيل الله، تغدو من غير الإخلاص، بلاء على صاحبها، فكيف بالذميم القبيح منها؟
هذه النتيجة الفاجعة والمآل المخيف المرعب يقرره حديث رسول الله ص: "إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي بي، فعرّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليُقال جريء فقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به فعرفه نعمه،فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمتُ العلم وعلّمته، وقرأتُ فيك القرآن، قال: كذبت،ولكنك تعلمتَ العلمَ ليُقال عالم، وقرأت القرآن ليُقال قارئ فقد قيل، ثم أُمر به فَسُحِبَ على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل وسّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل يجب أن ينفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار" (أخرجه أحمد، ومسلم، والنسائي). بديهي أن نكون مطالبين بأعمال البر، وأن ننهض بها ولا نقعد عنها، إنما نحن مطالبون أكثر بالتدقيق في مقاصد هذه الأعمال مصداقاً لقوله ص : "نية المؤمن خير من عمله" (أخرجه الطبراني).
وفي لفتة أخرى لرسول الله ص تحمل حُكماً مطلقاً على مآل الأعمال، يقول فيه: "يُبعث كل عبد على ما مات عليه" (رواه مسلم). ثم إن الله تعالى ـ الذي وصف نفسه بأنه أغنى الأغنياء عن الشرك ـ لا يقبل من الأعمال ـ كبيرها وصغيرها ـ إلا ما كان خالصاً لوجهه، غير مقصود به سواه.. فأيُ انحراف عن مقصد الإخلاص يمكن أن يشكل صنماً يُعبد من دون الله، وهذا معنى قوله ص : "أدنى الرياء شرك" (أخرجه الطبراني والحاكم)، فالأعمال بمقاصدها لا بأحجامها، وأعدادها، وكمياتها، وإلى صميم هذا المعنى أشار بعض السلف بقوله: "رب عمل صغير تعظّمـه النية، ورب عمل كبير تصغره النية".
وفي فقه الإخلاص مطلوب ربط حركة الحياة بالإخلاص، وهذا مناط توحيد العبودية.. مطلوب ـ إذن ـ تنزيه الخطوات، والحركات، والأعمال، والتصرفات كلها، عن المقاصد الذميمة،وربطها بالغايات الكريمة، يستوي في ذلك الأعمالُ الكبيرة والصغيرة.
نسأل الله تعالى العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، كما نعوذُ به تعالى من أن نشرك به شيئاً نعلمه، ونستغفره لما لا نعلمه.
د.فتحي يكن

العهد
27-04-2001, 08:12 AM
جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل ... و زادك الله من قضله..

سبحان الله ... كل عمل يقوم به المرء من غير إخلاص لن يكتب له القبول و لا التوفيق

اللهم إجعلنا من عبادك المخلصين
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا و نحن نعلم و نعوذ بك لما لا تعلم.


هناك محاضره للشيخ عمر بن حفيظ ..عن حقائق الرياء و الإخلاص أنصح الكل بسماعها .

الملبوس
27-04-2001, 10:36 AM
اللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم.