تسجيل الدخول

View Full Version : الجهاد في سبيل الله (20)


د . عبد الله قادري الأهدل
22-01-2001, 10:24 AM
( 20 )
سادسا : الدَّين
والمدين الذي ليس عنده ما يتركه لقضاء دينه الحال ، ليس له أن يخرج إلى الجهاد في بسبيل الله بدون إذن دائنه ن بل عليه أن يبقى ليعمل ويقضي دينه ما لم يأذن له صاحب الدين ، لأن خطايا المجاهد الذي يقتل في سبيل الله تكفر ما عدا الدين ، كما في حديث قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم ، فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال ، فقام رجل ، فقال : يا رسول الله : أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب ، مقبل غير مدبر " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف قلت " ؟ قال : أريت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ، إلا الدين ، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك ) رواه مسلم (3/1501)
أما إذا كان عنده ما يتركه لقضاء دينه ، فلا يدخل في ذوي الأعذار الذين يجوز لهم التخلف عن الجهاد ، أو يجب عليهم التخلف .
ومما يدل على ذلك ما ورد عن أبي الدرداء رض ي الله عنه ، أنه كان يقف حين ينتهي إلى الدرب ، وفي ممر الناس إلى الجهاد ، فينادي نداء يُسمِع الناس : أيها الناس ، من كان عليه دين ، ويظن أنه إن أصيب في وجهه هذا لم يدَعْ له قضاء ، ولا يتعنىَّ ، فإنه لا يعود كفافا " جامع الأصول (2/580)
ومثل الدين في عدم التكفير للخطايا جميع حقوق الآدميين ، فإن الجهاد وغيره من الطاعات لا تكفرها ، وإنما تكفر حقوق الله تعالى . يراجع شرح النووي على مسلم (13/29)
هذا ، ولا يلزم من عدم تكفير الجهاد في سبيل الله الدين ونحوه ، أنه لا يكتب للمجاهد أجر جهاده وشهادته ، فذاك شيء وهذا شيء آخر ، بل يرى بعض العلماء جواز خروج المدين بدون استئذان صاحب الدين ، إذا كان رضي ببقاء ذنب الدين عليه ، كما قال الشوكاني رحمه الله : " وغاية ما اشتملت عليه أحاديث الباب هو أن الشهيد يغفر له جميع ذنوبه إلا ذنب الدين ، وذلك لا يستلزم عدم جواز الخروج إلى الجهاد إلا بإذن من له الدين ، بل إن أحب المجاهد أن يكون جهاده سببا لمغفرة كل ذنب ، استأذن صاحب الدين في الخروج ، وإن رضي بأن يبقى عليه ذنب واحد جاز له الخروج بدون استئذان " نيل الأوطار (7/251) ويراجع تكملة المجموع (18/56) وحواشي تحفة المحتاج (9/232) وروضة الطالبين (10/210) وحاشية ابن عابدين (4/126).