PDA

View Full Version : توبة الممثلة "شمس البارودي "


فتى الامارات
22-12-2000, 11:19 PM
^1
توبة الممثلة "شمس البارودي

في حوار أجرته إحدئ الصحف مع شمس البارودي الممثلة المعروفة التي اعتزلت التمثيل وردا على سؤال عن سبب هدايتها قالت :

بسم الله الرحمن الرحيم . .

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. البداية كانت في نشأتي . . والنشأة لها كان والدي - بفضل الله - رجل متدين ، التدين البسيط العادي . . وكذلك كانت والدتي - رحمهما الله - كنت أصلي ولكن ليس بانتظام . . كانت بعض الفروض تفوتني ولم أكن أشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلاة . . وللأسف كانت مادة الدين في المدارس ليست أساسية وبالطبع لم يكن يرسب فيها أحـد ولم يكن الـدين علما أساسيا مثل باقي العلوم الأخرئ الدينوية . . وعندما حصلت على الثانوية العامة كانت رغبتي إما في دخول كلية الحقوق أو دراسة الفنون الجميلة، ولكن المجموع لم يؤهلني لأيهما . . فدخلت معهد الفنون المسرحية، ولم أكمل الدراسة فيه حيث مارست مهنة التمثيل.. وأشعر

الان كأنني دفعت إليها دفعا . . فلم تكن في يوم من الأيام حلم حياتي ولكن بريق الفن والفنانين والسينما والتليفزيون كان يغري أي فتاة في مثل سني - كان عمري انذاك 16 - 17 سنة - خاصة مع قلة الثقافة الدينية الجيدة . وأثناء عملي بالتمثيل كنت أشعر بشيء في داخلي يرفض العمل حتى أنني كنت أظل عامين أوثلاثة دون عمل حتى يقول البعض : إنني اعتزلت . . والحمد لله كانت أسرتي ميسورة الحال من الناحية المادية فلم أكن أعمل لحاجة مادية . . وكنت أنفق العائد من عملي على ملابسي ومكياجي وما إلى ذلك . . استمر الوضع حتى شعرت أني لا أجد نفسي في هذا العمل . . . وشعرت أن جمالي هو الشيء الـذي يستغل في عملي بالتمثيل . . وعندها بدأت أرفض الأدوار التي تعرض علي ، والتي كانت تركز دائما على جمالي الذي وهبني الله إياه وعند ذلك قل عملي جدا . . كان عملي بالتمثيل أشبه بالغيبوبة . . كنت أشعر أن هناك انفصاما بين شخصيتي الحقيقية والوضع الذي أنا فيه . . وكنت أجلس أفكر في أعمالي السينمائية التي راها الجمهور. . ولم أكن أشعر أنها تعبر عني ، وأنها أمر مصطنع ، كنت أحس أنني أخرج من جلدي . وبدأت أمثل مع زوجي الأستاذ حسن يوسف في أدوار أقرب لنفسي فحدثت لي نقلة طفيفة من أن يكون المضمون لشكلي فقط بل هناك جانب آخر. أثناء ذلك بدأت أواظب على أداء الصلوات بحيث لوتركت فرضا من الفروض أستغفر الله كثيرا بعد أن أصليه قضاء. . وكان ذلك يحزنني كثيرا . . كل ذلك ولم أكن ألتزم بالزي ا لاسلامي . وقبل أن أتزوج كنت أشتري ملابسي من أحدث بيوت الأزياء في مصر وبعد أن تزوجـت كان زوجـي يصحبني للسفـر خارج مصـر لشـراء المـلابس الصيفية والشتوية! ! . . أتذكر هذا الان بشيء من الحزن ، لأن مثل هذه الأمور التافهة كانت تشغلني . ثم بدأت أشتري ملابس أكثر حشمة، وإن أعجبني ثوب بكم قصير كنت أشتري معه "جاكيت " لستر الجزء الظاهر من الجسم . . كانت هذه رغبة داخلية عندي .

وبدأت أشعر برغبة في ارتداء الحجاب ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولون لي : إنك الان أفضل ! ! ! . . بدأت أقرأ في المصحف الشريف أكثر. . وحتى تلك الفترة لم أكن قد ختمت القرآن الكريم قراءة، كنت أختمه مع مجموعة من صديقات الدراسة . . ومن فضل الله أنني لم تكن لي صداقات في الوسط الفني ، بل كانت صداقاتي هي صداقات الطفولة ، كنت أجتمع وصديقاتي -حتى بعد أن تزوجت - في شهر رمضان الكريم في بيت واحدة منا نقرأ القران الكريم ونختمه وللأسف لم تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي . . في تلك الفترة كنت أعمل دائما مع زوجي سواء كان يمثل معي أو يخرج لي الأدوار التي كنت أمثلها . . وأنا أحكي هذا الان ليس باعتباره شيئا جميلا في نفسي ولكن أتحدث عن فترة زمنية عندما أتذكرها أتمنى لوتمحى من حياتي ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت أبدا أن أكون من الوسط الفني ! ! كنت أتمنى أن أكون مسلمة ملتزمة لأن ذلك هو الحق والله - تعالى - يقول : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ،) . كنت عندما أذهب إلى المصيف أتأخر في نزول البحر إلى مابعد الغروب ومغادرة الجميع للمكان إلا من زوجي ، وأنا أقول هذا لأن هناك من تظن أن بينها وبين الالتزام هوة واسعة ولكن الأمر - بفضل الله - سهل وميسور فالله يقول في الحديث القدسي : ("ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة .) . . " . وكانت قراءتي في تلك الفترة لبرجسون وسارتر وفرويد وغيرهم من الفلسفات التي لاتقدم ولاتؤخر وكنت أدخل في مناقشات جدلية فلسفية وكانت عندي مكتبة وكانت

عندي رغبة قوية في أداء العمرة وكنت أقول في نفسي . إنني لا أستطيع أن أؤدي العمرة إلا إذا ارتديت الحجاب لأنه غير معقول أن أذهب لبيت الله دون أكـون ملتزمة بالزي الإسلامي. . لكن هناك من قلن لي : لا. . أبدا. . هذا ليس شرطا . . كان ذلك جهلا منهن بتعاليم الإسلام لأنهن لم يتغير فيهن شيء بعد أدائهن للعمرة. وذهب زوجي لأداء العمرة ولم أذهب معه لخوفي أن تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيابي . . ولانها أصيبت بنزلة شعبية وانتقلت العدوى إلى ابني ثم انتقلت إلي فصرنا نحن الثلاثة مرضى فنظرت إلى هذا الأمر فيها تدبر وكأنها عقاب على تأخري عن أداء العمرة. وفي العام التالي ذهبت لأداء العمرة وكان ذلك سنة 1982 م في شهر "فبراير" وكنت عائدة في "ديسمبر" من باريس وأنا أحمل أحدث الملابس من بيوت الأزياء . . كانت ملابس محتشمة . . ولكنها أحدث موديل . . وعندما ذهبت واشتريت ملابس العمرة البيضاء كانت أول مرة ألبس الثياب البيضاء دون أن أضع أي نوع من المساحيق على وجهي ورأيت نفسي أكثر جمالا. . ولأول مرة سافرت دون أن أصاب بالقلق على أولادي لبعدي عنهم وكانت سفرياتي تصيبني بالفزع والرعب خوفا عليهم. . وكنت آخذهم معي في الغالب . وذهبت لأداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس . . وعندما وصلت إلى الحرم النبوي بدأت أقرأ في المصحف دون أن أفهم الآيات فهما كاملا لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن في المـدينة ومكة. . وكانت بعض المرافقات لي يسألنني : هل ستتحجبين ؟ وكنت أقـول : لا أعرف . . كنت أعلق ذلك الأمر على زوجي . . هل سيوافق أم لا.. ولم أكن أعلم أنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق . . وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات اللائي كن يرتدين الخمار وكنت أفضل البقاء في الحرم لأقرأ القران الكريم وفي إحدئ المرات أثناء وجودي في الحرم بين العصر والمغرب التقيت بإحدئ الأخوات وهي مصرية تعيش

في الكويت اسمها "أروئ " قرأت علي أبياتا من الشعر الذي كتبته هي فبكيت ، لأنني استشعرت أنها مست شيئا في قلبي وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثيرا ولكن الـذي من حولي كانـوا يقولـون لي . انتظري حتى تسألي زوجك . . . لاتتعجلي . . أنت مازلت شابة.. . إلخ " ولكن كانت رغبتي دائما قي ارتداء الحجاب قالت الأخت "أروى" :

فليقـولـوا عـن حجـابـي لاوربـي لـن أبـالي قدحمـاني فيـه دينـي وحبـاني بالجـلال زينـتي دومـاحيـائي واحتشـامي هـو مالـي ألأنـي أتـولـى عن متـاع لـزوال لامـني النـاس كـأني أطـلب السـوءلحـالي كم لمحـت اللـوم منهـم في حـديـث أوسـؤال

وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكـرتها . . . استشعرت أنها تتحدث بلسان حالي . . وأنها مست شغاف قلبي . وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من أبي ، توفيت وكنت أحبها كثيرا - رحمها الله - وبعد أداء العمرة لم أنم تلك الليلة واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكـأن جبال الدنيا تجثم فوق أنفاسي . . . وكأن خطايا البشر كلها تخنقني . . كل مباهج الدنيا التي كنت أتمتع بهاكأنها أوزارتكبلني. . وسألني والدي عن سبب أرقى فقلت له : أريد أن أذهب إلى الحـرم الان . . ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قدحان ولكن والدي -وكان مجندا نفسه لراحتي في رحلة العمرة-صحبني إلى الحـرم . . وعندما وصلنا أديت تحية المسجدوهي الطواف وفي أول شوط من الأشواط السبعة يسر الله لي الوصول إلى الحجر الاسود ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد... لي ولزوجي وأولادي وأهلي وكـل من أعرف. . . دعوت بقوة! الإيمان . . . ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع . . طول الأشواط السبعة لم أدع ! إلا بقوة الإيمان وطوال الأشواط السبعة أصل إلى الحجر الأسود وأقبله ، وعند مقام !

إبراهيم عليه السلام وقفت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة، كأني لم أقرأها طوال حياتي واستشعرت فيها معان اعتبرتها منة من الله ، فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب . . وكنت أبكي وكياني يتزلزل . . . في الطواف استشعرت كأن ملائكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلي . . استشعرت عظمة الله كما لم أستشعرها طوال حياتي . . ثم صليت ركعتين في الحجروحدث لي الشيء نفسه كل ذلك كان قبل . الفجر. . وجاءني والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجرعندها كنت قد تبدلت وأصبحت إنسـانـة أخرئ تماما. وسألني بعض النساء : هل ستتحجبين يا أخت شمس : بإذن الله . . . حتى نبرات صوتي قدتغيرت . . . تبدلت تماما. . هذا كل ماحـدث لي . . . وعدت ومن بعدها لم أخلع حجابي . . وأنا الان في السنة السادسة منذ ارتديته وأدعو الله أن يحسن خاتمتي وخاتمتنا جميعا أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء. .