الفرزدق
07-11-2000, 03:57 AM
أولاً :
أدعوكم لقراءة ماكتب بكل تأني وصدق ،،،وتبصر ذلك اليوم العظيم ،،،
هذه مقدمة الدكتور/ دوخي الحارثي،،،من مجلة البحوث ،،،
وضعتها هنا لتعم الفائدة المرجوة بإذن الله تعالى ،،،
الحمد لله نحمده على آلائه ونشكره على توفيقه وامتنانه، ونسأله في الدنيا الثبات على دينه وفي الآخرة الفوز بجنانه، ونشهد أنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً، وبعد:
إن يوم القيامة يوم عظيم فيه من المشاهد التي تصور المواقف في تلك الساعة الشيء الكثير الذي بالنظر والتمعن يزداد المؤمن إيماناً والمفرط رجوعاً واستقامةً، وسأورد طرفاً من ذلك سائلاً المولى الكريم أن يرزقنا الفهم في كتابه الكريم وسنة نبيه الأمين والعمل الصالح الذي يرضى به عنا .
__________________________________________
مشهد الكائنات الكونية،،،في يوم القيامة ،،،
__________________________________________
(((أولا)))ً: مشهد الكائنات السفلية (الأرض والجبال والبحار):
من المشاهد الكونية العظيمة التي تذهل العباد يوم القيامة الأرض والجبال والبحار لما يحصل لها من خراب في يوم القيامة، وما يكون لها من الحركات المروعة، والحادث الذي لم يكن له مثيل من قبل، يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}
وقد جاء ذكر الآيات الكونية في القرآن الكريم مفرّقة أحياناً وأحياناً أخرى مقترن بعضها ببعض حيث يأتي المشهد لآية من هذه الآيات الكونية على حدة وتأتي المشاهد لعدد منها في جهة واحدة كالأرض مثلاً . وسنرى أوصاف هذه المشاهد حسبما جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة . وسأتناولها بالحديث مشهداً مشهداً لتتضح صورة كل منها حسب تصوير النصوص لها بقدر الإمكان .
أ - مشهد الجبال:
قال الله تعالى: {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة}(2) .
أول مايجري للكائنات عند زلزلة الأرض هو ذهاب الجبال لأنها هي الرواسي للأرض كما أخبر الله تعالى عن هذا بقوله: {ألم نجعل الأرض مهادا . والجبال أوتادا}، وقوله تعالى: {والجبال أرساها} .
فيزيل الله الجبال من آماكنها ويذهبها سبحانه وتعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعاً صفصفا . لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا} .
فتبقى الأرض مستوية لا حجر فيها ولا شجر ولا انخفاض ولا ارتفاع فهي ظاهرة مكشوفة جميعها للرائي .
وقوله تعالى: {وترى الأرض بارزة} خطاب لسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد ممن يتأتى منه الرؤية، أي: وترى جميع جوانب الأرض: {بارزة} بادية ظاهرة، أما ظهور ماكان منها تحت الجبال فظاهر، وأما ماعداه فكانت الجبال تحول بينه وبين الناظر قبل ذلك أو تراها بارزة لذهاب جميع ماعليها من الجبال والبحار والعمران والأشجار، وإنما اقتصر على زوال الجبال لأنه يعلم منه زوال ذلك بطريق الأولى
وقال تعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب} قال ابن كثير: (أي تراها كأنها ثابتة، باقية على ماكانت عليه وهي تمر مر السحاب، أي تزول عن أماكنها . كما قال تعالى: {يوم تمور السماء موراً . وتسير الجبال سيرا} .
تُزال الجبال عن أماكنها وذلك بصيرورتها هباءً ثم ذهابها .
وقال تعالى: {وبست الجبال بسا} ، قال الفراء: (صارت كالدقيق، وذلك قوله: {وسيّرت الجبال}) . {وبست}: فتت فصارت أرضاً ، وقيل نسفت كما قال تعالى: {ينسفها ربي نسفا} . والصحيح هو نسفها كما هو ظاهر الآية بعد أن تكون فتاتاً كالدقيق ، كما قال تعالى: {وكانت الجبال كثيباً مهيلا} . قال الفراء: (الكثيب: الرمل، والمهيل: الذي تحرك أسفله فينهال عليك من أعلاه) . هذا وصف، ثم يعطي سبحانه وتعالى وصفاً آخر لما يحصل للجبال من عجائب قدرته تعالى وأن لاشيء وإن عظم بمستحيل مع قدرة الله تعالى فيقول عزوجل: {وتكون الجبال كالعهن} ، وكيف هذا العهن؟ فيقول تعالى في موضع آخر: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش}، والعهن هو: الصوف المصبوغ ألواناً ، المنفوش: النفش: مدك الصوف حتى ينتفش بعضه عن بعض .
هذه حال الجبال يوم القيامة وصفاتها المروعة بعد الصلابة والقوة والكبر والكثرة تصير بهذه الصفات ثم يذهبها الله تعالى حتى يصبح لا أثر لها . قال تعالى: {وسيرت الجبال فكانت سرابا}،،،
فما حالنا؟؟
_______________
وسأكمل المرة القادمة - إن شاء الله - مشهد الأرض ،،، فلنابقية ،،،
أدعوكم لقراءة ماكتب بكل تأني وصدق ،،،وتبصر ذلك اليوم العظيم ،،،
هذه مقدمة الدكتور/ دوخي الحارثي،،،من مجلة البحوث ،،،
وضعتها هنا لتعم الفائدة المرجوة بإذن الله تعالى ،،،
الحمد لله نحمده على آلائه ونشكره على توفيقه وامتنانه، ونسأله في الدنيا الثبات على دينه وفي الآخرة الفوز بجنانه، ونشهد أنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً، وبعد:
إن يوم القيامة يوم عظيم فيه من المشاهد التي تصور المواقف في تلك الساعة الشيء الكثير الذي بالنظر والتمعن يزداد المؤمن إيماناً والمفرط رجوعاً واستقامةً، وسأورد طرفاً من ذلك سائلاً المولى الكريم أن يرزقنا الفهم في كتابه الكريم وسنة نبيه الأمين والعمل الصالح الذي يرضى به عنا .
__________________________________________
مشهد الكائنات الكونية،،،في يوم القيامة ،،،
__________________________________________
(((أولا)))ً: مشهد الكائنات السفلية (الأرض والجبال والبحار):
من المشاهد الكونية العظيمة التي تذهل العباد يوم القيامة الأرض والجبال والبحار لما يحصل لها من خراب في يوم القيامة، وما يكون لها من الحركات المروعة، والحادث الذي لم يكن له مثيل من قبل، يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}
وقد جاء ذكر الآيات الكونية في القرآن الكريم مفرّقة أحياناً وأحياناً أخرى مقترن بعضها ببعض حيث يأتي المشهد لآية من هذه الآيات الكونية على حدة وتأتي المشاهد لعدد منها في جهة واحدة كالأرض مثلاً . وسنرى أوصاف هذه المشاهد حسبما جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة . وسأتناولها بالحديث مشهداً مشهداً لتتضح صورة كل منها حسب تصوير النصوص لها بقدر الإمكان .
أ - مشهد الجبال:
قال الله تعالى: {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة}(2) .
أول مايجري للكائنات عند زلزلة الأرض هو ذهاب الجبال لأنها هي الرواسي للأرض كما أخبر الله تعالى عن هذا بقوله: {ألم نجعل الأرض مهادا . والجبال أوتادا}، وقوله تعالى: {والجبال أرساها} .
فيزيل الله الجبال من آماكنها ويذهبها سبحانه وتعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعاً صفصفا . لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا} .
فتبقى الأرض مستوية لا حجر فيها ولا شجر ولا انخفاض ولا ارتفاع فهي ظاهرة مكشوفة جميعها للرائي .
وقوله تعالى: {وترى الأرض بارزة} خطاب لسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد ممن يتأتى منه الرؤية، أي: وترى جميع جوانب الأرض: {بارزة} بادية ظاهرة، أما ظهور ماكان منها تحت الجبال فظاهر، وأما ماعداه فكانت الجبال تحول بينه وبين الناظر قبل ذلك أو تراها بارزة لذهاب جميع ماعليها من الجبال والبحار والعمران والأشجار، وإنما اقتصر على زوال الجبال لأنه يعلم منه زوال ذلك بطريق الأولى
وقال تعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب} قال ابن كثير: (أي تراها كأنها ثابتة، باقية على ماكانت عليه وهي تمر مر السحاب، أي تزول عن أماكنها . كما قال تعالى: {يوم تمور السماء موراً . وتسير الجبال سيرا} .
تُزال الجبال عن أماكنها وذلك بصيرورتها هباءً ثم ذهابها .
وقال تعالى: {وبست الجبال بسا} ، قال الفراء: (صارت كالدقيق، وذلك قوله: {وسيّرت الجبال}) . {وبست}: فتت فصارت أرضاً ، وقيل نسفت كما قال تعالى: {ينسفها ربي نسفا} . والصحيح هو نسفها كما هو ظاهر الآية بعد أن تكون فتاتاً كالدقيق ، كما قال تعالى: {وكانت الجبال كثيباً مهيلا} . قال الفراء: (الكثيب: الرمل، والمهيل: الذي تحرك أسفله فينهال عليك من أعلاه) . هذا وصف، ثم يعطي سبحانه وتعالى وصفاً آخر لما يحصل للجبال من عجائب قدرته تعالى وأن لاشيء وإن عظم بمستحيل مع قدرة الله تعالى فيقول عزوجل: {وتكون الجبال كالعهن} ، وكيف هذا العهن؟ فيقول تعالى في موضع آخر: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش}، والعهن هو: الصوف المصبوغ ألواناً ، المنفوش: النفش: مدك الصوف حتى ينتفش بعضه عن بعض .
هذه حال الجبال يوم القيامة وصفاتها المروعة بعد الصلابة والقوة والكبر والكثرة تصير بهذه الصفات ثم يذهبها الله تعالى حتى يصبح لا أثر لها . قال تعالى: {وسيرت الجبال فكانت سرابا}،،،
فما حالنا؟؟
_______________
وسأكمل المرة القادمة - إن شاء الله - مشهد الأرض ،،، فلنابقية ،،،