أبو لـُجين ابراهيم
04-11-2000, 06:52 AM
لـمـاذا ؟؟!!
سألته والهم والغم يعلوان محياه ويذهبان بإشراقة وجهه المعهودة والتي تميز بها عن كثير من أقرانه ، سألته مندهشاً : ما الأمر ؟ قال وبكل ضجر : لماذا ؟ لماذا ؟ قلت ماذا ماذا ؟ … قال : رجعت إلى زوجتي فإذا هي متغيرة ضجرة تتأفف وتبكي وتصرخ ولا وتريدني ؟ وتركتها بخير حال .. أحسنت توديعي قائلة :
إياك والتأخر فأنا سريعة الشوق إليك زوجاه … فلماذا لما جئتها تعاملني هكذا ؟!
استعرضت مع صاحبي بعض الأسباب المؤدية إلى مثل حالها فإذا هو ينفي حصولها في مجتمعه …
قلت : لا أعنيك بما سأقول ، لكنه سبب وجيه قد يفضي إلى مثل ما تشتكي منه ، قال : وما هو رعاك الله ، قلت : المعاصي والذنوب ، فقد أشار ابن القيم الجوزية رحمه الله إلى ذلك قائلاً :
( وللمعاصي من الآثار ما لا يعلمه إلا الله ، ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين امرأته وولده وأقاربه ) .
وقال بعض السلف : ( إني لأعصي الله فأرى أثر ذلك في خلق امرأتي ) وقال ابن الجوزي رحمه الله : ( بلغني أن امرأة من أهل بغداد كانت على قدم التقوى والمحاسبة لنفسها فلقيها رجل فقرص كتفها فجاءت إلى زوجها فقالت له : بالله عليك أصدقني ، ما الذي فعلت اليوم من الذنوب ، فقال : قرصت كتف امرأة ، فقالت : قد قرص كتفي ، فقيل لها : من أين علمت ، قالت : أنا على قدم المراقبة والاحتراس من نفسي فعلمت أني أوتيت من قبله … مما يذكر عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما ولي الخلافة أن أهل البادية أتوا أهل المدينة يسألونهم مندهشين : ما الأمر ؟ فقيل لهم : ولم السؤال ؟ قالوا : لأن الذئب عندنا يرعى مع الغنم ، فقال أهل المدينة : ولي العبد الصالح الخلافة ، وفي يوم وفاة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه جاء أهل البادية يقولون :
اعتدى الذئب عندنا على الغنم ، قال أهل المدينة : مات العبد الصالح .
هكذا اصلح الله ما بين الذئب والغنم لما أصلح الناس ما بينهم وبين الله .. وهكذا والأصل بين الذئب والغنم العداوة ….
فكيف بين الزوج والزوجة والأصل بينهما المودة والرحمة والسكن كما بين سبحانه . ـ المرجع : من وحي الأسرة . / عبد الله البو سعيدي .
سألته والهم والغم يعلوان محياه ويذهبان بإشراقة وجهه المعهودة والتي تميز بها عن كثير من أقرانه ، سألته مندهشاً : ما الأمر ؟ قال وبكل ضجر : لماذا ؟ لماذا ؟ قلت ماذا ماذا ؟ … قال : رجعت إلى زوجتي فإذا هي متغيرة ضجرة تتأفف وتبكي وتصرخ ولا وتريدني ؟ وتركتها بخير حال .. أحسنت توديعي قائلة :
إياك والتأخر فأنا سريعة الشوق إليك زوجاه … فلماذا لما جئتها تعاملني هكذا ؟!
استعرضت مع صاحبي بعض الأسباب المؤدية إلى مثل حالها فإذا هو ينفي حصولها في مجتمعه …
قلت : لا أعنيك بما سأقول ، لكنه سبب وجيه قد يفضي إلى مثل ما تشتكي منه ، قال : وما هو رعاك الله ، قلت : المعاصي والذنوب ، فقد أشار ابن القيم الجوزية رحمه الله إلى ذلك قائلاً :
( وللمعاصي من الآثار ما لا يعلمه إلا الله ، ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين امرأته وولده وأقاربه ) .
وقال بعض السلف : ( إني لأعصي الله فأرى أثر ذلك في خلق امرأتي ) وقال ابن الجوزي رحمه الله : ( بلغني أن امرأة من أهل بغداد كانت على قدم التقوى والمحاسبة لنفسها فلقيها رجل فقرص كتفها فجاءت إلى زوجها فقالت له : بالله عليك أصدقني ، ما الذي فعلت اليوم من الذنوب ، فقال : قرصت كتف امرأة ، فقالت : قد قرص كتفي ، فقيل لها : من أين علمت ، قالت : أنا على قدم المراقبة والاحتراس من نفسي فعلمت أني أوتيت من قبله … مما يذكر عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما ولي الخلافة أن أهل البادية أتوا أهل المدينة يسألونهم مندهشين : ما الأمر ؟ فقيل لهم : ولم السؤال ؟ قالوا : لأن الذئب عندنا يرعى مع الغنم ، فقال أهل المدينة : ولي العبد الصالح الخلافة ، وفي يوم وفاة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه جاء أهل البادية يقولون :
اعتدى الذئب عندنا على الغنم ، قال أهل المدينة : مات العبد الصالح .
هكذا اصلح الله ما بين الذئب والغنم لما أصلح الناس ما بينهم وبين الله .. وهكذا والأصل بين الذئب والغنم العداوة ….
فكيف بين الزوج والزوجة والأصل بينهما المودة والرحمة والسكن كما بين سبحانه . ـ المرجع : من وحي الأسرة . / عبد الله البو سعيدي .