PDA

View Full Version : * أدب الـــنـــفـــس *


صدى الحق
23-09-2000, 12:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‏مجانبة الكبر والإعجاب الفصل الأول في مجانبة الكبر والإعجاب ‏:‏ لأنهما يسلبان الفضائل ‏,‏ ويكسبان الرذائل ‏.
‏ وليس لمن استوليا عليه إصغاء لنصح ‏,‏ ولا قبول لتأديب ‏;‏ لأن الكبر يكون بالمنزلة ‏,‏ والعجب يكون بالفضيلة ‏.‏
فالمتكبر يجل نفسه عن رتبة المتعلمين ‏,‏ والمعجب يستكثر فضله عن استزادة المتأدبين ‏.
‏ فلذلك وجب تقديم القول فيهما بإبانة ما يكسبانه من ذم ‏,‏ ويوجبانه من لوم ‏.‏ ‏

‏فنقول ‏:‏ أما الكبر فيكسب المقت ويلهي عن التألف ويوغر صدور الإخوان ‏,‏ وحسبك بذلك سوءا عن استقصاء ذمه ‏.
‏ ولذلك ‏{‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس أنهاك عن الشرك بالله والكبر ‏,‏ فإن الله يحتجب منهما ‏}‏ ‏.‏
وقال أزدشير بن بابك ‏:‏ ما الكبر إلا فضل حمق لم يدر صاحبه أين يذهب به فيصرفه إلى الكبر ‏.
‏ وما أشبه ما قال بالحق ‏.‏ ‏

‏وحكي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير نظر إلى المهلب بن أبي صفرة وعليه حلة يسحبها ويمشي الخيلاء فقال ‏:‏ يا أبا عبد الله ‏,‏ ما هذه المشية التي يبغضها ‏الله ورسوله ‏؟‏ فقال المهلب ‏:‏ أما تعرفني ‏؟‏ فقال ‏:‏ بل أعرفك ‏,‏ أولك نطفة مذرة ‏,‏ وآخرك جيفة قذرة ‏,‏ وحشوك فيما بين ذلك بول وعذرة ‏.
‏ فأخذ ابن عوف هذا الكلام فنظمه شعرا فقال ‏:‏

‏عجبت من معجب بصورته ‏*** ‏وكان بالأمس نطفة مذره ‏
‏وفي غد بعد حسن صورته ‏*** ‏يصير في اللحد جيفة قذره ‏
‏وهو على تيهه ونخوته ‏*** ‏ما بين ثوبيه يحمل العذره ‏

وقد كان المهلب أفضل من أن يخدع نفسه بهذا الجواب غير الصواب ‏,‏ ولكنها زلة من زلات الاسترسال ‏,‏ وخطيئة من خطايا الإدلال ‏.‏ ‏

‏فأما الحمق الصريح ‏,‏ والجهل القبيح ‏,‏ فهو ما حكي عن نافع بن جبير بن مطعم أنه جلس في حلقة العلاء بن عبد الرحمن الخرقي وهو يقرئ الناس ‏,‏ فلما فرغ قال ‏:‏ أتدرون لم جلست إليكم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ جلست لتسمع ‏.‏
قال ‏:‏ لا ولكني أردت أن أتواضع لله بالجلوس إليكم ‏.‏ فهل يرجى من هذا فضل أو ينفع فيه عذل ‏!‏ وقد قال ابن المعتز ‏:‏ لما عرف أهل النقص حالهم عند ذوي الكمال استعانوا بالكبر ليعظم صغيرا ‏,‏ ويرفع حقيرا ‏,‏ وليس بفاعل ‏.‏ ‏

‏وأما الإعجاب فيخفي المحاسن ويظهر المساوئ ويكسب المذام ويصد عن الفضائل ‏.‏ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏:‏ ‏{‏ إن العجب ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ‏}‏ ‏.
‏ وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ‏:‏ الإعجاب ضد الصواب وآفة الألباب ‏.
‏ وقال بزرجمهر ‏:‏ النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها التواضع ‏,‏ والبلاء الذي لا يرحم صاحبه منه العجب ‏.‏

المصدر

كتاب ‏أدب الدنيا والدين

aziz2000
23-09-2000, 12:58 AM
جزاك الله خيرا أخي صدى الحق ..

وصدقت والله في حديثك عن الكبر فهو آفة المتعلم .. و عدو العلم

و الإعجاب بالنفس و الغرور لما وصلت إليه النفس من علم هو كما

قلت أخي .. حـمـق من صاحبه و توقف عن الإستزادة من العلم ..

و لنعلم بأن أصل المعاصي الكبر .. فقد كانت أول معصية من

الشيطان عندما تكبر و لم يسجد لآدم كما أمره الله سبحانه و تعالى

يقول تعالى ( فـسـجـد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس اسـتـكـبر وكان من الكافرين )


اللهم إنا نعوذ بك من الكبر ...

اديب
23-09-2000, 07:47 PM
جزيت من الله كل خير ..

وبالفعل الإنسان يجب أن يوطن نفسه على التواضع ،فماهو سوى نطفة ثم يصير إلى جيفة ..

فأحبائي أرفعوا من منزلتكم بالتواضع وأكسبوا حب الناس بالأخلاق الحميدة ..

وتذكروا أن أول معصية أرتكبت هي الكبر ..

اللهم أ[عد عنا الكبر والخيلاء ..

صدى الحق
26-09-2000, 11:57 PM
وجزاك الله خيراً وحفظنا الله وإياك من هذه الآفة التي إبتلي بها الكثيرين من أبناء هذه الأُمة .

صدى الحق
27-09-2000, 12:00 AM
وجزاك الله خيراً أخي ونفعنا الله بك وبمشاركتك ، وأسئل الله أن يحفظنا من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا .