ابن القيم
19-09-2000, 11:02 PM
وأما النفاق: فالداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئاً منه وهو لا يشعر فإنه أمر خفي على الناس وكثير ما يخفى على من تلبس به . فيزعم انه مصلح وهو مفسد وهما نوعان:أكبر وأصغر
فالأكبر :يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو بالباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به لا يؤمن بأن الله تكلم بكلام انزله على بشر جعله رسول للناس يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه.
وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين . وكشف أسرارهم في القرآن وجلّى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر . وذكر طوائف العالم الثلاثة : في أول سورة البقرة : المومنون , الكفار ,والمنافقين ..
فذكر في المومنين أربع آيات وفي الكفار آيتين . وفي المنافقين ثلاث عشرة آيه . لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام أهله . فإن بلية الإسلام بهم شديدة جداً. لأنهم منسوبون إليه والى نصرته ومولاته وهم أعدائه في الحقيقة .يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل انه علم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد.
فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه ؟! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه ؟! وكم من علم قد طمسوه ؟!وكم من لواء له مرفوعاً وضعوه ؟!وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها ؟!وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها ؟!
فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنه وبليه. ولا يزال يطرقه من شبههم سريه بعد سريه . ويزعمون بذلك أنهم مصلحون { ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون }.
اتفقوا على مفارقه الوحي .فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون ولأجل ذلك{ اتخذوا هذا القرآن مهجوراً }.
درست معالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها . ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها ،وأفلت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحبونها . وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها. لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله . ولم يرفعوا به رأساً. ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأساً. خلعوا نصوص الوحي عن سلطنه الحقيقة . وعزلوها عن ولاية اليقين . وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة .فلا يزال يخرج عليها كمين بعد كمين .نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام . فقابلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والاكرام .وتلقوها من بعيد ، ولكن بالدفع منها في الصدور والاعجاز وقالوا:مالك عندنا من عبور- وان كان لا بد -فعلى سبيل الاجتياز.أعدوا لدفعها أصناف العدد وضروب القوانين ،وقالوا-لما حلت بساحتهم-: ما لنا ولظواهر لفظيه لا تفيدنا شيئاً من اليقين .وعوامهم قالوا :حسبنا ماوجدنا عليه خلفنا من المتأخرين .فإنهم أعلم بها من السلف الماضين ،وأقوم بطرائق الحجج والبراهين .وأولئك غلبت عليهم السذاجه وسلامه الصدور. ولم يتفرعوا لتمهيد قواعد النظر ولكن صرفوا هممهم إلى فعل المأمور وترك المحضور فطريقة المتأخرين : أعلم وأحكم وطريقة السلف الماضين : أجهل ولكنها أسلم.
أنزلوا نصوص السنة والقرآن .منزلة الخليفة في هذا الزمان اسمه علىالسكة وفي الخطبة على المنابر مرفوع . والحكم النافذ لغيره فحكمه غير مقبول ولامسموع
لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران والغل والكفران فالظواهر ظواهر الأنصار والبواطن قد تحيزت الى الكفار فالسنتهم ألسنة المسالمين وقلوبهم قلوب المحاربين ويقولون (امنا بالله وباليوم الأخر وماهم بمومنين )
رأس مالهم الخديعة والمكر وبضاعتهم الكذب
اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ................آمين
فالأكبر :يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو بالباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به لا يؤمن بأن الله تكلم بكلام انزله على بشر جعله رسول للناس يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه.
وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين . وكشف أسرارهم في القرآن وجلّى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر . وذكر طوائف العالم الثلاثة : في أول سورة البقرة : المومنون , الكفار ,والمنافقين ..
فذكر في المومنين أربع آيات وفي الكفار آيتين . وفي المنافقين ثلاث عشرة آيه . لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام أهله . فإن بلية الإسلام بهم شديدة جداً. لأنهم منسوبون إليه والى نصرته ومولاته وهم أعدائه في الحقيقة .يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل انه علم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد.
فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه ؟! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه ؟! وكم من علم قد طمسوه ؟!وكم من لواء له مرفوعاً وضعوه ؟!وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها ؟!وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها ؟!
فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنه وبليه. ولا يزال يطرقه من شبههم سريه بعد سريه . ويزعمون بذلك أنهم مصلحون { ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون }.
اتفقوا على مفارقه الوحي .فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون ولأجل ذلك{ اتخذوا هذا القرآن مهجوراً }.
درست معالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها . ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها ،وأفلت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحبونها . وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها. لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله . ولم يرفعوا به رأساً. ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأساً. خلعوا نصوص الوحي عن سلطنه الحقيقة . وعزلوها عن ولاية اليقين . وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة .فلا يزال يخرج عليها كمين بعد كمين .نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام . فقابلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والاكرام .وتلقوها من بعيد ، ولكن بالدفع منها في الصدور والاعجاز وقالوا:مالك عندنا من عبور- وان كان لا بد -فعلى سبيل الاجتياز.أعدوا لدفعها أصناف العدد وضروب القوانين ،وقالوا-لما حلت بساحتهم-: ما لنا ولظواهر لفظيه لا تفيدنا شيئاً من اليقين .وعوامهم قالوا :حسبنا ماوجدنا عليه خلفنا من المتأخرين .فإنهم أعلم بها من السلف الماضين ،وأقوم بطرائق الحجج والبراهين .وأولئك غلبت عليهم السذاجه وسلامه الصدور. ولم يتفرعوا لتمهيد قواعد النظر ولكن صرفوا هممهم إلى فعل المأمور وترك المحضور فطريقة المتأخرين : أعلم وأحكم وطريقة السلف الماضين : أجهل ولكنها أسلم.
أنزلوا نصوص السنة والقرآن .منزلة الخليفة في هذا الزمان اسمه علىالسكة وفي الخطبة على المنابر مرفوع . والحكم النافذ لغيره فحكمه غير مقبول ولامسموع
لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران والغل والكفران فالظواهر ظواهر الأنصار والبواطن قد تحيزت الى الكفار فالسنتهم ألسنة المسالمين وقلوبهم قلوب المحاربين ويقولون (امنا بالله وباليوم الأخر وماهم بمومنين )
رأس مالهم الخديعة والمكر وبضاعتهم الكذب
اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ................آمين