PDA

View Full Version : الوقفة الثانية والثالثة،،،،،،،،


الصواعق المحرقة
13-09-2000, 02:15 PM
الوقفة الثانية
كمال العقل
من علامة كمال العقل : علو الهمة ! و الراضي بالدون دنيء ! !
و لم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام

الوقفة الثالثة
أحوال بعض الخائفين
خرج مسلم في صحيحه " من حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أنه قال : و الذي نفسي بيده ، لو رأيتم ما رأيت ، لضحكتم قليلاً ، و لبكيتم كثيراً قالوا : و ما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار " .
و في الصحيحين " عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : قال : ما كسفت الشمس رأيت النار ، فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع منها " .
و روى ألاعمش " عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً : لو أبرزت النار للناس ما رآها أحد إلا مات " . و روي موقوفاً .
عن يحيى بن أبي كثير ، قال : قطع قلوب الخائفين ، طول الخلودين في الجنة أو النار .
و عن بكر المزني ، أن أبا موسى الأشعري خطب الناس بالبصيرة ، فذكر في خطبته النار ، فبكى حتى سقطت دموعه على المنبر ، قال : و بكى الناس يومئذ بكاء شديداً .
نظر عمر بن عبد العزيز إلى رجل عنده متغير اللون ، فقال له : ما الذي أرى بك ؟ قال : أسقام و أمراض يا أمير المؤمنين إن شاء الله ، فأعاد عليه عمر ، فأعاد عليه الرجل مثل ذلك ثلاث مرات ، فقال إذا أبيت إلا أن أخبرك ، فإني ذقت حلاوة الدنيا ، فصغر في عيني زهرتها و ملاعبها ، و استوى عندي حجارتها و ذهبها ، و رأيت كأن الناس يساقون إلى الجنة و أنا أساق إلى النار ، فأسهرت لذلك ليلى ، و اظمأت له نهاري ، و كل ذلك صغير حقير في جنب عفو الله و ثواب الله عز و جل و جنب عقابه .
و عن مغيث الأسود أنه كان يقول : زوروا القبور كل يوم بفكركم ، و توهموا جوامع الخير كل يوم بعقولكم ، و شاهدوا الموقف كل يوم بقلوبكم ، و انظروا إلى المنصرف بالفريقين إلى الجنة و النار بهممكم ، و أشعروا قلوبكم و أبدانكم ذكر النار و مقامعها و أطباقها .
خرج مالك بن دينار بالليل إلى قاعة الدار و ترك أصحابه في البيت ، فأقام إلى الفجر قائماً في وسط الدار ، فقال لهم : إني كنت في وسط الدار خطر ببالي أهل النار ، فلم يزالوا يعرضون علي بسلاسلهم و أغلالهم حتى الصباح .
قال إبراهيم التيمي : مثلت نفسي في الجنة ، آكل من ثمارها ، و أعانق أبكارها ، ثم مثلت نفسي في النار ، آكل من زقومها ، و أشرب من صديدها ، و أعالج سلاسلها و أغلالها ، فقلت لنفسي : أي شيء تريدين ؟ قالت : أريد أن أرد إلى الدنيا ، فأعمل صالحاً ، قال : فأنت في الأمنية فاعملي .