PDA

View Full Version : ( أفـــــراح الـــــــروح ...!! )


بو عبدالرحمن
05-09-2000, 06:57 AM
_

_

تناثرت النجوم في وجه السماء ، وبدأت في تلألئها أقرب مما هي عليه في حقيقتها ..
هذه ليلة مخملية .!
تزينت فيها السماء كالعروس ليلة فرحها ، فرصعت جيدها بأجمل حليها ، وأغلى جواهرها ..
فإذا استدارت رؤوس ، وأرهفت قلوب ، وحملقت عيون في جمال سيدة تتمخطر على الطريق
بدلال وفتنة ، كأنما هي دمية
يخشى عليها أن تقع فتنكسر ..
فحق لهذه الزينة السماوية ، وهذا الجمال الإلهي المتجلي في هذا الإبداع المذهل ،
حق له أن يدير الرؤوس كثيراً ، وأن تخفق له القلوب طويلاً ، وأن تتملاه العيون بلا ملل ..
فإنها إذا فعلت ذلك :
مرت عليها نسمات اليقين ، لتحيي مواتها ، وتعالج مرضها ،
فإذا دامت على ذلك ، استروحت أرواحها نعيم الجنة ، ، وتلذذت بمناجاته ،
وأنست بالضراعة بين يديه .. ولهجت الألسنة بذكر الله عز وجل كثيراً كثيراً كثيراً على كل
حال
فلا تكون ثمرة هذا كله :
إلا استقامة الجوارح كما يحب الله ويرضى ، ولا تحيد عن ذلك ..
وكيف تحيد وقد غدا هذا الكون كله ، كالجند على الطريق ،
يعيدها إليه كلما سول لها الشيطان أن تعرّج هنا أو هاهنا ..!!
يصيح فيها كل شيء تمر به : إلى أين ..؟! أإلى النار ..! الطريق هاهنا فلا تعوجي ..!!
-
-

جيون
05-09-2000, 12:01 PM
غفر الله لك أخي بوعبد الرحمن على هذا الاسلوب المتميز ..

سبحانه العظيم الذي أسدل على عبادة وشاحا من سواد في كونه الواسع ثم أتم نعمته عليهم و زينه بالكواكب دون ضجة ولا إصتدام .. والأرواح في ذهول معتصمة في سكوت وكأنها المحاريب تلهج بالدعاء والتسبيح ..

وكل هذا وقلوب العباد تقف بعيدا تتردد عن قول الله فاستقم كما أمرت ..

سائحة
05-09-2000, 01:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

بوركت وبورك مسعاك أخي الكريم أبو عبد الرحمن

وصدق القائل سبحانه و تعالى (( إن في خلق السماوات و الأرض

واختلاف الليل و النهار لآيات للموقنين الذين يذكرون الله قياما

وقعودا و على جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا

ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ))

فأرض ذات فجاج و سماء ذات أبراج ألا يدل ذلك على العزيز الحكيم

بو عبدالرحمن
05-09-2000, 05:32 PM
-
الأخت الفاضلة الكريمة / جيــون .. السلام عليكم ورحمة الله
أولاً : بارك الله لك ، جزاك خيراً على هذه الجهود الطيبة ،
وإني أرجو من الله الكريم بأسمائه الحسنى أن يجزيك بكل حرف تقرأينه أو تكتبينه خيراً كثيراً

ثانياً : اسمحي لي أيتها الأخت الفاضلة أن أقول لك :
لقد افزعني تعقيبك هذا اليوم .. فأول ما قرأت :
غفر اله لك يا أخي على هذا الأسلوب ..
ارتجفت مفاصلي والله ..
لأن عبارة مثل هذه تساق إذا أخطأ إنسان في حقي فأوق لله : غفر الله لك ... الخ
على كل حال .. عرفت أن مرادك الثناء ، وأسأل الله أن يتقبل منا جميعاً ..
فقط أحببت أن اسوق إليك ما اعتراني عند قراءة الكلمة في مطلعها ..

بارك الله فيك ، ونفعنا بك ..
ولا تنسي هذا العبد الفقير المحتاج إلى دعوة خالصة صادقة لعل الله أن ينفعني بها ..

بو عبدالرحمن
05-09-2000, 05:35 PM
-
الأخت الفاضلة الكريمة / سائحــة ... اللام عليكم ورحمة اله وبركاته
جزاك الله خيراً على هذه المتابعة الواعية
وجزاك الله خيراً أيضاً على هذا التعقيب الجميل ..

كنت قبل قليل قد كتبت إليك رداًً طويلاً عند موضوع ( دخول الجنة قبل الموت ) فأرجو مراجعته ..

طيبة
08-09-2000, 06:49 PM
ما أجمل عرضك وأروعه
فليس هناك أسمى من فرح الروح
فالجسد بالي .... والروح هي التي سترتقي إلى السماء
فبا استقامة الجوارح كما يحب الله ويرضى .....
ترقى الروح وتسمو ......
وتزينت فيها السماء كالعروس ليلة فرحها ،
فرصعت جيدها بأجمل حليها ، وأغلى جواهرها ..
فإذا استدارت رؤوس ، وأرهفت قلوب ،
وحملقت عيون في جمال سيدة تتمخطر على الطريق
بدلال وفتنة ، كأنما هي دمية
يخشى عليها أن تقع فتنكسر ..

طيبــــــــ فما أروع نقاء السريره والجوارح ــــــــــــــــة

بو عبدالرحمن
09-09-2000, 05:43 PM
_
الأخت الفاضلة الكريمة / طيبة ... حفظك الله ورعاك وأعانك
جزاك الله خيراً على هذه المتابعة الواعية جداً ..
وفي الحقيقة لولا أني أخاف أن يمل البعض لصببت المواضيع صباً متتابعاً
ولا سيما حول قضية التفكر هذه ..
ولا عجب فقد أكثر القرآن الكريم من لفت النظر إليها ،
للإشارة إلى ضرورة الاهتمام بها ، والتركيز عليها
لما لها من آثار خطيرة على القلب البشري
بشرط أن يحسن التفكر والتأمل والتدبر في عجائب هذا الكون ..
ألا يكفي قوله تعالى ( وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون ؟ )
ولاحظي أخيتي الكريمة قوله ( أفلا تبصرون )
لم يقل أفلا تؤمنون .. أفلا توقنون .. أفلا تعقلون ... ونحو هذا ..
علام يدل ذلك ..!؟
أدع لك مجالاً لتديري فكرك في البحث عن سر هذا التعبير الإلهي العجيب ..
أسأل الله أن ينير قلبك ، وأن يملأه بأنوار اليقين ..