PDA

View Full Version : أين السعادة؟؟؟!!!


الفرزدق
04-09-2000, 01:46 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:

قال الله تعالى:" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " وقال تعالى: " الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب"

يخطىء كثير من الناس ممن قل علمه وقصر فهمه، إذ يظنون أن طيب الحياة وسعادة الأبد يتحققان لمن كثر ماله، وتيسرت له متع الدنيا الفانية، من شهي المآكل، وبهي الملابس، وعامر القصور، وفاره المراكب، وكثرة الأموال المخزونة، والأتباع الذين يحفون بالشخص يعظمونه ويخدمونه، ولو خلا قلبه من الإيمان أو ارتكب ما ارتكب من أنواع الكفر والفسوق والعصيان.

والحقيقة أن هذا الظن لا يصدر إلا عن معرض عن تدبر القرآن، ولم يكن على علم بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن من بيان، وإلا فإن من تدبر آيات القرآن واطلع على السنة، وفهمها على نحو فهم السلف الصالح من هذه الأمة، يتبين له أن التمتع بطيب المشتهيات، والتوسع في أمور الحياة، أمر مشترك بين المسلمين و الكفار والأبرار والفجار. قال تعالى : "كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا"وقد ذكر الله سبحانه في غير موضع من كتابه أنه يعطي الدنيا من يشاء من أوليائه المؤمنين، ومن أعدائه المكذبين، وأن من حكمة ذلك ابتلاء الطرفين، وإكرام المؤمنين الشاكرين، واستدراج المكذبين الجاحدين، وأن ذلك كله واقع بمشيئته، وبقتضى حكمته الدائرة بين الفضل على الشاكرين والعدل في الجاحدين " قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون ". ومن بيان النبي صلى الله عليه وسلم أن يبسط الرزق وسعته ليس دليلاً قطعياً على حظ من بسط له فيه، ولا على سعادته ومحبة الله له، قوله عليه الصلاة والسلام: " الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر ".: ومن المعلوم أيضاً أن الدنيا وإن انبسطت واتسعت، وأتت صاحبها على ما يريد، فإنها محفوفة بالأنكاد والأكدار، والشرور والأخطار، وأنواع المخاوف ومختلف الأضرار، وكلها منغصات للعيش، ومكدرات لصفو الحياة، فلا يهذبها وينقيها ويصرف عن العبد شر ما فيها، إلا الاستقامة على الدين، وأن يعيش المرء فيها مع سعتها عيشة الزاهدين، الموقنين بالرحيل، والعرض على الرب الجليل، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافاً وقنعه الله بما آتاه "

: طيب الحياة وسعادة الأبد، لا تنال بكثرة العرض، ولا بالإخلاد إلى الأرض، وإنما تنال بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وحلوه ومره، وإخلاص الدين لله رب العالمين، وإقام الصلاة والمحافظة عليها في المساجد مع جماعة المسلمين، وأداء الزكاة والحج والصيام، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وعشرة الزوجة بالمعروف، وحسن تربية الأولاد، وبسط اليد بالنفقات الواجبات والمستحبات على القرابات وذوي الحاجات، والإحسان إلى الأيتام والضعفاء والمساكين، وإغاثة الملهوفين المكروبين والمنكوبين، فإن هذه الأعمال من خصال أهل الإيمان والتقوى، الذين وعدهم الله بكل خير في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه "

جرير
04-09-2000, 06:57 PM
نسأل الله أن يرزقنا السعادة في الدنيا والآخرة.....:)

اديب
04-09-2000, 08:01 PM
أخي الفرزدق ..
جزاك الله خيرا ..
وليس لدي إضافة سوى هذا البيت :
ولست أرى السعادة جمع مال ____ ولكن التقي هو السعيد

أهم 001
04-09-2000, 08:05 PM
ما أقول غيرالله يسعدناو سوالف في الدنياوالأخره
جزاك الله خير:)