PDA

View Full Version : بيت المسلم بين إفراط وتفريط فهل من مستجيب .... ؟


مصعب
31-08-2000, 11:56 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد .
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وكل بدعة في النار ، نعوذ بالله من النار ومن حال أهل النار .
إخواني وأخواتي في الله .

لقد حبانا الله سبحانه نعمة عظيمة من عظيم نعمه التي لا تعد ولا تحصى تفضل بها علينا ورزقنا إياها ألا وهي نعمة الزوج والولد ، ولا شك أنها نعمة عظيمة من الله تكرم بها علينا لا يعرف قيمتها إلا من حرم منها ، فكم منا من يتمتع بالأمن والأمان في مسكنه مع زوجه وولده ، وكم منا من أقر الله عينه بأهله وولده على فقره فتراه يحمد الله تعالى على عطائه ليل نهار !!
وكم منا من يتمنى هذه النعمة ويسعى إليها !!
وكم منا من هو محروم منها !!!! وكم وكم وكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
والله سبحانه هو الخلاق الرزاق الوهاب العليم ما أراد لعباده هذه النعمة إلا ليستخلفهم في الأرض ويعمرها بهم وينظر إلى أعمالهم إلى حين .
يقول الله عزوجل " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمك عند الله أتقاكم "
وقد بين لنا خالقنا جل وعلا في كتابه الكريم أسس وحكمة هذه الخلافة ودلنا على سبيل إقامتها على الوجه الصحيح الذي يرضاه سبحانه ويؤدي إلى صلاحنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة فأنزل علينا الأحكام التي تحكم حياتنا وتنظم أمورنا وتحل مشاكلنا وتعيننا على بلوغ الهدف من وجودنا وهو طاعته سبحانه ورضاه والنجاة من عذابه والفوز بجنته ورحمته .
وما منا من أحد إلا ويعلم ما حرم الله وما أحله لنا في بيوتنا وما أمرنا به وما نظم به حياتنا راحة لنا وسترا وحفظا وتوفيقا لطاعته ورحمته .
فأمر سبحانه أول ما أمر باختيار الزوجة المؤمنة الصالحة ........... حتى يقوم البيت على يد امرأة تحب الله وتخشاه وتطيعه في زوجها وولدها ونفسها فيعمر بيتها بذرية تنصر دينه وجيلا قوي يرفع رايته ......
فقال سبحانه "و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم "
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " تنكح المرأة لأربع ، لمالها ، و لحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " .
وقال صلى الله عليه وسلم " الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة "
وأمر الله سبحانه بطاعته وتقواه وتربية الأبناء للنجاة من عذابه ، فقال عز من قائل " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " .
فبين سبحانه مسؤولية الآباء والأمهات تجاه أنفسهم وأولادهم بالحماية والنصح والقوامة والتوجيه وطاعة الله والنجاة من عذابه وما يكون ذلك إلا بامتثال أوامر الله ورسوله والوقاية والحرص والرأفة وجعل البيت حجر الأساس الذي يقوم عليه تربية الأبناء يتعلمون فيه أمور دينهم وينشأون نشأة قوية قد عرفوا صفات خالقهم وأوامره وعبادته واعتادوها منذ نعومة أظفارهم ويكبرون عالمين بأمور دينهم ودنياهم عارفين برسالتهم تجاه ربهم ودينهم وأنفسهم وأهلهم وإخوانهم .
فعلى الأب أن يكون قدوة لأبنائه فلا يقصرُ في طاعة ربه ولا يتأخر عن صلاة الجماعة في المسجد ولا يتهاون ويقرب ما حرم الله وأن يجعل بيته شعلة ينيرها بكتاب الله وسنة رسوله فيعلم أبناءه ما يحبه الله من الطاعة والصدق والعبادة والوفاء والشجاعة والأخوة والكرم ، ويغرس فيهم ما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من أفعال وأقوال في الأكل والشرب والنوم والصلاة وحسن الخلق وأذكار الصباح والمساء والسفر والدخول والخروج وأن ينظم لهم سبل فهم وحفظ كتاب ربهم وليعلم الأب أن أبناءه سكبرون على ما عاشوا عليه بين أمهم وأبيهم وأنهم سيقلدون ما يفعله ويقوله أمهم وأبيهم وأن لا ينسى أن له في تربية أبناءه على الخير الجزاء الوافر العظيم والأمان من الله حين السؤال عنهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من عال جاريتين حتى يدركا دخلت أنا وهو الجنة كهاتين ) .
وعليه هو أن يتعلم أمور دينه ونهج رسوله وكتاب ربه حتى يعلم أبناءه على بصيرة ونور ويزداد هو خيرا في دينه وقربا من الله .
وكذلك الأم يجب عليها أن تكون كما يحب الله ويرضى بأن تقر في بيتها وتقوم برسالتها التي خلقها الله لها ولا تغرها دعاوي الباطل التي أخرجت النساء من بيوتهن بحجة تحريرها فضاعت كرامتهن وكشفت العورات وضاعت الأخلاق وأن تعلم أن الله سترها وأعزها وأكرمها في بيتها وجعل الخروج والكفاح والسعي على ألأبناء من واجب الرجل وجعل الله سبحانه لكل منهما واجبه حسب ما تقتضيه طبيعة كل واحد منهما التي خلقا عليه فلا يكون للرجل واجبات المرأة ولا يكون للمرأة واجبات الرجل ، ولا يؤدي مخالفة الفطرة إلا إلى فساد الحياة وتعطل سيرها القويم الذي نظمه الله سبحانه وتعالى بعلمه وحكمته ، يقول سبحانه وتعالى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " .
والتعلم الأم أنها ستقف بين يدي ربها كزوجها ليسألها عن تلك الأمانة التي حملها إياها وليكفها كرامة أنه سبحانه جعل الجنة تحت أقدامها ببرها والإحسان إليها من قبل أبنائها إن هي أحسنت تربيتهم وإن هم اتقوا الله فيها فلا تفرط في تربيتهم ولا توكل بهم إلى سواها ولا تتساهل في تعليمهم كل خير حتى تدرك هي وبعلها شفاعتهم وأجرهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم .................
يقول الله عزة وجل " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون " .
ويقول سبحانه " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون " .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت بعلها وولده ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ) متفق عليه .
هذا هو كلام ربكم سبحانه وتعالى وقول رسولكم عليه الصلاة والسلام ، ولكن هنا لي وقفة يا قومي .
أسألكم بالله الذي لا إله غيره هل نطيع الله في أنفسنا ؟
وهل نخشاه ونخشى حسابه لنا في رعيتنا ومسؤولياتنا ؟
وهل نقوم بتربية أبنائنا كما أمرنا خالقنا وعلمنا نبينا ؟
اسألوا أنفسك كما أسألكم وكما سيسألكم ربكم .
هؤلاء الشباب الذين بلغوا سن الرجال ولا يعلمون من كتاب ربهم سوى قصار السور من المسؤول عنهم ؟
وهؤلاء الرجال الذين لا يعرفون أسماء صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و حياة نبيهم و سيرته؟
و تلك النساء اللواتي يعرضن أنفسهن و زينتهن في كل مكان و يفتن عباد الله أين أهلهن ؟؟ أين المسؤول عنهن ؟؟
و أولئك الأولاد الذين يكذبون ويسرقون ويمارسون كل أنواع الضلال والجرائم ويسيئون إلى أهلهم أين أمهاتهم وآبائهم وماذا يفعلون دونهم ، ماذا يفعل الأب حتى يضيع ولده وابنته ويغفل عنهم ؟
وماذا تفعل الأم حتى تضيع ابنتها ؟
اتقوا الله في أولادكم إننا نرى أجيالنا قد لفهم الجهل في دينهم والجرأة على الفواحش والتعود على معصية الله والضياع في دنياهم والسوء في أخلاقهم .
اتقوا الله الذي أقسم بحسابكم ، اتقوه فهو يمهلكم في هذه الدنيا لكنه لن يفلتكم يوم القيامة ، اتقوه فهو الذي سبحانه وسعت رحمته كل شيء فاستغفروه وتوبوا إليه واسألوه توفيقه ورحمته .
يقول سبحانه " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون "
وعلينا أخيرا وليس آخرا أن لا نترك خيرا إلا نقدمه لأولادنا وأهلنا ونسعى إليه ابتغاء لرضا الله والدار الآخرة ولا ننسى قوله تعالى " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم "

سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله إلا الله وأستغفرك وأتوب إليك .

aziz2000
01-09-2000, 05:08 AM
جزاك الله خيرا ياأخي في الله مــصــعــب ...

وفعلا هناك تقصير واضح هذه الأيام من الآباء والأمهات في تربية الأبناء والبنات ..

جهل واضح .. وهجر فاضح لتعاليم الدين ...

وركض وراء الملهيات .. وتضييع للأوقات والأموال ..

مشكلة أكثر الآباء والأمهات عدم الإلمام الشامل بالأشياء الأساسية في التربية الاسلامية ..

وعدم سعيهم إلى الإستزادة في العلم .. مهما تقدم بهم السن ..

فلذلك يكتفي أكثر الأبناء بما تعلموه في المدرسة ..

ولايسعون إلى القراءة في كتب الدين والسلف .. فنرى جيلا خاملا ..

لاهمّ له إلا الترفيه عن نفسه ..

جعلنا الله وإياكم ممن يسمع القول فيتبع أحسنه ..