ألب أرسلان
30-08-2000, 12:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم…
للأسف الشديد الكثير من إخواننا المسلمين إذا نصحته في أمر ما أو بينت له حكم مسألة خصوصا إذا كان الأمر منهي عنه ( حرام ) قال لك : بس كفايه كل شىء عندكم يالمطاوعة حرام … حرام … حرام…
ويمكن أن نعذرهم بعض الشىء لأن هناك من إخواننا الدعاة من لا يجيد أسلوب الدعوة و طريقة الحوار …..
قال تعالى: ( ادْعُ إِلَى رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنْ ) …
قال شيخنا محمد بن صالح العثيمين حفظه الله: لابد لهذه الدعوة من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة، لقوله تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَناْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالما بالحكم الشرعي وفي كيفية الدعوة وفي حال المدعو…
فالداعية لا بد أن يكون عالما بالأحكام الشرعية، فقيها في دين الله. قادر على إقناع غيره و توصيل المعلومات الى الناس بطريقة سهلة سلسة من غير ملل أو إثقال لما يتمتع به من فصاحة وبيان.
عالما بحال المدعو: مثال: إذا رأى شخصا يضرب ابنه لا يذهب إليه مباشرة ويقول له هذا لا يجوز .. هذا حرام… ارفق بطفلك…
بل يجب عليه أن ينتظر حتى تهدأ ثائرة الأب ثم يذهب إليه وينصحه بكل أدب واحترام ويمدح فيه حرصه على ابنه وهكذا….
أسألكم بالله هل سيقبل الأب النصيحة من الأول أو من الثاني……. ردوا يا إخوان الأول أو الثاني… الثاني طبعا…
أما الأول فقد يضربه أو ينهره ويقول له : لا تحشر نفسك في شىء ما يخصك… أو من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه…..
وإذا أردنا أن نعطي موضوع الدعوة حقه فالأمر سيطول بنا…..
المهم أردت أن أقول لإخواننا الذين يتذمرون من النصح….
أن الداعية أو المفتي لو بين لك حكم شيء ما وكان الحكم هو التحريم فلا تتذمر وتسخط…
واعلم رحمك الله أن المفتي لم يفتيك حسب هواه او من رأيه الشخصي لأنه مسؤول أمام الله عن هذه الفتوى وهو موقع عن الله ….
واعلم رحمك الله أن فتواه مبنية على حكم شرعي في الكتاب أو السنة …
وتأمل قوله تعالى: ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو نسب الى الله تعالى قولا لم يقله لكان في ذلك هلاكه…
فكيف بمن هو دونه صلى الله عليه وسلم….
ومما يؤسف له أن بعض الناس نصب نفسه مفتيا …. يفتي في أي مسألة بعلم أو بجهل ليبرز نفسه ..وهذا مرض نسأل الله أن يقينا منه….
واعلم رحمك الله أن الإيمان بالله يستلزم منك القبول و الإذعان…
فما أمرك به الله تمتثله و ما أخبرك به تصدقه وما نهاك عنه تجتنبه…
وكذلك إذا بين لك أحد الدعاة الثقات الحكم الشرعي في مسألة ما .. عليك أن تتقبل الحكم سوآء كانت النفس راضية بذلك أو غير راضية…
واعلم رحمك الله أن هذا الشخص الذي ينصحك ويقول لك : حرام..حرام..حرام…
لم ينصحك تكبرا او استعلاءً بل ينصحك حبا في مصلحتك و إشفاقا عليك….
تقول : أنا أعرف مصلحتي…
أقول: لو كان كل إنسان يعلم أين مصلحته لما شاهدنا أناس يتعاطون الخمر والمخدرات و السجائر وهم يعلمون أن في هذه الأشياء مفسدة لصحتهم و أبدانهم…
ولا أطيل عليكم كي لا تسأموا وتملوا….
وأختم بهذه الأبيات الجميلة للإمام الشافعي رحمه الله:
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّه ***** هَذَا مُحَالٌ في الْقِيَاسِ بَديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ ***** إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم…
للأسف الشديد الكثير من إخواننا المسلمين إذا نصحته في أمر ما أو بينت له حكم مسألة خصوصا إذا كان الأمر منهي عنه ( حرام ) قال لك : بس كفايه كل شىء عندكم يالمطاوعة حرام … حرام … حرام…
ويمكن أن نعذرهم بعض الشىء لأن هناك من إخواننا الدعاة من لا يجيد أسلوب الدعوة و طريقة الحوار …..
قال تعالى: ( ادْعُ إِلَى رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنْ ) …
قال شيخنا محمد بن صالح العثيمين حفظه الله: لابد لهذه الدعوة من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة، لقوله تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَناْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالما بالحكم الشرعي وفي كيفية الدعوة وفي حال المدعو…
فالداعية لا بد أن يكون عالما بالأحكام الشرعية، فقيها في دين الله. قادر على إقناع غيره و توصيل المعلومات الى الناس بطريقة سهلة سلسة من غير ملل أو إثقال لما يتمتع به من فصاحة وبيان.
عالما بحال المدعو: مثال: إذا رأى شخصا يضرب ابنه لا يذهب إليه مباشرة ويقول له هذا لا يجوز .. هذا حرام… ارفق بطفلك…
بل يجب عليه أن ينتظر حتى تهدأ ثائرة الأب ثم يذهب إليه وينصحه بكل أدب واحترام ويمدح فيه حرصه على ابنه وهكذا….
أسألكم بالله هل سيقبل الأب النصيحة من الأول أو من الثاني……. ردوا يا إخوان الأول أو الثاني… الثاني طبعا…
أما الأول فقد يضربه أو ينهره ويقول له : لا تحشر نفسك في شىء ما يخصك… أو من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه…..
وإذا أردنا أن نعطي موضوع الدعوة حقه فالأمر سيطول بنا…..
المهم أردت أن أقول لإخواننا الذين يتذمرون من النصح….
أن الداعية أو المفتي لو بين لك حكم شيء ما وكان الحكم هو التحريم فلا تتذمر وتسخط…
واعلم رحمك الله أن المفتي لم يفتيك حسب هواه او من رأيه الشخصي لأنه مسؤول أمام الله عن هذه الفتوى وهو موقع عن الله ….
واعلم رحمك الله أن فتواه مبنية على حكم شرعي في الكتاب أو السنة …
وتأمل قوله تعالى: ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو نسب الى الله تعالى قولا لم يقله لكان في ذلك هلاكه…
فكيف بمن هو دونه صلى الله عليه وسلم….
ومما يؤسف له أن بعض الناس نصب نفسه مفتيا …. يفتي في أي مسألة بعلم أو بجهل ليبرز نفسه ..وهذا مرض نسأل الله أن يقينا منه….
واعلم رحمك الله أن الإيمان بالله يستلزم منك القبول و الإذعان…
فما أمرك به الله تمتثله و ما أخبرك به تصدقه وما نهاك عنه تجتنبه…
وكذلك إذا بين لك أحد الدعاة الثقات الحكم الشرعي في مسألة ما .. عليك أن تتقبل الحكم سوآء كانت النفس راضية بذلك أو غير راضية…
واعلم رحمك الله أن هذا الشخص الذي ينصحك ويقول لك : حرام..حرام..حرام…
لم ينصحك تكبرا او استعلاءً بل ينصحك حبا في مصلحتك و إشفاقا عليك….
تقول : أنا أعرف مصلحتي…
أقول: لو كان كل إنسان يعلم أين مصلحته لما شاهدنا أناس يتعاطون الخمر والمخدرات و السجائر وهم يعلمون أن في هذه الأشياء مفسدة لصحتهم و أبدانهم…
ولا أطيل عليكم كي لا تسأموا وتملوا….
وأختم بهذه الأبيات الجميلة للإمام الشافعي رحمه الله:
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّه ***** هَذَا مُحَالٌ في الْقِيَاسِ بَديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ ***** إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ