منصف
27-08-2000, 03:12 PM
من اين للطبيعة هذا الاختلاف والفرق الحاصل في النوع الانساني بين صورهم ؟
فقل ان يرى اثنان متشابهان من كل وجه وذلك من اندر ما في
العالم بخلاف اصناف الحيوان كالنعم والوحوش
وسائر الدواب ،فانك ترى السرب من الظباء والثلة من الغنم
والذود من الابل والصوار من البقر تتشابه فلا تكاد ترى فيها
فرقا الا بعد طول تامل او بعلامة ظاهرة ،والناس مختلفة صورهم
وخلقتهم فلا يكاد اثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة وخلقة واحدة
بل ولا صوت واحد وحنجرة واحدة والحكمة البالغة في ذلك :
ان الناس يحتاجون الى ان يتعارفوا باعينهم وحلاهم لما يجري
بينهم من المعاملات ،فلولا الفرق لفسدت احوالهم وتشتت نظامهم
ولم بعرف الشاهد من المشهود عليه ولا المدين من رب الدين
ولا البائع من المشتري ولا الرجل يعرف زوجته ولا هي تعرف بعلها
وفي ذلك من اعظم الفساد والخلل .
ولما كان الحيوان البهيم والطير والوحوش لايضرها هذا التشابه
شيئا ،لم تدع الحكمة الى الفرق بين كل زوجين منها .
فتبارك الله احسن الخالقين ،الذي وسعت حكمته كل شيء
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين) سورة الروم (22)
من تاملات ابن القيم رحمه الله في الانفس والافاق.
فقل ان يرى اثنان متشابهان من كل وجه وذلك من اندر ما في
العالم بخلاف اصناف الحيوان كالنعم والوحوش
وسائر الدواب ،فانك ترى السرب من الظباء والثلة من الغنم
والذود من الابل والصوار من البقر تتشابه فلا تكاد ترى فيها
فرقا الا بعد طول تامل او بعلامة ظاهرة ،والناس مختلفة صورهم
وخلقتهم فلا يكاد اثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة وخلقة واحدة
بل ولا صوت واحد وحنجرة واحدة والحكمة البالغة في ذلك :
ان الناس يحتاجون الى ان يتعارفوا باعينهم وحلاهم لما يجري
بينهم من المعاملات ،فلولا الفرق لفسدت احوالهم وتشتت نظامهم
ولم بعرف الشاهد من المشهود عليه ولا المدين من رب الدين
ولا البائع من المشتري ولا الرجل يعرف زوجته ولا هي تعرف بعلها
وفي ذلك من اعظم الفساد والخلل .
ولما كان الحيوان البهيم والطير والوحوش لايضرها هذا التشابه
شيئا ،لم تدع الحكمة الى الفرق بين كل زوجين منها .
فتبارك الله احسن الخالقين ،الذي وسعت حكمته كل شيء
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين) سورة الروم (22)
من تاملات ابن القيم رحمه الله في الانفس والافاق.