حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

[بن الجوزي]

لما رجع علي رضي الله عنه من صفين وأشرف على القبور قال:
( ياأهل الديار الموحشة والمحال المقفرة والقبور المظلمة ياأهل التربة ياأهل الغربة ياأهل الوحشة أنتم لنا فرط سابق ونحن لكم تبع لاحق أما الدور فقد سكنت والأزواج فقد نكحت وأماالاموال فقد قسمت هذا خير ماعندنا فما هو خبر ماعندكم؟!)
ثم إلتف الى أصحابة فقال ( أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى )
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى لبعض جلسائه( يافلان لقد أرقت الليلة أتفكر في القبر وساكنه إنك لو رأيت الميت بعد ثلاثة في قبره لستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك به ولرأيت بيتاً تجول فيه الهوام ويجري فيه الصديد وتخترقه الديدان مع تغير الريح وبلىالأكفان بعد حسن الهيئةوطيب الريح ونقاء الثوب ))0
عن الفضيل بن العياض قال:رأيت رجلاً يبكي قلت :ومايبكيك؟قال ابكاني كلامك. قلت: وماهو؟ قال:كنا وقوفاً في المقابر,فانشدوا:
اتيت القبور فساءلتها اين المعظم والمحتقر
واين المدل بسلطانه واين القوي على ماقدر
تفانوا جميعافما مخبر وماتوا جميعاًومات الخبر
فياسائلي عن اناس مضوا املك فيما مضي معتبر
تروح وتغدو بذاك الثرى فتمحى محاسن تلك الصور

اخي في الله : هل تذكرت النفخ في الصور,والبعث يوم لنشور,وتطايرالصحف,والعرض على الجبار والسوال عن القليل والكثير,ونصب الميزان لمعرفة المقادير,ثم جوازالصراط ثم انتظار النداء عند فصل القضاء,امابالسعادة واما بالشقاء.فمثل نفسك وقد بعثت من قبرك مبهوتاً من شدة الصاعقة شاخص العين نحو النداء وقد سار الخلق ثورة واحدة من القبور مفزوعين من شدة النفخ ووقفوا في ذل وإنكسار منتظرين لما يقضى عليهم فكيف حالك وحال قلبك فالقلوب منفطرة والأبصار شاخصة والأعناق منكسرة فتأمل يامسكين في طول هذا اليوم وشدة الإنتظار فيه والخجل والحياء من الإفتضاح عند العرض على الجبار جل جلاله ثم انظر كيف يساقون بعد البعث والنشور حفاة عراة غرلأ الى أرض المحشر ارض بيضاء قاعاً صفصفا لاترى فيها عوجاًولاأمتا .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرص النقى ليس فيها معلم لأحد ) متفق عليه .


جمع (دار ابن خزيمة)

[نور]

بارك الله فيك أخي ، ما أشد غفلتنا عن هذه الساعة !!! ، فهاهي

الأيام تمضي سريعا دون أن نشعر بها ، ويا ويل من لم يدخر لسفره

متاعا يقيه شعثاء الرحيل وطول الطريــق !!. . .

[سردال]

إن كل فساد في هذه الدنيا، إنما نشاء عندما نسي أصحابه الدار الآخرة، أنظرةا إلى الجبابرة والطواغيت، أكانوا سيفعلون فعلاتهم الشنيعة لو أنهم عرفوا أنهم في امتحان وأنهم معرضون على الملك الديان، فإما إلى جنة وإما إلى نيران.

والله يا أخوة مهما عملنا من خير، يجب أن لا نغتر بهذا الخير أبدا فما يدخل الجنة أحد بعمله، وإني والله أخاف أن أكون ممن يلقى في النار فتندلق أمعاء بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيسألونه أهل النار مالك يا فلان؟ أما كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال كنت آمركم بالمعروف ولا أتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه. سلم يا ربي سلم.

أخشى والله أن تكون خاتمتي خاتمة سوء، فأجزى بها

يا رب، هذا عبدك وأنت أعلم به، جاءك بذنوب وسعتها رحمتك، فرحمه واعفوا عنه وأدخله الجنة مع رسولك الكريم.