الأسد الهصور
07-11-2004, 10:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ ؛
قَالَ تَعَالَى : " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ " [ القَدْرِ : 1 ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " .
رواه البخاري (1901) ومسلم (760 ) .
إيماناً : بفضلها وبمشروعية العمل فيها . واحتساباً : إخلاصاً للنية لله تعالى .
اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر على أقوال كثيرة ، حتى وصلت الأقوال فيها إلى أكثر من أربعين قولاً كما في " فتح الباري " ، وأقرب الأقوال للصواب أنها في وتر العشر الأخير من رمضان .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " .
رواه البخاري ( 2017 ) – واللفظ له - ومسلم ( 1169 ) .
والحديث : بوَّب عليه البخاري بقوله : " باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر " .
والحكمة من إخفائها هي تنشيط المسلم لبذل الجهد في العبادة والدعاء والذكر في العشر الأخير كلها ، وهي الحكمة ذاتها في عدم تحديد ساعة الإجابة يوم الجمعة ، وعدم تحديد الأسماء التسعة والتسعين لله تعالى والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( 4 / 260 ) : قوله – أي : الإمام البخاري - : " باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر " : في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ، ثم في العشر الأخير منه ، ثم في أوتاره ، لا في ليلة منه بعينها ، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها .
وقال أيضاً في " فتح الباري " ( 4 / 266 ) : قال العلماء : الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة .
وعليه : فلا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر ، وخاصة إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبر أمته بها ثم أخبرهم أن الله تعالى رفع العلم بها .
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : ( إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ ) .
رواه البخاري ( 49 ) .
(تَلاحَى) أي تنازع وتخاصم .
لذا لا ينبغي للمسلم أن يتعاهد ليلة بعينها على أنها ليلة القدر ، لما في ذلك من الجزم بما لا يمكن الجزم به ؛ ولما في ذلك من تفويت الخير على نفسه ، فقد تكون ليلة الحادي العشرين ، أو الثالث والعشرين ، وقد تكون ليلة التاسع والعشرين ، فإذا قام ليلة السابع والعشرين وحدها فيكون قد ضاع عليه خير كثير ، ولم يصب تلك الليلة المباركة .
فعلى المسلم أن يبذل جهده في الطاعة والعبادة في رمضان كله ، وفي العشر الأواخر أكثر ، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ .
رواه البخاري ( 2024 ) ومسلم ( 1174 ) .
هذا ما يعتقده أهلُ السنةِ في ليلةِ القدرِ من نصوصِ الكتابِ والسنةِ .
انْظُرُوا كَيْفَ يُحَيِّ الرَّافِضَةُ لَيَالِيَ العَشْرِ ؟ وَأَيْنَ يَضَعُونَ المَصَاحِفَ ؟
قَالَ تَعَالَى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " [ مُحَمَّد : 24 ]
يَقُول تَعَالَى آمِرًا بِتَدَبُّرِ الْقُرْآن وَتَفَهُّمه وَنَاهِيًا عَنْ الْإِعْرَاض عَنْهُ فَقَالَ " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا " أَيْ بَلْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا فَهِيَ مُطْبَقَة لَا يَخْلُص إِلَيْهَا شَيْء مِنْ مَعَانِيه .
وَقَالَ تَعَالَى : " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا " [ الجُمُعَةُ : 5 ] .
وَفِي هَذَا تَنْبِيه مِنْ اللَّه تَعَالَى لِمَنْ حَمَلَ الْكِتَاب أَنْ يَتَعَلَّم مَعَانِيَهُ وَيَعْلَم مَا فِيهِ ؛ لِئَلَّا يَلْحَقهُ مِنْ الذَّمّ مَا لَحِقَ هَؤُلَاءِ .
وَقَالَ الشَّاعِر :
زَوَامِل لِلْأَسْفَارِ لَا عِلْم عِنْدهمْ * * * بِجَيِّدِهَا إِلَّا كَعِلْمِ الْأَبَاعِر
لَعَمْرك مَا يَدْرِي الْبَعِير إِذَا غَدَا * * * بِأَوْسَاقِهِ أَوْ رَاحَ مَا فِي الْغَرَائِر
وَقَالَ مُنْذِر بْن سَعِيد الْبَلُّوطِيّ رَحِمَهُ اللَّه فَأَحْسَنَ :
انْعِقْ بِمَا شِئْت تَجِد أَنْصَارَا * * * وَزُمَّ أَسْفَارًا تَجِد حِمَارَا
يَحْمِل مَا وَضَعْت مِنْ أَسْفَار * * * يَحْمِلهُ كَمَثَلِ الْحِمَار
يَحْمِل أَسْفَارًا لَهُ وَمَا دَرَى * * * إِنْ كَانَ مَا فِيهَا صَوَابًا وَخَطَا
إِنْ سُئِلُوا قَالُوا كَذَا رَوَيْنَا * * * مَا إِنْ كَذَبْنَا وَلَا اِعْتَدَيْنَا
كَبِيرهمْ يَصْغُر عِنْد الْحَفْل * * * لِأَنَّهُ قَلَّدَ أَهْل الْجَهْل
وَمَا فَائِدَةُ وَضَع المُصْحَفِ وَهُم لا يَعْمَلُوْنَ بِمَا فِيهِ ؟!
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@64.NjbNo8KHds6.4@.1dd68af7
منقول
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@64.NjbNo8KHds6.4@.1dd68af7http://alsaha2.fares.net/sahat?128@64.NjbNo8KHds6.4@.1dd68af7
الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ ؛
قَالَ تَعَالَى : " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ " [ القَدْرِ : 1 ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " .
رواه البخاري (1901) ومسلم (760 ) .
إيماناً : بفضلها وبمشروعية العمل فيها . واحتساباً : إخلاصاً للنية لله تعالى .
اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر على أقوال كثيرة ، حتى وصلت الأقوال فيها إلى أكثر من أربعين قولاً كما في " فتح الباري " ، وأقرب الأقوال للصواب أنها في وتر العشر الأخير من رمضان .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " .
رواه البخاري ( 2017 ) – واللفظ له - ومسلم ( 1169 ) .
والحديث : بوَّب عليه البخاري بقوله : " باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر " .
والحكمة من إخفائها هي تنشيط المسلم لبذل الجهد في العبادة والدعاء والذكر في العشر الأخير كلها ، وهي الحكمة ذاتها في عدم تحديد ساعة الإجابة يوم الجمعة ، وعدم تحديد الأسماء التسعة والتسعين لله تعالى والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( 4 / 260 ) : قوله – أي : الإمام البخاري - : " باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر " : في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ، ثم في العشر الأخير منه ، ثم في أوتاره ، لا في ليلة منه بعينها ، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها .
وقال أيضاً في " فتح الباري " ( 4 / 266 ) : قال العلماء : الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة .
وعليه : فلا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر ، وخاصة إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبر أمته بها ثم أخبرهم أن الله تعالى رفع العلم بها .
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : ( إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ ) .
رواه البخاري ( 49 ) .
(تَلاحَى) أي تنازع وتخاصم .
لذا لا ينبغي للمسلم أن يتعاهد ليلة بعينها على أنها ليلة القدر ، لما في ذلك من الجزم بما لا يمكن الجزم به ؛ ولما في ذلك من تفويت الخير على نفسه ، فقد تكون ليلة الحادي العشرين ، أو الثالث والعشرين ، وقد تكون ليلة التاسع والعشرين ، فإذا قام ليلة السابع والعشرين وحدها فيكون قد ضاع عليه خير كثير ، ولم يصب تلك الليلة المباركة .
فعلى المسلم أن يبذل جهده في الطاعة والعبادة في رمضان كله ، وفي العشر الأواخر أكثر ، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ .
رواه البخاري ( 2024 ) ومسلم ( 1174 ) .
هذا ما يعتقده أهلُ السنةِ في ليلةِ القدرِ من نصوصِ الكتابِ والسنةِ .
انْظُرُوا كَيْفَ يُحَيِّ الرَّافِضَةُ لَيَالِيَ العَشْرِ ؟ وَأَيْنَ يَضَعُونَ المَصَاحِفَ ؟
قَالَ تَعَالَى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " [ مُحَمَّد : 24 ]
يَقُول تَعَالَى آمِرًا بِتَدَبُّرِ الْقُرْآن وَتَفَهُّمه وَنَاهِيًا عَنْ الْإِعْرَاض عَنْهُ فَقَالَ " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا " أَيْ بَلْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا فَهِيَ مُطْبَقَة لَا يَخْلُص إِلَيْهَا شَيْء مِنْ مَعَانِيه .
وَقَالَ تَعَالَى : " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا " [ الجُمُعَةُ : 5 ] .
وَفِي هَذَا تَنْبِيه مِنْ اللَّه تَعَالَى لِمَنْ حَمَلَ الْكِتَاب أَنْ يَتَعَلَّم مَعَانِيَهُ وَيَعْلَم مَا فِيهِ ؛ لِئَلَّا يَلْحَقهُ مِنْ الذَّمّ مَا لَحِقَ هَؤُلَاءِ .
وَقَالَ الشَّاعِر :
زَوَامِل لِلْأَسْفَارِ لَا عِلْم عِنْدهمْ * * * بِجَيِّدِهَا إِلَّا كَعِلْمِ الْأَبَاعِر
لَعَمْرك مَا يَدْرِي الْبَعِير إِذَا غَدَا * * * بِأَوْسَاقِهِ أَوْ رَاحَ مَا فِي الْغَرَائِر
وَقَالَ مُنْذِر بْن سَعِيد الْبَلُّوطِيّ رَحِمَهُ اللَّه فَأَحْسَنَ :
انْعِقْ بِمَا شِئْت تَجِد أَنْصَارَا * * * وَزُمَّ أَسْفَارًا تَجِد حِمَارَا
يَحْمِل مَا وَضَعْت مِنْ أَسْفَار * * * يَحْمِلهُ كَمَثَلِ الْحِمَار
يَحْمِل أَسْفَارًا لَهُ وَمَا دَرَى * * * إِنْ كَانَ مَا فِيهَا صَوَابًا وَخَطَا
إِنْ سُئِلُوا قَالُوا كَذَا رَوَيْنَا * * * مَا إِنْ كَذَبْنَا وَلَا اِعْتَدَيْنَا
كَبِيرهمْ يَصْغُر عِنْد الْحَفْل * * * لِأَنَّهُ قَلَّدَ أَهْل الْجَهْل
وَمَا فَائِدَةُ وَضَع المُصْحَفِ وَهُم لا يَعْمَلُوْنَ بِمَا فِيهِ ؟!
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@64.NjbNo8KHds6.4@.1dd68af7
منقول
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@64.NjbNo8KHds6.4@.1dd68af7http://alsaha2.fares.net/sahat?128@64.NjbNo8KHds6.4@.1dd68af7