عثمان العمري
01-07-2004, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيد الخلق محمد و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين .
السلام عليكم و رحمة الله :-
--- ملاحظة للمراقب : بعد إذنكم ، الموضوع مجرد طرح محايد على مستوى الطائفتين لا يميل لأخرى على حساب أخرى .
فأما بعد ، فإنه هذه القضية ليست من القضايا الجديدة أي مسألة الاختلاف في منزلة الصحابة بين الطائفتين الشيعية و السنية و لكن زادت بشكل ملفت بعد ظهور المنتديات الالكترونية و ربما يعود ذلك الى الجو الحر و المستور الذي تتيحه الشبكة .. و لا يخفى ما تسببه إثارة هذه المسألة من تهييج للعصبية و الخصام و من ثم تبادل أنواع السباب و الشتائم بين الطرفين .
لذلك ارتأينا أن نبحث عن الحل المناسب لهذه المشكلة التي تغض مضاجعنا كمسلمين و تفرق كلمتنا و تشمت بنا اعداءنا .. و الحل هو أن يعي الاخوان السنة و الشيعة حقائق سوف نقوم بتبيانها على شقين :
الأول : و الخطاب للاخوة الشيعة :
انتم تعتقدون بأن التبري من اعداء الله واجب و لكن هل يعني ذلك ان نلعنهم في كل محفل بدون مراعاة و اكتراث لما يعتقده الطرف الاخر هل هذا ادب اهل البيت (ع) ؟..
ثم انتم تعتقدون بالتقية و تعتبرونها (( الدين)) كله كما ورد عنهم (ع) ،و احاديث التقية تواترت تواترا لا يدع أي مجال الا بالتسليم انها من ضروريات المذهب الشيعي..
فبعد كل هذه الاحاديث هل هناك مبرر للتجاهر بالسب ؟!
فاتقوا الله كي لا يكون تقربكم الى الله باللعن وبالا و وزرا عليكم و لا يزيدكم الا بعدا عن الله و رحمته .
ثم اذا لم يكن بد من اللعن في عقيدتكم فالعن من شئت بينك و بين الله بعد الصلاة في السر و الله يحكم بينك و بين من تلعن و لا تجاهر باللعن و السب فالمسلم غيور بل كل انسان غيور على اهله و عشيرته فكيف تريد ان يسكت مسلم و هو يراك تسب خيرة هذه الامة و حماتها الذين اسسوا صرحها كبنيان شامخ يطاول اعنان السماء و يتحسس جلابيب النجوم ، و اقرا ان شئت وصف امامك علي بن ابي طالب لاصحاب رسول الله بكل نعوت الاجلال و الاكرام في ((نهج البلاغة)) كي تتقي الله فيما تقول و تزن كلامك قبل ان تتفوه به..
و نختم الكلام بهذا المقطع من رسالة للامام جعفر الصادق (ع) الى اصحابه – فاقرؤا كأنكم انتم المعنيون و المخاطبون - :
((... وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، واياكم ومماظتهم، دينوا فيما بينكم وبينهم إذا انتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام فانه لا بد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها ... لا يحل لكم ان تظهروهم على اصول دين الله فانه ان سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه ورفعوه عليكم وجاهدوا على هلاكهم واستقبلوكم بما تكرهون ولم يكن لكم النصف منهم في دول الفجار، فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل فانه لا ينبغي لاهل الحق ان ينزلوا انفسهم منزلة اهل الباطل.. اكرموا انفسكم عن اهل الباطل فلا تجعلوا الله تعالى وله المثل الاعلى وامامكم ودينكم الذي تدينون به عرضة لاهل الباطل فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا، فمهلا مهلا يا اهل الصلاح لا تتركوا امر الله وامر من امركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمه، احبوا في الله من وصف صفتكم وابغضوا في الله من خالفكم وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم ولا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم وعاداكم عليها وبغا لكم الغوائل، هذا ادبنا ادب الله فخذوا به وتفهموه و اعقلوه ولا تنبذوه وراء ظهوركم ... واياكم وسب اعداء الله حيث يسمعونكم ..)).
الثاني : و الخطاب للاخوة للسنة :
فأنتم في زمن سهل فيه ان يقول كل مهرج ما يريد ان يقول بكل حرية سواء من خلال الانترنت او بعض القنوات الفضائية و ما الى ذلك و هو لا يدري ما يقول و لا يدري انها قد تكون سببا مباشر الى طرده من رحمة الله كما ذكر الرسول في حديث معاذ ان حصائد الالسن هي التي تكب الناس في النار .. فبدلا ان نتنزل الى مستوى كل ناعق نتركه لله يحكم عليه و يحاسبه (( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )) فليس وقع ردك او سبابك بأشد عليه من غضب الله و عذابه ...
ثم انه قد يكون السباب و الاخذ و الرد معهم سبب مباشر لزيادة تعصبهم و هرجهم و هذا ما حذر الله منه المسلمين الاوائل بالا يسبوا الهة المشركين فيسبوا الله ...
و هناك نقطة مهمة يجب ان ننتبه لها و هي انه عندما يلعن احد الصحابة فلا يخرج الامر من حالتين
و هي اما ان يكون:
1- الصحابي الملعون اهل لذلك اللعن فحقه ان يلعن– طبعا انتم لا تعتقدون بأنه هناك صحابي اهل لللعن لذلك أريحوا بالكم.
2- ان لا يكون الصحابي اهل لذلك اللعن و عندها سيرتد لعن اللاعن عليه من باب (( باء به احدهما ))،ثم اسمع ما قاله صادق اهل البيت (ع) .. ((فاذا لعنهم .. صارت لعنته رحمة من الله عليهم وصارت اللعنة من الله ومن الملائكة ورسوله على أولئك.))
فإذاً المسألة لا تستدعي كل تلك الاهمية لانها بعين الله يلعن اللاعن بغير حق و يترحم على المعلون بغير حق .
كلمة اخيرة :-
ان في الامة الاسلامية الان من المصائب ما يكفيها .. فما احوجنا للتكاتف و الاتحاد و ترك هذه الخلافات التي لا تصل الى خير فهل سألت نفسك عن جدوى هذا المراء الذي نهى الرسول عنه ...؟!
عثمان العمري
و الصلاة و السلام على سيد الخلق محمد و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين .
السلام عليكم و رحمة الله :-
--- ملاحظة للمراقب : بعد إذنكم ، الموضوع مجرد طرح محايد على مستوى الطائفتين لا يميل لأخرى على حساب أخرى .
فأما بعد ، فإنه هذه القضية ليست من القضايا الجديدة أي مسألة الاختلاف في منزلة الصحابة بين الطائفتين الشيعية و السنية و لكن زادت بشكل ملفت بعد ظهور المنتديات الالكترونية و ربما يعود ذلك الى الجو الحر و المستور الذي تتيحه الشبكة .. و لا يخفى ما تسببه إثارة هذه المسألة من تهييج للعصبية و الخصام و من ثم تبادل أنواع السباب و الشتائم بين الطرفين .
لذلك ارتأينا أن نبحث عن الحل المناسب لهذه المشكلة التي تغض مضاجعنا كمسلمين و تفرق كلمتنا و تشمت بنا اعداءنا .. و الحل هو أن يعي الاخوان السنة و الشيعة حقائق سوف نقوم بتبيانها على شقين :
الأول : و الخطاب للاخوة الشيعة :
انتم تعتقدون بأن التبري من اعداء الله واجب و لكن هل يعني ذلك ان نلعنهم في كل محفل بدون مراعاة و اكتراث لما يعتقده الطرف الاخر هل هذا ادب اهل البيت (ع) ؟..
ثم انتم تعتقدون بالتقية و تعتبرونها (( الدين)) كله كما ورد عنهم (ع) ،و احاديث التقية تواترت تواترا لا يدع أي مجال الا بالتسليم انها من ضروريات المذهب الشيعي..
فبعد كل هذه الاحاديث هل هناك مبرر للتجاهر بالسب ؟!
فاتقوا الله كي لا يكون تقربكم الى الله باللعن وبالا و وزرا عليكم و لا يزيدكم الا بعدا عن الله و رحمته .
ثم اذا لم يكن بد من اللعن في عقيدتكم فالعن من شئت بينك و بين الله بعد الصلاة في السر و الله يحكم بينك و بين من تلعن و لا تجاهر باللعن و السب فالمسلم غيور بل كل انسان غيور على اهله و عشيرته فكيف تريد ان يسكت مسلم و هو يراك تسب خيرة هذه الامة و حماتها الذين اسسوا صرحها كبنيان شامخ يطاول اعنان السماء و يتحسس جلابيب النجوم ، و اقرا ان شئت وصف امامك علي بن ابي طالب لاصحاب رسول الله بكل نعوت الاجلال و الاكرام في ((نهج البلاغة)) كي تتقي الله فيما تقول و تزن كلامك قبل ان تتفوه به..
و نختم الكلام بهذا المقطع من رسالة للامام جعفر الصادق (ع) الى اصحابه – فاقرؤا كأنكم انتم المعنيون و المخاطبون - :
((... وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، واياكم ومماظتهم، دينوا فيما بينكم وبينهم إذا انتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام فانه لا بد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها ... لا يحل لكم ان تظهروهم على اصول دين الله فانه ان سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه ورفعوه عليكم وجاهدوا على هلاكهم واستقبلوكم بما تكرهون ولم يكن لكم النصف منهم في دول الفجار، فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل فانه لا ينبغي لاهل الحق ان ينزلوا انفسهم منزلة اهل الباطل.. اكرموا انفسكم عن اهل الباطل فلا تجعلوا الله تعالى وله المثل الاعلى وامامكم ودينكم الذي تدينون به عرضة لاهل الباطل فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا، فمهلا مهلا يا اهل الصلاح لا تتركوا امر الله وامر من امركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمه، احبوا في الله من وصف صفتكم وابغضوا في الله من خالفكم وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم ولا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم وعاداكم عليها وبغا لكم الغوائل، هذا ادبنا ادب الله فخذوا به وتفهموه و اعقلوه ولا تنبذوه وراء ظهوركم ... واياكم وسب اعداء الله حيث يسمعونكم ..)).
الثاني : و الخطاب للاخوة للسنة :
فأنتم في زمن سهل فيه ان يقول كل مهرج ما يريد ان يقول بكل حرية سواء من خلال الانترنت او بعض القنوات الفضائية و ما الى ذلك و هو لا يدري ما يقول و لا يدري انها قد تكون سببا مباشر الى طرده من رحمة الله كما ذكر الرسول في حديث معاذ ان حصائد الالسن هي التي تكب الناس في النار .. فبدلا ان نتنزل الى مستوى كل ناعق نتركه لله يحكم عليه و يحاسبه (( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )) فليس وقع ردك او سبابك بأشد عليه من غضب الله و عذابه ...
ثم انه قد يكون السباب و الاخذ و الرد معهم سبب مباشر لزيادة تعصبهم و هرجهم و هذا ما حذر الله منه المسلمين الاوائل بالا يسبوا الهة المشركين فيسبوا الله ...
و هناك نقطة مهمة يجب ان ننتبه لها و هي انه عندما يلعن احد الصحابة فلا يخرج الامر من حالتين
و هي اما ان يكون:
1- الصحابي الملعون اهل لذلك اللعن فحقه ان يلعن– طبعا انتم لا تعتقدون بأنه هناك صحابي اهل لللعن لذلك أريحوا بالكم.
2- ان لا يكون الصحابي اهل لذلك اللعن و عندها سيرتد لعن اللاعن عليه من باب (( باء به احدهما ))،ثم اسمع ما قاله صادق اهل البيت (ع) .. ((فاذا لعنهم .. صارت لعنته رحمة من الله عليهم وصارت اللعنة من الله ومن الملائكة ورسوله على أولئك.))
فإذاً المسألة لا تستدعي كل تلك الاهمية لانها بعين الله يلعن اللاعن بغير حق و يترحم على المعلون بغير حق .
كلمة اخيرة :-
ان في الامة الاسلامية الان من المصائب ما يكفيها .. فما احوجنا للتكاتف و الاتحاد و ترك هذه الخلافات التي لا تصل الى خير فهل سألت نفسك عن جدوى هذا المراء الذي نهى الرسول عنه ...؟!
عثمان العمري