ابن غالب
19-04-2004, 11:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في جريدة القبس الكويتية في عدد يوم الخميس 25/صفر/1425هـ الموافق 15/4/2004م
الانتماء للجماعة لا للأحزاب
د. حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فان الجماعة حسب الواقع لها مفهومان، مفهوم شرعي، ومفهوم حركي سياسي، فالجماعة في اصطلاح الشريعة، كما ذكر الطبري رحمه الله «الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره» ويدل على تعريف الطبري حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم «من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر، فان من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية».
وأما المفهوم الحركي السياسي للجماعة فليس له اصل شرعي، ولكن له حضوراً واقعياً، وقد ابتدأ هذا المفهوم الحركي مع بداية حسن البنا في الدعوة الى الله، فرأى ان عمله هذا يوجب ان يجمع الناس حوله، وان يكون هو رأسهم ويأخذ عليهم السمع والطاعة والبيعة.
تطور فكر الجماعة الحركي عند البنا وربما نتحدث عن هذا التطور واشكاله، الا ان افراد هذه الجماعة قاموا بتصدير فكرهم الحركي وتدويله، وربط كل من بخارج مسقط رأس الجماعة ليكون تبعا للجماعة الام بمصر، ويكون من في خارج مصر فروعا ولهم امير يتبع الامارة الكبرى بمصر، وصارت امارتهم بذلك اكبر من امارات بعض دول الخليج.
علماء الخليج والجزيرة لرسوخهم في العلم وديانتهم وعدم منازعتهم للسلطان في سلطانه، ما اخذوا على احد عهدا ولا بيعة، ولا ربطوا الناس بأشخاصهم كالحركيين السياسيين، وانما ربطوا الناس بالكتاب والسنّة، وكذلك عامة اهل الخليج والجزيرة على الفطرة لا يعرفون جماعة الا حاكمهم وشعبه.
وفد الحركيون الى دول الخليج والجزيرة وغيروا فطرة بعض ابنائها ثم صار هؤلاء نواة للجماعة الأم وازدادت الجماعة قوة مادية من خلال توسيع القاعدة، والمال الذي تم تسخيره لانشطة الجامعة فضلا عن مؤسسات دول الخليج الدينية بل والتعليمية احيانا، فاجتمع لهم المال الشعبي والرسمي جميعا.
ظهرت ملامح هذه الجماعة الحركية للعلماء الربانيين كالعلامة ابن باز وابن عثيمين وابن جراح، فقاموا بواجب النصيحة للجماعة الشرعية وللشعب الذي قد تعصف به الفتن والشرور بسبب تعدد الجماعة والقيادة.
وقامت في دول الخليج والجزيرة جمعيات دينية، وكان غرض الدول ان تعمل هذه الجماعات تحت ضوء الدول الا ان واقعها كان شيئا اخر، اذ تحولت الى معقد ولاء وبراء.
وقال شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله: «نحن نرى ان الجماعات فيها حق وباطل، لكن لا نرى انشاء هذه الجماعات، لان انشاء هذه الجماعات يترتب عليه الولاء والبراء، حيث ان كل جماعة يتبرأ من معها ممن لم يكن معها» الشرق الاوسط عدد 669. وكذلك نجد علامة الكويت ابن جراح رحمه الله لما شرح منار السبيل في الفقه ووصل الى كتاب «اهل البغي» قال: «واهل البغي كالاخوان المسلمين بمصر» فالحاصل ان هذا التحزب غير مشروع، والمسلم لا ينبغي له ان يخرج من سعة الاسلام الى ضيق الاحزاب، وشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله جالسته وجالسه غيري سنوات، ما طلب من احد عهدا ولا بيعة ولا اوصاني ولا غيري، بالعمل تحت مظلة احدى الجمعيات الحزبية فتطابقت فتواه القولية مع واقعه العملي.
والحمد لله رب العالمين.
جاء في جريدة القبس الكويتية في عدد يوم الخميس 25/صفر/1425هـ الموافق 15/4/2004م
الانتماء للجماعة لا للأحزاب
د. حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فان الجماعة حسب الواقع لها مفهومان، مفهوم شرعي، ومفهوم حركي سياسي، فالجماعة في اصطلاح الشريعة، كما ذكر الطبري رحمه الله «الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره» ويدل على تعريف الطبري حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم «من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر، فان من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية».
وأما المفهوم الحركي السياسي للجماعة فليس له اصل شرعي، ولكن له حضوراً واقعياً، وقد ابتدأ هذا المفهوم الحركي مع بداية حسن البنا في الدعوة الى الله، فرأى ان عمله هذا يوجب ان يجمع الناس حوله، وان يكون هو رأسهم ويأخذ عليهم السمع والطاعة والبيعة.
تطور فكر الجماعة الحركي عند البنا وربما نتحدث عن هذا التطور واشكاله، الا ان افراد هذه الجماعة قاموا بتصدير فكرهم الحركي وتدويله، وربط كل من بخارج مسقط رأس الجماعة ليكون تبعا للجماعة الام بمصر، ويكون من في خارج مصر فروعا ولهم امير يتبع الامارة الكبرى بمصر، وصارت امارتهم بذلك اكبر من امارات بعض دول الخليج.
علماء الخليج والجزيرة لرسوخهم في العلم وديانتهم وعدم منازعتهم للسلطان في سلطانه، ما اخذوا على احد عهدا ولا بيعة، ولا ربطوا الناس بأشخاصهم كالحركيين السياسيين، وانما ربطوا الناس بالكتاب والسنّة، وكذلك عامة اهل الخليج والجزيرة على الفطرة لا يعرفون جماعة الا حاكمهم وشعبه.
وفد الحركيون الى دول الخليج والجزيرة وغيروا فطرة بعض ابنائها ثم صار هؤلاء نواة للجماعة الأم وازدادت الجماعة قوة مادية من خلال توسيع القاعدة، والمال الذي تم تسخيره لانشطة الجامعة فضلا عن مؤسسات دول الخليج الدينية بل والتعليمية احيانا، فاجتمع لهم المال الشعبي والرسمي جميعا.
ظهرت ملامح هذه الجماعة الحركية للعلماء الربانيين كالعلامة ابن باز وابن عثيمين وابن جراح، فقاموا بواجب النصيحة للجماعة الشرعية وللشعب الذي قد تعصف به الفتن والشرور بسبب تعدد الجماعة والقيادة.
وقامت في دول الخليج والجزيرة جمعيات دينية، وكان غرض الدول ان تعمل هذه الجماعات تحت ضوء الدول الا ان واقعها كان شيئا اخر، اذ تحولت الى معقد ولاء وبراء.
وقال شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله: «نحن نرى ان الجماعات فيها حق وباطل، لكن لا نرى انشاء هذه الجماعات، لان انشاء هذه الجماعات يترتب عليه الولاء والبراء، حيث ان كل جماعة يتبرأ من معها ممن لم يكن معها» الشرق الاوسط عدد 669. وكذلك نجد علامة الكويت ابن جراح رحمه الله لما شرح منار السبيل في الفقه ووصل الى كتاب «اهل البغي» قال: «واهل البغي كالاخوان المسلمين بمصر» فالحاصل ان هذا التحزب غير مشروع، والمسلم لا ينبغي له ان يخرج من سعة الاسلام الى ضيق الاحزاب، وشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله جالسته وجالسه غيري سنوات، ما طلب من احد عهدا ولا بيعة ولا اوصاني ولا غيري، بالعمل تحت مظلة احدى الجمعيات الحزبية فتطابقت فتواه القولية مع واقعه العملي.
والحمد لله رب العالمين.