فتى الإيمان
01-01-2004, 01:17 AM
في رحاب آيـة
{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ. اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
تبدأ سورة "المنافقون" بوصف طريقة المنافقين في مداراة ما في قلوبهم من الكفر ، وإعلانهم الإسلام والشهادة بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول الله . وحلفهم كذبا ليصدقهم المسلمون ، واتخاذهم هذه الأيمان وقاية وجنة يخفون وراءها حقيقة أمرهم ، ويخدعون المسلمين فيهم .. فهم كانوا يجيئون إلى رسول الله فيشهدون بين يديه برسالته شهادة باللسان ، لا يقصدون بها وجه الحق ، إنما يقولونها للتقية ، وليخفوا أمرهم وحقيقتهم على المسلمين . فهم كاذبون في أنهم جاءوا ليشهدوا هذه الشهادة ، فقد جاءوا ليخدعوا المسلمين بها ، ويداروا أنفسهم بقولها . ومن ثم يكذبهم الله في شهادتهم بعد التحفظ الذي يثبت حقيقة الرسالة : (والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) . (اتخذوا أيمانهم جنة) .. وهي توحي بأنهم كانوا يحلفون الأيمان كلما انكشف أمرهم، أو عرف عنهم كيد أو تدبير ، أو نقلت عنهم مقالة سوء في المسلمين . كانوا يحلفون ليتقوا ما يترتب على افتضاح أمر من أمورهم ، فيجعلون أيمانهم وقاية وجنة يحتمون وراءها ، ليواصلوا كيدهم ودسهم وإغوائهم للمخدوعين فيهم . ( فصدوا عن سبيل الله ) .. صدوا أنفسهم وصدوا غيرهم مستعينين بتلك الأيمان الكاذبة : ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) .. وهل أسوأ من الكذب للخداع والتضليل ! ؟
دعاء اليوم
كان النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) يدعو ويقول: رَبّ أعِنِّي وَلا تُعِنْ عَليَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لي وَلا تَمْكُرْ عَليَّ، وَيَسِّرْ هُدَايَ وَانْصُرْنِي على مَنْ بَغَى عَليَّ. رَبّ اجْعَلْنِي لَكَ شاكِراً، لَكَ ذَاكِراً، لَكَ رَاهِباً، لَكَ مِطْوَاعاً، إِلَيْكَ مُجِيباً مُنيباً، تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدّدْ لِساني، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي.
حـديث اليــوم
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” لا تَسُبّوا أصحابي ، فلو أن أحدَكُم أنفَقَ مِثلَ أُحُد ذَهَبا ما بَلَغَ مَدّ أحَدِهِم ولا نَصِيفَهُ ” (رواه البخاري).
لقد اختار الله تعالى بني آدم من بين سائر المخلوقات ، واختار إسماعيل عليه السلام ليكون جدا لخير خلقه ، واختار أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لكي تكون خير أمة أخرِجَت للناس ، واختار لرسوله صحبا وأتباعا وآل بيت لكي يكونوا أهلا للمساعدة في حمل تلك المهمة الصعبة . ألا يجب بعد ذلك على خَلَف الأمة أن يشكروا لأولئك الأسلاف حفظهم للشريعة وإبلاغهم إياها لمن جاء بعدهم ، والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفداؤه بأرواحهم وأموالهم . إن سب أولئك النفر الأبرار الذين أحاطوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ما هو إلاّ انتقاص من الدين نفسه. وبتحريض من أعداء الله يشوهون صورة أولئك الأصحاب الأبرار بهدف هدم الدين محاولين إيهام السذج من الناس أنه إذا كان دين الله لم يؤثر في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم أقرب الناس إليه فتأثيره فيما سواهم أقل وصلاحه للناس يعود مشكوكا فيه. واحترام سلف هذه الأمة من صحابة كرام وآل بيت النبوة الأطهار والتابعين وتابعيهم والأئمة المجتهدين وأئمة الحديث والعلماء الذين نذروا حياتهم لخدمة هذا الدين على مر العصور ، هذا الاحترام دليل على صلاح المرء نفسه. إن هذا الاحترام لأولئك النفر الأبرار لا يرفع أيّا منهم إلى درجة النبوة أو العصمة ، فكلهم كما قال الإمام مالك رضي الله عنه ، وهو أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل رجل يؤخذ منه ويرد عليه إلاّ صاحب هذا القبر. فمن أصاب منهم فله أجران ومن أخطأ فله أجر. والدعاء لهم مثبت في نص القرآن: ” والّذينَ جاءوا مِن بَعدِهِم يَقولونَ ربَّنا اغفِر لَنا وَلإخوانِنا الّذينَ سَبَقونا بالإيمانِ ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلاّ لِلّذينَ آمَنوا رَبَّنا إنَّكَ رؤوف رَحيم”. خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخلفاء الراشدون الذين أمر هو باتباع سنتهم: ” عليكُم بِسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاء الراشِدينَ المَهديينَ مِن بَعدي ، عَضّوا عَليها بالنواجِذِ ، وإيّاكُم ومُحدَثاتِ الأمور.. ” وهم ضمن العشرة الذين بشرّهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة . ومن الصحابة العلماء من نقلوا لنا الحديث وعلوم الدين الأخرى ، ومنهم من نشروا الدين ففتحوا العراق والشام ومصر وغيرها وبذلك كان لهم ثوابا إلى يوم القيامة ما سجد لله في هذه البلاد ساجد لأنهم تسببوا في ذلك . لذلك فإن سبَّهُم من الكبائر ويخشى أن يقود صاحبه إلى النفاق. إن واجب المسلم أن يحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نتيجة حبه له. وعليه أن يحب آل بيته الطيبين الطاهرين وذريته إكراما له ووفاء لبعض حقه فقد أوصى الأمة بهم . وعلى المؤمن أن لا يؤذي رسول الله في صحابته وآل بيته بذكر مساوئ تنسب إليهم ، وعليه أن يمسك عن ذكر ما اختلفوا فيه: ” تِلكَ أمّة قَد خَلَت لَها ما كَسَبَت ولَكُم ما كَسَبتُم ولا تُسألونَ عَمّا كانوا يَعمَلونَ ” . كما أن معاداة أولياء الله من الصحابة وآل البيت وغيرهم ممن جاء بعدهم إلى يوم القيامة عداء لصفوة الأمة ، ومحاربة للدين في شخص خيرة من يدين به. والله تعالى قد تعهد بنصرتهم: ” إن الله يدافع عن الّذين آمنوا إنّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ خوان كَفور” فالله سبحانه وتعالى يحب المؤمنين المتقين ويدافع عنهم ، فمن عادى لله وليا فقد وقف في صف أعداء الله فيؤذنه الله تعالى بالحرب ، سواء كان ذا نفوذ وسلطان أو رجلا من عامة الناس ، لذلك على المؤمن أن يحب الصالحين ويغض الطرف عن هفواتهم ولا يقع في غيبتهم وبغضهم ، لئلا يكون في صف أعداء الله تعالى . ولا يتصور أن الأولياء معصومون عن الأخطاء ، فهم يخطئون ، لكنهم إن تذكروا أو ذُكِّروا فاءوا واستغفروا . ومن أولياء الله الذين خلوا إلى ما قدموا بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته: الأئمة المجتهدون والعلماء الأعلام ، ويجب عدم الركون إلى الخلاف بينهم أو نقد بعضهم لبعض ، فإن كان بينهم مخطئ ومصيب ، فإن ذلك لن يقلب سيئ أعمالنا حسنا ولا يغني عنا شيئا. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة
حكمة اليوم
احمل لِصَديقك عليك واقْبل عُذْر مَن اعتذر إليك وأخر الشرَّ ما استطعت فإنك إذا شِئْت تَعجّلته.
ابتسامة اليوم
كان النعيمان بن عمر الأنصاري رضي الله عنه من المعروفين بروح المرح والفكاهة والميل إلى الضحك والمزاح، وقد رويت عنه في ذلك نوادر عجيبة وغريبة. ومما رواه عنه الزبير بن بكار في كتابه "الفكاهة والمرح" : كان اشترى مرة هدية وأرسل بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها، فأحضره النعيمان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: "أولم تهده لي"؟ فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله! فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه.
من قصص الصالحين
توبة المعتصم ورجوعه عن قتل تميم بن جميل
قال أحمد بن أبي دؤاد: ما رأيت رجلاً قط أشرف على الموت فما شغله ولا أذهله عما يريد حتى بلغه وخلصه الله - عز وجل - إلا تميم بن جميل فإني رأيته بين يدي المعتصم وقد بسط له النّطع وانتضي له السيف وكان رجلاً جسيماً وسيماً فأحب المعتصم أن يستنطقه لينظر أين منظره من مَخبره فقال له: تكلم! فقال: أما إذ أذن أمير المؤمنين فالحمد لله "الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين" يا أمير المؤمنين! جبر الله بك صدع الدين ولمّ بك شعث المسلمين إن الذنوب تخرس الألسنة وتخلع الأفئدة وايم الله لقد عظمت الجريرة وانقطعت الحجة وساء الظن ولم يبق إلا عفوك أو انتقامك ثم أنشأ يقول: أرى الموت بين السيف والنطع كامناً ** يلاحظني من حيث ما أتلفت وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي ** وأي امرئ مما قضى الله يفلت وأي امرئ يدلي بعذر وحجة ** وسيف المنايا بين عينيه مصلت وما جزعي من أن أموت فإنني ** لأعلم أن الموت شيء مؤقت ولكن خلفي صبية قد تركتهم ** وأكبادهم من حرها تتفتت فإن عشت عاشوا سالمين بغبطة ** أذود العدى عنهم وإن مت موتّوا كأني أراهم حين أنعى إليهم ** وقد لطموا تلك الخدود وصوتوا قال: فاستعبر المعتصم (اي انهمرت عبرات عينه، والعَبرات: الدموع) ثم قال: يا تميم! قد عفوت عن الهفوة ووهبتك للصبية ثم أمر به ففك حديده (أي قَيْده) وخلع عليه وعقد له على سقي الفرات.
بنت الجنوب
{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ. اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
تبدأ سورة "المنافقون" بوصف طريقة المنافقين في مداراة ما في قلوبهم من الكفر ، وإعلانهم الإسلام والشهادة بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول الله . وحلفهم كذبا ليصدقهم المسلمون ، واتخاذهم هذه الأيمان وقاية وجنة يخفون وراءها حقيقة أمرهم ، ويخدعون المسلمين فيهم .. فهم كانوا يجيئون إلى رسول الله فيشهدون بين يديه برسالته شهادة باللسان ، لا يقصدون بها وجه الحق ، إنما يقولونها للتقية ، وليخفوا أمرهم وحقيقتهم على المسلمين . فهم كاذبون في أنهم جاءوا ليشهدوا هذه الشهادة ، فقد جاءوا ليخدعوا المسلمين بها ، ويداروا أنفسهم بقولها . ومن ثم يكذبهم الله في شهادتهم بعد التحفظ الذي يثبت حقيقة الرسالة : (والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) . (اتخذوا أيمانهم جنة) .. وهي توحي بأنهم كانوا يحلفون الأيمان كلما انكشف أمرهم، أو عرف عنهم كيد أو تدبير ، أو نقلت عنهم مقالة سوء في المسلمين . كانوا يحلفون ليتقوا ما يترتب على افتضاح أمر من أمورهم ، فيجعلون أيمانهم وقاية وجنة يحتمون وراءها ، ليواصلوا كيدهم ودسهم وإغوائهم للمخدوعين فيهم . ( فصدوا عن سبيل الله ) .. صدوا أنفسهم وصدوا غيرهم مستعينين بتلك الأيمان الكاذبة : ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) .. وهل أسوأ من الكذب للخداع والتضليل ! ؟
دعاء اليوم
كان النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) يدعو ويقول: رَبّ أعِنِّي وَلا تُعِنْ عَليَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لي وَلا تَمْكُرْ عَليَّ، وَيَسِّرْ هُدَايَ وَانْصُرْنِي على مَنْ بَغَى عَليَّ. رَبّ اجْعَلْنِي لَكَ شاكِراً، لَكَ ذَاكِراً، لَكَ رَاهِباً، لَكَ مِطْوَاعاً، إِلَيْكَ مُجِيباً مُنيباً، تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدّدْ لِساني، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي.
حـديث اليــوم
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” لا تَسُبّوا أصحابي ، فلو أن أحدَكُم أنفَقَ مِثلَ أُحُد ذَهَبا ما بَلَغَ مَدّ أحَدِهِم ولا نَصِيفَهُ ” (رواه البخاري).
لقد اختار الله تعالى بني آدم من بين سائر المخلوقات ، واختار إسماعيل عليه السلام ليكون جدا لخير خلقه ، واختار أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لكي تكون خير أمة أخرِجَت للناس ، واختار لرسوله صحبا وأتباعا وآل بيت لكي يكونوا أهلا للمساعدة في حمل تلك المهمة الصعبة . ألا يجب بعد ذلك على خَلَف الأمة أن يشكروا لأولئك الأسلاف حفظهم للشريعة وإبلاغهم إياها لمن جاء بعدهم ، والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفداؤه بأرواحهم وأموالهم . إن سب أولئك النفر الأبرار الذين أحاطوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ما هو إلاّ انتقاص من الدين نفسه. وبتحريض من أعداء الله يشوهون صورة أولئك الأصحاب الأبرار بهدف هدم الدين محاولين إيهام السذج من الناس أنه إذا كان دين الله لم يؤثر في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم أقرب الناس إليه فتأثيره فيما سواهم أقل وصلاحه للناس يعود مشكوكا فيه. واحترام سلف هذه الأمة من صحابة كرام وآل بيت النبوة الأطهار والتابعين وتابعيهم والأئمة المجتهدين وأئمة الحديث والعلماء الذين نذروا حياتهم لخدمة هذا الدين على مر العصور ، هذا الاحترام دليل على صلاح المرء نفسه. إن هذا الاحترام لأولئك النفر الأبرار لا يرفع أيّا منهم إلى درجة النبوة أو العصمة ، فكلهم كما قال الإمام مالك رضي الله عنه ، وهو أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل رجل يؤخذ منه ويرد عليه إلاّ صاحب هذا القبر. فمن أصاب منهم فله أجران ومن أخطأ فله أجر. والدعاء لهم مثبت في نص القرآن: ” والّذينَ جاءوا مِن بَعدِهِم يَقولونَ ربَّنا اغفِر لَنا وَلإخوانِنا الّذينَ سَبَقونا بالإيمانِ ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلاّ لِلّذينَ آمَنوا رَبَّنا إنَّكَ رؤوف رَحيم”. خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخلفاء الراشدون الذين أمر هو باتباع سنتهم: ” عليكُم بِسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاء الراشِدينَ المَهديينَ مِن بَعدي ، عَضّوا عَليها بالنواجِذِ ، وإيّاكُم ومُحدَثاتِ الأمور.. ” وهم ضمن العشرة الذين بشرّهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة . ومن الصحابة العلماء من نقلوا لنا الحديث وعلوم الدين الأخرى ، ومنهم من نشروا الدين ففتحوا العراق والشام ومصر وغيرها وبذلك كان لهم ثوابا إلى يوم القيامة ما سجد لله في هذه البلاد ساجد لأنهم تسببوا في ذلك . لذلك فإن سبَّهُم من الكبائر ويخشى أن يقود صاحبه إلى النفاق. إن واجب المسلم أن يحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نتيجة حبه له. وعليه أن يحب آل بيته الطيبين الطاهرين وذريته إكراما له ووفاء لبعض حقه فقد أوصى الأمة بهم . وعلى المؤمن أن لا يؤذي رسول الله في صحابته وآل بيته بذكر مساوئ تنسب إليهم ، وعليه أن يمسك عن ذكر ما اختلفوا فيه: ” تِلكَ أمّة قَد خَلَت لَها ما كَسَبَت ولَكُم ما كَسَبتُم ولا تُسألونَ عَمّا كانوا يَعمَلونَ ” . كما أن معاداة أولياء الله من الصحابة وآل البيت وغيرهم ممن جاء بعدهم إلى يوم القيامة عداء لصفوة الأمة ، ومحاربة للدين في شخص خيرة من يدين به. والله تعالى قد تعهد بنصرتهم: ” إن الله يدافع عن الّذين آمنوا إنّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ خوان كَفور” فالله سبحانه وتعالى يحب المؤمنين المتقين ويدافع عنهم ، فمن عادى لله وليا فقد وقف في صف أعداء الله فيؤذنه الله تعالى بالحرب ، سواء كان ذا نفوذ وسلطان أو رجلا من عامة الناس ، لذلك على المؤمن أن يحب الصالحين ويغض الطرف عن هفواتهم ولا يقع في غيبتهم وبغضهم ، لئلا يكون في صف أعداء الله تعالى . ولا يتصور أن الأولياء معصومون عن الأخطاء ، فهم يخطئون ، لكنهم إن تذكروا أو ذُكِّروا فاءوا واستغفروا . ومن أولياء الله الذين خلوا إلى ما قدموا بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته: الأئمة المجتهدون والعلماء الأعلام ، ويجب عدم الركون إلى الخلاف بينهم أو نقد بعضهم لبعض ، فإن كان بينهم مخطئ ومصيب ، فإن ذلك لن يقلب سيئ أعمالنا حسنا ولا يغني عنا شيئا. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة
حكمة اليوم
احمل لِصَديقك عليك واقْبل عُذْر مَن اعتذر إليك وأخر الشرَّ ما استطعت فإنك إذا شِئْت تَعجّلته.
ابتسامة اليوم
كان النعيمان بن عمر الأنصاري رضي الله عنه من المعروفين بروح المرح والفكاهة والميل إلى الضحك والمزاح، وقد رويت عنه في ذلك نوادر عجيبة وغريبة. ومما رواه عنه الزبير بن بكار في كتابه "الفكاهة والمرح" : كان اشترى مرة هدية وأرسل بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها، فأحضره النعيمان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: "أولم تهده لي"؟ فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله! فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه.
من قصص الصالحين
توبة المعتصم ورجوعه عن قتل تميم بن جميل
قال أحمد بن أبي دؤاد: ما رأيت رجلاً قط أشرف على الموت فما شغله ولا أذهله عما يريد حتى بلغه وخلصه الله - عز وجل - إلا تميم بن جميل فإني رأيته بين يدي المعتصم وقد بسط له النّطع وانتضي له السيف وكان رجلاً جسيماً وسيماً فأحب المعتصم أن يستنطقه لينظر أين منظره من مَخبره فقال له: تكلم! فقال: أما إذ أذن أمير المؤمنين فالحمد لله "الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين" يا أمير المؤمنين! جبر الله بك صدع الدين ولمّ بك شعث المسلمين إن الذنوب تخرس الألسنة وتخلع الأفئدة وايم الله لقد عظمت الجريرة وانقطعت الحجة وساء الظن ولم يبق إلا عفوك أو انتقامك ثم أنشأ يقول: أرى الموت بين السيف والنطع كامناً ** يلاحظني من حيث ما أتلفت وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي ** وأي امرئ مما قضى الله يفلت وأي امرئ يدلي بعذر وحجة ** وسيف المنايا بين عينيه مصلت وما جزعي من أن أموت فإنني ** لأعلم أن الموت شيء مؤقت ولكن خلفي صبية قد تركتهم ** وأكبادهم من حرها تتفتت فإن عشت عاشوا سالمين بغبطة ** أذود العدى عنهم وإن مت موتّوا كأني أراهم حين أنعى إليهم ** وقد لطموا تلك الخدود وصوتوا قال: فاستعبر المعتصم (اي انهمرت عبرات عينه، والعَبرات: الدموع) ثم قال: يا تميم! قد عفوت عن الهفوة ووهبتك للصبية ثم أمر به ففك حديده (أي قَيْده) وخلع عليه وعقد له على سقي الفرات.
بنت الجنوب