ابوبيادر
02-06-2003, 06:54 PM
هذه _ إخوتي _ نماذج من سير سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ، وهي نماذجٌ في
أحوالهم عند تذكرهم أو تفكرهم في عذاب الدار الآخرة ، وما أحوجنا إلى استحضار هذه
النماذج الفريدة لنبكي على حالنا في هذا العصر الذي مُليء بالفتن _ والله المستعان _
حتى أصبح الواحد منّا تمرّ عليه في اليوم كثيراً من آيات الوعيد ، وجمعاً من أحاديث
التهديد ، ومع ذلك فهو لا يتغير عن حاله التي هو عليها ، لأنّ القلب قد غُيّب مع الفتن
المتلاحقة التي هي كقطع الليل المظلم ، والحلّ هو العودة إلى الله ، وذلك بإعمال
الفكر في ما يطرق السمع من مواعظ ، ووجل القلب من آيات الله التي ذُكر فيها العقاب
وأحوال النار ، فإليك أخي نماذج لأولائك الأبرار ، الذين تعلقت قلوبهم بالملك الجبار
وتفكر في حالك ، وانظر إلى مآلك ، فإنها حفرة مظلمة ، والنهاية دار نعيم أو دار مهالك
------------------
النموذج الأول : في سيرة التابعي الجليل :_ الربيع بن خثيم _ رحمه الله _ ذُكر عنه
أنه كان إذا دخل على الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود _ رضي الله عنه _ ( والربيع تلميذ
ابن مسعود ) كان ابن مسعود يقول له : والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك
وما رأيتُك إلا ذكرتُ المخبتين ، وكان إذا رآه قرأ ( وبشر المخبتين )
روي أن الربيع انطلق مع عبدالله بن مسعود إلى شاطيء الفرات فمرّا بالحدادين ، فلما رأى
الربيع نار الحدادين قرأ قوله تعالى ( إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا )
وخرّ مغشياً عليه ، وخانت صلاة الظهر ، فناداه عبدالله بن مسعود : يا ربيع ، فلم يجبه !
فذهب عبدالله فصلى بالناس الظهر ، ثم رجع إليه فناداه وقال : يا ربيع ، فلم يجبه !
فانطلق عبدالله فصلى بالناس العصر
ثم رجع إليه فقال : يا ربيع ، يا ربيع ، فلم يجبه !
ثم انطلق عبدالله فصلى بالناس المغرب
ثم رجع فقال : يا ربيع ، يا ربيع ، فلم يجبه !
فما غشى من صحيته حتى ضربه برد السحر ا هــ
------------------
النموذج الثاني : جاء عن عبدالله بن المبارك _ رحمه الله _ كما في قولةٍ لنعيم بن حماد
( كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق ، يصير كأنه ثور منحور ! أو بقرة منحورة من
البكاء ، لا يجتريء أحدٌ منّا أن يدنو منه ، أو يسأله عن شيء إلا دفعه )
------------------
النموذج الثالث : جاء في ترجمة ( عبدالله بن وهب القرشي ) قول يونس : قال ابن وهب : إنّ
أصحاب الحديث طلبوا منّي أن أسمعهم صفة الجنة والنار وما أدري أقدرُ على ذلك ؟ ثم قعد
لهم فقرأوا عليه صفة النار فغُشي عليه ، فرُشّ بالماء وجهه فلم يُفِق !!
فقيل : اقرأو عليه صفة الجنة فلم يفق ! وبقي كذلك اثني عشر يوماً _ لم يتكلم بكلمة _
فدُعي له طبيب فقال : هذا رجلٌ انصدع قلبه !! ثم مات رحمه الله ا هـ
------------------
تلك _ والله _ نماذج مخيفة لنا ، إذ أنّ بعضنا ربما لا يتخيل أنّ مثل ذلك قد يقع وما ذاك
إلا بسبب غفلة القلب وبعده عن التدبر والتفكر
فاللهم أصلح قلوبنا ، وطهّر نفوسنا ، وزكّ أعمالنا ، ونقّ سرائرنا ، واجمعنا في جناتك
جنات النعيم
والحمد لله رب العالمين
أحوالهم عند تذكرهم أو تفكرهم في عذاب الدار الآخرة ، وما أحوجنا إلى استحضار هذه
النماذج الفريدة لنبكي على حالنا في هذا العصر الذي مُليء بالفتن _ والله المستعان _
حتى أصبح الواحد منّا تمرّ عليه في اليوم كثيراً من آيات الوعيد ، وجمعاً من أحاديث
التهديد ، ومع ذلك فهو لا يتغير عن حاله التي هو عليها ، لأنّ القلب قد غُيّب مع الفتن
المتلاحقة التي هي كقطع الليل المظلم ، والحلّ هو العودة إلى الله ، وذلك بإعمال
الفكر في ما يطرق السمع من مواعظ ، ووجل القلب من آيات الله التي ذُكر فيها العقاب
وأحوال النار ، فإليك أخي نماذج لأولائك الأبرار ، الذين تعلقت قلوبهم بالملك الجبار
وتفكر في حالك ، وانظر إلى مآلك ، فإنها حفرة مظلمة ، والنهاية دار نعيم أو دار مهالك
------------------
النموذج الأول : في سيرة التابعي الجليل :_ الربيع بن خثيم _ رحمه الله _ ذُكر عنه
أنه كان إذا دخل على الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود _ رضي الله عنه _ ( والربيع تلميذ
ابن مسعود ) كان ابن مسعود يقول له : والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك
وما رأيتُك إلا ذكرتُ المخبتين ، وكان إذا رآه قرأ ( وبشر المخبتين )
روي أن الربيع انطلق مع عبدالله بن مسعود إلى شاطيء الفرات فمرّا بالحدادين ، فلما رأى
الربيع نار الحدادين قرأ قوله تعالى ( إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا )
وخرّ مغشياً عليه ، وخانت صلاة الظهر ، فناداه عبدالله بن مسعود : يا ربيع ، فلم يجبه !
فذهب عبدالله فصلى بالناس الظهر ، ثم رجع إليه فناداه وقال : يا ربيع ، فلم يجبه !
فانطلق عبدالله فصلى بالناس العصر
ثم رجع إليه فقال : يا ربيع ، يا ربيع ، فلم يجبه !
ثم انطلق عبدالله فصلى بالناس المغرب
ثم رجع فقال : يا ربيع ، يا ربيع ، فلم يجبه !
فما غشى من صحيته حتى ضربه برد السحر ا هــ
------------------
النموذج الثاني : جاء عن عبدالله بن المبارك _ رحمه الله _ كما في قولةٍ لنعيم بن حماد
( كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق ، يصير كأنه ثور منحور ! أو بقرة منحورة من
البكاء ، لا يجتريء أحدٌ منّا أن يدنو منه ، أو يسأله عن شيء إلا دفعه )
------------------
النموذج الثالث : جاء في ترجمة ( عبدالله بن وهب القرشي ) قول يونس : قال ابن وهب : إنّ
أصحاب الحديث طلبوا منّي أن أسمعهم صفة الجنة والنار وما أدري أقدرُ على ذلك ؟ ثم قعد
لهم فقرأوا عليه صفة النار فغُشي عليه ، فرُشّ بالماء وجهه فلم يُفِق !!
فقيل : اقرأو عليه صفة الجنة فلم يفق ! وبقي كذلك اثني عشر يوماً _ لم يتكلم بكلمة _
فدُعي له طبيب فقال : هذا رجلٌ انصدع قلبه !! ثم مات رحمه الله ا هـ
------------------
تلك _ والله _ نماذج مخيفة لنا ، إذ أنّ بعضنا ربما لا يتخيل أنّ مثل ذلك قد يقع وما ذاك
إلا بسبب غفلة القلب وبعده عن التدبر والتفكر
فاللهم أصلح قلوبنا ، وطهّر نفوسنا ، وزكّ أعمالنا ، ونقّ سرائرنا ، واجمعنا في جناتك
جنات النعيم
والحمد لله رب العالمين