ابوبيادر
25-04-2003, 09:19 AM
كشفت الحرب على العراق –من ضمن ما كشفت– إشكالات بالغة السلبية
في استعارة المفاهيم الفقهية وتكييفها واقعيًّا؛ فتمَّ استحضار
مفاهيم، وانتزاع تصورات تراثية من إطارها الكلي القديم
لتطبيقها على سياق تاريخي مختلف كليًّا. فإذا كان الذي يعلن
الجهاد في الفقه هو إمام المسلمين؛ فإن الذي يعلنه الآن –مع
وجود الدولة العلمانية– هو المفتي، وإذا كان ارتهان قرار
الجهاد بالإمام لكونه يملك الأمر والسلطة؛ فإنه يتحول مع المفتي
إلى مجرد "إعلان"؛ لأنه لا يملك من الأمر شيئًا (سنشير لاحقًا إلى
التبعات السلبية لإعلان المفتي).
وإذا كان إعلان الجهاد فقهيًّا يكون للدفاع عن دار الإسلام
الواحدة؛ فنحن الآن أمام دُور إسلام تحرك كل واحدة منها
مصلحتها "القُطرية"، وتصطدم المصالح (في حالة الحرب على العراق
خذ مثلاً الكويت).
وإذا كان قرار الجهاد مرتهنًا بالإمام الذي يجمع بين "الديني
والسياسي"؛ فإنه مع انفصال الدين عن السياسة، وتعدد دُور
الإسلام.. تشظت الفتاوى الدينية كتشظي القرارات السياسية. وفي
حال المؤسسات الرسمية الدينية انقلب الفعل للسياسي وردّ الفعل
من المفتي (الذي يمثل الديني)، فيصعب الفصل بين الديني
والسياسي حين يريد السياسي الدمج بين الدين والسياسة. (تأمل
مواقف علماء الكويت والعراق، وموقف مفتي سوريا مثلا).
وإذا كان الجهاد بمفهومه القتالي يحتاج إلى عدة وإعداد وعتاد
للاشتباك مع العدو؛ فمع الدولة العلمانية أين يجد "الجهاد"
نسقه الذي يتحقق فيه؟ وكيف؟ ومع دخول العدو ديار الإسلام
(فلسطين قبل العراق) كيف يصبح مفهوم الجهاد الواجب وجوبًا
عينيًّا على كل مسلم ومسلمة من دون أمر رئيس الدولة؟ وكيف تكون
وسائل تحقيقه؟
ثم مع فصل الدين عن الدولة، بل معاداة الدين من قبل العديد من
الأنظمة، وفقدان الحريات، وأبرزها وأهمها الحرية الدينية.. كيف
يكون "الجهاد"؟ وهل يصلح هنا تطبيق "الجهاد مع البر والفاجر"؛
فنرد المعتدي الخارجي لنبقى تحت سلطة المستبد الداخلي؟
ثم كيف يكون مفهوم الجهاد؟ وما وسائل تحقيقه حين تنفصل إرادة
السياسي عن إرادة الفقيه، ويتناقض الموقفان؛ فالمفتي يدعو
للجهاد، والسياسي يقدم العون والمساعدة للغازي والمستعمر؟!
ولعلّ الإشكال الأكثر أهمية مع ما سبق هو التحولات التي طرأت على
مفهوم "العدو"، ومن ثَم مفهوم "العدوان" الذي من صوره "التدخل"
في القرار السياسي لدولة ما. فمعروف أن الدولة القطرية لم
تتحرر حقيقة بعد الاستقلال، بل خضعت لأشكال جديدة من التبعية
الاقتصادية والسياسية وغيرها حتى التربوية والتعليمية في بعض
الأحيان، وهو ما سُمِّي بـ"الاستعمار الجديد"، وتتداخل فيه السيطرة
الخارجية مع الاستبداد السياسي، والقوى الدولية مع النخب
الحاكمة في علاقات ومصالح؛ وهو ما يجعل من الواقعي النظر إلى
تداخل مفهومي الجهاد: الجهاد ضد الداخل (الحاكم) والجهاد ضد
الخارج معًا.
الإخوة الأفاضل: المجتهدين والمفكرين والعلماء والباحثين وكل من
لديه فكرة ناضجة: نحن في حاجة لفتح باب النقاش في هذه
القضية.. فهلا أفدتمونا؟؟!!
في استعارة المفاهيم الفقهية وتكييفها واقعيًّا؛ فتمَّ استحضار
مفاهيم، وانتزاع تصورات تراثية من إطارها الكلي القديم
لتطبيقها على سياق تاريخي مختلف كليًّا. فإذا كان الذي يعلن
الجهاد في الفقه هو إمام المسلمين؛ فإن الذي يعلنه الآن –مع
وجود الدولة العلمانية– هو المفتي، وإذا كان ارتهان قرار
الجهاد بالإمام لكونه يملك الأمر والسلطة؛ فإنه يتحول مع المفتي
إلى مجرد "إعلان"؛ لأنه لا يملك من الأمر شيئًا (سنشير لاحقًا إلى
التبعات السلبية لإعلان المفتي).
وإذا كان إعلان الجهاد فقهيًّا يكون للدفاع عن دار الإسلام
الواحدة؛ فنحن الآن أمام دُور إسلام تحرك كل واحدة منها
مصلحتها "القُطرية"، وتصطدم المصالح (في حالة الحرب على العراق
خذ مثلاً الكويت).
وإذا كان قرار الجهاد مرتهنًا بالإمام الذي يجمع بين "الديني
والسياسي"؛ فإنه مع انفصال الدين عن السياسة، وتعدد دُور
الإسلام.. تشظت الفتاوى الدينية كتشظي القرارات السياسية. وفي
حال المؤسسات الرسمية الدينية انقلب الفعل للسياسي وردّ الفعل
من المفتي (الذي يمثل الديني)، فيصعب الفصل بين الديني
والسياسي حين يريد السياسي الدمج بين الدين والسياسة. (تأمل
مواقف علماء الكويت والعراق، وموقف مفتي سوريا مثلا).
وإذا كان الجهاد بمفهومه القتالي يحتاج إلى عدة وإعداد وعتاد
للاشتباك مع العدو؛ فمع الدولة العلمانية أين يجد "الجهاد"
نسقه الذي يتحقق فيه؟ وكيف؟ ومع دخول العدو ديار الإسلام
(فلسطين قبل العراق) كيف يصبح مفهوم الجهاد الواجب وجوبًا
عينيًّا على كل مسلم ومسلمة من دون أمر رئيس الدولة؟ وكيف تكون
وسائل تحقيقه؟
ثم مع فصل الدين عن الدولة، بل معاداة الدين من قبل العديد من
الأنظمة، وفقدان الحريات، وأبرزها وأهمها الحرية الدينية.. كيف
يكون "الجهاد"؟ وهل يصلح هنا تطبيق "الجهاد مع البر والفاجر"؛
فنرد المعتدي الخارجي لنبقى تحت سلطة المستبد الداخلي؟
ثم كيف يكون مفهوم الجهاد؟ وما وسائل تحقيقه حين تنفصل إرادة
السياسي عن إرادة الفقيه، ويتناقض الموقفان؛ فالمفتي يدعو
للجهاد، والسياسي يقدم العون والمساعدة للغازي والمستعمر؟!
ولعلّ الإشكال الأكثر أهمية مع ما سبق هو التحولات التي طرأت على
مفهوم "العدو"، ومن ثَم مفهوم "العدوان" الذي من صوره "التدخل"
في القرار السياسي لدولة ما. فمعروف أن الدولة القطرية لم
تتحرر حقيقة بعد الاستقلال، بل خضعت لأشكال جديدة من التبعية
الاقتصادية والسياسية وغيرها حتى التربوية والتعليمية في بعض
الأحيان، وهو ما سُمِّي بـ"الاستعمار الجديد"، وتتداخل فيه السيطرة
الخارجية مع الاستبداد السياسي، والقوى الدولية مع النخب
الحاكمة في علاقات ومصالح؛ وهو ما يجعل من الواقعي النظر إلى
تداخل مفهومي الجهاد: الجهاد ضد الداخل (الحاكم) والجهاد ضد
الخارج معًا.
الإخوة الأفاضل: المجتهدين والمفكرين والعلماء والباحثين وكل من
لديه فكرة ناضجة: نحن في حاجة لفتح باب النقاش في هذه
القضية.. فهلا أفدتمونا؟؟!!