فتى الإيمان
14-03-2003, 01:02 AM
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/58/1/1.png
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا
سورة المجادلة مدنية في قول الجميع . إلا رواية عن عطاء : أن العشر الأول منها مدني وباقيها مكي , وقال الكلبي : نزل جميعها بالمدينة غير قوله تعالى : " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم " [ المجادلة : 7 ] نزلت بمكة .
" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما " التي اشتكت إلى الله هي خولة بنت ثعلبة . وقيل بنت حكيم . وقيل اسمها جميلة . وخولة أصح , وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت , وقد مر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته والناس معه على حمار فاستوقفته طويلا ووعظته وقالت : يا عمر قد كنت تدعى عميرا , ثم قيل لك عمر , ثم قيل لك أمير المؤمنين , فاتق الله يا عمر , فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت , ومن أيقن بالحساب خاف العذاب , وهو واقف يسمع كلامها , فقيل له : يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف ؟ فقال : والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت إلا للصلاة المكتوبة , أتدرون من هذه العجوز ؟ هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات , أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر ؟ وقالت عائشة رضي الله عنها : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء , إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه , وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهي تقول : يا رسول الله ! أكل شبابي ونثرت له بطني , حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني , اللهم إني أشكو إليك ! فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله " خرجه ابن ماجه في السنن . والذي في البخاري من هذا عن عائشة قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات , لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول , فأنزل الله عز وجل : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها " . وقال الماوردي : هي خولة بنت ثعلبة . وقيل : بنت خويلد . وليس هذا بمختلف , لأن أحدهما أبوها والآخر جدها فنسبت إلى كل واحد منهما . وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت . وقال الثعلبي قال ابن عباس : هي خولة بنت خويلد . الخزرجية , كانت تحت أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت , وكانت حسنة الجسم , فرآها زوجها ساجدة فنظر عجيزتها فأعجبه أمرها , فلما انصرفت أرادها فأبت فغضب عليها قال عروة : وكان امرأ به لمم فأصابه بعض لممه فقال لها : أنت علي كظهر أمي . وكان الإيلاء والظهار من الطلاق في الجاهلية , فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : ( حرمت عليه ) فقالت : والله ما ذكر طلاقا , ثم قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفراق زوجي وابن عمي وقد نفضت له بطني , فقال : ( حرمت عليه ) فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزلت عليه الآية . وروى الحسن : أنها قالت : يا رسول الله ! قد نسخ الله سنن الجاهلية وإن زوجي ظاهر مني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أوحي إلي في هذا شيء ) فقالت : يا رسول الله , أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا ؟ ! فقال : ( هو ما قلت لك ) فقالت : إلى الله أشكو لا إلى رسوله . فأنزل الله : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله " الآية . وروى الدارقطني من حديث قتادة أن أنس بن مالك حدثه قال : إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ظاهر حين كبرت سني ورق عظمي . فأنزل الله تعالى آية الظهار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوس : ( اعتق رقبة ) قال : مالي بذلك يدان . قال : ( فصم شهرين متتابعين ) قال : أما إني إذا أخطأني أن آكل في يوم ثلاث مرات يكل بصري . قال : ( فأطعم ستين مسكينا ) قال : ما أجد إلا أن تعينني منك بعون وصلة . قال : فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا حتى جمع الله له والله غفور رحيم . " إن الله سميع بصير " قال : فكانوا يرون أن عنده مثلها وذلك لستين مسكينا , وفي الترمذي وسنن ابن ماجه : أن سلمة بن صخر البياضي ظاهر من امرأته , وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ( اعتق رقبة ) قال : فضربت صفحة عنقي بيدي . فقلت : لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها . قال : ( فصم شهرين ) فقلت : يا رسول الله ! وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام . قال : ( فأطعم ستين مسكينا ) الحديث . وذكر ابن العربي في أحكامه : روي أن خولة بنت دليج ظاهر منها زوجها , فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد حرمت عليه ) فقالت : أشكو إلى الله حاجتي . ثم عادت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حرمت عليه ) فقالت : إلى الله أشكو حاجتي إليه وعائشة تغسل شق رأسه الأيمن , ثم تحولت إلى الشق الآخر وقد نزل عليه الوحي , فذهبت أن تعيد , فقالت عائشة : اسكتي فإنه قد نزل الوحي . فلما نزل القرآن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجها : ( اعتق رقبة ) قال : لا أجد . قال : ( صم شهرين متتابعين ) قال : إن لم آكل في اليوم ثلاث مرات خفت أن يعشو بصري . قال : ( فأطعم ستين مسكينا ) . قال : فأعني . فأعانه بشيء . قال أبو جعفر النحاس : أهل التفسير على أنها خولة وزوجها أوس بن الصامت , واختلفوا في نسبها , قال بعضهم : هي أنصارية وهي بنت ثعلبة , وقال بعضهم : هي بنت دليج , وقيل : هي بنت خويلد , وقال بعضهم : هي بنت الصامت , وقال بعضهم : هي أمة كانت لعبد الله بن أبي , وهي التي أنزل الله فيها " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا " [ النور : 33 ] لأنه كان يكرهها على الزنى . وقيل : هي بنت حكيم . قال النحاس : وهذا ليس بمتناقض , يجوز أن تنسب مرة إلى أبيها , ومرة إلى أمها , ومرة إلى جدها , ويجوز أن تكون أمة كانت لعبد الله بن أبي فقيل لها أنصارية بالولاء , لأنه كان في عداد الأنصار وإن كان من المنافقين . وقرئ " تحاورك " أي تراجعك الكلام و " تجادلك " أي تسائلك .
قرئ " قد سمع الله " بالادغام و " قد سمع الله " بالإظهار . والأصل في السماع إدراك المسموعات , وهو اختيار الشيخ أبي الحسن . وقال ابن فورك : الصحيح أنه إدراك المسموع .
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
قال الحاكم أبو عبد الله في معنى السميع : إنه المدرك للأصوات التي يدركها المخلقون بآذانهم من غير أن يكون له أذن , وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه , وإن كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن , كالأصم من الناس لما لم تكن له هذه الحاسة لم يكن أهلا لإدراك الصوت . والسمع والبصر صفتان كالعلم والقدرة والحياة والإرادة , فهما من صفات الذات لم يزل الخالق سبحانه وتعالى متصفا بهما . وشكى واشتكى بمعنى واحد .
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا
سورة المجادلة مدنية في قول الجميع . إلا رواية عن عطاء : أن العشر الأول منها مدني وباقيها مكي , وقال الكلبي : نزل جميعها بالمدينة غير قوله تعالى : " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم " [ المجادلة : 7 ] نزلت بمكة .
" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما " التي اشتكت إلى الله هي خولة بنت ثعلبة . وقيل بنت حكيم . وقيل اسمها جميلة . وخولة أصح , وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت , وقد مر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته والناس معه على حمار فاستوقفته طويلا ووعظته وقالت : يا عمر قد كنت تدعى عميرا , ثم قيل لك عمر , ثم قيل لك أمير المؤمنين , فاتق الله يا عمر , فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت , ومن أيقن بالحساب خاف العذاب , وهو واقف يسمع كلامها , فقيل له : يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف ؟ فقال : والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت إلا للصلاة المكتوبة , أتدرون من هذه العجوز ؟ هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات , أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر ؟ وقالت عائشة رضي الله عنها : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء , إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه , وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهي تقول : يا رسول الله ! أكل شبابي ونثرت له بطني , حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني , اللهم إني أشكو إليك ! فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله " خرجه ابن ماجه في السنن . والذي في البخاري من هذا عن عائشة قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات , لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول , فأنزل الله عز وجل : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها " . وقال الماوردي : هي خولة بنت ثعلبة . وقيل : بنت خويلد . وليس هذا بمختلف , لأن أحدهما أبوها والآخر جدها فنسبت إلى كل واحد منهما . وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت . وقال الثعلبي قال ابن عباس : هي خولة بنت خويلد . الخزرجية , كانت تحت أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت , وكانت حسنة الجسم , فرآها زوجها ساجدة فنظر عجيزتها فأعجبه أمرها , فلما انصرفت أرادها فأبت فغضب عليها قال عروة : وكان امرأ به لمم فأصابه بعض لممه فقال لها : أنت علي كظهر أمي . وكان الإيلاء والظهار من الطلاق في الجاهلية , فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : ( حرمت عليه ) فقالت : والله ما ذكر طلاقا , ثم قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفراق زوجي وابن عمي وقد نفضت له بطني , فقال : ( حرمت عليه ) فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزلت عليه الآية . وروى الحسن : أنها قالت : يا رسول الله ! قد نسخ الله سنن الجاهلية وإن زوجي ظاهر مني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أوحي إلي في هذا شيء ) فقالت : يا رسول الله , أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا ؟ ! فقال : ( هو ما قلت لك ) فقالت : إلى الله أشكو لا إلى رسوله . فأنزل الله : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله " الآية . وروى الدارقطني من حديث قتادة أن أنس بن مالك حدثه قال : إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ظاهر حين كبرت سني ورق عظمي . فأنزل الله تعالى آية الظهار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوس : ( اعتق رقبة ) قال : مالي بذلك يدان . قال : ( فصم شهرين متتابعين ) قال : أما إني إذا أخطأني أن آكل في يوم ثلاث مرات يكل بصري . قال : ( فأطعم ستين مسكينا ) قال : ما أجد إلا أن تعينني منك بعون وصلة . قال : فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا حتى جمع الله له والله غفور رحيم . " إن الله سميع بصير " قال : فكانوا يرون أن عنده مثلها وذلك لستين مسكينا , وفي الترمذي وسنن ابن ماجه : أن سلمة بن صخر البياضي ظاهر من امرأته , وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ( اعتق رقبة ) قال : فضربت صفحة عنقي بيدي . فقلت : لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها . قال : ( فصم شهرين ) فقلت : يا رسول الله ! وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام . قال : ( فأطعم ستين مسكينا ) الحديث . وذكر ابن العربي في أحكامه : روي أن خولة بنت دليج ظاهر منها زوجها , فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد حرمت عليه ) فقالت : أشكو إلى الله حاجتي . ثم عادت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حرمت عليه ) فقالت : إلى الله أشكو حاجتي إليه وعائشة تغسل شق رأسه الأيمن , ثم تحولت إلى الشق الآخر وقد نزل عليه الوحي , فذهبت أن تعيد , فقالت عائشة : اسكتي فإنه قد نزل الوحي . فلما نزل القرآن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجها : ( اعتق رقبة ) قال : لا أجد . قال : ( صم شهرين متتابعين ) قال : إن لم آكل في اليوم ثلاث مرات خفت أن يعشو بصري . قال : ( فأطعم ستين مسكينا ) . قال : فأعني . فأعانه بشيء . قال أبو جعفر النحاس : أهل التفسير على أنها خولة وزوجها أوس بن الصامت , واختلفوا في نسبها , قال بعضهم : هي أنصارية وهي بنت ثعلبة , وقال بعضهم : هي بنت دليج , وقيل : هي بنت خويلد , وقال بعضهم : هي بنت الصامت , وقال بعضهم : هي أمة كانت لعبد الله بن أبي , وهي التي أنزل الله فيها " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا " [ النور : 33 ] لأنه كان يكرهها على الزنى . وقيل : هي بنت حكيم . قال النحاس : وهذا ليس بمتناقض , يجوز أن تنسب مرة إلى أبيها , ومرة إلى أمها , ومرة إلى جدها , ويجوز أن تكون أمة كانت لعبد الله بن أبي فقيل لها أنصارية بالولاء , لأنه كان في عداد الأنصار وإن كان من المنافقين . وقرئ " تحاورك " أي تراجعك الكلام و " تجادلك " أي تسائلك .
قرئ " قد سمع الله " بالادغام و " قد سمع الله " بالإظهار . والأصل في السماع إدراك المسموعات , وهو اختيار الشيخ أبي الحسن . وقال ابن فورك : الصحيح أنه إدراك المسموع .
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
قال الحاكم أبو عبد الله في معنى السميع : إنه المدرك للأصوات التي يدركها المخلقون بآذانهم من غير أن يكون له أذن , وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه , وإن كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن , كالأصم من الناس لما لم تكن له هذه الحاسة لم يكن أهلا لإدراك الصوت . والسمع والبصر صفتان كالعلم والقدرة والحياة والإرادة , فهما من صفات الذات لم يزل الخالق سبحانه وتعالى متصفا بهما . وشكى واشتكى بمعنى واحد .