PDA

View Full Version : ::::: معــــوق و سجين ::::::


العهد
29-01-2003, 06:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

عندما يسري حب الله في عروق الإنسان، و يستشعر عظيم المسؤولية الملقاة على عاتقة، و مدى تقصير الواقع فيه. و يتألم لواقع أمته البعيد عن هدى الله، و خاصة أقرب الناس إليه، حينها تخرج منه الأعاجيب، و لا يلقى بالقيود الخارجة عن إرادته عن التحرك في سبيل الله بمقدار ما يسمح له به التحرك، و بمقدار الطاقة التي يملك أن يتحرك فيها، ليكون بعد ذلك حجة على القاعدين ممن ليس فيهم من العوائق شئ البتة، و لكنه الإخلاد إلى الأرض، و رغبة الأسر تحت سيادة النفس و الهوى. فهذا معوق في المدينة التي كنت أدرس فيها في الولايات المتحدة لا يستطيع المشي إلا بصعوبة، كما لا يستطيع الكلام إلا بصعوبة، و إذا ما تكلم يصعب على المستمع تمييز كلامه، و مع كل هذه القيود كان يرد على أمريكي رآه يصلي و يشرح له معنى الصلاة و الإسلام حتى أقنعه بالدخول بهذا الدين، فجاء إلى المركز ليعلن إسلامه.

و سجين أمريكي في نفس المدينة أسلم في السجن و أحب الإسلام و سرى في عروقه، و ملك عليه فكره و أحاسيسه، و حز في نفسه أن يبقى والداه على الكفر، فأصر أن يعمل شيئاً لإنقاذهما فسعى سعياً شديداً في كل زيارة يزورانه بها أن يشرح لهما الإسلام و مبادئ الإسلام و أخلاقه، حتى شاء الله أن يقتنعا على يديه بهذا الدين، و إذا بوالده تراه غادياً و رائحاً بالثوب العربي .


من كتاب تأملات بعد الفجر // عبدالحميد البلالي