ابو عمر الفاروق
19-01-2003, 01:59 AM
قال ابن كثير : " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ " أَيْ مَهْمَا أَمْكَنَكُمْ " مِنْ قُوَّة وَمِنْ رِبَاط الْخَيْل " .
وقال الطبري :
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة وَمِنْ رِبَاط الْخَيْل } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَأَعِدُّوا لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ الَّذِينَ بَيْنكُمْ وَبَيْنهمْ عَهْد , إِذَا خِفْتُمْ خِيَانَتهمْ وَغَدْرهمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَرَسُوله { مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة } يَقُول : مَا أَطَقْتُمْ أَنْ تَعُدُّوهُ لَهُمْ مِنْ الْآلَات الَّتِي تَكُون قُوَّة لَكُمْ عَلَيْهِمْ مِنْ السِّلَاح وَالْخَيْل . { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللَّه وَعَدُوّكُمْ } يَقُول : تُخِيفُونَ بِإِعْدَادِكُمْ ذَلِكَ عَدُوّ اللَّه وَعَدُوّكُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ . وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .
وقال القرطبي :
" وَأَعِدُّوا لَهُ " أَمَرَ اللَّه سُبْحَانه الْمُؤْمِنِينَ بِإِعْدَادِ الْقُوَّة لِلْأَعْدَاءِ بَعْدَ أَنْ أَكَّدَ تَقْدِمَة التَّقْوَى . فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَوْ شَاءَ لَهَزَمَهُمْ بِالْكَلَامِ وَالتَّفْل فِي وُجُوههمْ وَبِحَفْنَةٍ مِنْ تُرَاب , كَمَا فَعَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَبْتَلِيَ بَعْضَ النَّاس بِبَعْضٍ بِعِلْمِهِ السَّابِق وَقَضَائِهِ النَّافِذ . وَكُلّ مَا تَعُدّهُ لِصَدِيقِك مِنْ خَيْر أَوْ لِعَدُوِّك مِنْ شَرّ فَهُوَ دَاخِل فِي عُدَّتك . قَالَ اِبْن عَبَّاس : الْقُوَّة هَاهُنَا السِّلَاح وَالْقِسِيّ .
وقال الشيخ أبو بصير – حفظه الله - :
(( حد الإعداد ينتهي عند حدود أعلى درجات الطاقة، والاستطاعة، والقدرة التي يتمتع بها الإنسان؛ إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وكما قال تعالى: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } . فكل امرئٍ مطالب بأن يعد للجهاد عدته على قدر استطاعته، وما يقدر عليه؛ فإن كان يستطيع أن يعد بمائة دينار ثم أعد بخمسين دينار فهو آثم بخمسين؛ وهو الفارق بين الخمسين والمائة .. ومن كان قادراً على أن يعد للجهاد بندقية أو رشاشاً ثم أعد مسدساً فهو آثم على قدر الفارق بين المسدس والرشاش .. ومن كان قادراً على الإعداد بماله وبدنه فأعد بماله دون بدنه فهو آثم على تفريطه الإعداد ببدنه .. وهكذا! )) إ.هـ .
وقال سيد قطب في الظلال 3/1543: (( فالاستعداد بما في الطوق فريضة تصاحب فريضة الجهاد، والنص يأمر بإعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها فهي حدود الطاقة إلى أقصاها .. بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سببٍ من أسباب القوة يدخل في طاقتها )) ا- هـ.
وقال ابن عاشور : ((والإعداد التهيئة ولإحضار، ودخل في { ما استطعتم من } كل ما يدخل تحت قدرة الناس اتخاذه من العدة.. والإرهاب جعل الغير راهبا خائفا، فإن العدو إذا علم إذا علم استعداد عدوه لقتاله خافه ولم يجرأ عليه، فكان ذلك هناء للمسلمين وأمنا من أن يغزوهم أعداؤهم، فيكون الغزو بأيديهم، يغزون الأعداء متى أرادوا، وكان الحال أوفق لهم، وأيضا إذا رَهِبوهم تجنبوا إعانة الأعداء عليهم)).
تفسير التحرير والتنوي[ 6/55-57] .
وقال أبو محمد البغوي: ( ترهبون به (تخوفون) معالم التنزيل ) [2/ 259 ].
السيد محمد رشيد رضا: (القاعدة الأولى الواجب إعداد الأمة كل ماتسنطيعه من قوة لقتال أعدائها، فيدخل في ذلك عَدَد المقاتِلَة، والواجب أن يستعد كل مكلف للقتال، لأنه قد يكون فرضا عينيا في بعض الأحوال.. )
القاعدة الثالثة: أن يكون القصد الأول من إعداد هذه القُوَى والمرابطة إرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة أو مصالحها أو على أفراد منها أو متاع لها حتى في غير بلادها، لأجل أن تكون آمنة في عقر دارها، مطمئنة على أهلها ومصالحها وأموالها، وهذا ما يسمى في عرف هذا العصر بالسلم المسلح وتدعيه الدول العسكرية فيه زورا وخداعا، ولكن الإسلام امتاز على الشرائع كلها بأن جعله دينا مفروضا، فقيَّد الأمر بإعداد القوى بقوله: { ترهبون به عدو الله وعدوكم }. [تفسير المنار (10/167-168 ).
الفخر الرازي: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة....} اعلم أنه تعالى لما أوجب على رسوله أن يشرد من صدر منه نقض العهد، وأن ينبذ العهد إلى من خاف منه النقض، أمره في هذه الآية بالإعداد لهؤلاء الكفار.... قال أصحاب المعاني: الأولى أن يقال: هذا عام في كل ما يتقوى به على حرب العدو... ثم إنه تعالى ذكر ما لأجله أمر بإعداد هذه الأشياء، فقال: { ترهبون به عدو الله وعدوكم } وذلك أن الكفار إذا علموا كون المسلمين متأهبين للجهاد ومستعدين له مستكملين لجميع الأسلحة والآلات، خافوهم، وذلك الخوف يفيد أمورا :
أولها: أنهم لا يقصدون دخول دار الإسلام.
وثانيها: أنه إذا اشتد خوفهم فربما التزموا من عند أنفسهم جزية.
وثالثها: أنه ربما صار ذلك داعيا لهم إلى الإيمان.
ورابعها: أنهم لايعينون سائر الكفار .
وخامسها: أن يصير ذلك سببا لمزيد الزينة في دار الإسلام.)
[التفسير الكبير (15/ 185-195)ُ .
الجصاص: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل } أمر الله المؤمنين في هذه الآية بإعداد السلاح والكراع قبل وقت القتال، إرهابا للعدو) [أحكام القرآن (3/ 68).]
أبو بكر ابن العربي: ) ترهبون به عدو الله وعدوكم (يعني تخيفون بذلك أعداء الله وأعداءكم من اليهود وقريش وكفار العرب..) [أحكام القرآن (2/ 875 ] .
أبو السعود الحنفي: (توجيه الخطاب-يعني وأعدوا- إلى كافة المؤمنين، لأن المأمور به من وظائف الكل...{ ما استطعتم من قوة } من كل ما يُتَقَوَّى به في الحرب.... { ترهبون به } أي تُخَوِّفون).
[تفسير أبي السعود (2/ 504، 505 ) .
وقال الطبري :
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة وَمِنْ رِبَاط الْخَيْل } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَأَعِدُّوا لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ الَّذِينَ بَيْنكُمْ وَبَيْنهمْ عَهْد , إِذَا خِفْتُمْ خِيَانَتهمْ وَغَدْرهمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَرَسُوله { مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة } يَقُول : مَا أَطَقْتُمْ أَنْ تَعُدُّوهُ لَهُمْ مِنْ الْآلَات الَّتِي تَكُون قُوَّة لَكُمْ عَلَيْهِمْ مِنْ السِّلَاح وَالْخَيْل . { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللَّه وَعَدُوّكُمْ } يَقُول : تُخِيفُونَ بِإِعْدَادِكُمْ ذَلِكَ عَدُوّ اللَّه وَعَدُوّكُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ . وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .
وقال القرطبي :
" وَأَعِدُّوا لَهُ " أَمَرَ اللَّه سُبْحَانه الْمُؤْمِنِينَ بِإِعْدَادِ الْقُوَّة لِلْأَعْدَاءِ بَعْدَ أَنْ أَكَّدَ تَقْدِمَة التَّقْوَى . فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَوْ شَاءَ لَهَزَمَهُمْ بِالْكَلَامِ وَالتَّفْل فِي وُجُوههمْ وَبِحَفْنَةٍ مِنْ تُرَاب , كَمَا فَعَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَبْتَلِيَ بَعْضَ النَّاس بِبَعْضٍ بِعِلْمِهِ السَّابِق وَقَضَائِهِ النَّافِذ . وَكُلّ مَا تَعُدّهُ لِصَدِيقِك مِنْ خَيْر أَوْ لِعَدُوِّك مِنْ شَرّ فَهُوَ دَاخِل فِي عُدَّتك . قَالَ اِبْن عَبَّاس : الْقُوَّة هَاهُنَا السِّلَاح وَالْقِسِيّ .
وقال الشيخ أبو بصير – حفظه الله - :
(( حد الإعداد ينتهي عند حدود أعلى درجات الطاقة، والاستطاعة، والقدرة التي يتمتع بها الإنسان؛ إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وكما قال تعالى: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } . فكل امرئٍ مطالب بأن يعد للجهاد عدته على قدر استطاعته، وما يقدر عليه؛ فإن كان يستطيع أن يعد بمائة دينار ثم أعد بخمسين دينار فهو آثم بخمسين؛ وهو الفارق بين الخمسين والمائة .. ومن كان قادراً على أن يعد للجهاد بندقية أو رشاشاً ثم أعد مسدساً فهو آثم على قدر الفارق بين المسدس والرشاش .. ومن كان قادراً على الإعداد بماله وبدنه فأعد بماله دون بدنه فهو آثم على تفريطه الإعداد ببدنه .. وهكذا! )) إ.هـ .
وقال سيد قطب في الظلال 3/1543: (( فالاستعداد بما في الطوق فريضة تصاحب فريضة الجهاد، والنص يأمر بإعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها فهي حدود الطاقة إلى أقصاها .. بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سببٍ من أسباب القوة يدخل في طاقتها )) ا- هـ.
وقال ابن عاشور : ((والإعداد التهيئة ولإحضار، ودخل في { ما استطعتم من } كل ما يدخل تحت قدرة الناس اتخاذه من العدة.. والإرهاب جعل الغير راهبا خائفا، فإن العدو إذا علم إذا علم استعداد عدوه لقتاله خافه ولم يجرأ عليه، فكان ذلك هناء للمسلمين وأمنا من أن يغزوهم أعداؤهم، فيكون الغزو بأيديهم، يغزون الأعداء متى أرادوا، وكان الحال أوفق لهم، وأيضا إذا رَهِبوهم تجنبوا إعانة الأعداء عليهم)).
تفسير التحرير والتنوي[ 6/55-57] .
وقال أبو محمد البغوي: ( ترهبون به (تخوفون) معالم التنزيل ) [2/ 259 ].
السيد محمد رشيد رضا: (القاعدة الأولى الواجب إعداد الأمة كل ماتسنطيعه من قوة لقتال أعدائها، فيدخل في ذلك عَدَد المقاتِلَة، والواجب أن يستعد كل مكلف للقتال، لأنه قد يكون فرضا عينيا في بعض الأحوال.. )
القاعدة الثالثة: أن يكون القصد الأول من إعداد هذه القُوَى والمرابطة إرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة أو مصالحها أو على أفراد منها أو متاع لها حتى في غير بلادها، لأجل أن تكون آمنة في عقر دارها، مطمئنة على أهلها ومصالحها وأموالها، وهذا ما يسمى في عرف هذا العصر بالسلم المسلح وتدعيه الدول العسكرية فيه زورا وخداعا، ولكن الإسلام امتاز على الشرائع كلها بأن جعله دينا مفروضا، فقيَّد الأمر بإعداد القوى بقوله: { ترهبون به عدو الله وعدوكم }. [تفسير المنار (10/167-168 ).
الفخر الرازي: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة....} اعلم أنه تعالى لما أوجب على رسوله أن يشرد من صدر منه نقض العهد، وأن ينبذ العهد إلى من خاف منه النقض، أمره في هذه الآية بالإعداد لهؤلاء الكفار.... قال أصحاب المعاني: الأولى أن يقال: هذا عام في كل ما يتقوى به على حرب العدو... ثم إنه تعالى ذكر ما لأجله أمر بإعداد هذه الأشياء، فقال: { ترهبون به عدو الله وعدوكم } وذلك أن الكفار إذا علموا كون المسلمين متأهبين للجهاد ومستعدين له مستكملين لجميع الأسلحة والآلات، خافوهم، وذلك الخوف يفيد أمورا :
أولها: أنهم لا يقصدون دخول دار الإسلام.
وثانيها: أنه إذا اشتد خوفهم فربما التزموا من عند أنفسهم جزية.
وثالثها: أنه ربما صار ذلك داعيا لهم إلى الإيمان.
ورابعها: أنهم لايعينون سائر الكفار .
وخامسها: أن يصير ذلك سببا لمزيد الزينة في دار الإسلام.)
[التفسير الكبير (15/ 185-195)ُ .
الجصاص: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل } أمر الله المؤمنين في هذه الآية بإعداد السلاح والكراع قبل وقت القتال، إرهابا للعدو) [أحكام القرآن (3/ 68).]
أبو بكر ابن العربي: ) ترهبون به عدو الله وعدوكم (يعني تخيفون بذلك أعداء الله وأعداءكم من اليهود وقريش وكفار العرب..) [أحكام القرآن (2/ 875 ] .
أبو السعود الحنفي: (توجيه الخطاب-يعني وأعدوا- إلى كافة المؤمنين، لأن المأمور به من وظائف الكل...{ ما استطعتم من قوة } من كل ما يُتَقَوَّى به في الحرب.... { ترهبون به } أي تُخَوِّفون).
[تفسير أبي السعود (2/ 504، 505 ) .