ابو بشرى
14-10-2002, 02:38 PM
صراع المرجعيه أم مرجعية الصراع ؟؟ قيل أن دينكم دين .. شذر ..مذر .. فاليحكم صاحب اللب بعد قراءة هذا الموضوع ؟؟
يقول السيد محمد حسين فضل الله :
وقد حدثت في الحوزات بعض التصرفات السلبية ضد علماء مجتهدين كبار، لأنهم أفتوا ببعض الفتاوى المخالفة للإتجاه العام، كالمرحوم السيد محسن الأمين الذي أفتى بتحريم ضرب الرؤوس بالسيوف ، وضرب الظهور بالسلاسل الحادة في عزاء الحسين عليه السلام ، ودعا إلى إصلاح المنبر الحسيني بالبعد عن الروايات والأحاديث غير الصحيحة ، انطلاقا من الدلة الشرعية التي قدمها أمام فتاواه ونظراته ، فقد ثارت عليه الضوضاء من أكثر من جانب .في النجف وفي لبنان وفي أماكن أخرى من العالم الشيعي . المصدر : مجلة الثقافة الإسلامية ، عدد 43 ، ص 61
وكان المتحجرون، أحياناً، يرمون علماء كباراً بالكفر بسبب خروجهم على عرف الحوزة، مما يؤدي إلى انزوائهم وإبتعادهم عن الساحة .
ولم يسلم المرحوم آية الله كاظم الشيرازي من تحجرهم ، لمجرد إرساله أبناءه إلى المدارس الحديثة ، إذ أثاروا عليه ضجة واسعة ، كادت أن تهدد مقامه وموقعه ، فقد كان المرحوم آية الله محمد كاظم الشيرازي قد قدم من كربلاء إلى النجف بعد وفاة الميرزا محمد تقي الشيرازي ، وتصدى للمرجعية. وكانت مرجعيته في نمو واتساع حتى اخذ عليه البعض إرساله أبناءه إلى المدارس الحديثة في العراق، وأخذوا يشنعون عليه هذا الأمر، مما أدى به إلى الإنزواء . المصدر: مجلة الحوزة ، عدد 50-51/ص 30 ، لقاء مع آية الله السيد رضي الشيرازي
وتكرر الأمر مع العالم المجاهد المرحوم الشيخ عبدالكريم الزنجاني ، الذي أمضى حياة مباركة في النجف، إذ خطب في المسجد الأموي في دمشق ، وحث المسلمين على الإتحاد بوجه الإستعمار، وبعد فراغة من خطبته ثار عليه المتحجرون، وأثاروا الضوضاء ضده، وأفلحوا فيما أرادوا، فاعتزل هذا العالم في داره حتى آخر حياته . المصدر : ثورة الإمام الخميني ، حميد روحاني ، ج2/ص 108
وهكذا كان شأنهم مع الإمام الخميني ، إذ كانوا يمثلون العقبة الكبرى أمام نشاطاته، على امتداد أيام الثورة الإسلامية، فقبل الثورة كانوا يحصون عليه أنفاسه، حتى قال بلوعة وأسى: لست ادري أي ذنب اقترفت لأبتلى بالنجف في آخر عمري، فكلما تحركت خطوة واجهني معممو النجف بالمعارضة والعراقيل . المصدر : ثورة الإمام الخميني ، حميد روحاني ، ج2/ص 492
اذا سلطنا الأضواء على تاريخ المرجعية الدينية نجد أن عملية كيل التهم وبث الاكاذيب سواء في البعد الديني او العلمي او السياسي ليست جديدة على مراجع التقليد الكرام ، اذ هي تمتد بامتداد عمر المرجعية الرشيدة مجسدة بسلسلة من الحلقات المتتالية منذ مئات السنين .
فالشيخ البهائي (( قدس سره )) لم يتهم بالفسق فحسب بل أن قرائة كتبه كانت تعد سبباً كافيا لتفسيق قارئها ورد شهادته كما اتفق ذلك في بعض مجالس القضاء (!) ( أعيان الشيعة ج 9 ص 168 ، ذيل حالات محمد بن الحسن الحر )
ولقد كثر حساده ومناوئوه ورشقوه بوابل التهم والاكاذيب حتي تمنى ان والده لم يخرج من جبل عامل الى الشرق وحتى قال هو ( قدس سره ) ( وآل الأمر ان تصدى لمعارضتي كل جاهل وجسر على مباراتي كل خامل ) ( أعيان الشيعة ج 9 ص 240 ، ذيل حالات محمد بن الحسين البهائي )
وحتى لقد نسب الى التسنن احيانا ( أعيان الشيعة ج 9 ص 242-243 ).
والمولى محمد تقي المجلسي الاول ( قدس سره ) اتهم بالتسنن ايضا بل صار ذلك عنه معروفا وذلك رغم انه اول من نشر حديث الشيعة بعد ظهور دولة الصفوية كما اتهم بالتصوف ايضا ( أعيان الشيعة ج 9 ص 193، ذيل حالات محمد تقي المجلسي ).
اما الشيخ المفيد ( رضوان الله عليه ) فقد قال عنه اعداؤه : كان ضالاً مضلاً هو ومن قرأ عليه ومن رفع منزلته ( أعيان الشيعة ج 9 ص 422 ، والروضات ج2 ص 118 رقم 147)
والعلامة الحلي ( قدس سره ) لم يسلم هو الآخر من صنوف التهم وانواع الاكاذيب حتى لقد قالوا عنه : هُدم الدين مرتين احداهما يوم السقيفة وثانيهما يوم ولد العلامة . ( أعيان الشيعة 5 ص 401 )
وهذا هو ابن ادريس الحلي صاحب كتاب السرائر يتهم نارة بأنه ( مخلط لا يعتمد على تصانيفه ) ( الروضات ج 7 ص 274 ) واخرى يعبر عنه بانه ( الشاب المترف )! حيث ان هناك قولاً بأنه توفي في الخامسة والعشرين من العمر وقيل الخامسة والثلاثين وقيل غير ذلك فراجع الروضات ص 376 ، وهذا رغم مكانته الكبرى حيث قال عنه ( منتهى المقال ): ( كان شيخ الفقهاء بالحلة متقناً في العلوم كثير التصانيف ( الروضات ج 7 ص 277 ).
وقال عنه العلامة المجلسي (ره) ( ...وكتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلامة محمد بن ادريس الحلي ) وقال : ( وكتاب السرائر لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلفه على اصحاب السرائر ) ( الروضات ص 279 ) وقال شيخنا المنتجب صاحب الامل : ( وقد اثنى عليه علماؤنا المتأخرون واعتمدوا على كتابه ..) ( الروضات ج6 ص274 ).
والسيد هاشم البحراني – مؤلف كتاب معالم الزلفى، والبرهان في تفسير القرآن وغيرهما – هاجم بعض كتابه ( ترتيب التهذيب ) مسمياً له ب ( تخريب التهذيب ) قال في الروضات: ((... غير أنه كما قيل سماه بعض علماء تلك الديار وتلك الأمصار بتخريب التهذيب وليس ذلك من البلدي والمعاصر بعجيب ( روضات الجنات ج 7 ص 230، في حالات الطوسي )
وفخر المحققين الحلي – ويكفيك لقبه كاشفاً عن الملقب – هو الآخر رشقوه بوابل التهم ونغصوا عليه أيامه ولياليه حتى اضطر للهجرة والنزوح إلى اراضي آذربايجان! وهذه نص عبارته رضوان الله عليه: (( ...فبكيت بكاءاً شديداً وشكوا إليه – أي إلى والده العلامة الحلي _ قلة المساعدة وكثرة المعاند وهجر الأخوان وكثرة العدوان وتواتر الكذب والبهتان حتى اوجب لي ذلك جلاء الاوطان والهرب الى ارض آذربايجان فقال لي اقطع خطابك فقد قطعت نياط قلبي قد سلمتك الى الله فهو سند من لا سند له .. ) ( روضات الجنات ج 6 ص 332، في حالات محمد بن الحسن فخر المحقيقن)
واما العصر الراهن فيكفي أن نذكر:
ان آية الله العظمى السيد محسن الحكيم – المرجع الأعلى في زمانه – اتهم وعلى شاشة التلفزيون – بالارتباط بالاستعمار وبالتجسس كما اتهم نجله بذلك، وبدأوا يشيعون حوله مختلف الاكاذيب والتهم والافتراءات حتى لقد صدروا منشوراً تحت عنوان ( آراء الوهابية تتجلى في فتاوى الحكيم ) ووزعوه على نطاق واسع .
كما اتهم آيه الله السيد الكاشاني بذلك ..
وما اسهل كيل التهم وما اصعب اقامة الادلة عليها ومن الواضح أن من أساليب الاستعمار محاولة تشويه سمعة قادة الامة ومرشديها كي تنفض الامة من حولهم قتصبح غنيمة باردة لذئاب الاستعمار ..؟!
هذا كله من جهة ومن جهة أخرى فإن الكثير من كبار العلماء ووجهوا بمحاولات التنقيص من مكانتهم العلمية او ابتلوا بعدم معرفة الآخرين لمنزلتهم العلمية او ابتلوا بعدم معرفة الآخرين لمنزلتهم العلمية مما سبب مشاكل جمّة ومصاعب عديدة ولنذكر بعضهم:
منهم آية الله العظمى السيد جواد العاملي مفتاح المرامة في شرحهم قواعد العلامة حيث كان صاحب رياض المسائل رحمه الله ينكر فضيلته ( الروضات ج2 ص 216 رقم 179 )
ومنهم: استاذ الفقهاء والمجتهدين الشيخ مرتضى الانصاري ( قدس سره ) حيث أنه حضر في اصفهان على آية الله السيد محمد باقر الشفتي صاحب مطالع الأنوار ايام رئاسته وطلب إجازة الاجتهاد منه عام 1344 تقريباً او قبلها بقليل الا أن السيد الشفتي امتنع من ذلك لكونه لا يرى اجتهاده ! وذلك في ابان بلوغ الشيخ الانصاري ( قدس سره ) درجة عليا من الاجتهاد حيث صرح آية الله الملا أحمد النراقي صاحب المناهج قائلاً فيما يقارب تلك الفترة ( لقيت في أسفاري الى الاقطار – خصوصا في سفري الى مجاهدة بني الاصغر خمسين عالما مجتهدا لم يكن احدهم مثل الشيخ المرتضى ) ورغم كون ذلك بعد تتلمذ الشيخ على شريف العلماء وعلى الشيخ محمد المجاهد صاحب المناهل المتوفي عام 1242 وعلى الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الغروي صاحب كشف العطاء وغيرهم ( مقدمة الرسائل: الطبعة الجديدة نقلا عن الشيخ محمد حرز الدين ) وبعد صحبته للمولى أحمد النراقي التي طالت ثلاث سنين او في أواخرها حيث توفي النراقي حدود 1244 وصدور ذلك التصريح منه، كما ان الشيخ ( قدس سره ) كان يرمي من بعضهم بإعوجاج السليقة ولا يبعد أن يكون ذلك لما كان يبديه من التحقيق دقة النظر ( أعيان الشيعة ج 9 ص 47 عمود ذيل حالات الشيخ محسن خنفر )
ومنهم: العلامة الحلي ( قدس الله نفسه الزكية ) حيث طعن مجموعة في اجتهاده مستدلين بكثرة مؤلفاته واستعجاله في التصنيف (!)، وإن ذلك مستلزم لعدم مراجعته ما سلف من كتبه فيقع لذلك له تخالف بين الفتاوى (!) فليس اذاً بمجتهداً ( أعيان الشيعة ج5 ص403 نقلاً عن اللؤلؤة)
ومنزلة العلامة العلمية اشهر من نار على علم واشهر من ان تذكر ويكفي ان نعلم فقط ان كتابه ( القواعد )، كان محط انظار كبار الفقهاء حتى الآن وكان شغل الفقهاء تدريسه وشرحه وتداوله وكذلك كتابه الآخر ( ارشاد الاذهان ) وان ( التحرير ) قد جمع فيه اربعين الف مسئلة هذا اضافة الى ( النهاية ) و ( التهذيب ) اللذان كان عليهما مدار التدريس في الحوزات العلمية قبل المعالم و .. ( أعيان الشيعة ج5 ص396 )
كما ان شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( رضوان الله تعالى عليه ) قد طعن عليه بما يقرب من ذلك حيث قيل عنه ( كان كثير الاختلاق في الأقوال وقد وقع له خبط عظيم في تمحله للاحتمالات البعيدة والتوجيهات الغير السديدة وكانت له خيالات مختلفة في الاصول ( روضات الجنات ج6 ص217 ) و ( ما وقع للشيخ المذكور – أي الطوسي – سيما في التهذيب من السهو والغفلة والتحريف والنقصان ( روضات الجنات ج6 ص218).
وقال في السرائر ( أنه – يعني كلام الشيخ الطوسي – يضحك الثكلى يا سبحان الله من اجمع معه على ذلك؟ واي أخبار لهم فيه .. وهذا منع اغفال في التصنيف)( الجواهر ج42 ص 394)
ولنعم ما قاله ابن ادريس الحلي في الدفاع عنه ( والحق ان الشيخ صارت لع حالات متناقضة وامور متعارضة لانه كان حديد الذهن شديد الفهم حريصا على كثرة التصانيف وجمع التواليف )( الروضات ج6 ص 218)
وما قاله بعض اعاظم المعقلين على ترجمة هذا الشيخ العظيم ( واعلم ان كل ما وقع من الشيخ الطوسي رحمه الله من السهو والغفلة، باعتبار كثرة تصانيفة ومشاغله العظيمة فانه كان مرجع فضلاء الزمان .. ) ( الروضات ج6 ص219)
ومنهم: ايت ادريس الحلي فقد قال عنه في المختلف ( وهذا جهل منه – يعني ابن ادريس – وقلة تأمل وعدم تحصيل وذلك لقصور فهمة وشدة جرأته على شيخنا وكثرة سوء ادبه مع قصوره ان يكون اقل تلاميذ شيخنا ( الجواهر ج42 ص 395) وذلك رغم ما نقلنا عن منتهى المقال وعن العلامة المجلسي وغيرهما فليراجع ورغم كونه من مشاهير علماءنا الابرار ( قدس الله اسرارهم)
ومنهم: ( صاحب االجواهر ): حيث شكك بعض الفقهاء المعاصرين له – وهو من المدققين – في اصل اجتهاد صاحب الجواهر وذلك رغم انه كان قد اتم دوره الجواهر حينذاك حيث رفض حكم صاحب الجواهر قائلاً له: ثبت العرش ثم انقش ( اعيان الشيعة ج9 ص48 عمود1 في حالات الشيخ محسن خنفر)
وليس ذلك فحسب بل ان ذلك البعض – وهو الشيخ محسن خنفر – كان يقول لصاحب الجواهر ( اعط جواهرك هذه لبائعي الفلفل والكمون يصرون بها )
وهكذا يكون ( الجواهر ) وهو اعظم الدورات الفقهية على الاطلاق – في نظر بعض المعاصرين!
هذا علماً بأن الشيخ خنفر – على وزن جعفر – كان من مدققي الفقهاء ومن مراجع التقليد حيث قالوا في حقه : الثقة الضابط التقي الورع العالم العلامة كنت لا اسأله شيئاً الا وجدت له جوابا حاضراً وكان اذا درس اتي بماله دخل من سائر العلوم في المطلب .. وكان لغزارة علمه واحاطته وتفرده بذلك ربما انكر فضيله بعض الاساطين )
يقول السيد محمد حسين فضل الله :
وقد حدثت في الحوزات بعض التصرفات السلبية ضد علماء مجتهدين كبار، لأنهم أفتوا ببعض الفتاوى المخالفة للإتجاه العام، كالمرحوم السيد محسن الأمين الذي أفتى بتحريم ضرب الرؤوس بالسيوف ، وضرب الظهور بالسلاسل الحادة في عزاء الحسين عليه السلام ، ودعا إلى إصلاح المنبر الحسيني بالبعد عن الروايات والأحاديث غير الصحيحة ، انطلاقا من الدلة الشرعية التي قدمها أمام فتاواه ونظراته ، فقد ثارت عليه الضوضاء من أكثر من جانب .في النجف وفي لبنان وفي أماكن أخرى من العالم الشيعي . المصدر : مجلة الثقافة الإسلامية ، عدد 43 ، ص 61
وكان المتحجرون، أحياناً، يرمون علماء كباراً بالكفر بسبب خروجهم على عرف الحوزة، مما يؤدي إلى انزوائهم وإبتعادهم عن الساحة .
ولم يسلم المرحوم آية الله كاظم الشيرازي من تحجرهم ، لمجرد إرساله أبناءه إلى المدارس الحديثة ، إذ أثاروا عليه ضجة واسعة ، كادت أن تهدد مقامه وموقعه ، فقد كان المرحوم آية الله محمد كاظم الشيرازي قد قدم من كربلاء إلى النجف بعد وفاة الميرزا محمد تقي الشيرازي ، وتصدى للمرجعية. وكانت مرجعيته في نمو واتساع حتى اخذ عليه البعض إرساله أبناءه إلى المدارس الحديثة في العراق، وأخذوا يشنعون عليه هذا الأمر، مما أدى به إلى الإنزواء . المصدر: مجلة الحوزة ، عدد 50-51/ص 30 ، لقاء مع آية الله السيد رضي الشيرازي
وتكرر الأمر مع العالم المجاهد المرحوم الشيخ عبدالكريم الزنجاني ، الذي أمضى حياة مباركة في النجف، إذ خطب في المسجد الأموي في دمشق ، وحث المسلمين على الإتحاد بوجه الإستعمار، وبعد فراغة من خطبته ثار عليه المتحجرون، وأثاروا الضوضاء ضده، وأفلحوا فيما أرادوا، فاعتزل هذا العالم في داره حتى آخر حياته . المصدر : ثورة الإمام الخميني ، حميد روحاني ، ج2/ص 108
وهكذا كان شأنهم مع الإمام الخميني ، إذ كانوا يمثلون العقبة الكبرى أمام نشاطاته، على امتداد أيام الثورة الإسلامية، فقبل الثورة كانوا يحصون عليه أنفاسه، حتى قال بلوعة وأسى: لست ادري أي ذنب اقترفت لأبتلى بالنجف في آخر عمري، فكلما تحركت خطوة واجهني معممو النجف بالمعارضة والعراقيل . المصدر : ثورة الإمام الخميني ، حميد روحاني ، ج2/ص 492
اذا سلطنا الأضواء على تاريخ المرجعية الدينية نجد أن عملية كيل التهم وبث الاكاذيب سواء في البعد الديني او العلمي او السياسي ليست جديدة على مراجع التقليد الكرام ، اذ هي تمتد بامتداد عمر المرجعية الرشيدة مجسدة بسلسلة من الحلقات المتتالية منذ مئات السنين .
فالشيخ البهائي (( قدس سره )) لم يتهم بالفسق فحسب بل أن قرائة كتبه كانت تعد سبباً كافيا لتفسيق قارئها ورد شهادته كما اتفق ذلك في بعض مجالس القضاء (!) ( أعيان الشيعة ج 9 ص 168 ، ذيل حالات محمد بن الحسن الحر )
ولقد كثر حساده ومناوئوه ورشقوه بوابل التهم والاكاذيب حتي تمنى ان والده لم يخرج من جبل عامل الى الشرق وحتى قال هو ( قدس سره ) ( وآل الأمر ان تصدى لمعارضتي كل جاهل وجسر على مباراتي كل خامل ) ( أعيان الشيعة ج 9 ص 240 ، ذيل حالات محمد بن الحسين البهائي )
وحتى لقد نسب الى التسنن احيانا ( أعيان الشيعة ج 9 ص 242-243 ).
والمولى محمد تقي المجلسي الاول ( قدس سره ) اتهم بالتسنن ايضا بل صار ذلك عنه معروفا وذلك رغم انه اول من نشر حديث الشيعة بعد ظهور دولة الصفوية كما اتهم بالتصوف ايضا ( أعيان الشيعة ج 9 ص 193، ذيل حالات محمد تقي المجلسي ).
اما الشيخ المفيد ( رضوان الله عليه ) فقد قال عنه اعداؤه : كان ضالاً مضلاً هو ومن قرأ عليه ومن رفع منزلته ( أعيان الشيعة ج 9 ص 422 ، والروضات ج2 ص 118 رقم 147)
والعلامة الحلي ( قدس سره ) لم يسلم هو الآخر من صنوف التهم وانواع الاكاذيب حتى لقد قالوا عنه : هُدم الدين مرتين احداهما يوم السقيفة وثانيهما يوم ولد العلامة . ( أعيان الشيعة 5 ص 401 )
وهذا هو ابن ادريس الحلي صاحب كتاب السرائر يتهم نارة بأنه ( مخلط لا يعتمد على تصانيفه ) ( الروضات ج 7 ص 274 ) واخرى يعبر عنه بانه ( الشاب المترف )! حيث ان هناك قولاً بأنه توفي في الخامسة والعشرين من العمر وقيل الخامسة والثلاثين وقيل غير ذلك فراجع الروضات ص 376 ، وهذا رغم مكانته الكبرى حيث قال عنه ( منتهى المقال ): ( كان شيخ الفقهاء بالحلة متقناً في العلوم كثير التصانيف ( الروضات ج 7 ص 277 ).
وقال عنه العلامة المجلسي (ره) ( ...وكتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلامة محمد بن ادريس الحلي ) وقال : ( وكتاب السرائر لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلفه على اصحاب السرائر ) ( الروضات ص 279 ) وقال شيخنا المنتجب صاحب الامل : ( وقد اثنى عليه علماؤنا المتأخرون واعتمدوا على كتابه ..) ( الروضات ج6 ص274 ).
والسيد هاشم البحراني – مؤلف كتاب معالم الزلفى، والبرهان في تفسير القرآن وغيرهما – هاجم بعض كتابه ( ترتيب التهذيب ) مسمياً له ب ( تخريب التهذيب ) قال في الروضات: ((... غير أنه كما قيل سماه بعض علماء تلك الديار وتلك الأمصار بتخريب التهذيب وليس ذلك من البلدي والمعاصر بعجيب ( روضات الجنات ج 7 ص 230، في حالات الطوسي )
وفخر المحققين الحلي – ويكفيك لقبه كاشفاً عن الملقب – هو الآخر رشقوه بوابل التهم ونغصوا عليه أيامه ولياليه حتى اضطر للهجرة والنزوح إلى اراضي آذربايجان! وهذه نص عبارته رضوان الله عليه: (( ...فبكيت بكاءاً شديداً وشكوا إليه – أي إلى والده العلامة الحلي _ قلة المساعدة وكثرة المعاند وهجر الأخوان وكثرة العدوان وتواتر الكذب والبهتان حتى اوجب لي ذلك جلاء الاوطان والهرب الى ارض آذربايجان فقال لي اقطع خطابك فقد قطعت نياط قلبي قد سلمتك الى الله فهو سند من لا سند له .. ) ( روضات الجنات ج 6 ص 332، في حالات محمد بن الحسن فخر المحقيقن)
واما العصر الراهن فيكفي أن نذكر:
ان آية الله العظمى السيد محسن الحكيم – المرجع الأعلى في زمانه – اتهم وعلى شاشة التلفزيون – بالارتباط بالاستعمار وبالتجسس كما اتهم نجله بذلك، وبدأوا يشيعون حوله مختلف الاكاذيب والتهم والافتراءات حتى لقد صدروا منشوراً تحت عنوان ( آراء الوهابية تتجلى في فتاوى الحكيم ) ووزعوه على نطاق واسع .
كما اتهم آيه الله السيد الكاشاني بذلك ..
وما اسهل كيل التهم وما اصعب اقامة الادلة عليها ومن الواضح أن من أساليب الاستعمار محاولة تشويه سمعة قادة الامة ومرشديها كي تنفض الامة من حولهم قتصبح غنيمة باردة لذئاب الاستعمار ..؟!
هذا كله من جهة ومن جهة أخرى فإن الكثير من كبار العلماء ووجهوا بمحاولات التنقيص من مكانتهم العلمية او ابتلوا بعدم معرفة الآخرين لمنزلتهم العلمية او ابتلوا بعدم معرفة الآخرين لمنزلتهم العلمية مما سبب مشاكل جمّة ومصاعب عديدة ولنذكر بعضهم:
منهم آية الله العظمى السيد جواد العاملي مفتاح المرامة في شرحهم قواعد العلامة حيث كان صاحب رياض المسائل رحمه الله ينكر فضيلته ( الروضات ج2 ص 216 رقم 179 )
ومنهم: استاذ الفقهاء والمجتهدين الشيخ مرتضى الانصاري ( قدس سره ) حيث أنه حضر في اصفهان على آية الله السيد محمد باقر الشفتي صاحب مطالع الأنوار ايام رئاسته وطلب إجازة الاجتهاد منه عام 1344 تقريباً او قبلها بقليل الا أن السيد الشفتي امتنع من ذلك لكونه لا يرى اجتهاده ! وذلك في ابان بلوغ الشيخ الانصاري ( قدس سره ) درجة عليا من الاجتهاد حيث صرح آية الله الملا أحمد النراقي صاحب المناهج قائلاً فيما يقارب تلك الفترة ( لقيت في أسفاري الى الاقطار – خصوصا في سفري الى مجاهدة بني الاصغر خمسين عالما مجتهدا لم يكن احدهم مثل الشيخ المرتضى ) ورغم كون ذلك بعد تتلمذ الشيخ على شريف العلماء وعلى الشيخ محمد المجاهد صاحب المناهل المتوفي عام 1242 وعلى الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الغروي صاحب كشف العطاء وغيرهم ( مقدمة الرسائل: الطبعة الجديدة نقلا عن الشيخ محمد حرز الدين ) وبعد صحبته للمولى أحمد النراقي التي طالت ثلاث سنين او في أواخرها حيث توفي النراقي حدود 1244 وصدور ذلك التصريح منه، كما ان الشيخ ( قدس سره ) كان يرمي من بعضهم بإعوجاج السليقة ولا يبعد أن يكون ذلك لما كان يبديه من التحقيق دقة النظر ( أعيان الشيعة ج 9 ص 47 عمود ذيل حالات الشيخ محسن خنفر )
ومنهم: العلامة الحلي ( قدس الله نفسه الزكية ) حيث طعن مجموعة في اجتهاده مستدلين بكثرة مؤلفاته واستعجاله في التصنيف (!)، وإن ذلك مستلزم لعدم مراجعته ما سلف من كتبه فيقع لذلك له تخالف بين الفتاوى (!) فليس اذاً بمجتهداً ( أعيان الشيعة ج5 ص403 نقلاً عن اللؤلؤة)
ومنزلة العلامة العلمية اشهر من نار على علم واشهر من ان تذكر ويكفي ان نعلم فقط ان كتابه ( القواعد )، كان محط انظار كبار الفقهاء حتى الآن وكان شغل الفقهاء تدريسه وشرحه وتداوله وكذلك كتابه الآخر ( ارشاد الاذهان ) وان ( التحرير ) قد جمع فيه اربعين الف مسئلة هذا اضافة الى ( النهاية ) و ( التهذيب ) اللذان كان عليهما مدار التدريس في الحوزات العلمية قبل المعالم و .. ( أعيان الشيعة ج5 ص396 )
كما ان شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( رضوان الله تعالى عليه ) قد طعن عليه بما يقرب من ذلك حيث قيل عنه ( كان كثير الاختلاق في الأقوال وقد وقع له خبط عظيم في تمحله للاحتمالات البعيدة والتوجيهات الغير السديدة وكانت له خيالات مختلفة في الاصول ( روضات الجنات ج6 ص217 ) و ( ما وقع للشيخ المذكور – أي الطوسي – سيما في التهذيب من السهو والغفلة والتحريف والنقصان ( روضات الجنات ج6 ص218).
وقال في السرائر ( أنه – يعني كلام الشيخ الطوسي – يضحك الثكلى يا سبحان الله من اجمع معه على ذلك؟ واي أخبار لهم فيه .. وهذا منع اغفال في التصنيف)( الجواهر ج42 ص 394)
ولنعم ما قاله ابن ادريس الحلي في الدفاع عنه ( والحق ان الشيخ صارت لع حالات متناقضة وامور متعارضة لانه كان حديد الذهن شديد الفهم حريصا على كثرة التصانيف وجمع التواليف )( الروضات ج6 ص 218)
وما قاله بعض اعاظم المعقلين على ترجمة هذا الشيخ العظيم ( واعلم ان كل ما وقع من الشيخ الطوسي رحمه الله من السهو والغفلة، باعتبار كثرة تصانيفة ومشاغله العظيمة فانه كان مرجع فضلاء الزمان .. ) ( الروضات ج6 ص219)
ومنهم: ايت ادريس الحلي فقد قال عنه في المختلف ( وهذا جهل منه – يعني ابن ادريس – وقلة تأمل وعدم تحصيل وذلك لقصور فهمة وشدة جرأته على شيخنا وكثرة سوء ادبه مع قصوره ان يكون اقل تلاميذ شيخنا ( الجواهر ج42 ص 395) وذلك رغم ما نقلنا عن منتهى المقال وعن العلامة المجلسي وغيرهما فليراجع ورغم كونه من مشاهير علماءنا الابرار ( قدس الله اسرارهم)
ومنهم: ( صاحب االجواهر ): حيث شكك بعض الفقهاء المعاصرين له – وهو من المدققين – في اصل اجتهاد صاحب الجواهر وذلك رغم انه كان قد اتم دوره الجواهر حينذاك حيث رفض حكم صاحب الجواهر قائلاً له: ثبت العرش ثم انقش ( اعيان الشيعة ج9 ص48 عمود1 في حالات الشيخ محسن خنفر)
وليس ذلك فحسب بل ان ذلك البعض – وهو الشيخ محسن خنفر – كان يقول لصاحب الجواهر ( اعط جواهرك هذه لبائعي الفلفل والكمون يصرون بها )
وهكذا يكون ( الجواهر ) وهو اعظم الدورات الفقهية على الاطلاق – في نظر بعض المعاصرين!
هذا علماً بأن الشيخ خنفر – على وزن جعفر – كان من مدققي الفقهاء ومن مراجع التقليد حيث قالوا في حقه : الثقة الضابط التقي الورع العالم العلامة كنت لا اسأله شيئاً الا وجدت له جوابا حاضراً وكان اذا درس اتي بماله دخل من سائر العلوم في المطلب .. وكان لغزارة علمه واحاطته وتفرده بذلك ربما انكر فضيله بعض الاساطين )