PDA

View Full Version : آل البيــت.. منزلتهم خصائصهم


فتى الإيمان
29-08-2002, 09:58 AM
آل البيــت.. منزلتهم خصائصهم

أولاً: التعريف ، والمراد بهم:
(الآل) في اللغة: من الأَوْل، وهو : الـرجــــوع. وآلُ الرجل: أهل بيته، وعياله ؛ لأنه إليه مآلهم، وإليهم مآله .
المراد بآل النبي :
اختلف في آل بيت الرسول على قولين:

القول الأول: أنهم الذين حرمت عليهم الصدقة ، وهم: بنو هاشم ، وبنو عبدالمطلب ، أو بنو هاشم خاصة ، أو بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب ؛ وهذا القول هو اختيار الأكثرين . ولا شك أن بعضهم أخص بكونه من آل البيت من بعض ، فعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين: أخص من غيرهم رضي الله عنهم أجمعين .
ومن أدلة هذا القول:
أ- حـــديث ( غدير خمّ ) عن زيد بن أرقم أن النبي خطبهم ، وفيه: أنه حث على التمسك بكتاب الله ورغب فـيـه ، ثم قال : ( وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله فـي أهــل بيت ي) ، فقال له: حصين: ومَنْ أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: نساؤه مـــــن أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قـال : ومن هـم ؟ قال : هـم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفـر ، وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . وفي رواية : قـيـــل مَنْ أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ، وايم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقـهــا فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة من بعده ) .

ب- حديث عمر بن سلمة قال: نزلت هذه الآيــة عـلـــى النبي: (( إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحـــــزاب: 33] في بيت أم سلمة ، فدعى النبي فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء ، وعلي خلـف ظـهـره فجلله بكساء ، ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهِب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) .

القول الثاني: أنهم ذريته وأزواجه خاصة:
ومن أدلة هذا القول:

أ- قوله ( تعالى ) : (( يَا نِسَاءَ النَّـبِيِّ مَن يَاًتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ...)) حتى قوله : (( وَأَطِعْنَ اللَّــــهَ وَرَسُـــولَـــهُ إنَّــمَــا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )) [الأحزاب: 30-33] فدخـلــن في آل البيت ؛ لأن هذا الخطاب كله في سياق ذكرهن ، فلا يجوز إخراجهن من شيء منه .

ب - ما جاء في روايات حديث الصلاة على النبي بعد التشهد : ( اللهم صل على محمد وآل محـمــد ) ، قالوا : فإنه مفسر بمثل حديث أبي حميد : ( اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته ) ، فجعل مكان الآل : الأزواج ، والذرية ؛ مفسراً له بذلك .

ج - أن الله (تعالى) جعل امرأة إبراهيم من آله ، فقال : (( رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ...)) [ هود: 73] كما جعل امرأة لوط من أهله ، فقال : ((... إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إلاَّ امْرَأَتَكَ...)) [العنكبوت: 33] .

وقيل في معنى (الآل) أقوال أخرى لا تصح .

هل أزواج النبي من آله؟:
يأتي إفراد هذه المسألة من أهميتها ؛ فالرافضة ينكرون كون أزواج النبي من آله ، وحجة من ذهب إلى هذا من أهل العلم : حديث زيد ، وحديث ابن سلمة . ويمكن مناقشة الاستدلال بهما كما يلي :

أولاً حديث زيد ، إنما وقع فيـه نفيـه في الرواية الثانية على أن يكون المراد بأهل بيته نساؤه فقط دون غيرهن ، ولذا : قال في الرواية الأولى : ( نساؤه من أهل بيته ) ، فأثبت كونهن من أهل بيته ، ونفى كونهن أهل بيته دون غيرهن ، ويحتمل أيضاً : أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث بالآل الذين حرموا الصدقة استقلالاً ، وهم قرابته دون أزواجه ، ولكن الاحتمال الأول أرجح ؛ جمعاً بين الروايتين ، وجمعاً أيضاً بين القرآن والأحاديث المتقدمة .

ثانياً : وأما استدلالهم بحديث عمر بن سلمة ، فمناقشته من أوجه :

1- أن الحديث يحمل على أن النبي ألحق أهل الكساء بحكم هذه الآية ، وجعلهم أهل بيته ، كما ألحق المدينة بمكة في حكم الحرَمِيّة ، وعليه : فأهل الكساء جُعلوا من أهل بيته بدعائه ، أو بتأويل الآية على محاملها .

2- أن الحديث لا يقتضي حصر آل البيت في أولئك ؛ لما جاء في الرواية الأخرى : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق ) ، وهذا غايته أن قرابته أحق بهذه التسمية ، وليس فيه إخراج الأزواج من الآل .

3- أن قصر أهل البيت على المذكورين في الحديث ( يقتضي أن تكون الآية مبتورة عما قبلها وما بعدها ) .

4- أن قوله لأم سلمة حين قالت : وأنا معهم يا رسول الله ؟ : ( أنت على مكانك ، وأنت إلى خير ) ليس فيه ما يفيد منعها من ذلك ؛ لأن المراد أن ما سألته من الحاصل ، لأن الآية نزلت فيها ، وفي ضرائرها ، فليست هي بحاجة إلى إلحاقها به . وبعد هذه المناقشة يتبين أن القول الذي تجتمع به الأدلة هو : شمول الآل للقرابة والأزواج ، وهذا القول هو اختيار كثير من أهل العلم ، وصححه ابن تيمية .

واليوم : فإن نسل البيت الطاهر لم ينقطع ، كما دلت أحاديث خروج المهدي على أنه من نسله ، ولكن لا يثبت النسب لكل مدع ، إذ لا بد من إثبات النسب ، فإن كان ذاك فلآل بيت رسول الله ما سيأتي ذكره من الخصائص والحقوق والواجبات .