PDA

View Full Version : ماذا أقول له.......؟


السكيب
14-02-2002, 07:25 PM
ليست عنواناً لأغنية كما يتوهم البعض ، بل هي قصة حقيقية دارت أحداثها
في دولة خليجية ل (( س )) و هو شاب في مقتبل العمر ، و ريعان الشباب ،
و قد انغمس كما هي الحال لكثير من شبابنا بملاحقة الفتيات ، واستدراجهن
بالكلمات المعسولة حتى يغريهن بالخروج إلي شقة مفروشة ، أو شاليه
منعزل ، ليقضي بالحرام وطره .

و كان (( س )) قد اتفق مع بعض أصحابه علي صيد جديد ، فجاء رفقاء السوء
إلي المكان المتفق عليه و قد حضر المكان و أعد كل شيء و كان الصيد
جاهزاً ، و كل الأمور مهيأة و لكنه نسي الطعام ، فأرسل أحد أصحابه ليشتري
لهم من أحد المطاعم القريبة ما لذَّ من الطعام و طاب . و انطلق
ذلك الصاحب ، و لكنه تأخر كثيراً و لم يأت بعد ، و قلق (( س )) من تأخر
صاحبه فذهب إلي الشارع العام باحثاً عنه ، و عندما انطلق بسيارته الصغيرة
و إذا به و هو وسط الشارع يري ناراً مشتعلة تكسر ظلمة الليل المعتم ،
و عندما اقترب من النار ، فإذا سيارة صاحبه وهو بداخلها و قد شبت فيه النار ،
و هو يصيح بأعلى صوته ، فتقدم له (( س )) مسرعاً و حاول بكل ما يستطيع
فتح الباب ، حتى نجح في المحاولة و أخرج صاحبه بصعوبة بالغة و هو بين
الحياة و الموت ، و هو يصرخ بعد أن تمدد علي الرمال (( ماذا أقول له ؟ ))
(( ماذا أقول له ؟ )) ، فقال (( س )) : من هذا ؟ فلفظ كلماته الأخيرة بصوت
متهجد : (( الله ، الله ، الله )) ثم لفظ نفسه الأخير . فإذا ب (( س )) ينفجر
باكياً و هو أمام هذا المشهد المثير و الخاتمة المرعبة . دموعه تنهمر من
مقلتيه ، يقلب في مخيلته كل صفحات عمره الذي ضيعه في المعاصي ، بين
معاقرة الخمر ، و اقتراف الزنا ، و كثرة التنقل بين البلاد لاقتراف الزنا . عندها
أدرك (( س)) أنه ضيع عمره و أن ما كان يفعله ما هي إلا لحظات لذة عاجلة
و لكن أعقبها ندم طويل ، فقرر التوبة إلي الله و ترك هذا الطريق وسلوك
الجادة الموصلة لمرضاة الله .