PDA

View Full Version : ( نحــن على سفـر .. فهل من رفيــق في الطريــق ... )


بو عبدالرحمن
04-11-2001, 06:41 PM
-
نعم والله نحن على سفر ..
والعمر مراحل ومحطات وأشواط
كلما قطعنا مرحلة ، نوشك أن نصل إلى مرحلة أخرى
ومنا من تتخطفه الطير ..!
فتتصاعد أرواح كثيرون من حولنا ونحن نرى وكأننا لا نرى !!
وكأن الموت كُتبَ على غيرنا ، ولن يمر بنا ..
وفي كل يوم آلاف مؤلفة يحملون إلى قبورهم
ونحن نسمع ونرى ونتابع .. ثم نعود لننغمس في بحر الشهوات
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ .. وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ..
فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )

سفر الحياة سفر متميز ..
سفرٌ أنفاسنا محسوبةٌ فيه .. وحركاتنا مسجلةٌ أولا بأول
ليكون الحساب بعد ذلك على الهمسة ، والبسمة ، والغمزة ، واللمزة
ناهيك عن الكلمة منطوقة أو مكتوبة ..
ناهيك عن سفاسف أمور كثيرة نخوض فيها حتى الركب !!
ونمارسها في بلاهة ونحن نضحك ، وكأننا غير محاسبين عليها !!
سفر الحياة .. يا له من سفر ..

سفر ترافقنا فيه ملائكة كرام أطهار ..
( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ )
لكننا لم نراعي حق رفقتهم ، ولم نلتفت إلى شرف صحبتهم ..
ومضينا في سفرنا وكأننا غير مراقبين من أحد ..
ونصر أن نمضي على هوانا .. لا نراعي حق هؤلاء الصحبة الكرام
الذين يرافقوننا ويشاهدون ما نفعل ويسمعون ما نقول ..
ويسجلون علينا هذه وذاك دقيقة بدقيقة ..!!
وتجتمع علينا في صحائفنا سجلات كأمثال الجبال لولا لطف الله
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ )


والخلاصة :
أننا لا ينبغي أن ننسى أننا على سفر ، نطوي مراحله مرحلة بعد مرحلة
ولا ندري من منا سيرحل الليلة .. أو بعدها ..
يا له من سفر عجيب ..!
ويا لها من رحلة مثيرة ..!
نقطع مسافتها على مر أنفاسنا ، ففي كل يوم ينصرم نقطع مرحلة من
مراحل السفر
ولكننا _ للأسف _ نمضي في سفرنا هذا أشبه بالمخدّرين
المخدرون لا يفكرون في الطريق .. وما يحتاجه ، وما يلزمهم فيه ..
ولا يفكرون في نهايات الرحلة ومباهجها وعجائبها
وروائع ما ينتظرهم هناك .
لا يفكرون إلا فيما بين أيديهم من لعاعة ..!
أشبه بالبهيمة العجماء ، تتلهى بعشب الطريق الجاف ،
ولو تركها صاحبها ، لحادت عن الطريق تماماً ، فتضيع و تهلك ..

والله أنها لقصة عجيبة ولا كل القصص المثيرة التي يحبكون عقدتها ..
قصة واقع معاش ، نسمعه ليل نهار ،
ويصيح بنا الناصحون فلا نصغي ..!
ومع هذا نزعم بملء أفواهنا : أننا .. وأننا .. وأيضا أننا.. وأننا ... !!
هل رأيتم مصيبة كهذه المصيبة ..!
فلا أقل من أن نعزي أنفسنا في أنفسنا ..
إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرنا في مصيبتنا ، واخلفنا خيراً منها ..
اللهم الطف بنا وارحمنا .. يا أرحم الراحمين ..