كلاسيك
10-10-2001, 03:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
مع بداية العام الدراسي في مثل هذه الأيام من كل عام تتكرر في الجامعات والكليات مشاهد مؤسفة ، توحي بآثار الغزو الفكري الماكر بهذه الأمة ، وكيف استطاع أعداء الأمة الإسلامية أن يوقعوا أبناء المسلمين - أولاداً وبناتاً - ضحايا هشة لهذه الهجمة الشرسة على الدين .
لقد رأيت بأم عيني واخترق صمامات أذني مالم يكن في حسباني أبداً أن يقال من مسلمين ، لقد رأيت كيف تندب بعض البنات المقبولات بالقسم حظهن ، لم؟ لأنهن قُبلن في قسم الدراسات الإسلامية ، وكيف تستعمل كل حيلة ماكرة ومشينة للخروج من هذا القسم ، حتى سمعت من تقول منهن لقد شبعنا من دروس الدين!! وأخرى تقول : دين .. دين!! أين أذهب بهذه الدين؟ وأخرى تقول : لا وظائف لنا!!
لقد أصبح العزوف عن التسجيل في قسم الدراسات الإسلامية ظاهرة مزعجة لجميع المسؤولين والمسؤولات عن التعليم العالي في البلاد الإسلامية ، وأصبح الورود على مواد هذه التخصص كأساً مريراً يتناوله الدارسون على مضض! وأصبح جميع من الدارسات فيه من ذوات الحظ العاثر اللاتي أصيب مستقبلهن في مقتل ، بل هناك منهن من إذا ُسئلت عن قسمها ، قالت ذلك على استحياء من زميلاتها وأقاربها ، حتى قيل لبعضهن : ألا يوجد إلاَّ هذا القسم لتكملن تعليمكن فيه! وما الفائدة من التعب والسهر على مواده!! وغير ذلك مما لا يستطيع القلم اجتراره من ذاكرتي مما يؤسف له، لا ، بل يعتصر القلب منه ألماً وحسرة!
كلمات قد نكون قرأناها في كتب الغارة على العالم الإسلامي وفي أهداف المنصرين وفي بروتوكلات حكماء صهيون!
لكن هل يعقل أن يتفوه بمثل هذه المقولات الخطيرة أحد من المسلمين ثم يلقى ربه في صلاته ليردد "إياك نعبد وإياك نستعين . اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" الفاتحة 4-7 .
وهل يعقل أن يميع الدين بالإكتفاء بالمظاهر التعبدية دون علم غزير وفهم واع وبصيرة ربانية ينهلها طلاب العلم من أفواه العلماء وحلقات الدروس .
لقد كان في الأديان الأخرى قديماً وحاضراً من يهب أبناءه للمعبد ، كما جاء في قصة امرأة آل عمران حيث قالت :"رب إني وهبت لك مافي بطني محرراً" آل عمران :35 . وهذه عادة قديمة متأصلة عند أهل الكتاب ولا زالت إلى الآن قائمة ، وها نحن نرى جموع الأمم الأخرى تبحث عن دينها - وإن كان باطلاً - وتعودإلى أصولها - وإن حرفت وبدلت - وتهتم بتعليمه لأبناءها على أيدي الرهبان والقساوسة والأحبار - وإن كانوا من أهل الشذوذ . وشاهد على ذلك مما يحصل في إسرائيل!!
ثم تظهر إشكالية أخرى من المتنورين بقولهم : وهل علوم الدين محصورة على علماء الشريعة؟ فهناك الطبيب والصيلادني والجغرافي والمؤرخ والكيمائي والإعلامي وهلم جرا ، وأحياناً المغنين والراقصين وكل أولئك مسلمون لهم الحق في تدريس الدين والإفتاء في نوازله وأحكامه دون رادع أو ضابط ، تعالى ديننا أن يكون كما يقولون .
فياليت شعري إن كان هذا الزمان عصر التخصص الدقيق ، فأولى أن يكون للدين المختصين بعلومه القائمين على حدوده ، الذين لهم المرجعية في حل إشكالات هذا العصر ليبينوها ويفتوا في أمرها على بصيرة من الكتاب والسنة ومصادر الشريعة الأخرى .
لكن تتناسى هذه الأمة كما هو حالها في كثير من مشاكلها أن الدين ليس جسداً ممدداً بين يدي مبضع جراح ، وليس محلولاً يمكن اختباره بإضافة مركبات أخرى ، وليس قطعة حجر يمكن تصنيف موادها بالنظر إلى أصلها ، ويتناسى القوم أن العقول الكبيرة لها حدود معلومة لا يمكن تجاوز خطوطها الحمراء ، وإلا ضاعت الأمة في متاهات مهلكة من التلاعب بالدين والتقول على الله بغير علم ، كما نرى في القنوات الفضائية المشبوهة .
ومن لهذا الدين إذا لم يهب أبناؤه وبناته للذود عن حياضه بتعلم أحكامه وفهم عقيدته والتمسك بأصوله والتربية عليه!
لقد آن الآوان أن ندرك جميعاً أن الأمة بحاجة إلى من يجدد لها دينها ، ويتمسك بمصادرها الأصيلة ، ويتفقه في أحكامها ، ويدعو إلى الله على بصيرة ، وكما قال صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" رواه البخاري . وهل هناك من هو أعظم أجراً ممن يستنفد شبابه وطاقته في تعلم كتاب الله وأحاديث رسوله والفقه فيهما؟ وهل هناك من هو أحسن مآلاً ممن أخلص النية في كل يوم لإلقاء درس في العقيدة أو في التفسير أو في الحديث أو في رد شبهات المناوئين ، وصد هجمات المغرضين؟ وهل هناك وظيفة أعظم شرفاً وأكبر قدراً من وظائف الأنبياء ، كما قال صلى الله عليه وسلم "العلماء ورثة الأنبياء" والمقصود بهم علماء الشرع المتمكنين من علومه .
فمن هذا المقام أرسل دعوة عطرة لمن اختار من أبناء المسلمين طريق التوحيد ، واختاروا قسم الدراسات الإسلامية عوناً لهم على تحقيق نصر الأمة ، وتجديد الدين وحمايته من دنس الكافرين وخداع المنافقين
وأرسل بطاقة شكر لكل والد كريم ومعلم أمين نصح لله تعالى ولرسوله ولكتابه ، فدل أبناءه وبناته على اختيار طريق الشرع الحكيم ليكملوا دراستهم فيه ، قبل أن يأفل نجم العلم القويم ، ثم نعود بعد ذلك باكين متحسرين يوم لا ينفع الندم .
مع بداية العام الدراسي في مثل هذه الأيام من كل عام تتكرر في الجامعات والكليات مشاهد مؤسفة ، توحي بآثار الغزو الفكري الماكر بهذه الأمة ، وكيف استطاع أعداء الأمة الإسلامية أن يوقعوا أبناء المسلمين - أولاداً وبناتاً - ضحايا هشة لهذه الهجمة الشرسة على الدين .
لقد رأيت بأم عيني واخترق صمامات أذني مالم يكن في حسباني أبداً أن يقال من مسلمين ، لقد رأيت كيف تندب بعض البنات المقبولات بالقسم حظهن ، لم؟ لأنهن قُبلن في قسم الدراسات الإسلامية ، وكيف تستعمل كل حيلة ماكرة ومشينة للخروج من هذا القسم ، حتى سمعت من تقول منهن لقد شبعنا من دروس الدين!! وأخرى تقول : دين .. دين!! أين أذهب بهذه الدين؟ وأخرى تقول : لا وظائف لنا!!
لقد أصبح العزوف عن التسجيل في قسم الدراسات الإسلامية ظاهرة مزعجة لجميع المسؤولين والمسؤولات عن التعليم العالي في البلاد الإسلامية ، وأصبح الورود على مواد هذه التخصص كأساً مريراً يتناوله الدارسون على مضض! وأصبح جميع من الدارسات فيه من ذوات الحظ العاثر اللاتي أصيب مستقبلهن في مقتل ، بل هناك منهن من إذا ُسئلت عن قسمها ، قالت ذلك على استحياء من زميلاتها وأقاربها ، حتى قيل لبعضهن : ألا يوجد إلاَّ هذا القسم لتكملن تعليمكن فيه! وما الفائدة من التعب والسهر على مواده!! وغير ذلك مما لا يستطيع القلم اجتراره من ذاكرتي مما يؤسف له، لا ، بل يعتصر القلب منه ألماً وحسرة!
كلمات قد نكون قرأناها في كتب الغارة على العالم الإسلامي وفي أهداف المنصرين وفي بروتوكلات حكماء صهيون!
لكن هل يعقل أن يتفوه بمثل هذه المقولات الخطيرة أحد من المسلمين ثم يلقى ربه في صلاته ليردد "إياك نعبد وإياك نستعين . اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" الفاتحة 4-7 .
وهل يعقل أن يميع الدين بالإكتفاء بالمظاهر التعبدية دون علم غزير وفهم واع وبصيرة ربانية ينهلها طلاب العلم من أفواه العلماء وحلقات الدروس .
لقد كان في الأديان الأخرى قديماً وحاضراً من يهب أبناءه للمعبد ، كما جاء في قصة امرأة آل عمران حيث قالت :"رب إني وهبت لك مافي بطني محرراً" آل عمران :35 . وهذه عادة قديمة متأصلة عند أهل الكتاب ولا زالت إلى الآن قائمة ، وها نحن نرى جموع الأمم الأخرى تبحث عن دينها - وإن كان باطلاً - وتعودإلى أصولها - وإن حرفت وبدلت - وتهتم بتعليمه لأبناءها على أيدي الرهبان والقساوسة والأحبار - وإن كانوا من أهل الشذوذ . وشاهد على ذلك مما يحصل في إسرائيل!!
ثم تظهر إشكالية أخرى من المتنورين بقولهم : وهل علوم الدين محصورة على علماء الشريعة؟ فهناك الطبيب والصيلادني والجغرافي والمؤرخ والكيمائي والإعلامي وهلم جرا ، وأحياناً المغنين والراقصين وكل أولئك مسلمون لهم الحق في تدريس الدين والإفتاء في نوازله وأحكامه دون رادع أو ضابط ، تعالى ديننا أن يكون كما يقولون .
فياليت شعري إن كان هذا الزمان عصر التخصص الدقيق ، فأولى أن يكون للدين المختصين بعلومه القائمين على حدوده ، الذين لهم المرجعية في حل إشكالات هذا العصر ليبينوها ويفتوا في أمرها على بصيرة من الكتاب والسنة ومصادر الشريعة الأخرى .
لكن تتناسى هذه الأمة كما هو حالها في كثير من مشاكلها أن الدين ليس جسداً ممدداً بين يدي مبضع جراح ، وليس محلولاً يمكن اختباره بإضافة مركبات أخرى ، وليس قطعة حجر يمكن تصنيف موادها بالنظر إلى أصلها ، ويتناسى القوم أن العقول الكبيرة لها حدود معلومة لا يمكن تجاوز خطوطها الحمراء ، وإلا ضاعت الأمة في متاهات مهلكة من التلاعب بالدين والتقول على الله بغير علم ، كما نرى في القنوات الفضائية المشبوهة .
ومن لهذا الدين إذا لم يهب أبناؤه وبناته للذود عن حياضه بتعلم أحكامه وفهم عقيدته والتمسك بأصوله والتربية عليه!
لقد آن الآوان أن ندرك جميعاً أن الأمة بحاجة إلى من يجدد لها دينها ، ويتمسك بمصادرها الأصيلة ، ويتفقه في أحكامها ، ويدعو إلى الله على بصيرة ، وكما قال صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" رواه البخاري . وهل هناك من هو أعظم أجراً ممن يستنفد شبابه وطاقته في تعلم كتاب الله وأحاديث رسوله والفقه فيهما؟ وهل هناك من هو أحسن مآلاً ممن أخلص النية في كل يوم لإلقاء درس في العقيدة أو في التفسير أو في الحديث أو في رد شبهات المناوئين ، وصد هجمات المغرضين؟ وهل هناك وظيفة أعظم شرفاً وأكبر قدراً من وظائف الأنبياء ، كما قال صلى الله عليه وسلم "العلماء ورثة الأنبياء" والمقصود بهم علماء الشرع المتمكنين من علومه .
فمن هذا المقام أرسل دعوة عطرة لمن اختار من أبناء المسلمين طريق التوحيد ، واختاروا قسم الدراسات الإسلامية عوناً لهم على تحقيق نصر الأمة ، وتجديد الدين وحمايته من دنس الكافرين وخداع المنافقين
وأرسل بطاقة شكر لكل والد كريم ومعلم أمين نصح لله تعالى ولرسوله ولكتابه ، فدل أبناءه وبناته على اختيار طريق الشرع الحكيم ليكملوا دراستهم فيه ، قبل أن يأفل نجم العلم القويم ، ثم نعود بعد ذلك باكين متحسرين يوم لا ينفع الندم .