PDA

View Full Version : نص خطبة ابن حميد العصماء كاملة


رفع الحرج
06-10-2001, 03:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة فضيلة الشيخ … في الأحداث ( كاملة ومنقحة )

مدخـل . .

الساعة تقترب من الثانية عشرة ظهراً ..

عقارب الساعة الآن تلامس الثلاث دقائق بعد الثانية عشرة .. الباب يفتح .. المشاهد تمر بسرعة ؛ هذا يرفع مصحفه وهذا ينهي دعواته وذلك يخرج السواك من جيبه وهذا يغط في سبات ! .. وهاهو الشيخ ترمقه العيون وهو يعتلي منبره : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآن .. انتهى المؤذن .. وابتدأ الشيخ المفوه يعانق السماء .. بتلك الخطبة العصماء ، وبدأ التأريخ يكتب هذه الخطبة بمداد من ذهب ..

(( الخطبة الأولى ))

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وخيرتها من خلقه ، الله صلي وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد معاشر المسلمين أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله ؛ فإن تقوى الله أقوم وأقوى ..

{{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }}

{{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }}

أيها المسلمون . .

الأيام دول ، والفتن والبلايا قديماً وحديثاً تحل وترتحل ، ومن قرأ التأريخ وجد في حوادث الماضي ما يكشف له عن طبيعة المعركة في الحاضر .

ومن آلام هذا القرن وفتنه إلى آلام القرن الثالث الهجري وفتنه أنقلكم عبر مشهد من مشاهد الصراع بين المسلمين والنصارى ، تحدث عنه المؤرخون ؛ كابن جرير الطبري وابن الأثير وابن كثير رحمهم الله ، وقالوا : في سنة ثلاث وعشرين ومائتين خرج توفيل بن ميخائيل ملك الروم النصارى إلى بلاد الإسلام ، وأوقع بأهل زبطرة ملحمةً عظيمة ، قتل بها من الرجال ، وسبى الذرية والنساء ، أغار على مالطية وغيرها من حصون المسلمين ، وسبى المسلمات ، ويقال إن أكثر من ألف امرأة وقعت في السبي ، ومُثّل بمن صار في يده من المسلمين ، وسمل أعينهم ، وقطع أنوفهم وآذانهم .

فخرج إليه أهل الثغور من الشام والجزيرة إلا من لم يكن له دابة أو سلاح ، أما الخليفة العباسي فكان حينها منشغلاً بفتنة بابكٍ الخرميّ ، ويسر الله له القضاء عليه ، وأخمد فتنته ، وكان ذلك ـ أعني فتنة بابك وانشغال المسلمين به ـ سبباً في طمع النصارى في بلاد المسلمين ، واستثماراً سيئاً لهذه الفتنة في حين غفلة المسلمين عنهم أو هكذا ظنوا .

ولكن الخليفة المعتصم حين بلغه خبر النصارى وما صنعوا في بلاد المسلمين استعظم الأمر ، وتألم لمصاب المسلمين على أيدي النصارى ، وزاد من أثره كما ذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم تقول : (( وا معتصماه )) ، فبلغه ذلك الصريخ ، فأجابها من ساعته بقوله : (( لبيك .. لبيك )) ونهض من ساعته وصاح في قصره : (( النفير .. النفير )) ، وأمر بتعبئة الجيوش ، واستدعى القاضي والشهود فأشهدهم أن ما يملكه من الضياع ثلثه صدقه وثلثه لولده وثلثه لمواليه .

وخرج المعتصم قائداً للجيش العظيم بنفسه ، وانتصاراً للمسلمين المحاصرين من قبل الروم ، وبعث الرسل بين يديه ليأتوه بالأخبار ، فرجعوا إليه يقولون : إن ملك الروم صنع ما صنع بالمسلمين ثم رجع قافلاً إلى بلاده ، فلم يثن ذلك من عزم الخليفة ؛ بل أراد الانتصار للمسلين وتأديب النصارى وحصارهم في أعظم مدنهم ، ولذا ؛ سأل المعتصم أمراءه قائلاً : أي بلاد الروم أمنع وأحصن ؟ قالوا : عمورية ؛ فهي عين النصرانية وهي أشرف عندهم من القسطنطينية ولم يعرض لها أحد منذ كان الإسلام ، فقرر المعتصم غزوها ، وجهز لها جيشاً لم يجهزه أحد قبله من الخلفاء ، حتى فتحها الله على يديه وعلى أيدي الأبطال من المسلمين الذين أبلوا بلاءً حسناً حتى تم الفتح لهم ، وكسروا شوكة النصارى ، وعَـزّ الإسلام ، وانتصر للمسلمين المظلومين .

أيها المسلمون . .

ذلكم مشهدٌ من مشاهد تأريخنا ، ونموذج للنصرة والدفاع عن حياض الإسلام والمسلمين عند أسلافنا .

واليوم .. آهات وأنّـات لملايين من المسلمين والمسلمات ، من شيوخ ونساء وأطفال تقطع أنياط القلوب ولا تكاد تجد لها سامعاً أو منقذاً ؛ بل حصارٌ عالمي وأمميّ لا تدري أتعجب فيه من عظم القوة المحاصِرة أم من كبرياء أصحابها ! أم تعجب من ضعف المحاصرين والظلم الواقع عليهم وصمودهم وثباتهم رغم المحن داخلياً وخارجيا ، ورغم الحصار الواقع عليهم سلفا ، والحصار والتهديد والإنزال الواقع عليهم حاضرا !! وكان الله في عون المسلمين وثبت أقدامهم وأمدهم بنصر من عنده .

اخوة الإسلام . .

ويزداد العجب ، ويغضب الرب ، حينما يتخاذل المسلمون عن نصرة إخوانهم المسلمين المظلومين ، فكيف إذا همّ أو فكّرَ أو تطوّعَ أحدٌ من المسلمين على مشاركة الكافرين بضرب المسلمين ؟! إنها فتنٌ تدع الحليم حيران ، ومصائب تتصدع لهولها الجبال ، وإلى الله المشتكى وهو وحده المستعان .

أيها الناس . .

إن الإرهاب مرفوض من قبلنا معاشر المسلمين مثل بل أكثر مما هو مما هو مرفوض عند غيرنا من الأمم ، ولكن السؤال المهم : ما مفهوم الإرهاب ومن يصدره ؟ وإذا رفض الإرهاب الفردي أو الجماعي ومن أي فئة قامت به فأشد من ذلك الإرهاب العالمي بصوره وأشكاله المختلفة ، السياسية ، والاقتصادية ، والعسكرية ، والفكرية ، والعقدية ، والذي يمارسه الغرب على العالم عبر قطار العولمة القسري وعبر المؤتمرات والملتقيات التي يصر الغرب فيها على قلب الحقائق ، بل والضغط بقوة حتى يصدر القرار باعتبار دولة الصهاينة دولةً ديموقراطية وليست في عداد العنصرية ؛ بل وليست في عداد الدول الإرهابية ؛ بل في قائمة الدول المتحضرة !

وإذا كنا معاشر المسلمين كذلك نستنكر قتل الأبرياء بغير حق ، وسواء وقع ذلك في بلاد الغرب أم في بلاد الشرق فاستنكارنا لقتل المسلمين الأبرياء أو محاصرتهم أشد .

وأين العدل .. بل وهل من مقررات حقوق الإنسان أن يثأر للأمريكان على حساب الأفغان ؟؟ وبأي حق يحاصر ما يزيد على عشرين مليون مسلم والمبررات المعلنة للحصار لا تزال في دائرة الشكوك والتهم ، ولم تتجاوز حدود المشتبه به أو المتهم الأول أو غيرها من عبارات لا تتكئ على حق ولا تستند إلى برهان ؟؟

وكان الله في عونكم يا مسلمي الأفغان ؛ فلقد أوتيتم من فوقكم ومن أسفل منكم ، رمتكم ملل الكفر عن قوس واحدة ، وتخاذل عنكم إخوانكم المسلمون في ذروة الشدة ، لقد وقع عليكم نوع من الحصار فيما مضى ، فأهلك الجوع شيوخا ونساءً ركع وأطفالاً رضع ، وخلف أعداداً من المهاجرين تهيم على وجوهها حتى تجد مأوى أو تهلك في البيداء ، فكيف إذا حلّ الشتاء وتكالبت عليكم الأعداء ؟

واليوم .. واليوم .. يحكم الحصار عليكم ، وتهددون بالضرب الماحق عشية أو ضحاها ، ويزيد من آلامكم ويعمق جرحكم حين يدعى إخوانكم المسلمون لحصاركم ، وتلك وربي حين تقع مأساة ليس في حقكم فحسب ؛ بل وفي حق المسلمين جميعاً ، وإن شئت فقل في حق الإنسانية أجمع .

وإلا .. فأين عقيدة الولاء للمسلمين ، والبراءة من الكافرين ، تلك التي نقرأ آياتها في كتاب ربنا صباح مساء ، ونعلمها أطفالنا ونساءنا ومنه قوله تعالى : {{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }} ويصف ربنا الذين يتولون الكافرين بقوله : {{ ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ( :: ) ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون }}

أتُرى نفراً من المسلمين اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ! وإلا فأين هم من هذا النداء الرباني : {{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }} أفلا يتأمل من في قلبه مرضٌ شفاء القرآن في قوله تعالى : {{ فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين }}

يا أمة محمد .. وأين أنتم من هديه عليه الصلاة والسلام حيث يقول : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه )) متفق عليه ، وفي رواية : (( لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام ؛ عرضه وماله ودمه ))

أمة الإسلام . .

لابد من مراجعة للنفس ، ولابد من مراجعة للنصوص الشرعية ، وما أجمل تلك العبارة التي سطرها أبو الوفاء ابن عقيل رحمه الله حين قال : (( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك وإنما انظر إلى مواطأة أعداء الشريعة )) إلى أن يقول وقد ذكر نموذج للولاء غير المشروع إلى أن قال : (( وهذا يدل على برودة الدين في القلب ))

يا اخوة الإسلام في أرض الأفغان . .

ونحن نشهد الله ثم نشهدكم أننا نبرأ إلى الله مما يصنعه بكم الأعداء ، ونعتذر مما يصنعه المسلمون ، ونسأل الله تعالى أن يردهم إلى الحق عاجلاً غير آجل ، ونقول لكم ناصحين : وحين تغلق عنكم منافذ الأرض فثقوا أن أبواب السماء مفتوحة ، وحين يتخلى عن نصرتكم القريب والبعيد والعدو والصديق فارتبطوا بالله وحده يجركم ويدافع عنكم وتوكلوا على الله حقّ توكله ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه .

وننصح لكم معاشر المسلمين الأفغان بالحرص على سلامة المنهج ، وإصلاح الأخطاء ، وعدم التعصب للرأي المخالف للكتاب والسنة ، وجمع الكلمة ، وعدم إعطاء فرصة للمنتقدين والشانئين بل ؛ والمصطادين في الماء العكر ، وحين تحققون أسباب النصر الواردة في آيات سورة الأنفال فثقوا بنصر الله لكم ، فالله يقول : {{ وإن جندنا لهم الغالبون }} ويقول : {{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين }}

اللهم انصر عبادك الصالحين ، واخذل أعداءك أعداء الدين يا رب العالمين ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه وتوبوا غليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

رفع الحرج
06-10-2001, 03:18 AM
(( الخطبة الثانية ))

الحمد لله رب العالمين ، أمرنا على التعاون على البر والتقوى ، ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أمرنا بالاعتصام بحبله المتين ، ونهانا عن الفرقة والاختلاف ، فذاك نهاية الأمم من قبلنا ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله ، قال وهو الصادق الأمين : (( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )) اللهم صلي وسلم عليه ، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين .

اخوة الإسلام . .

سؤال مهم يجدر طرحه والتفكير ملياً في الإجابة عليه ، والسؤال يقول : ما الهدف من هذا التحالف الغربي والشرقي ، بل والأممي ، والاستعداد العسكري الذي تقوده أمريكا ويصوب ظاهراً إلى أفغانستان ؟ أيهدف بالفعل إلى ضرب أفغانستان وحدها ؟ فهي لا تحتاج لمثل هذه الحشود ! أم أن الهدف ضرب المفاعل النووي الباكستاني ؛ بل وشل حركة الصناعة الحربية النشطة والمتطورة في باكستان المسلمة ؟! أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى ضرب كل نشاط إسلامي وعلى امتداد الكرة الأرضية كلها ؟! وقد أعلنت الدوائر الغربية عن عدد من المنظمات الإسلامية لتكون هدفاً تضرب وباسم محاربة الإرهاب !

أم أن الأمر أوسع من ذلك ؛ إذ يتجاوز لمحاصرة الإسلام وشن الحرب على المسلمين عبر مخطط طويل الأجل والمدى ؟! تلك التي فلتت من لسان (( بـوش )) وعبّر عنها : بالحرب الصليبية ، ثم عاد ، وعادت بعض دوائره لتعتذر عنها حتى لا تثير حفيظة المسلمين ! كما جاءت كلمة رئيس وزراء إيطاليا مشعرةً بالكره للإسلام وازدراء حضارته العريقة ؛ حين قال : (( إن الحضارة الغربية أرقى من الحضارة الإسلامية )) .. تلك الكلمات التي اعتبرتها جامعة الدول العربية تعبيراً عنصرياً بعيداً عن اللياقة ، خالياً من العدل .

فهل يا ترى يتنبه المسلمون لطبيعة المعركة الحاضرة والقادمة ؟!!

اخوة الإيمان . .

إن من حقائق القرآن التي لا تقبل الجدل : التقاء اليهود والنصارى والمشركين على حرب المسلمين ، وعداوتهم حتى يدخلوا في ملتهم {{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }} ، {{ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء }}

ومن حقائق القرآن كذلك نهي المؤمنين عن مولاة الكافرين .. {{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق }} ، أما مظاهرة الكافرين ضد المسلمين فهي خيانة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ؛ كما قال تعالى : {{ ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ( :: ) ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون }}

اخوة الإسلام . .

وما فتئ العلماء قديماً وحديثاً يفتون ويحذرون من هذه الموالاة للكافرين ومساعدتهم على المسلمين ، ويعتبرون ذلك نفاقاً أو كفراً ؛ وهنا أنقل لكم اثنتين فقط من هذه الفتاوى ..

الأولى : لأحد أئمة الدعوة السلفية الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله حيث قال وقد سُئل عن النفاق وعلاماته وإطلاقه فقال : (( من ظهرت منه علامات النفاق الدالة عليه ؛ كارتداده عند التحزيب على المؤمنين وخذلانهم عند اجتماع العدو كالذين قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم ، وكونه إذا غلب المشركون التجأ إليهم ، ومدحه للمشركين بعض الأحيان وموالاتهم دون المؤمنين ، وأشباه هذه العلامات التي ذكر الله تعالى أنها علامات للنفاق ، وصفات للمنافقين ، فإنه يجوز إطلاق النفاق عليه وتسميته منافقاً )) .

أما الفتوى الثانية : فلسماحة المفتي السابق لبلاد الحرمين الشريفين حرسها الله فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حيث قال : (( وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين ، وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم كما قال سبحانه : {{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم }} .. ))

ومن رام المزيد فليراجع الدرر السنية ، وليراجع فتاوى ابن باز عليه رحمة الله .

أيها المسلمون . .

وبإزاء هذه الهجمة والنازلة بأهل الإسلام ، واعتماداً على هذه الآيات والفتاوى ، فإنني أذكر وأنصح الزعماء وقادة الدول الإسلامية أن لا ينخدعوا ويتورطوا في هذا المخطط المستهدف للإسلام والمسلمين ، حتى وإن أعلن الإرهاب قناعاً له ! وسيحفظ التأريخ كل موقف ، وستعي ذاكرة الأجيال كل ما قيل وسطر .

وليس يخفى أن الغرب يتعامل مع الإرهاب بشكل انتقائي !! وإلا فهو المثير للإرهاب بدرجته الأولى ! وهل أشد من إرهاب الصهاينة والذين باتوا هذه الأيام يستثمرون هذا الحدث لصالحهم في الأراضي المقدسة وفي حال انشغال المسلمين عنهم ، علماً بأن أصابع الاتهام تشير إليهم كما تشير إلى غيرهم في تفجير الأحداث الأخيرة !

أما العلماء .. فإنني أذكرهم ونفسي بجهاد الكلمة ، وقول كلمة الحق ، والخشية من الله تعالى وحده ، وشمولية الفتوى ، والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم . كما أذكر الدعاة وطلبة العلم ، والمفكرين والإعلاميين ، وأصحاب الوجاهة والكلمة ، ومن له مكانة أو مشورة .. أذكر هؤلاء جميعاً ببيان الحق للناس ؛ فقد كاد الحق أن يغمط ، أذكرهم كذلك بملء قلوب الناس بالثقة بالله ، وشحذ هممهم للدعوة للإسلام الحق ، والنصرة للمسلمين المستضعفين ، وبيان خطط ومكر الكافرين .

أما أغنياء المسلمين أو القادرون على الإنفاق من المسلمين .. فيذكرون بالجهاد بالمال في سبيل الدعوة ، وسد حاجة المحتاجين ، ولا سيما إذا نزلت بأحد من المسلمين نازلة واحتاج إلى مساعدة إخوانه المسلمين ، وليس يلق يا معاشر المسلمين ، ليس يليق يا أمة القرآن أن تعلن منظمات إغاثية عالمية وغير مسلمة مساعدة اللاجئين والمهاجرين والمتضررين من الشعوب المسلمة في أفغانستان ويضل المسلمون في معزل عن الأحداث !! بل من المؤسف كذلك أن يعلن عن تبرع ممثلة أمريكية وأحد نجوم السينما في أمريكا كما يقولون عن تبرع مقداره مليون دولار للاجئين الأفغان في وقت يتردد عن دعم المسلمين الأفغان رجال مسلمون ، ولا تسأل عن دعم النساء المسلمات ؛ لا تسأل عن دعم النساء المسلمات عن المنكوبين والمحصورات في أفغانستان ، بل وفي غيرها من بلاد الله . فهل تنشط الهيئات الإسلامية ؟! بل وهل ينشط المسلمون عموماً للتبرع لإخوانهم المنكوبين والمحاصرين في كل مكان واليوم في أفغانستان ، وهم أولى وهم أحرى بالتبرع والدعم .

معاشر المسلمين . .

يا أمة القرآن .. وبشكل عام فعلى كل مسلم ومسلمة كفله من المسؤولية تجاه الإسلام والمسلمين في هذه الأيام ، ومأساة حين يظن نفرٌ من المسلمين أنه يكفيهم أن يتابعوا الأخبار ، ويسأل بعضهم بعضاً هل تمت ضربة الحلفاء للمسلمين !! أم لم تتم بعد ؟ أو يكفيهم مجرد استنكارهم ضرب المسلمين في بلاد الأفغان !! .. فغير المسلمين باتوا يستنكرون ؛ بل يتظاهرون ضد ضرب الأفغان على أيدي قوة الحلفاء !!!

إن بإمكان كل مسلم ومسلمة أن يقدم شيئاً ن ويخطئ من يظن أن سلاح الدعاء وحده هو الذي يملكه المسلمون لمناصرة إخوانهم المسلمين ، وهذا السلاح أعني سلاح الدعاء رغم أهميته ورغم حاجتنا إليه ورغم فاعليته فنحن نملك معه أسلحة أخرى ؛ فسلاح الكلمة الصادقة سهم دون خور أو جبن فالله تعالى أحق أن يُخشى وأن يُخاف ، وتعميم الوعي بين الناس سلاح ، والمساعدة بالمال صدقة أو زكاة قل أو كثر سلاح ، والنصح والمشورة للمسلمين سهم و سلاح .. والمهم أن نستفرغ طاقتنا في سبيل نصرة إخواننا ، وأن نستجيب لوصية حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : (( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) .

أيها المؤمنون و أيتها المؤمنات . .

ومع كل ما تبذلون فاعلموا وثقوا أن دين الله منصور .. منصورٌ من قبل الذي أنزله ، ومحفوظ بحفظ الله تعالى لكتابه ، والله تعالى أغير لدينه وحُرماته منا ، وإنما ننصر أنفسنا ، وندفع عن أنفسنا ، ونقدم لأنفسنا ، والله تعالى من قبل ومن بعد أرحم بعباده منا ؛ مستضعفين أقوياء ضعفاء رجالاً ونساء شيوخاً وأطفالا .. ربنا أرحم بهؤلاء منا ، ولكننا معاشر المسلمين ممتحنون في ولائنا للمؤمنين ، وممتحنون في براءتنا من الكافرين ، ممتحنون في الخوف من البشر أو من رب البشر ، ألا فثقوا بالله ونصره ، وأحسنوا الظن وعلقوا الرجاء بالله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .

اللهم انصر دينك وعبادك الصالحين ، اللهم انتقم للمظلومين من الظالمين ، اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك واجعل عليهم رجزك وعذابك ، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق .

صلوا وسلموا على نبي الهدى والرحمة ، فقد أمركم الله بذلك في محكم التنزيل ، فقال جلّ من قائلاً عليما : {{ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً }} وقال عليه الصلاة والسلام : (( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى سائر الأنبياء والمرسلين ، وأرض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

اللهم أعزّ الإسلام وانصر المسلمين ، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والدين ، اللهم قوي عزائمهم ، اللهم أهدي ضلالهم إلى الحق ، اللهم ثبت هداتهم على الحق يا رب العالمين ، اللهم أطعم جياعهم ، اللهم وأكس عراتهم ، اللهم وفك الحصار عن المحصورين منهم ، اللهم أنزل نصرك على المسلمين الصادقين في كل مكان يا رب العالمين ، اللهم زلزل أقدام الكافرين ، اللهم وأقذف الرعب في قلوبهم يا حي يا قيوم ، اللهم يا قوي يا عزيز يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب اهزم اليهود والنصارى والمشركين ومن عاونهم يا رب العالمين ، اللهم ثبت أقدام المسلمين ، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين ، اللهم نفس كرب المكروبين ، اللهم اجعل في نصر المستضعفين عزة ونصراً للإسلام والمسلمين يا رب العالمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ن اللهم أصلح ولاة أمرنا ، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينه عليه يا رب العالمين ، اللهم اجعلهم هداة مهتدين ، اللهم اصلح ولاة المسلمين جميعا ووفقهم للعمل بكتابك وسنة نبيك يا رب العالمين ، اللهم اجعل خوفنا منك ورجاءنا فيك يا رب العالمين .. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم ، اللهم تغمد أموات المسلمين بواسع رحمتك ، اللهم وبلطفك فاشف مرضى المسلمين ن اللهم اغفر لنا ولوالدينا ، اللهم اصلح نياتنا وأصلح ذرياتنا ، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا ، وصلي اللهم وسلم على عبد ورسولك نبينا محمد .

غير شكل
06-10-2001, 05:43 AM
أخي في الله

لقد استمعت لخطبة الشيخ صالح ابن حميد يوم أمس الجمعة , وهي بعيدة كل البعد عن هذه الخطبة التي أنت وضعتها هنا !!!

هذه الخطبة قرأتها اليوم في منتدى الفوائد وأنا المسلم ولم يذكر كاتبها أنها للشيخ ابن حميد , بل جعلها مبهمة المصدر

وهذا رابط لخطبة الشيخ ابن حميد يوم أمس الجمعة 18 رجب 1422 هـ

http://www.islamway.com/ara/lessons.php?lesson_id=5957&scholar_id=216

رفع الحرج
06-10-2001, 10:16 AM
اخذتها من هذا الرابط
http://216.40.238.5/vb/showthread.php?threadid=20373





ويبدوا انني وهمت بنسبتها لابن حميد استغفر الله واتوب اليه والله ما تعمدت ذلك

متشيم
08-10-2001, 10:12 PM
أبدا والله لن يسمح للعلامة ابن حميد أن يتفوه بكلمات الولاء والبراء ... نسأل الله أن يكشف الغمة عن علماءنا.