PDA

View Full Version : ( استعن بالله ، وليكن شعارك : أنا لها .. أنا لها ..!! )


بو عبدالرحمن
08-07-2001, 09:03 AM
-
الحياة معركة .. معركة حامية الوطيس ..
معركة لا تهدأ بيننا وبين الشيطان _ وجنوده وفروخه _
معركة لا تنتهي إلا بخروج الأنفاس ، وانقطاع الحياة بسكين الموت ..
معركة غبارها كثيف .. والجلبة فيها عالية .. والآلام فيها كثيرة .. والجراح فيها قد تكون شديدة دامية تنزف بغزارة ...!

ولكن لا خيار أمامنا .. لا خيـار ..!
إما أن نسلّم ونرفع الراية البيضاء لمعسكر الشيطان وأهله ، فنخسر بذلك دنيانا وأخرانا معا ..
وإما أن نصبر على ما يصيبنا .. ونصابر مهما كانت المرارة التي نتلقاها ..
ونرابط على أعتاب الله ثقة بموعوده ..
ونحتسب ما يصيبنا كم جراحات ، في سبيل الله ..

الطريق الثاني هو خيارنا الوحيد ..
على رغم وعورته وصعوبته والمشقة فيه.. لكن ثقتنا انه هو الطريق الأسلم ..
كلا ، بل هو الطريق الوحيد الموصل إلى خيري الدنيا والآخرة معا ..
لسبب بسيط .. بسيط جدا لو تفكرنا ..
أننا في هذا الطريق نكون في كنف الله . ومعيته . ورحمته ...
وهل يضيع من يعيش في معية ربه جل جلاله ..؟
لقد قالوا : لا كرب .. ولك رب ..!

فعلينا أن نصبر ونصابر .. ونرابط ونتق الله جهدنا ..
علينا أن نحتسب الأجر .. وأن نضع رضا الله نصب أعيننا .
علينا أن نوطن أنفسنا أن الدنيا كلها ليست سوى ساعة ..
ساعة مهما طالت فإنها تبقى ساعة ..
ساعة فحسب .. وسوف تزول .. وستتلاشى .. وستنتهي ..
وستصبح معاناتنا بعدها مجرد ذكرى نتحدث عنها لمجرد التفكه بها ومنها !!
هذه المعاناة القاسية نفسها ..__ حين نكون بكلية قلوبنا مع ربنا سبحانه ._
فإنها لا تلبث أن تغدو سحابة صيف ، عن قريب تتقشّع ..
ولكن ..

ولكن .. لنضع في حسابنا ,, أن الشيطان لم يمت بعد ..!!
وأنه لا يفتر من المحاولة ، والمداراة ، والمناورة ، والمحاورة ، واهتبال الفرص ، للهجوم من جديد مرة بعد مرة بعد مرة ..
حتى ينال من أحدنا فرصة ليرديه .. ليصرعه .. ليضربه الضربة القاضية ....!

منا _ للأسف _ من يهوله أن يجد نفسه مكوراً في جولة ..!
يروعه أن يرى نفسه ملقى على الأرض ... فيؤثر الاستسلام ، فنراه ينزوي إلى ركن في الحلبة ، في ضعف وفي جزع ، محاولا أن يحمي عينيه فحسب ، تاركا جسده كله مكشوفا لوابل لكمات الشيطان تنهال عليه كالرصاص ...!!
كــــلا …!
لنثق أن الواحد منا أكبر من هذا ...

مهما كانت الجولة هذه المرة ليست لصالحك ..
فثق أن هذه هي طبيعة المعركة : يوم لك .. ويوم عليك .. وتلك الأيام يداولها الله بين الناس ....
فلا ينبغي أن تجزع .. فتقرر الاستسلام .. وهل يريد الشيطان منك إلا ذلك !؟
أنت أكبر من ذلك ..
وتذكر دائما .. أن كل شيء غير الكفر والشرك . هيّن ..
هيّن ويمكن أن يعوضه الإنسان بجرعة صدق وعزم وهمة عالية ، فإذا هو أرفع مما كان ، وأعلى مما يتصور ..
بهمة قوية . وسير صحيح ..وتعلق بالله .
يجد هذا الإنسان نفسه وقد تجاوز ما كان فيه .. بل استطاع أن يسخر ما هو فيه من حالة انكسار : إلى عامل نهوض وإشراق وتألق ..ورفرفة عالية .!!

تذكر دائما وأبدا .. أن ضربات الدهر لا تحابي أحداً ..
حتى صفوة الخلق أعني أنبياء الله تعالى ، نالهم منها ما نالهم .. ولكنهم تلقوها بثبات المؤمن الذي عرف الحقائق ، وأجاد فن التعامل معها ..
فعلى مقدار الثقة بالله ...
وعلى مقدار المعرفة الجيدة بالله ...
وعلى مقدار فهم حقائق الحياة ...
وعلى مقدار قوة التعلق والشوق باليوم الآخر ...
يتلقى المؤمن هذه الضربات __ مهما كانت موجعة __ برباطة جأش ..
لأنه على تمام الثقة أن الله سبحانه لن يضيعه ..
وأن الله سيعوضه العوض الكبير الذي سيفرح به في يوم عصيب ..
وأمثال هؤلاء لا يعرفون شيئا اسمه الرؤية الضبابية للكون ...!!
هذا شيء مضحك بالنسبة لهم . وحين يسمعون إنساناً يردد مثل هذا الكلام ، يتمتمون ، وفي عيونهم تترقرق دموع الشكر لله :
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به كثير من الناس .........!!!

الحديث ذو شجون .. والحال مختلفة الظنون .. وعلى كل حال ..

أوصيك بهذه الجرعات السريعة :
__ الفزع إلى الصلاة ...... نوافل كثيرة منها ( طبعا بعد أداء الفرائض )
__ ( إدمان ) .. أقول :.. إدمان ذكر اله تعالى .. ليلك ونهارك ، وصبحك ومسائك
ولا عليك أن تجعلي شعارك منذ اليوم قول القائل :

والذكرُ أعظمُ بابٍ أنت داخلُهُ **** للـهِ ، فاجعلْ لهُ الأنفاسَ حُرّاسـا

__ كثرة المناجاة لله .. وإطالة النفس فيها .. وإظهار الانكسار خلالها .. وانصباب الدموع معها
فإنها باب عجيب وقريب إلى تحصيل مرضاة الله سبحانه .
__ الصدقة والإنفاق ولو بالقليل مما تجود به نفسك ..
__ الحرص على طلب العلم النافع .. والصحبة الطيبة المعينة على طاعة الله ..

وبالله وحده نستعين .. وعليه نعتمد .. ومنه نستمد المدد والعون

بو عبدالرحمن
11-07-2001, 08:40 PM
-
إن التذكير سبب من أسباب التنوير ..
فإذا استنار القلب ، فقد أبصر ..

وهل كانت مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مجالس تذكير؟!

تذكير بالله سبحانه ..
وتذكير باليوم الآخر ..
وتذكير بالأعمال التي تقرب إلى الله .
وتذكير بالبديهيات ...ونحو هذا ..
من هنا فإننا نذكر بمثل هذه المعاني .. ولن نمل ..
والعجيب الغريب المريب :
أن نجد أناسا أفاضل ما ان تحدثهم ببعض المعاني حتى يبادرونك : هذا نعرفه ..!!!!!!!!!
كأنما يريدون منك شيئا جديدا ، وإلا فعليك أن تصمت !!!!
سبحان الخالق ..
غابت عن هؤلاء الأحبة أبده البديهيات
علينا أن نذكر ولا نمل .. ولا نكل .. ولا نيأس ..
بارك الله في كل جهد مهما قل .. يبتغي به صاحبه وجه الله ..
= =

علو الهمة
11-07-2001, 09:15 PM
أسلوب جميل تستخدمه في طرح الموضوع ؛؛؛؛

جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأستخلص من الموضوع أن السلاح أمام العدو اللدوود هو مصاحبة الذكر والاكثار من النوافل؛؛؛؛أعاننا الله واياكم ؛؛

بو عبدالرحمن
14-07-2001, 03:32 PM
-
الأخت الفاضلة / علو الهمة
.............. رعاك الله وحفظك ورفع قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية .
والتي أسأل الله سبحانه أن ينفعك بها ،
حتى تنفعي بها من ورائك ..

وهكذا الخير ينتشر ..
اشبه بحصاة صغيرة ترمى في صفحة ماء ..
فتبدأ تشكل دوائر تنداح وراء بعضها بسرعة

أنا أحمل الفكرة .. وأنت تتلقينها ..
والأصل الأصيل في دين الله سبحانه أن تبادري
تبادري على الفور بنقلها إلى غيرك ..
وغيرك ينقلها إلى من وراءه
لكن المصيبة الكبرى أن نجعل عقولنا وعاء نصب فيه
المعارف والمعلومات ، ونصر على عدم نقلها حتى نترجمها سلوكا !!!!!!

من قال هذا .....!!؟
هذه وسوسة شيطان ليحول بين الإنسان وطريق الصلاح والإصلاح ..
لا حول ولا قوة إلا بالله
كم لوسوسة الشيطان هذه من صرعى وضحايا ..!!

سبحان الله ..
جزاك الله خير الجزاء .. وبارك الله فيك
ونفعنا الله بك وبدعواتك
-- -

بو عبدالرحمن
18-07-2001, 08:56 AM
-
من أجمل التعقيبات التي وردت على هذا الموضوع ..
تعقيب لأخي القناص حفظه الله .... قال فيه :
- - -
بارك الله فيك
وجزاك الله ألف خير على هذا التشجيع الذي نحن جميعاً بحاجة إليه ..........خاصة من بدأ يحس أنه قد دخل هذه المعركة قريباً .. وكان يعتقد أنه يعيش بسلام .

فعلاً نحتاج لهذا الدعم وهذه الأسلحة للفتك بمن يريد لنا الهلاك والضياع ..........
أسلحتك أخي الحبيب لا رادع لها بإذن الله وخاصة لمن يتدرب عليها ويخلص لها يومياً .

أسأل الله لنا ولك بالتوفيق والصمود لتحقيق الهدف المنشود (( مرضاة الله )) .

مع محبتي ,