mustafa Bekhit
19-07-2003, 04:16 AM
الكاتب يحيي حسن عمر
يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم... بدأ الموسم الصيفي للهجوم علي حق المصريين المشروع والدستوري في الذهاب لزيارة »
بيت الله الحرام ومسجد رسوله
بدعوي أنه يؤثر سلبياً علي الاقتصاد!!!
وتحريض الحكومة لتقييد مرات العمرة والتضييق علي المعتمرين،
ووضحت كيف ان تلك الحملة تتجاهل ايضاً الفوائد التي تعود علي قطاعات واسعة من الشعب في مجالات شتي من مصرللطيران وشركات السياحة وغيرها، وهكذا فإن أي
قرار بتقييد مرات العمرة يتعارض مع الشرع والدستور،
وضرره اقتصادياً أكبرمن نفعه، وان علي الحكومة ان تبحث عن شماعة اخري تعلق عليها فشلها الاقتصادي، فالعمرة لا تأتي إلا بخير، انما الفشل عند أهل الفشل، وصدق الله القائل في كتابه »ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك«.
ولم تكن نبوءة يومها أو رجماً بالغيب عندما قلت ان هؤلاء يبالغون ويبالغون في تقديرات الانفاق ويلقون الكلام علي عواهنه دون اي رصد حقيقي، فتارة يقدرون حجم الانفاق بخمسة مليارات، واحياناً سبعة مليارات، ووصل المزاد في نهاية الموسم الشتوي إلي تسعة مليارات جنيه، بينما المبلغ الحقيقي المنفق خارج مصر لا يمكن ان يزيد في أي احصاء موضوعي علي المليار الواحد،
ويقول ان المصريين ينفقون في العمرة خمسة مليارات دولار!!! أي أكثر من ثلاثين مليار جنيه سنوياً!! وهكذا فتح المزاد الصيفي بثلاثين مليار جنيه!! وإذا عرفنا ان عدد المعتمرين سنوياً يبلغ ستمائة ألف معتمر بمن فيهم الزوجات والاطفال، فإنه يدعي ان كل معتمر علي حده ينفق خمسين الف جنيه!! فإذاكانت أسرة مكونة من اربعة افراد فإنها تنفق مائتي ألف جنيه!!.. اعتقد أن الأرقام تتحدث عن نفسها وتعطينا فكرة عن أي مدي يستخف هؤلاء الناس بعقول والمثير للأسي ان يختص هؤلاء العمرة بحديثهم في الوقت الذي
تمتلئ فيه الصحف بمئات الإعلانات عن الرحلات إلي ... لندن .... وباريس .... وروما... وتركيا ..... وقبرص .... ورودس ... وايطاليا .... وهولندا ... وبلجيكا .... وسويسرا .... والدينمارك .... والسويد .... وغيرها، ولم نسمع ان احدهم قال قيدوا السفر إلي فارنا.... أو نيس، لم نسمع ان أحدهم قال قيدوا السفرإلي أوروبا .... ليكون مرة كل ثلاثة أعوام، .... ولم نسمع ان احدهم قال لنبدأ بترشيد الانفاق السفيه في الحفلات ....والسفريات الترفيهية ..... ثم لننظر بعدها في أمر العمرة، كلا، اعتمر مرة واحدة فقط كل عدة سنوات، اما اسطنبول ... وانطاليا ... فلا بأس عليك... وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا شك عندي ان اصابع الحكومة غير بعيدة عن تلك الحملات، ومما يزيد الطين بلة كما يقولون ان تلك الحملات اثرت علي بعض الفضلاء فسايروها وشاركوا فيها بأقلامهم وهم لا يدرون أنهم يسقطون في فخاخ نصبتها الحكومة بعناية ليقع فيها من يقع من حكماء المجتمع وفضلائه،
الفخ الأول إلقاء تبعة انهيار سعر العملة علي رحلات العمرة فتتبرأ الحكومة من تبعة سقوط العملة، فكأن كل السياسات الحكومية الاقتصادية المتخبطة التي هوت بسعرالعملة المصرية وضعف الأداء الاقتصادي، وعدم القدرة علي زيادة الصادرات، والإسراف الانفاقي، .... والإسراف في الاستدانة ... وما استتبعه من خدمة الدين، وعدم الإخلاص الإداري... ولا أقول الفشل فقط، كل هذا ينفيه البعض ضمناً عن الحكومة بجرة قلم ولو لم يقصد، وأصبحت العمرة هي سبب سقوط العملة!!! وأصبح الناس هم المسئولون!!.
الفخ الثاني وهو الأخطر والمعد لليبراليين بالذات هو المشاركة في الدعوة إلي
(( تقييد حرية المصريين بالمخالفة للدستور ))
والمنطق والقواعد الليبرالية تحت ذريعة الحفاظ علي الاقتصاد، يا لفرحة الحكومة!!، كيف يمكن لأحدهم بعد ذلك ان يطالب باحترام حريات الناس وحقوقهم الدستورية، او ان يعارض الحكومة في أية اجراءات استثنائية أخري، وهو يعلم ان المستبدين لا يعدمون الذرائع لتبرير استبدادهم وتقييدهم للحريات، ولذلك أنا لا أصدق ان أي ليبرالي يمكن ان يشارك في دعوة الحكومة إلي تقييد حرية المصريين في السفر لأداء العمرة.
»الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم« هكذا أخبرنا الله، فمن كان يظن ان العمرة تؤدي إلي فقر المجتمع او اهتزاز الاقتصاد فليراجع إيمانه فقد شك في سعة الله وفضله، من كان يظن ان العمرة تؤدي إلي الفقر فليراجع إيمانه فإن رسول الله قال في الحديث الصحيح الذي اخرجه احمد والترمذي وغيرهما »تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد«، فهي دعوة صريحة إلي الإكثار من الحج والعمرة، ووعد من الله بعدم الفقر لمن يتابع بينهما، ولا أشك أن هذا الوعد ينصرف ايضاً إلي المجتمع ككل إن آمن وصدق بحديث نبيه، من كان يظن ان العمرة تؤدي إلي الفقر فقد اساء الظن في الكريم، فإن الكريم لا يخزي ضيفه ابداً ولا يفقره بل يكثر له زاده،فلا تبحثوا عن الفقر وأسبابه عند بيت الله، ابحثوا عنه بعيداً، في الحانات المفتوحة والملاهي ابحثوا عن في مظاهر البعد عنه منهج الله في التشريعات والمعاملات وغيرها من مناحي الحياة.. »ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً« ابحثوا عن الفقر وأسبابه عند الذين افقروا مصر ونهبوها وتراجعوا بمكانتها في العالم، ويريدون ان يجعلوه علينا فقراً في الآخرة أيضاً.
يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم... بدأ الموسم الصيفي للهجوم علي حق المصريين المشروع والدستوري في الذهاب لزيارة »
بيت الله الحرام ومسجد رسوله
بدعوي أنه يؤثر سلبياً علي الاقتصاد!!!
وتحريض الحكومة لتقييد مرات العمرة والتضييق علي المعتمرين،
ووضحت كيف ان تلك الحملة تتجاهل ايضاً الفوائد التي تعود علي قطاعات واسعة من الشعب في مجالات شتي من مصرللطيران وشركات السياحة وغيرها، وهكذا فإن أي
قرار بتقييد مرات العمرة يتعارض مع الشرع والدستور،
وضرره اقتصادياً أكبرمن نفعه، وان علي الحكومة ان تبحث عن شماعة اخري تعلق عليها فشلها الاقتصادي، فالعمرة لا تأتي إلا بخير، انما الفشل عند أهل الفشل، وصدق الله القائل في كتابه »ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك«.
ولم تكن نبوءة يومها أو رجماً بالغيب عندما قلت ان هؤلاء يبالغون ويبالغون في تقديرات الانفاق ويلقون الكلام علي عواهنه دون اي رصد حقيقي، فتارة يقدرون حجم الانفاق بخمسة مليارات، واحياناً سبعة مليارات، ووصل المزاد في نهاية الموسم الشتوي إلي تسعة مليارات جنيه، بينما المبلغ الحقيقي المنفق خارج مصر لا يمكن ان يزيد في أي احصاء موضوعي علي المليار الواحد،
ويقول ان المصريين ينفقون في العمرة خمسة مليارات دولار!!! أي أكثر من ثلاثين مليار جنيه سنوياً!! وهكذا فتح المزاد الصيفي بثلاثين مليار جنيه!! وإذا عرفنا ان عدد المعتمرين سنوياً يبلغ ستمائة ألف معتمر بمن فيهم الزوجات والاطفال، فإنه يدعي ان كل معتمر علي حده ينفق خمسين الف جنيه!! فإذاكانت أسرة مكونة من اربعة افراد فإنها تنفق مائتي ألف جنيه!!.. اعتقد أن الأرقام تتحدث عن نفسها وتعطينا فكرة عن أي مدي يستخف هؤلاء الناس بعقول والمثير للأسي ان يختص هؤلاء العمرة بحديثهم في الوقت الذي
تمتلئ فيه الصحف بمئات الإعلانات عن الرحلات إلي ... لندن .... وباريس .... وروما... وتركيا ..... وقبرص .... ورودس ... وايطاليا .... وهولندا ... وبلجيكا .... وسويسرا .... والدينمارك .... والسويد .... وغيرها، ولم نسمع ان احدهم قال قيدوا السفر إلي فارنا.... أو نيس، لم نسمع ان أحدهم قال قيدوا السفرإلي أوروبا .... ليكون مرة كل ثلاثة أعوام، .... ولم نسمع ان احدهم قال لنبدأ بترشيد الانفاق السفيه في الحفلات ....والسفريات الترفيهية ..... ثم لننظر بعدها في أمر العمرة، كلا، اعتمر مرة واحدة فقط كل عدة سنوات، اما اسطنبول ... وانطاليا ... فلا بأس عليك... وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا شك عندي ان اصابع الحكومة غير بعيدة عن تلك الحملات، ومما يزيد الطين بلة كما يقولون ان تلك الحملات اثرت علي بعض الفضلاء فسايروها وشاركوا فيها بأقلامهم وهم لا يدرون أنهم يسقطون في فخاخ نصبتها الحكومة بعناية ليقع فيها من يقع من حكماء المجتمع وفضلائه،
الفخ الأول إلقاء تبعة انهيار سعر العملة علي رحلات العمرة فتتبرأ الحكومة من تبعة سقوط العملة، فكأن كل السياسات الحكومية الاقتصادية المتخبطة التي هوت بسعرالعملة المصرية وضعف الأداء الاقتصادي، وعدم القدرة علي زيادة الصادرات، والإسراف الانفاقي، .... والإسراف في الاستدانة ... وما استتبعه من خدمة الدين، وعدم الإخلاص الإداري... ولا أقول الفشل فقط، كل هذا ينفيه البعض ضمناً عن الحكومة بجرة قلم ولو لم يقصد، وأصبحت العمرة هي سبب سقوط العملة!!! وأصبح الناس هم المسئولون!!.
الفخ الثاني وهو الأخطر والمعد لليبراليين بالذات هو المشاركة في الدعوة إلي
(( تقييد حرية المصريين بالمخالفة للدستور ))
والمنطق والقواعد الليبرالية تحت ذريعة الحفاظ علي الاقتصاد، يا لفرحة الحكومة!!، كيف يمكن لأحدهم بعد ذلك ان يطالب باحترام حريات الناس وحقوقهم الدستورية، او ان يعارض الحكومة في أية اجراءات استثنائية أخري، وهو يعلم ان المستبدين لا يعدمون الذرائع لتبرير استبدادهم وتقييدهم للحريات، ولذلك أنا لا أصدق ان أي ليبرالي يمكن ان يشارك في دعوة الحكومة إلي تقييد حرية المصريين في السفر لأداء العمرة.
»الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم« هكذا أخبرنا الله، فمن كان يظن ان العمرة تؤدي إلي فقر المجتمع او اهتزاز الاقتصاد فليراجع إيمانه فقد شك في سعة الله وفضله، من كان يظن ان العمرة تؤدي إلي الفقر فليراجع إيمانه فإن رسول الله قال في الحديث الصحيح الذي اخرجه احمد والترمذي وغيرهما »تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد«، فهي دعوة صريحة إلي الإكثار من الحج والعمرة، ووعد من الله بعدم الفقر لمن يتابع بينهما، ولا أشك أن هذا الوعد ينصرف ايضاً إلي المجتمع ككل إن آمن وصدق بحديث نبيه، من كان يظن ان العمرة تؤدي إلي الفقر فقد اساء الظن في الكريم، فإن الكريم لا يخزي ضيفه ابداً ولا يفقره بل يكثر له زاده،فلا تبحثوا عن الفقر وأسبابه عند بيت الله، ابحثوا عنه بعيداً، في الحانات المفتوحة والملاهي ابحثوا عن في مظاهر البعد عنه منهج الله في التشريعات والمعاملات وغيرها من مناحي الحياة.. »ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً« ابحثوا عن الفقر وأسبابه عند الذين افقروا مصر ونهبوها وتراجعوا بمكانتها في العالم، ويريدون ان يجعلوه علينا فقراً في الآخرة أيضاً.