أحبها
20-12-2001, 12:32 AM
لقد سبق في تاريخ .. 14-12-2001 12:49 أن ذكرت مثل ذلك في تعقيب لي على مقال للكريم (الشاطر حسن ) .. على الرابط
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=122963
والآن نجد أن حركة الإصلاح أدلت بتحليلات عن أحاث 11 سبتمبر
وحقيقة الشريط من عدمه المنسوب للشيخ أسامة بن لادن
وهذا على الرابط .. بتاريخ 19/12/2001م
[الاخ احبها أهلا وسهلا بك لقد تم مسح الرابط بعد اذنك - اخوك المشرف 777 ]
وإليكم .. بعض ماجاء في تحليل حركة الإصلاح ..
((حقيقة الشريط واستراتيجية بن لادن
لم يكد الشريط يعرض حتى سارع الناس بنقاش قضية واحدة فقط هي هل هذا الشريط حقيقي أو مزور. ونحن في الحركة نعتقد ان النقاش حول كون الشريط مزور او حقيقي وحصر القضية كلها في ذلك اختزال وتسطيح غير مبرر للقضية. وقد لاحظنا من خلال رصد تعليقات الجمهور على هذا الشريط وجود ما نعتبره نحن مظاهر خلل منهجي وفكري عند الكثير بمن فيهم من يصنفون إسلاميين. ونعتقد أن حل هذه المشكلة ليس في الحكم على الشريط بكونه مزورا أو حقيقيا بل بمرحلة أعلى من ذلك تؤدي إلى أن هذا التساؤل لا يرد على الخاطر أصلا. وليس أبلغ في توضيح المسألة من استعراض استراتيجية بن لادن التي رصدتها الحركة وتمكنت من التعرف عليها.
ابتداء ينبغي التأكيد على أن بن لادن كان واضحا في عداءه للأمريكان منذ أيام الحرب الأفغانية الأولى حتى حينما كان هناك تقاطع في المصالح. بعد أزمة الخليج ودخول القوات الأمريكية لجزيرة العرب تحول عداء بن لادن لأمريكا لمشروع مواجهة كونه رأى أنه لن يكون صادقا مع نفسه إن حارب الروس من أجل احتلالهم لبلد مسلم وسكت عن احتلال الأمريكان لبلده المقدس الذي له حرمة خاصة. ربما لم تكن لدى بن لادن في تلك المرحلة خطة واضحة بعيدة المدى كما حصل بعد ذلك في مواجهة شاملة مع أمريكا لكن كان واضحا لدى بن لادن اعتبار أمريكا مشكلة مركزية في حصار الإسلام والحرب على الإسلام والتضييق على الدعاة بالتعاون مع الحكومات التي تمثلها في المنطقة فضلا عن إسرائيل.
في المرحلة الأولى من مواجتهه والتي كانت ما بين سنة 1991 وسنة 1996 تمكن بن لادن من التأثير بشكل أو بآخر على مجموعات استطاعت إيذاء أمريكا حتى لو لم تكن تصرفت بتخطيط مباشر منه. ويندرج على ذلك ما حصل في الصومال وعدن والرياض والخبر وربما في أماكن أخرى. ولم يصاحب هذه الأحداث بيانات ولا ظهور إعلامي متميز يجيش الناس ضد الأمريكان.
في المرحلة الثانية قرر بن لادن أن تكون مواجهته مكشوفة ومعلنة ببيانات وتصريحات ونشاط إعلامي موجه لهذا المشروع. وفعلا أصدر بن لادن في نهاية سنة 1996 بيانا تبني فيه مشروع إخراج الكفار من جزيرة العرب وساق في البيان الدوافع الشرعية والمنطقية لهذا القرار وعرضها بصيغة إعلان جهاد من أجل ذلك. لكن بيانه هذا لم يحظ بتغطية جيدة وتجاهلته السلطات الأمريكية عمدا لأنه يدعو لأمر يعتبره الكثير منطقيا حتى بالقيم الوطنية العالمية. وغرض الأمريكان من تجاهل خطاب بن لادن هو اعتقاد الإدارة الأمريكية أن الشعب الأمريكي قد يتعاطف مع مطلب كهذا ومن الأولى عدم الرد عليه. وبسبب هذا التجاهل لم تشكل تلك المرحلة نشاطا كبيرا أو حضورا هائلا لشخصية بن لادن ولا لبرنامجه ضد أمريكا. وقد سبب هذا الحضور المحدود شعورا بضرورة تغيير الاستراتيجية تغييرا جوهريا للانتقال للمرحة الثالثة التي تعتبر من أخطر المراحل.
المرحلة الثالثة بنيت على فلسفة خطيرة وفهم عميق للشخصية الأمريكية وميكانيكية القرار الأمريكي. ويقال بإن الشيخ بن لادن توصل إليها بعد تشاور مع من التحق به في نهايات سنة 1997 ممن لديهم خبرة ومعرفة أكثر بالشخصية والعقلية الامريكية. كانت مراجعة التجربة السابقة قد بينت أن بن لادن مهما أوتي من قدرات إعلامية وسياسية فلن يستطيع أن يواجه الآلة الإعلامية والسياسية الأمريكية الجبارة ومن يخدمها من حكام العرب وأجهزتهم الإعلامية والسياسية. وإذا اعتمد بن لادن على بيان مطبوع أو جهاز فاكس أو أمل بأن تهتم به وسائل الإعلام لتغطي مشروع إخراج القوات الأمريكية من جزيرة العرب فلن يحصل إلا شيء محدود من ذلك. ولهذا كانت الحيلة العبقرية التي غيرت كفتي الميزان تماما هي توظيف قدرات الخصم ضده تماما وذلك من خلال فهم عقليته وشخصيته وطريقته في القرار ومن ثم التلاعب به وتشغيله لخدمة المشروع.
كانت الفكرة الأساسية في هذه الفلسفة أن الأمريكان رغم التطور الكبير تكنولوجيا يعانون من "متلازمة الكاوبوي" وهي التصرف برد الفعل المباشر باستخدام القوة وتهويل رد الفعل هذا بكافة الوسائل. ولكن الأمريكان لا يمكن أن يتعاملوا بطريقة الكاوبوي إلا عندما يكون الكيان الأمريكي أو الشعب الأمريكي مستهدفا وهذا لا ينطبق عليه مجرد طلب إخراجهم من بلاد الحرمين. ولهذا السبب يقال أن بن لادن توصل إلى قناعة مفادها أنه ما لم يكن خطابه متضمنا مواجهة شاملة مع الأمريكان مع عمليات تتجاوز قضية إخراجهم من جزيرة العرب فإن هذه الحيلة لن تنجح. ولهذا السبب أعلن بن لادن تشكيل الجبهة العالمية ضد الأمريكان والتي تأسست في فبراير 1998 ثم تلا ذلك عمليات نيروبي ودار السلام.
صدقت تخطيطات بن لادن ومستشاريه فقد تصرف الأمريكان في رد فعلهم على الحادثين كما لو كانوا شركة علاقات عامة لابن لادن. كانت ردة الفعل الأولى على الحادثين هي الإعتراف من قبل أكبر شخص في أمريكا وهو الرئيس بأن بن لادن خصم حقيقي لأمريكا وأنه آذى أمريكا إلى درجة أنه وجه أوامره بتشغيل الآلة العسكرية الأمريكية للرد عليه. ثم تلا ذلك كمية هائلة من التعليقات الإعلامية والكتابات والتصريحات الرسمية التي تتحدث عن خطورة بن لادن على أمريكا وكيف أن أمريكا سخرت أجهزتها الأمنية والسياسية والإعلامية للتعامل مع مشكلة بن لادن والقاعدة. ولم يكد يمر شهر أو شهران منذ ذلك التاريخ حتى تفاجئنا الجهات الأمريكية بوجود تهديد على المصالح الأمريكية في العالم. الذي حصل بعد ذلك أن هذه الحملة الأمريكية التي يظن الأمريكان أنها تخدم أمنهم ضد بن لادن تحولت بقصد وتخطيط من بن لادن إلى حملة توظيف لمجندين لمشروع بن لادن. لماذا؟ لما ذكرناه سابقا من أن الناس ممتلئين حنقا وبغضا لأمريكا وآيسين من القيادات العربية والإسلامية وينتظرون الرمز صاحب السجل النظيف الذي يستطيع أن يقف ندا حقيقيا مؤلما ومؤذيا للأمريكان وقد تحقق كل ذلك في بن لادن. ولم يكن الأمر مجرد شهرة وكاريزمية لشخصية بن لادن بل كان تجنيدا حقيقيا لعدد كبير من المجاهدين سافروا بأنفسهم للالتحاق بابن لادن في أفغانستان. وفي حين كان لا يزيد عدد من يذهب لابن لادن قبل نهايات سنة 1998 عن بضعة أشخاص في الشهر أصبح يصل له ما يزيد عن مئات كل شهر يقطعون كل هذه المفاوز والمخاطر لأجل أن يشاركوا في مشروع بن لادن بعد أن اقتنعوا قناعة كاملة أنه المشروع الأمل في مواجهة أكبر مؤسسة طغيان في العالم.
بعد نجاح هذه المرحلةحصل ما يصفه منظروا تلك الخطة بأنه تجنيد العدد الكافي من المجاهدين والاستشهاديين وبناء رأي عام إسلامي وعربي عارم لصالح بن لادن وضد أمريكا كان لا بد –طبقا لتنظيرهم- من الانتقال للمرحلة التالية. أريد للمرحلة التالية أن يحصل فيها تجييش كل العالم الإسلامي ضد أمريكا ودفع المسلمين بالقوة للشعور بهويتهم الدينية من خلال وضعهم في مواجهة مع قوى الكفر والاستكبار العالمي بطريقة تظهر فيها المواجهة كأنها مواجهة إسلام وكفر. ومن خلال تلك التجربة سيتم ما يعتبرونه اختصار مراحل تاريخية كثيرة في رص المسلمين بشكل إجباري لصفوفهم والتفافهم حول راية دينية لا وطنية ولا قومية. ومن أجل تنفيذ هذا المشروع يقال بأن المنظرين حددوا هدفين أساسيين، أولا تحطيم هيبة أمريكا وإثبات أن أمريكا مهما بلغت من القوة فيمكن إهانة كبريائها دون استخدام سلاح ولا صواريخ عابرة للقارات ولا أشعة ليزر بل فقط بإرادة وإيمان وعزيمة وإصرار. الهدف الثاني استدراج الأمريكان لرد فعل كوني عارم وشامل يظهرون فيه رغما عنهم كما لو كانوا يحاربون الإسلام فيصبحو مرة أخرى أداة تخدم المشروع في تنفيذ ما ذكر أعلاه. وما دامت متلازمة الكاوبوي لا تزال الصفة السائدة عند الأمريكان فلن يصعب تسخيرهم لخدمة هذا المشروع.
وإن صح ما ينقل عن هؤلاء المنظرين فالفكرة كانت أن تكون الضربة التالية في قلب أمريكا بل في أهم رموزها التي تمثل قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية حتى تحقق فعلا ضرب الهيبة وتحطيم الكبرياء. ووقع الاختيار على الرمز العسكري وهو البنتاجون والرمز الاقتصادي وهو مركز التجارة العالمية والرمز السياسي وهو الكونجرس ويقال البيت الأبيض. وتقرر أن تكون الوسيلة طريقة تعتمد على الذكاء والاتقان في الأداء لا على الإمكانيات المادية. بمعنى أن تعتمد على قدرات بشرية في الشجاعة ورباطة الجأش والانضباط والإقدام والاتقان لا على سلاح ولا أجهزة متطورة أو ماشابهها لأن أي وسيلة تدخل فيها أجهزة أو معدات يسهل كشفها. وكانت الفكرة أن الإدارة الأمريكية ستصاب بحالة من الصدمة والرعب بعد الحادث كونها لم تستعد له ولم تكتشف أي شيء منه وكونه في قلب أمريكا وضرب لصروحها العظيمة. بعد هذه الصدمة والرعب ستعود متلازمة الكاوبوي وسيتغلب رد الفعل بالانتقام والرد العسكري على التفكير والتخطيط ويتغلب القرار المعتمد على الغضب على فهم الحدث ووضعه في إطاره ومن ثم يضطر الأمريكان لرد هائل يحقق تطلعات من نظّر لهذه العملية. وفعلا ضربت هذه الرموز واهتزت أمريكا وهيبة أمريكا واختبأ الرئيس وعاشت الحكومة الأمريكية رعبا وتشتتا برهة من الزمن قبل أن تستعيد أنفاسها وتقرر الانتقام. كانت حملة الانتقام الأمريكي لاستعادة الهيبة أكثر مما خطط له من قبل منظروا المشروع، فقد تبرع الرئيس بوش بخطابات وتصرفات وقرارات أكدت لكل مسلم أن بن لادن خصم خطير جدا كون أمريكا لم تتمكن أن تقف أمامه وحدها فاستغاثت بالعالم كله لنجدتها. كماأكدت تلك التصريحات والتصرفات والقرارات بما لا يدع مجالا للشك للعقل والإدراك المسلم أن هذه الحملة ليست ضد الإرهاب بل هي ضد الإسلام والمسلمين.
لكن الأمريكان يؤكدون مرة أخرى أنهم فعلا يعانون من متلازمة الكاوبوي حيث لم يسعفهم تفكيرهم أن المنطق البسيط يدل على أن الذي نظّر لهذا المشروع لاستدراجهم وتشغيلهم لصالح برنامجه ونفذ هذه العملية باتقان يكون قطعا قد أعد لمرحلة تالية تناسب ردود الفعل الأمريكية. بينما يواجههم بن لادن بنفسية باردة واسترخاء ينتظرهم أن يغوصوا لأعماقهم في الحملة التي شنوها وينكشف العالم كله معهم بما فيه حكام العرب ثم يفاجئهم بالخطوات التالية.
ومع أن الماضي والمنطق أثبت صحة هذا الكلام لكن لا ندري إن كان بن لادن قد حسب الخطوات التالية بدقة هذه المرة وهل كان قسمه الذي أقسم به بعد بداية الحرب دليلا على شيء من ذلك؟ غير أن المحيطين بابن لادن يقولون إنه حتى لو لم يحصل شيء الآن وحتى لو قضي على بن لادن والقاعدة والطالبان فإن المشروع قد حقق نجاحا كبيرا بمقاييسهم كون الذي حصل هو نقلة تاريخية للأمة من اللامبالاة إلى الجدية ومن عدم الانتماء إلى الهوية الإسلامية القوية ومن تعظيم أمريكا إلى القناعة بأنها بلد مكشوف نجح بضعة عشر شابا يافعا بتحطيم رموزه الكبرى مستخدمين مقصات الأظافر. ويضيف هؤلاء أنه مع هذه البيئة الجديدة فلن تكون الأمة بحاجة لابن لادن لأن أي شخص لديه القدرات القيادية المناسبة سيجد أن تجنيد الناس أسهل بكثير من السابق بعد هذه التغييرات النفسية الهائلة في المجتمعات العربية والإسلامية.
وعودا على بدء نرجو أن في هذا الكلام فائدة لمن يعانون من متلازمة الهزيمة الحضارية ويشعرون بأن المسلم والعربي بالذات عاجز بالضرورة عن تنفيذ عمل معقد متقن مثل هذا. ويفترض أن هذا العرض اثبت أن ما استعظمه هؤلاء من عملية معقدة ومتقنة ليس إلا حلقة من استراتيجية طويلة وعميقة في نظرنا هي أصعب على العقل من مجرد التخطيط لعملية من جنس عملية 11 سبتمبر )) أ.هــــ
وتجد أخي الكريم .. وأختي الكريمة .. كل ماذكرته مسبقاً عن وجهة نظر حركة الإصلاح ..عن الشريط المنسوب للشيخ أسامة .. وافقه مانقلته هنا .. عن الحركة ..
وللجميع تحياتي .. وللكريم ( الشاطر حسن ) .. أجمل التهاني ..
.. ( أحبها ) ..
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=122963
والآن نجد أن حركة الإصلاح أدلت بتحليلات عن أحاث 11 سبتمبر
وحقيقة الشريط من عدمه المنسوب للشيخ أسامة بن لادن
وهذا على الرابط .. بتاريخ 19/12/2001م
[الاخ احبها أهلا وسهلا بك لقد تم مسح الرابط بعد اذنك - اخوك المشرف 777 ]
وإليكم .. بعض ماجاء في تحليل حركة الإصلاح ..
((حقيقة الشريط واستراتيجية بن لادن
لم يكد الشريط يعرض حتى سارع الناس بنقاش قضية واحدة فقط هي هل هذا الشريط حقيقي أو مزور. ونحن في الحركة نعتقد ان النقاش حول كون الشريط مزور او حقيقي وحصر القضية كلها في ذلك اختزال وتسطيح غير مبرر للقضية. وقد لاحظنا من خلال رصد تعليقات الجمهور على هذا الشريط وجود ما نعتبره نحن مظاهر خلل منهجي وفكري عند الكثير بمن فيهم من يصنفون إسلاميين. ونعتقد أن حل هذه المشكلة ليس في الحكم على الشريط بكونه مزورا أو حقيقيا بل بمرحلة أعلى من ذلك تؤدي إلى أن هذا التساؤل لا يرد على الخاطر أصلا. وليس أبلغ في توضيح المسألة من استعراض استراتيجية بن لادن التي رصدتها الحركة وتمكنت من التعرف عليها.
ابتداء ينبغي التأكيد على أن بن لادن كان واضحا في عداءه للأمريكان منذ أيام الحرب الأفغانية الأولى حتى حينما كان هناك تقاطع في المصالح. بعد أزمة الخليج ودخول القوات الأمريكية لجزيرة العرب تحول عداء بن لادن لأمريكا لمشروع مواجهة كونه رأى أنه لن يكون صادقا مع نفسه إن حارب الروس من أجل احتلالهم لبلد مسلم وسكت عن احتلال الأمريكان لبلده المقدس الذي له حرمة خاصة. ربما لم تكن لدى بن لادن في تلك المرحلة خطة واضحة بعيدة المدى كما حصل بعد ذلك في مواجهة شاملة مع أمريكا لكن كان واضحا لدى بن لادن اعتبار أمريكا مشكلة مركزية في حصار الإسلام والحرب على الإسلام والتضييق على الدعاة بالتعاون مع الحكومات التي تمثلها في المنطقة فضلا عن إسرائيل.
في المرحلة الأولى من مواجتهه والتي كانت ما بين سنة 1991 وسنة 1996 تمكن بن لادن من التأثير بشكل أو بآخر على مجموعات استطاعت إيذاء أمريكا حتى لو لم تكن تصرفت بتخطيط مباشر منه. ويندرج على ذلك ما حصل في الصومال وعدن والرياض والخبر وربما في أماكن أخرى. ولم يصاحب هذه الأحداث بيانات ولا ظهور إعلامي متميز يجيش الناس ضد الأمريكان.
في المرحلة الثانية قرر بن لادن أن تكون مواجهته مكشوفة ومعلنة ببيانات وتصريحات ونشاط إعلامي موجه لهذا المشروع. وفعلا أصدر بن لادن في نهاية سنة 1996 بيانا تبني فيه مشروع إخراج الكفار من جزيرة العرب وساق في البيان الدوافع الشرعية والمنطقية لهذا القرار وعرضها بصيغة إعلان جهاد من أجل ذلك. لكن بيانه هذا لم يحظ بتغطية جيدة وتجاهلته السلطات الأمريكية عمدا لأنه يدعو لأمر يعتبره الكثير منطقيا حتى بالقيم الوطنية العالمية. وغرض الأمريكان من تجاهل خطاب بن لادن هو اعتقاد الإدارة الأمريكية أن الشعب الأمريكي قد يتعاطف مع مطلب كهذا ومن الأولى عدم الرد عليه. وبسبب هذا التجاهل لم تشكل تلك المرحلة نشاطا كبيرا أو حضورا هائلا لشخصية بن لادن ولا لبرنامجه ضد أمريكا. وقد سبب هذا الحضور المحدود شعورا بضرورة تغيير الاستراتيجية تغييرا جوهريا للانتقال للمرحة الثالثة التي تعتبر من أخطر المراحل.
المرحلة الثالثة بنيت على فلسفة خطيرة وفهم عميق للشخصية الأمريكية وميكانيكية القرار الأمريكي. ويقال بإن الشيخ بن لادن توصل إليها بعد تشاور مع من التحق به في نهايات سنة 1997 ممن لديهم خبرة ومعرفة أكثر بالشخصية والعقلية الامريكية. كانت مراجعة التجربة السابقة قد بينت أن بن لادن مهما أوتي من قدرات إعلامية وسياسية فلن يستطيع أن يواجه الآلة الإعلامية والسياسية الأمريكية الجبارة ومن يخدمها من حكام العرب وأجهزتهم الإعلامية والسياسية. وإذا اعتمد بن لادن على بيان مطبوع أو جهاز فاكس أو أمل بأن تهتم به وسائل الإعلام لتغطي مشروع إخراج القوات الأمريكية من جزيرة العرب فلن يحصل إلا شيء محدود من ذلك. ولهذا كانت الحيلة العبقرية التي غيرت كفتي الميزان تماما هي توظيف قدرات الخصم ضده تماما وذلك من خلال فهم عقليته وشخصيته وطريقته في القرار ومن ثم التلاعب به وتشغيله لخدمة المشروع.
كانت الفكرة الأساسية في هذه الفلسفة أن الأمريكان رغم التطور الكبير تكنولوجيا يعانون من "متلازمة الكاوبوي" وهي التصرف برد الفعل المباشر باستخدام القوة وتهويل رد الفعل هذا بكافة الوسائل. ولكن الأمريكان لا يمكن أن يتعاملوا بطريقة الكاوبوي إلا عندما يكون الكيان الأمريكي أو الشعب الأمريكي مستهدفا وهذا لا ينطبق عليه مجرد طلب إخراجهم من بلاد الحرمين. ولهذا السبب يقال أن بن لادن توصل إلى قناعة مفادها أنه ما لم يكن خطابه متضمنا مواجهة شاملة مع الأمريكان مع عمليات تتجاوز قضية إخراجهم من جزيرة العرب فإن هذه الحيلة لن تنجح. ولهذا السبب أعلن بن لادن تشكيل الجبهة العالمية ضد الأمريكان والتي تأسست في فبراير 1998 ثم تلا ذلك عمليات نيروبي ودار السلام.
صدقت تخطيطات بن لادن ومستشاريه فقد تصرف الأمريكان في رد فعلهم على الحادثين كما لو كانوا شركة علاقات عامة لابن لادن. كانت ردة الفعل الأولى على الحادثين هي الإعتراف من قبل أكبر شخص في أمريكا وهو الرئيس بأن بن لادن خصم حقيقي لأمريكا وأنه آذى أمريكا إلى درجة أنه وجه أوامره بتشغيل الآلة العسكرية الأمريكية للرد عليه. ثم تلا ذلك كمية هائلة من التعليقات الإعلامية والكتابات والتصريحات الرسمية التي تتحدث عن خطورة بن لادن على أمريكا وكيف أن أمريكا سخرت أجهزتها الأمنية والسياسية والإعلامية للتعامل مع مشكلة بن لادن والقاعدة. ولم يكد يمر شهر أو شهران منذ ذلك التاريخ حتى تفاجئنا الجهات الأمريكية بوجود تهديد على المصالح الأمريكية في العالم. الذي حصل بعد ذلك أن هذه الحملة الأمريكية التي يظن الأمريكان أنها تخدم أمنهم ضد بن لادن تحولت بقصد وتخطيط من بن لادن إلى حملة توظيف لمجندين لمشروع بن لادن. لماذا؟ لما ذكرناه سابقا من أن الناس ممتلئين حنقا وبغضا لأمريكا وآيسين من القيادات العربية والإسلامية وينتظرون الرمز صاحب السجل النظيف الذي يستطيع أن يقف ندا حقيقيا مؤلما ومؤذيا للأمريكان وقد تحقق كل ذلك في بن لادن. ولم يكن الأمر مجرد شهرة وكاريزمية لشخصية بن لادن بل كان تجنيدا حقيقيا لعدد كبير من المجاهدين سافروا بأنفسهم للالتحاق بابن لادن في أفغانستان. وفي حين كان لا يزيد عدد من يذهب لابن لادن قبل نهايات سنة 1998 عن بضعة أشخاص في الشهر أصبح يصل له ما يزيد عن مئات كل شهر يقطعون كل هذه المفاوز والمخاطر لأجل أن يشاركوا في مشروع بن لادن بعد أن اقتنعوا قناعة كاملة أنه المشروع الأمل في مواجهة أكبر مؤسسة طغيان في العالم.
بعد نجاح هذه المرحلةحصل ما يصفه منظروا تلك الخطة بأنه تجنيد العدد الكافي من المجاهدين والاستشهاديين وبناء رأي عام إسلامي وعربي عارم لصالح بن لادن وضد أمريكا كان لا بد –طبقا لتنظيرهم- من الانتقال للمرحلة التالية. أريد للمرحلة التالية أن يحصل فيها تجييش كل العالم الإسلامي ضد أمريكا ودفع المسلمين بالقوة للشعور بهويتهم الدينية من خلال وضعهم في مواجهة مع قوى الكفر والاستكبار العالمي بطريقة تظهر فيها المواجهة كأنها مواجهة إسلام وكفر. ومن خلال تلك التجربة سيتم ما يعتبرونه اختصار مراحل تاريخية كثيرة في رص المسلمين بشكل إجباري لصفوفهم والتفافهم حول راية دينية لا وطنية ولا قومية. ومن أجل تنفيذ هذا المشروع يقال بأن المنظرين حددوا هدفين أساسيين، أولا تحطيم هيبة أمريكا وإثبات أن أمريكا مهما بلغت من القوة فيمكن إهانة كبريائها دون استخدام سلاح ولا صواريخ عابرة للقارات ولا أشعة ليزر بل فقط بإرادة وإيمان وعزيمة وإصرار. الهدف الثاني استدراج الأمريكان لرد فعل كوني عارم وشامل يظهرون فيه رغما عنهم كما لو كانوا يحاربون الإسلام فيصبحو مرة أخرى أداة تخدم المشروع في تنفيذ ما ذكر أعلاه. وما دامت متلازمة الكاوبوي لا تزال الصفة السائدة عند الأمريكان فلن يصعب تسخيرهم لخدمة هذا المشروع.
وإن صح ما ينقل عن هؤلاء المنظرين فالفكرة كانت أن تكون الضربة التالية في قلب أمريكا بل في أهم رموزها التي تمثل قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية حتى تحقق فعلا ضرب الهيبة وتحطيم الكبرياء. ووقع الاختيار على الرمز العسكري وهو البنتاجون والرمز الاقتصادي وهو مركز التجارة العالمية والرمز السياسي وهو الكونجرس ويقال البيت الأبيض. وتقرر أن تكون الوسيلة طريقة تعتمد على الذكاء والاتقان في الأداء لا على الإمكانيات المادية. بمعنى أن تعتمد على قدرات بشرية في الشجاعة ورباطة الجأش والانضباط والإقدام والاتقان لا على سلاح ولا أجهزة متطورة أو ماشابهها لأن أي وسيلة تدخل فيها أجهزة أو معدات يسهل كشفها. وكانت الفكرة أن الإدارة الأمريكية ستصاب بحالة من الصدمة والرعب بعد الحادث كونها لم تستعد له ولم تكتشف أي شيء منه وكونه في قلب أمريكا وضرب لصروحها العظيمة. بعد هذه الصدمة والرعب ستعود متلازمة الكاوبوي وسيتغلب رد الفعل بالانتقام والرد العسكري على التفكير والتخطيط ويتغلب القرار المعتمد على الغضب على فهم الحدث ووضعه في إطاره ومن ثم يضطر الأمريكان لرد هائل يحقق تطلعات من نظّر لهذه العملية. وفعلا ضربت هذه الرموز واهتزت أمريكا وهيبة أمريكا واختبأ الرئيس وعاشت الحكومة الأمريكية رعبا وتشتتا برهة من الزمن قبل أن تستعيد أنفاسها وتقرر الانتقام. كانت حملة الانتقام الأمريكي لاستعادة الهيبة أكثر مما خطط له من قبل منظروا المشروع، فقد تبرع الرئيس بوش بخطابات وتصرفات وقرارات أكدت لكل مسلم أن بن لادن خصم خطير جدا كون أمريكا لم تتمكن أن تقف أمامه وحدها فاستغاثت بالعالم كله لنجدتها. كماأكدت تلك التصريحات والتصرفات والقرارات بما لا يدع مجالا للشك للعقل والإدراك المسلم أن هذه الحملة ليست ضد الإرهاب بل هي ضد الإسلام والمسلمين.
لكن الأمريكان يؤكدون مرة أخرى أنهم فعلا يعانون من متلازمة الكاوبوي حيث لم يسعفهم تفكيرهم أن المنطق البسيط يدل على أن الذي نظّر لهذا المشروع لاستدراجهم وتشغيلهم لصالح برنامجه ونفذ هذه العملية باتقان يكون قطعا قد أعد لمرحلة تالية تناسب ردود الفعل الأمريكية. بينما يواجههم بن لادن بنفسية باردة واسترخاء ينتظرهم أن يغوصوا لأعماقهم في الحملة التي شنوها وينكشف العالم كله معهم بما فيه حكام العرب ثم يفاجئهم بالخطوات التالية.
ومع أن الماضي والمنطق أثبت صحة هذا الكلام لكن لا ندري إن كان بن لادن قد حسب الخطوات التالية بدقة هذه المرة وهل كان قسمه الذي أقسم به بعد بداية الحرب دليلا على شيء من ذلك؟ غير أن المحيطين بابن لادن يقولون إنه حتى لو لم يحصل شيء الآن وحتى لو قضي على بن لادن والقاعدة والطالبان فإن المشروع قد حقق نجاحا كبيرا بمقاييسهم كون الذي حصل هو نقلة تاريخية للأمة من اللامبالاة إلى الجدية ومن عدم الانتماء إلى الهوية الإسلامية القوية ومن تعظيم أمريكا إلى القناعة بأنها بلد مكشوف نجح بضعة عشر شابا يافعا بتحطيم رموزه الكبرى مستخدمين مقصات الأظافر. ويضيف هؤلاء أنه مع هذه البيئة الجديدة فلن تكون الأمة بحاجة لابن لادن لأن أي شخص لديه القدرات القيادية المناسبة سيجد أن تجنيد الناس أسهل بكثير من السابق بعد هذه التغييرات النفسية الهائلة في المجتمعات العربية والإسلامية.
وعودا على بدء نرجو أن في هذا الكلام فائدة لمن يعانون من متلازمة الهزيمة الحضارية ويشعرون بأن المسلم والعربي بالذات عاجز بالضرورة عن تنفيذ عمل معقد متقن مثل هذا. ويفترض أن هذا العرض اثبت أن ما استعظمه هؤلاء من عملية معقدة ومتقنة ليس إلا حلقة من استراتيجية طويلة وعميقة في نظرنا هي أصعب على العقل من مجرد التخطيط لعملية من جنس عملية 11 سبتمبر )) أ.هــــ
وتجد أخي الكريم .. وأختي الكريمة .. كل ماذكرته مسبقاً عن وجهة نظر حركة الإصلاح ..عن الشريط المنسوب للشيخ أسامة .. وافقه مانقلته هنا .. عن الحركة ..
وللجميع تحياتي .. وللكريم ( الشاطر حسن ) .. أجمل التهاني ..
.. ( أحبها ) ..