PDA

View Full Version : أصدقاء امريكا الجدد !!!!!!!!!


حماس
12-10-2001, 05:42 AM
في الوقت الذي أشعلت فيه الولايات المتحدة فتيل حربها ضد ما تعتبره إرهابا بتوجيه أولي ضارباتها ضد مواقع نظام طالبان في أفغانستان، سعت واشنطن إلى تعزيز التحالف الذي تقوده حاليا من خلال إيجاد أصدقاء جدد سواء من داخل أفغانستان أو في بعض الدول الأخرى بمنطقة آسيا الوسطى .
بيد أن الولايات المتحدة نظير إنجاز هذا الهدف تحاول أن تتغاضى عن تاريخ قادة هذه الدول وذلك كما يشير الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقالتين له عن الأصدقاء الجدد للولايات المتحدة في أفغانستان والذي يصفهم من خلال استرجاع تاريخهم بمجموعة من القتلة وقطاع الطرق ذوي الخبرة الطويلة في إرهاب الشعوب، ومن بين قادة تلك الدول ـ حسب ما أورده فيسك ـ رئيس جمهورية إوز باكستان إسلام كاريموف حيث نجحت الولايات المتحدة في نشر قوات لها بأراضي تلك الجمهورية مقابل التغاضي عن السياسات التي يمارسها قادتها والتي تمثل انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان.
ويتناول فيسك أيضا في مقاله اختيار واشنطن للرئيس الروسي بوتين لكي يكون حليفها في الحرب الموجهة ضد أفغانستان نظرا لخبرته الواسعة في أعمال القمع الوحشية التي تعرضت لها الشيشان.

تحالف الشمال
ويشير الكاتب روبرت فيسك إلى أن الولايات المتحدة بدأت تنظر بجدية بالغة إلى التحالف الشمالي المناوئ لطالبان والذي يسيطر على الحدود الشمالية من أفغانستان كحليف رئيسي يمكن الاعتماد عليه بصورة أساسية خلال الحرب التي ستشن للقضاء على طالبان كما أنها على وشك أن تقر وتعترف بذلك التحالف الذي يضم فصائل عرقية تنتمي إلى الطاجيك والأوزباك والهازار.
وتؤكد الصحف الأمريكية وبدون أي سخرية أن ذلك التحالف سيكون بمثابة قوات المشاة التي ستعمل في صف الولايات المتحدة أثناء الحرب التي تشنها على طالبان.
ويقول فيسك في مقاله عن حلفاء الولايات المتحدة في أفغانستان أن المسئولين الأمريكيين الذين يعلمون جيدا السجل الدموي الكامل لعناصر ذلك التحالف يقترحون الآن تكليف أفراده بتقديم المساعدة في مواجهة طالبان وإعادة الديمقراطية إلى أفغانستان.
ويرى أن التحالف الشمالي الذي تسعى حاليا واشنطن للتعاون معه الذي يضم جنرالات وقادة عسكريين وقتلة وقطاع طرق أيضا، لم يكن بالطبع المتورط في أحداث 11 سبتمبر غير أن هناك عناصر من بين أفراد ذلك التحالف قد ارتكبوا جرائم في وطنهم أفغانستان.
ويشير فيسك إلى أنه من بين قادة ذلك التحالف احمد شاه مسعود الذي لقي مصرعه والذي ظلت قيادته لقوات التحالف الشمالي طوال الفترة الماضية بمثابة العقبة الوحيدة أمام طلبان لمد نفوذها.
شاه مسعود الزعيم السابق للمعارضة الافغانية

وقد تكون توقيت عملية اغتيال احمد شاه مسعود قبل أحداث 11 سبتمبر بمثابة عمل مدبر يستهدف إضعاف قوة ذلك التحالف الذي من المفترض أن تنظر إليه الولايات كأحد البدائل المطروحة لتولي السلطة في أفغانستان بعد الإطاحة بـ طالبان.
وهناك عبد الرشيد دستم وهو من القادة الرئيسيين في التحالف الشمالي الذي يمكن ان تتعاون معه واشنطن لمواجهة حركة طالبان على الرغم من قيام رجاله كما يشير روبرت فيسك بارتكاب أعمال نهب وسلب في كابول خلال التسعينات، ومن بين المرشحين أيضا داخل التحالف الشمالي لمساندة القوات الأمريكية في حربها داخل أفغانستان عبد رب الرسول سياف وهو من قبائل البشتون الذي تولى قيادة حزب الوحدة الإسلامي لتحرير أفغانستان غير أن رجاله قاموا باغتيال الأسر الشيعية في إطار سلسلة من عمليات انتهاك حقوق الإنسان التي شهدتها أفغانستان خلال الفترة من العام 1992 حتى العام 1996.
ويشير روبرت فيسك إلى أنه تحت رعاية الولايات المتحدة فقد عقد قادة التحالف الشمالي اجتماعات مع ملك أفغانستان المخلوع محمد ظاهر شاه والذي بدأ ينظر إليه كبديل يمكن أن يملأ فراغ السلطة التي ستعيشه أفغانستان بعد رحيل طالبان والذي سيعتبر رمزا للوحدة الوطنية والذي يمكن أن يتولى مهمة لم شمل جميع الفصائل القبلية في أفغانستان وذلك لانتخاب حكومة انتقالية.
محمد ظاهر شاه ملك افغانستان السابق


روسيا
وفيما يتعلق بالأصدقاء الجدد للولايات المتحدة خارج أفغانستان - يرى روبرت فيسك أن الرئيس الروسي قلاديمير بوتين يعتبر حاليا من أقوى حلفاء الولايات المتحدة في الحرب التي تشنها ضد ما تعتبره إرهابا خاصة وأنه يتمتع بخبرة جيدة في قمع الأعمال الانفصالية.
فهناك أعمال القمع الوحشية التي تعرضت لها جمهورية الشيشان والتي تضمنت الاغتيالات الجماعية للمقاتلين المسلمين حيث يصف فيسك تلك الأعمال بأنها من بنات أفكار بوتين ذلك الضابط السابق في جهاز الاستخبارات الروسي.
وقد نجحت العمليات العسكرية التي قادها بوتين ضد العاصمة الشيشانية جر وزني في تمهيد الطريق أمامه لتولي منصب الرئاسة في روسيا.

اوزباكستان
وقد تمكنت الولايات المتحدة من إيجاد صديق جديد لها في مواجهة "الإرهاب" وهو رئيس جمهورية أوزباكستان إسلام كاريموف الذي تحوى سجون بلاده حاليا على نحو 7 آلاف معتقل سياسي في الوقت الذي يفرض فيه قيودا مشددة على حرية الصحافة.
ويرى أحد نشطاء حقوق الإنسان في أوز باكستان أنه على الرغم من إعلان واشنطن تمسكها بعدم التفريط في قضية الحريات وحقوق الإنسان بجمهورية أوز باكستان إلا أن هناك تغيرا منتظرا في مواقف الإدارة الأمريكية تجاه السياسات الداخلية التي ينتهجها رئيس أوز باكستان خاصة وأنه قد سمح للولايات المتحدة في استخدام المجال الجوي لبلاده في العمليات العسكرية التي ستوجه ضد أفغانستان.
ويشير الكاتب البريطاني روبرت فيسك إلى أن أوز باكستان تحتفظ بوجهات نظرها الخاصة التي تبرر الحرب الشاملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد حركة طالبان.
رئيس اوزباكستان اسلام كريموف

فدوافع الرئيس اسلام كوريموف للقضاء على طالبان لا ترجع فقط إلى الأفكار الثورية التي تعمل الحركة على نقلها إلى اوز باكستان عبر الحدود المشتركة مع أفغانستان بل ترجع أيضا إلى رغبة الرئيس اسلام كاريموف في تنفيذ مشروع إقامة خط أنابيب لنقل النفط من أوز باكستان عبر أراضي أفغانستان وذلك إلى أحد الموانئ الباكستانية حيث ينظر بأهمية بالغة لذلك المشروع الذي يمكن أن يساهم في علاج المشاكل الاقتصادية التي تواجه بلاده كما أن ذلك المشروع تستفيد منه بعض شركات النفط الأمريكية.


باكستان
وهناك حليف آخر للولايات المتحدة في حربها ضد ما تعتبره واشنطن إرهابا الرئيس الباكستاني برويز مشرف والذي يبدو أن الولايات المتحدة قد تناست ماضيه القريب حينما نجح كقائد عسكري في الإطاحة بحكومة نواز شريف المنتخبة بشكل ديمقراطي وإسراعه في توليه نفسه رئيسا لباكستان.
الرئيس الباكستاني برويز مشرف

ويرى المراقبون كما تشير صحيفة الفاينانشيال تايمز أن هناك دوافع عديدة وراء القرار الذي اتخذه الجنرال برويز مشرف بالوقوف بجانب التحالف التي تقوده الولايات المتحدة ضد أفغانستان وقد ظهر ذلك واضحا في الكلمة التي ألقاها أمام الشعب الباكستاني عقب قرارها حيث أكد أن مصلحة باكستان يجب أن يكون لها الأولوية والآن فهو ينتظر دورا أمريكيا في حل الصراع المزمن بين بلاده والهند حول إقليم كشمير بالطرق السلمية حيث أن ذلك الدور هو ما دفع باكستان للانقلاب على حركة طالبان وتأكيد موقفها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة