كتب الموضوع 02-10-1999 04:32 PM
القدس المحتلة ـ الوطن ـ عبدالرازق أبوجزر في تحد صارخ واستفزاز واضح لمشاعر العرب والمسلمين عمدت إسرائيل إلى إنتاج وتسويق زجاجات نبيذ (أحمر وأبيض) وإمعانا في التحدي أطلقت اسم (القدس 2000) على زجاجة النبيد الأحمر والصقت عليها رسما ملونا للقدس الشريف يظهر فيه الحرم القدسي والصخرة المشرفة. أما زجاجة النبيذ الأبيض فحملت اسم الجليل 2000 .
وهذه الحرب الإسرائيلية ضد العقيدة الإسلامية ومقدساتها جاءت في الوقت الذي تشتد فيه الحرب الكلامية حول القدس ومستقبلها، حيث تؤكد حكومة باراك أن القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل وهو ما تبنته مؤسسة والت ديزني الأميركية في الجناح الإسرائيلي، فيما يؤكد الفلسطينيون أنهم لن يدخلوا مفاوضات إلا حول مستقبل المدينة المقدسة بجزءيها الشرقي والغربي لأن للفلسطينيين حقوقا في القدس الغربية أيضا.
وقد لاقت الخطوة الإسرائيلية الاستفزازية بإطلاق النبيذ بمناسبة يوم القدس استنكارا واسعا على الصعيدين الرسمي والشعبي في المناطق الفلسطينية.
وقال أحمد الزغير رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني لـ الوطن إنها نوع من أنواع الحرب التي يستعملونها ضد المسلمين على اعتبار أن وضع شعار طاهر على زجاجة، إنما هو عمل مخالف للعقيدة الإسلامية، وهذا لا يجوز ويُعد امتهانا لعقيدة المسلمين ككل.
وأشار الزغير إلى أن الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى تطويب قرآني للمسلمين ولا يجوز المس بهما.
وأكد رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي أن الانتهاكات الإسرائيلية لا تقف عند هذا الحد حيث غيرت إسرائيل أسماء الشوارع في القدس من الأسماء العربية إلى اللغة العبرية، موضحا أن الطرف الإسرائيلي يسعى ومن خلال خطة مبرمجة للسيطرة الكاملة على المدينة المقدسة مع بدء مفاوضات التسوية النهائية مع السلطة الفلسطينية.
وقال: الحادثة الجديدة طريقة خسيسة غير بعيدة عن أخلاق اليهود .
وأضاف الزغير أن الإساءات اليهودية لم تقتصر على المسلمين فقط حيث تعرض لها المسيحيون كذلك، مستذكرا التصرفات الإسرائيلية التي أساءت لمريم العذراء، بالإضافة إلى تشبيه الرسول محمد # بالخنزير.
ودعا الزغير العالم العربي والإسلامي إلى الوقوف بحزم ضد السياسات الإسرائيلية، خاصة وقف التطبيع مع حكومة إسرائيل ودعم ومساندة الفلسطينيين في جميع المجالات.
وقال رئيس لجنة القدس في التشريعي إنها حرب على كافة العقائد الدينية من قبل السلطات الإسرائيلية .
وحول آخر المخططات الإسرائيلية التي تستهدف القدس قال الزغير إنه برنامج مبرمج للتطهير العرقي ضد الفلسطينيين في القدس، مثل سحب الهويات، وفرض الطوق الأمني على المدينة المقدسة، ومنع سكان المدن المجاورة لها من زيارتها .
وجدد الزغير رفضه القاطع لتوقيع أي معاهدة سلام مع الإسرائيليين لا تضمن عودة القدس، شاملة للسيطرة العربية والإسلامية وقال حينها نكون كالذين وقعوا على شيك دون رصيد مالي .
وأعرب مفتي غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت عن استنكاره لوضع صورة القدس على زجاجة النبيذ من انتاج إسرائيلي مؤكدا لـ الوطن أن الحق لا يعود لأصحابه إلا بالقوة.
وأضاف المفتي: اليهود ملكوا شيئا كان في أحلامهم وكلما أرادوا شيئا نفذوه دون أدنى حساب للخطوات العربية والإسلامية.
وأشار إلى أن سياسة الشجب والاستنكار العربي لن تجدي نفعا مع السياسات الإسرائيلية التي تجاهلت القيم والأديان.
واعتبر مفتي غزة أن الرهان على المواقف الإسلامية والعربية كأحلام اليقظة لأن الموقف العربي حسب الكحلوت ذليل وضعيف ولا تعمل أية حسابات لردة الفعل الإسلامية والعربية.
ــــــــــــــــــــــ