الكاتب الموضوع:   السيرة النبوية (23 )
ابورعد   كتب الموضوع   22-09-1999 05:07 PM   الملف الخاص للعضو  ابورعد     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهنا نستكمل قصة بداية الدعوة جهر. ولنتفكر ونتمعن قليلا في هذه القصة وكيف الشيطان سيطر على عقول المشركين وكيف غلف قلوبهم.

وبعدما تأكد النبي صلَّى الله عليه وسلم من تعهد أبي طالب بحمايته، وهو يبلغ عن ربه، قام يوماً على الصفا
فصرخ: يا صباحاه
فاجتمع إليه بطون قريش ، فدعاهم إلى التوحيد والإيمان برسالته وباليوم الآخر. وقد روى البخاري طرفاً من هذه القصة عن ابن عباس. قال: لما نزلت {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين َ} صعد النبي صلَّى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي يابني فهر! يا بني عدي! لبطون قريش ،
حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو؟
فجاء أبو لهب وقريش.
فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟

قالوا: نعم، ماجربنا عليك إلا صدقاً،

قال: فإني نذير لكم من بين يدي عذاب شديد.
فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم. ألهذا جمعتنا؟
فنزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }.

وروى مسلم طرفاً آخر من هذه القصة عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال: لما نزلت هذه الآية: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }دعا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فعم وخص.
فقال: يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني كعب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد! أنقذي نفسك من النار، فإني والله لا أملك لكم من الله شيئاً، إلا أن لكم رحماً سأبلها ببلالها.
هذه النصيحة العالية هي غاية البلاغ، فقد أوضح الرسول صلَّى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلات بينه وبينهم. وأن عصبية القرابة التي يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتي من عند الله.

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف