الكاتب الموضوع:   أسس العقيدة الإسلامية ( 10 )
ابورعد   كتب الموضوع   21-09-1999 06:16 PM   الملف الخاص للعضو  ابورعد     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهنا يستكمل سماحة الشيخ محمد أبن عثيمين ما بدأه من شرح عن الأس الخامس من أسس العقيدة وهو الإيمان باليوم الآخر. ويقول سماحته:

ويلتحق بالإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما يكون بعد الموت، مثل:
(أ) فتنة القبر: وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويضل الله الظالمين فيقول الكافر: هاه هاه لا أدري. ويقول المنافق أو المرتاب لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
(ب) عذاب القبر ونعيمه: فأما عذاب القبر: فيكون للظالمين من المنافقين والكافرين، قال الله تعالى: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت، والملائكة باسطوا أيديهم، أخرجوا أنفسكم، اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون).
وقال تعالى في- آل فرعون-: (النار يعرضون عليها غدوا و عشيا، ويوم تقوم الساعة، أدخلوا آل فرعون أشد العذاب).
وفي- صحيح مسلم- من حديث- زيد بن ثابت- عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا: نعود بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: تعودوا بالله من فتنة الدجال قالوا: نعود بالله من فتنة الدجال).
وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين قال الله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله، ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة، أن لا تخافوا، ولا تحزنوا، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون). وقال تعالى: (فلولا إذا بلغت الحلقوم، وأنتم حينئذ تنظرون، ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون، فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين، فأما إن كان من المقربين فروح، وريحان وجنة نعيم) إلى آخر السورة.
وعن البراء بن عازب- رضي الله عنه- أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره: ينادي مناد من السماء أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسخ له في قبره مد بصره.) رواه أحمد وأبو داود في حديث طويل.
وللإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها:
الأولى: الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاء لثواب ذلك اليوم.
الثانية: الرهبة من فعل المعصية والرضى بها خوفا من عقاب ذلك اليوم.
الثالثة: تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أن ذلك غير ممكن.
وهذا الزعم باطل دل على بطلانه الشرع، والحس، والعقل.
أما من الشرع فقد قال الله تعالى: (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن، ثم لتنبؤن بما عملتم، وذلك على الله يسير)، وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه.

وأما الحس، فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا، وفي سورة البقرة، خمسة أمثلة على ذلك وهي:
المثال الأول: قوم موسى حين قالوا له: لن نؤمن لك حتى نر ى الله جهرة، فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم، وفى ذلك يقول الله تعالى مخاطبا بني إسرائيل: ( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فأخذتكم الصاعقة، وأنتم تنظرون، ثم يعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون).
المثال الثاني: في قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل، فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتله، وفي ذلك يقول الله تعالى: (وإذ قتلتم نفسا ا فادارأتم فيها، والله مخرج ما كنتم تكتمون، فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى، ويريكم آياته لعلكم تعقلون) .
المثال الثالث: في قصة القوم الذين خرجوا من ديارهم فرارا من الموت وهم ألوف فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس، ولكن اكثر الناس لا يشكرون).
المثال الرابع: في قصة الذي مر على قرية ميتة فاستبعد أن يحييها الله تعالى فأماته الله تعالى مائة سنة، ثم أحياه وفي ذلك يقول الله تعالى: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام، ثم بعثه، قال: كم لبثت؟ قال: لبثت يوما أو بعض يوم، قال: بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك، وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك أية للناس وانظر إلى العظام، كيف ننشزها، ثم نكسوها لحما؟ فلما تبين له قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير).
المثال الخامس: في قصة إبراهيم الخليل حين سأل الله تعالى أن يريه كيف يحي الموتى؟ فأمره الله تعالى أن يذبح أربعة من الطير، ويفرقهن أجزاء على الجبال التي حوله، ثم يناديهن، فتلتئم الأجزاء بعضها إلى بعض، ويأتين إلى إبراهيم سعيا، وفي ذلك يقول الله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال: أولم تؤمن! قال: بلى، ولكن. ليطمئن قلبي. قال: فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا، واعلم أن الله عزيز حكيم).
فهذه أمثلة حسية واقعة تدل على إمكان إحياء الموتى. وقد سبق الإشارة إلى ما جعله الله تعالى من آيات عيسى بن مريم في إحياء الموتى، وإخراجهم من قبورهم بإذن الله تعالى.

شاطر   كتب الموضوع   21-09-1999 07:57 PM   الملف الخاص للعضو  شاطر     
جزاك الله خيرا أخي أبو رعد

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف