الكاتب الموضوع:   أريد أن أقول
الزعيم88   كتب الموضوع   28-08-1999 06:39 PM   الملف الخاص للعضو  الزعيم88   أرسل بريد إلكتروني إلى  الزعيم88     
من النقائص التي أصبحت من لوازم المجتمع الأدبي في بلادنا,, الانحرافات المتفشية بين البعض,, بأسباب وبدون أسباب,, ولعل هذه الانحرافات التي نراها,, من الظواهر البارزة,, في أدبنا هي أثر من الآثار البغيضة التي اصبحت سبة توشك أن تلصق بالأقلام ولا تفارقها في بعض الأحوال على اختلاف في الكميات,, والكيفيات,

الزعيم88   كتب الموضوع   28-08-1999 06:40 PM   الملف الخاص للعضو  الزعيم88   أرسل بريد إلكتروني إلى  الزعيم88     
فالأقلام المرتعشة بالبغض,, لا يمكن ان تكون صالحة ,, لإعطاء الحب,, والأقلام الكريمة كالتربة الصالحة تعطي الانماء,, والازدهار في حقول الانتاج النافع,, والنتاج المثمر هو الذي يحتوي على العناصر البناءة في شتى المرافق المرتبطة بمصالح الإنسان,, والفضيلة من المرافق التي ينشدها الإنسان في الحياة لترسيخ آماله وامانيه,, كمثل مبدعة في فردوس الادب الخالد,, والكيان الانساني,, كواقع حي,, في مبناه ومعناه,, هو مجموعة الفرد والجماعة تتلاقح فيها مميزات الإنسانية الكاملة,, في نماذج حية من الخلق الفاضل,, والتهذب الرصين,, والنية الحسنة والصدق في القول والعمل ,, واذا توفرت هذه الخلائق بمجموعها في الكيان الانساني,,, امكن بواسطتها معالجة النقائص الفكرية التي تنضح من الانحرافات,,

الزعيم88   كتب الموضوع   28-08-1999 06:41 PM   الملف الخاص للعضو  الزعيم88   أرسل بريد إلكتروني إلى  الزعيم88     
والانحرافات في الأدب,, هي في الأصل,, امراض آتية من أمراض الصدر,, وهي جملة وتفصيلاً عنصر من الفساد العام,, في الكيان الإنساني على اختلاف في المستويات والمشارب والمفاهيم، والويل للأدب في المجالات الحياتية من الانحرافات القلمية على نحو من الانحاء، ومن هذه الانحرافات فقدان عنصر الأصالة والحرمان من جوهر الفضيلة بالنسبة للإنسان - فردا أو جماعة - والنظريات الفسيولوجية ,, تحدد القواعد التي يمكن بها الحفاظ على الأسس التي تمس جذور المثالية والاصل في الإنسان على مفهوم إحدى هذه النظريات,, استعداده لقبول الشر، ثم يأتي اليه الخير بعد تهذيبه بالنصائح,, وتلقينه أصول التهذيب,, وبعد الانفعال والتفاعل والاثر,, والتأثر,, بما يلقى اليه من مراحل متعددة,, وادوار متواشجة، تتحرك الجذور في الطبائع والغرائز,, ومن ثم يبدأ التصحيح في المفهوم حيث يرتفع هذا من الشر الى الخير,, وينقلب نفسيا إلى وحدة صالحة في المجتمع السليم,, ومن المقارنات في هذا الباب وهو اصل من أصول الموضوعية في نظرية المثالية الأدبية,

الزعيم88   كتب الموضوع   28-08-1999 06:43 PM   الملف الخاص للعضو  الزعيم88   أرسل بريد إلكتروني إلى  الزعيم88     
ان الله عز وجل خلق الخير,, وقدر الشر,, ولا راد لما يأتي به بالقضاء والقدر,, ولا يسأل عما يفعل,, ولكن الخير الذي جاء للإنسان,, هو من فعل الله الذي أرسل الرسل للبشر,, ليؤدوا رسالات النصح والارشاد بواسطة تعاليم إلهية هي الرسالات السماوية,, وهذه الرسالات هي التي حمت الإنسان من الشر الجذري في طبيعته الآدمية,, وليس عند الحيوان خير,, أو شر، لفقدان الطاقة المميزة ,, عند الحيوان الأعجم، غير ان الحيوان يعيش على هدى طاقة محدودة من الإحساس الأدنى,, أما الإحساس الأعلى فهو للإنسان استجابة لطاقته المميزة في درجة المستوى العالي ومرتبة الإحساس الإنساني الواعي,, والصانع الذي اجاد صنع الحياة ,, اختار لهذا الوجود ,, هذا الكيان المبدع الذي نسميه الانسان والله هو الصانع الأول للحياة في أوسع معانيها,, وهو الذي خلق الحياة من أجل الانسان الذي هو جماع المبدعات الإلهية,, - صورة وخلقا وتكوينا -,, ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ومثل هذا الإنسان الرفيع بكل طاقاته المميزة,, وخصائصه الواعية,, يستطيع أن يؤدي للحياة وللفن ,, للأدب ,, وللوجود في أسمى متطلباته,, أروع المثل، وأعلى التعاليم، وأصدق المبادئ,, أما النقائض التي تظهر في بعض الأقلام المنحرفة,,

الزعيم88   كتب الموضوع   28-08-1999 06:45 PM   الملف الخاص للعضو  الزعيم88   أرسل بريد إلكتروني إلى  الزعيم88     
فهي نقائض شاذة من التركيب المنحرف في الإنسان الناقص بسبب الاحتكاكات العابرة, بين انفعال,, وتأثر في مراجل الصراع المحتوم, بين الإنسان,, والانسان,, وهكذا نجد مجال الصراع في البذرة التي تصل إلى مستوى الشجرة حيث يبدأ مجال صراع البقاء,, أو الفناء فيها حين تتجاوز مراحل احتكاكات متعددة,, مع عناصر الطبيعة كالرياح والامطار,, والرعود,, والبروق,, والتربة,, والأسمدة وكذلك الإنسان على منوال البذرة,, قد عاش في ظروف محتومة من الاحتكاكات الايدولوجية مراحل عناصر الصراع الحياتية,, في الأدوار التي مرت بالشجرة من بداية النمو حتى الازدهار أو الاصفرار,,, ونظرية الخير هي اساس القاعدة في الفضيلة عند الإنسان المثالي ,, واذا سلمت القاعدة من الاهتزاز ظهرت النتيجة الحسنة عند القمة,, وهو النتاج الأدبي السامي ,, وأدبنا الحاضر بعد انقضاء ردح من الزمن من عمر أجيال متعاقبة لم ير النور,, ولم يؤد مهمته كأدب مثالي يعنى بالإصلاح والتوجيه والخلق,, والإبداع,,

الزعيم88   كتب الموضوع   28-08-1999 06:46 PM   الملف الخاص للعضو  الزعيم88   أرسل بريد إلكتروني إلى  الزعيم88     
وكل ما نقرؤه من نتاج أدبنا لا يمثل أدبا بالمعنى المثالي إلا ما ندر وإنما هو أدب ارهاصات لا يؤدي الى تفسير نرضى عنه,, وهو بهذا المعنى لا يعطي الإيجابية المطلوبة لأدبنا الذي نود أن نراه في جوهره تعبيراً صادقاً للمثالية وبعيداً عن القصور والتقصير الذي يعطي معنى الحرفية ,, وادبنا في واقعه,, مثل للحرفية المتهافتة,, لأنه عاجز عن تفسير حضارة الإنسان,, ومقصر في اداء مهمة الحياة,, وهذا هو الذي نعيبه أولا وأخيراً على من يسمون أنفسهم,, أو نسميهم - القادة - أو - الرواد - وهم على ما يظهر هياكل بالية تستتر خلف أسوار من الادعاء,, والادعاء عنوان الضعف,, والنضوب,, والفساد,, وهذه الرؤية عموماً تمثل وجهة نظر خاصة جداً وددت التعبير عنها في هذه الخواطر المعبرة عما أكنه تجاه أدبنا الشامل,, بين المثالية والحرفية,, والله المستعان,

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف