الكاتب الموضوع:   أثرنا على الأمم
زمردة   كتب الموضوع   02-09-1999 04:44 PM   الملف الخاص للعضو  زمردة     
خلف المسلمون حضارة علمية بارزة وتراثا انحدرت منه مختلف الحضارات وكان اساسا لسائر العلوم ومنبعا لكل رقي وتقدم حقيقي عرفه الناس، وليس فخرا ان نقول ان علماء المسلمين كانوا اول من أسس جامعة علمية كان مقرها في فاس ببلاد المغرب، وانهم اول من حاول الطيران، وانهم برعوا في الكيمياء والجبر واختراع الارقام واكتشاف الدورة الدموية ووضع قوانين علم الضوء في الفيزياء، وغيرها، بل انه من الحق والإنصاف ان يقال هذا، وان يقر للمسلمين انهم صانعو هذه الحضارة العلمية وروادها الأوائل وانهم قد وضعوا الأسس العلمية المنطقية الراقية التي لم يعرفها علماء الغرب وغيرهم الا بعد قرون، بل ان سائر مكتشفات اليوم ومخترعاته كان للمسلمين مساهمة أولية مهما صغر حجمها في دفع حركة الاتجاه العلمي نحو البحث عنها والكشف عن مجاهيل كثيرة في طريق إيجادها وتطويرها،
ولا غرابة ان تجد كل منصف من المؤرخين وغيرهم يقر بهذا للمسلمين ، ويبين انهم كانوا رواد الحضارة، بل ان الحضارة قد ترعرعت واشتد عودها بجهودهم وعملهم الدؤوب، فهذا جورج شارتون الفيلسوف المؤرخ يقول؛(المسلمون عباقرة الشرق في القرون الوسطى، لهم مأثرة عظمى على الانسانية، يتمثل في انهم تولوا كتابة اعظم المؤلفات والدراسات قيمة ، واكثرها أصالة وعمقا مستخدمين في ذلك لغتهم العربية، التي كانت بلا مراء لغة العلم للجنس البشري في الفترة الواقعة بين منتصف القرن الثامن الميلادي وحتى نهاية القرن الحادي عشر، لدرجة انه كان يتحتم على الشخص الذي يريد الإلمام بثقافة عصره وبأحدث ما يجري في العلوم ان يتعلم اللغة العربية)، كما يقول لويو بونج استاذ العلاقة الأجنبية بجامعة برنستون الأمريكية في محاضرة له؛(وبعد فهذا سرد تاريخي قصد منه التذكير بالدين الثقافي الذي ندين به للإسلام، منذ ان كنا نحن المسيحيين نسافر الى العواصم الاسلامية والى المعلمين ندرس عليهم العلوم والفنون وفلسفة الحياة)،

ان اثر الحركة العلمية الاسلامية في التراث العلمي العالمي اكثر من ذلك بكثير، فقد تجاوز دور العامل الوسيط المؤقت للحضارة والدافع لزمامها فترة من الزمن والحامل لها وناشر لوائها، وقد تجاوز اثر العلماء المسلمين على دور التعليم والتوجيه والفضل في النبوغ والاكتشافات، فقد كان للمسلمين الأوائل فضل تحويل منهج البحث العلمي من المجال النظري الفلسفي الى المجال العلمي التجريبي ، باستخدام طرق الاستدلال الحسية والعقلية، ثم استقراء واستنباط النتائج المعملية بخطوات منطقية تبدأ بالمقدمات النظرية وتحليل ظروف العمل وخطواته ثم اختيار الأدوات والآلات وشرح طريقة العمل بالتفصيل، وهذا ما يسمى بمنهج البحث العلمي، وهو المنهج الحديث للعلوم والأبحاث ، وعليه كان فضل تقدم العلوم وظهور الاكتشافات وغيرها،

لقد كان المسلمون اول من أوجد مثل هذا المنهج وعرّفه للناس وأظهره لهم، فكان أساسا متينا للحضارة والرقي العلمي المشاهد اليوم، وقد كان فضل ايجاد هذا المنهج العلمي الحديث لدى المسلمين الاوائل عائدا لتوجيه التشريع الحنيف من أمثال قوله تعالى؛(يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، البقرة 187، مما أصل في نفوس المسلمين التوجه للجانب العلمي النافع والبعد عن السفسطات النظرية والفلسفات الجدلية التي كانت سائدة وطاغية على العلوم في تلك الآونة،

إن في ذلك دلالة كافية على الأثر العظيم الذي كان للحركة العلمية الإسلامية من إنشاء وإيجاد للعلوم النافعة ووضع لمنهج البحث الجاد، فأخذت العلوم والأبحاث عند تطبيقه طابعا متميزا من التطور الحثيث المستمر

كلمات للدكتور إبراهيم بن صالح المعتاز

نصر   كتب الموضوع   08-09-1999 11:18 AM   الملف الخاص للعضو  نصر     
مقال دسم ورائع بمعنى الكلمة شكرا لك وجزاك الله خير على هالاختيار الموفق0

زمردة   كتب الموضوع   09-09-1999 12:46 PM   الملف الخاص للعضو  زمردة     
نصر ..

وعزة .. وكرامة .. إن شاء الله للأمة الإسلامية

وجزاك الأخير أخي الكريم ..

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف