كتب الموضوع   27-08-1999 09:21 AM          

الأمر برمته يتعلق برقمين، مجرد رقمين عاديين- غير أنهما يثيران رعباً متزايداً مع تناقص ايام عامنا الحالي 1999.
كان من المفترض كتابة العام 1957 على شكل 1957 بدلاً من 57 ، العام 1970 على شكل 1970 وليس 70 والأهم من ذلك كله طبعاً أنه كان من المفترض كتابة تاريخ 01-01-2000 على شكل 01-01-2000 بدلاًمن 01-01-00
ومما لاشك فيه ان الخبراء يتفقون على ان معظم التوقعات التي تنذر بالخطر من مشكلة العام 2000 ليس لها مايدعمها، غير ان هناك جزءاً من الحقيقة في تلك المشكلة، ومن تلك الحقيقة الاندفاع الانساني الجشع صوب التقنية الجديدة قبل دراستها بتعمق ودراسة مايمكن ان تؤدي اليه من ايجابيات وسلبيات في نفس الوقت.
هذه المشكلة التي تأخذ حيزاً متزايداً من الاهتمام مع مرور الايام والليالي لابد انها تثير عدة اسئلة واستفهامات تتعلق بطبيعة هذه المشكلة وتاريخها ومن كان المسؤول عنها، كما أن هناك اسئلة متعددة بخصوص العديد من المخاوف الناتجة عنها ومدى صحتها.
هذه السلسلة من الحلقات التي نقدمها للقارىء العزيز -نحاول ان نسلط الضوء على هذه المشكلة بشكل متعمق، وسيكون اهتمامنا في هذه الحلقة منصباً على طبيعتها وتاريخ ظهورها واعطاء بعض المعلومات عمن تسبب في ايجادها.
الحقيقة ان جذور المشكلة تعود الى الخمسينيات من هذا القرن الميلادي عندما كانت اجهزة الحاسب بحجم غرف المكاتب الصغيرة علىشكل قطع طولية من ورق الكارتون المثقوب، كما ان تلك المرحلة شهدت ظهور لغة كوبل COBOL كلغة برمجة على يد ضابطة البحرية غريس موري هوبر .
وفي محاولة منهم لتوفير المساحة، قام مبرمجو كوبل باستخدام ستة ارقام فقط في صف ووضع تاريخ اليوم على تلك القطع الطولية من الكرتون: اثنان لتاريخ اليوم، واثنان لتاريخ الشهر، واثنان لتاريخ السنة, كل ذلك حدث في منتصف القرن عندما لم يكن احد مهتماً بما يمكن ان يحدث عندما تدق عقارب الساعة معلنة قدوم السنة 2000 فهل يمكن لنا بعد ذلك ان نضع اللوم على ضابطة البحرية غريس ؟.
الحقيقة هي أن المسالة ليست بتلك البساطة، خصوصاً واننا نتعامل مع جهاز الحاسب المعقد، يقول روبيرت بيمر الذي كان له دور كبير في كتابة الكثير من لغة كوبل بأن الخطأ خطأ الجميع وليس خطأه وخطأ غريس ، اذ ان مافعلاه هو جعل تلك اللغة بذلك المستوى من السهولة الذي يجعل في امكان الجميع استخدام هذه اللغة, كما ان لروبيرت الفضل في اختراع الفقرة المصورة والتي تسمح باستخدام اربعة ارقام لكتابة تاريخ السنة، اي ان روبيرت وفر للجميع قبل اكثر من 40 سنة تلك التقنية التي يمكن من خلالها جعل جميع اجهزة الحاسب متوافقة مع المشكلة الالفية، وماحدث هو ان المبرمجين تجاهلوا الحل الذي عثر عليه روبيرت ، ومن بينهم رؤساؤه في شركة IBM الذين وضعوا- من دون قصد او تعمد - تلك العلة في اجهزة الحاسب من موديل SYSTEM/360 ، والذي كان يعد انموذجاً في الستينيات من هذا القرن، وكانت تحظى بشهرة واسعة كشهرة ويندوز هذه الأيام، ومع نهاية ذلك العقد، كانت شركة IBM قد اتخذت من ثنائية الارقام عنصراً اساسيا في جميع اجهزة الحاسب، حتى ان أي جهاز، او كتيب ارشادي، او مهندس صيانة كان يستخدم العبارة 69 بدلاً من 1969 .
وفي محاولة لتوضيح السبب الذي دفع بشركة IBM لان تصر على استخدام الارقام الثنائية، يشير المتحدث الرسمي باسم الشركة الى انه كان هناك اتفاق عام بين الجميع في تلك الفترة على ضرورة استخدام هذه التقنية خوفاً من رفع قضايا قانونية ضد الشركة.
ومع مرور الوقت لم يعد في قدرة احد ان يقف في وجه التيار المتمثل في استخدام الارقام الثنائية، ولاحتى منظمة المقاييس العالمية ISO ، التي ادرجت الارقام الرباعية ضمن مقاييسها, أما وزارة الدفاع الامريكية فقد بدأت في استخدام الارقام الرباعية عام 1974، غير انها توقفت بعد ذلك, اما روبرت نفسه فقد نشر اول التحذيرات بشأن هذه المشكلة عام 1971، ثم كرر ذلك عام 1979، وكل الذي كان يحدث هو ان تحذيراته كانت تقابل بالسخرية، مما حدا به الى أن يقدم استقالته عام 1982 بعد أن ذهبت تحذيراته سدى.
كان ذلك كله لايعني ان روبرت كان هو الوحيد الذي ادرك خطورة الاقتصار على الارقام الثنائية في كتابة التاريخ، ففي خريف عام 1977، بدأ شاب كندي اسمه بيتردي غاغر في العمل في شركة IBM كمشغل كمبيوتر، حيث كانت مهمته الأولى العمل في احد المشاريع المهمة آنذاك وهو إنشاء نظام مصرفي متكامل في جميع انحاء الولايات المتحدة من خلال استخدام اجهزة IBM 370 , وعندما بدأت تلك الاجهزة الحاسوبية في العمل، تعين عليه ان يزودها بالتاريخ، وعندما أدخل بيتر ، وهو المتخصص في الرياضيات الرقم 77 ، التمع في ذهنه سؤال محدد وهو فيما اذا كان جهاز الحاسب يهمه كثيراً ان يتم ايراد تاريخ القرن اولا؟ وكشاب طموح ، قرر بيتر ان يعلم رئيسه بان اجهزة الحاسب لن تعمل مع بداية العام 2000 ، غير ان الرئيس ضحك في وجهه وسأله عن عمره، ذلك ان تلك الاشكالية, في نظر الرئيس- لن تتحول الى مشكلة الا ويكون بيتر قد بلغ 45 سنة، من العمر حيث ستكون الشركة قد وجدت حلاً لتلك المشكلة!!
وماحدث بعد ذلك هو ان هذا الشاب قد تبنى نفس الاتجاه الذي كان عليه رئيسه لمدة 13 عاماً حيث كان الحديث عن مشكلة العام 2000 مصدر العديد من الدعابات فيما بينه وزملائه في المؤتمرات والمناقشات, غير ان بيتر قرر عام 1991 ان يكرس جهده في محاولة التعرف على هذه المشكلة وتوعية الجميع بها, ومع مرور 4 اعوام من ذلك التاريخ، اصبح بيتر يلقي 85محاضرة في السنة عن هذا الموضوع، اضافة الى تحديث موقعه على الانترنت بكل جديد عن هذه المشكلة وهو الموقع الذي أنشأه خصيصاً لهذا الغرض.
ومن خلال نظرة تاريخية، فإن الاهتمام الشعبي بمثل هذه المشكلة بدأ في التزايد عام 1995 ، عندما بدأ الحديث عن هذه المشكلة يتزايد داخل مجلس الشيوخ والبيت الابيض ومختلف الوسائل الاعلامية، وبدا الامر وكأن الجميع كانوا في سبات عميق استيقظوا منه فجأة مع اقتراب هذا القرن من نهايته.
والامر المؤكد في خضم كل هذه المخاوف وما ادت اليه هذه المشكلة من هستيريا تنتشر في كل مكان هو انه ليس في مقدور اي كان ان يعطي وصفا دقيقا لما يمكن ان يحدث في اول ثانية من تاريخ 1/1/2000, كما انه من المؤكد ان قصة هذه المشكلة وكيف ان إنسان هذا القرن الذي تمكن من شطر الذرة وعزل الجينات وتحويل السيليكون الى معلومة، تجاهل علة الثنائية الرقمية لمدة 40عاماً, قصة مؤلمة حقاً ونقطة سوداء في صفحة الانسانية!

  كتب الموضوع   05-09-1999 02:44 AM          

مادام انتوا عايشين بالدول العربية ... ترى كل شي بيكون على مايرام ... لا تنسون إن احنا بعدنا نستخدم الأوراق و الدفاتر ... و الله أنا كنت غلطان كل هالسنين ... كنت أظن إن العرب متخلفين ... لكن طلع العكس ... الأجانب هم المتخلفين ... لأن العرب بذكائهم الخارق عرفوا عن مشكلة العام 2000 ... لذلك ابتعدوا عن مجال التكنولوجيا و الكمبيوتر ...

ألحين أقدر أقول و أنا مرتاح ...
خل الكمبيوتر ينفعكم يــا ... يا أجانب ...

  كتب الموضوع   05-09-1999 05:33 AM          

في هذي ... معاك حق ياأخي

لك كل التحيه ... والله يديم العز !