كتب الموضوع 08-09-1999 09:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الغلام الحليم (2/2)ـ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (49) مريم
أي بعد أن اعتزل قومه وهبه الله اسحاق وابنه يعقوب.وقد تشير هذه الآية على أن إسماعيل قد ولد (قبل الاعتزال).فإن صحّ ذلك فإسماعيل هو البكر.
والآن إذا اعتبرنا الاحتمال الأرجح وهو أن (البكر هو إسماعيل):
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ {100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ {101} الصافات
إن اعتبرنا هذه الحالة (وهي أن البكر هو إسماعيل)، فعلينا ملاحظة أن إبراهيم دعا ربه أن يهب له (من الصالحين).
فعندما يدعو الانسان ربه أن يهب له صديقاً من المخلصين فلا يُفترض أن لديه أصدقاء مخلصين، وعندما يدعو أن يهب له الله زوجة من الصالحات فلا يُفترض أن لديه زوجة صالحة ،وعندما يدعو ربه أن يهب له ولداً من الصالحين فلا يُفترض أن لديه ولد صالحاً ، وهكذا.
وعلى هذا القياس،إن لم يكن باطلاً، فإنه لا يُفترض أن يكون لإبراهيم ولد وقتئذ (حين دعا ربه أن يهب له من الصالحين).
وعلى ذلك القياس إن كان جائزاً، يكون الغلام الحليم الذي دعا ابراهيم ربه أن يهبه له هو ولده (الأول) النبي إسماعيل عليه السلام الذي هو من الصالحين ونعم الصالحين.
الوجه الثالث:
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ {100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ {101} الصافات
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ {112} الصافات
ارتباط (التبشير) الآخر بإسحاق (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ ) قد يجعل التبشير الأول (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ) لغيره (إسماعيل).
ولكن ربما رأى البعض أن التبشير في الأولى (بولادة) إسحاق وفي الثانية (بنبوته).ولكن لننتبه لكلمة (الصالحين) ، فارتباط الأخيرة بإسحاق قد تجعل الأولى لغيره (إسماعيل).
الوجه الرابع: البلاء المبين:
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ {104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ {106} الصافات
يكون البلاء أقوى وأشدّ للابن (الوحيد) البكر .وقد رجح أن البكر هو اسماعيل وليس إسحاق.وبالتالي فالابتلاء يكون أقوى للابن الوحيد (اسماعيل).فالابتلاء بالابن الأكبر الوحيد أشدّ من الابتلاء بالابن الثاني (مع بقاء الأول).
وقد جاء بالتوراة أن إسحاق هو الابن الوحيد لإبراهيم .وهذا التحريف لا يتعارض مع القرآن فحسب بل مع التوراة نفسها التي تنص أن البكر هو إسماعيل وأن إسحاق لم يأت إلا بعد أخيه إسماعيل.
تكوين 22
2فَقَالَ لَهُ: «خُذِ ابْنَكَ (وَحِيدَكَ)، إِسْحقَ الَّذِي تُحِبُّهُ، وَانْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا ... 9وَلَمَّا بَلَغَا الْمَوْضِعَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ اللهُ شَيَّدَ إِبْرَاهِيمُ مَذْبَحاً هُنَاكَ، وَنَضَّدَ الْحَطَبَ، ثُمَّ أَوْثَقَ إِسْحقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10وَمَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَتَنَاوَلَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الصَّبِيِّ وَلاَ تُوْقِعْ بِهِ ضُرّاً لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَخَافُ اللهَ وَلَمْ تَمْنَعِ ابْنَكَ (وَحِيدَكَ) عَنِّي».16وَقَالَ: «هَا أَنَا أُقْسِمُ بِذَاتِي يَقُولُ الرَّبُّ: لأَنَّكَ صَنَعْتَ هَذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تَمْنَعِ ابْنَكَ (وَحِيدَكَ) عَنِّي، ..
وطبعاً يتضح التحريف والتبديل ،حيث لا يتوانى المحرفون عن التحريف المكشوف والمفضوح .فإسماعيل معروف أنه البكر وإذن هو الذي كان الوحيد، ولكن اليهود جعلوا إسحاق هو الوحيد (رغم وجود إسماعيل لديهم)،هكذا.
فقد جاء في التوراة أن عمر إبراهيم عند ولادة إسماعيل كان 86 سنة.
تكوين 16: 16وَكَانَ أَبْرَامُ فِي (السَّادِسَةِ وَالثَّمَانِينَ) مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَتْ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ.
بينما عمره عند تبشيره بإسحاق كان 100 سنة.
تكوين 17: 17فَانْطَرَحَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ قَائِلاً فِي نَفْسِهِ: «أَيُوْلَدُ ابْنٌ لِمَنْ بَلَغَ (الْمِئَةَ) مِنْ عُمْرِهِ؟
-------------------
وجاء بمختصر تفسير ابن كثير:وعندهم أن اللّه تبارك وتعالى أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده، وفي نسخة أخرى: بكره، فأقحموا ههنا كذباً وبهتاناً (إسحاق) ولا يجوز هذا لأنه مخالف لنص كتابهم، وإنما أقحموا إسحاق لأنه أبوهم، وإسماعيل أبو العرب، فحسدوهم.
-------------------
حامد العولقي
http://www.geocities.com/Athens/Rhodes/8098