الكاتب الموضوع:   الغلام الحليم (1/2)
حامد العولقي   كتب الموضوع   07-09-1999 11:17 PM   الملف الخاص للعضو  حامد العولقي   أرسل بريد إلكتروني إلى  حامد العولقي     
بسم الله الرحمن الرحيم
الغلام الحليم (1/2)
اختلف العلماء في المأمور بذبحه.فبعضهم قال هو إسحاق والبعض قال هو إسماعيل ، عليهما السلام.وهنا نحاول أن نُظهر وجوهاً وإشارات نستخلصها من القرآن، ترجّح أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام.أما تحديد الذبيح بصورة قاطعة فهذا أمر لم يتمّ بعد وندعو الله أن يهدي المسلمين إليه.
وربما هذا الأمر (الابتلاء)، أو قضية إسماعيل عموماً ،هي التي جعلت اليهود يفترون ما افتروا حول إسماعيل من أخبار يبدو فيها التخبط.
الوجه الأول:
فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ {71} هود
----------
جاء بمختصر تفسير ابن كثير:
ومن هنا استدل من استدل بهذه الآية على أن الذبيح إنما هو (إسماعيل) وأنه يمتنع أن يكون إسحاق لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده، ووعد اللّه حق لا خلف فيه، فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه، فتعين أن يكون هو إسماعيل، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه وللّه الحمد
------------
وهذا فعلاً من أفضل الأقوال في هذا المقام ،ولكن الامام القرطبي يرى أنه لا يُحتج بهذا الاستدلال،حيث يرى أن الأمر بالذبح ربما كان (بعد ولادة يعقوب) .
--------
يقول القرطبي:
ولعله أمر بذبح إسحاق بعد أن ولد لإسحاق يعقوب.
-----------
واحتمال القرطبي أن (أمر الذبح بعد يعقوب) يظل احتمالاً واراداً ولكن قد يكون ضعيفاً،حيث يقول القرآن عن الذبيح :
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ {102} الصافات
فهنا بالآية نرى من كلمة (فلمّا) :معنى (حال بلوغ السعي) ،ويفيد الوصول إليه وبدايته كاحتمال أول.أي أول ما بدأ الذبيح يسعى مع أبيه .وهذا يتضمن أنه قبل ذلك الوقت لم يكن الغلام قادراً على السعي مع إبراهيم .
كذلك من الآية ربما استطعنا القول أن أمر الذبح (لم يكن قبل بلوغ الغلام السعي) ،وافتراض أن يعقوب موجود قبل بلوغ (إسحاق؟) السعي افتراض ضعيف جداً.وكل ذلك يضعف أمر زواج الذبيح (إن كان إسحاق) ومن ثم أمر ميلاد ولده يعقوب.
-----------------
كذلك يقول القرطبي: لم يرد في القرآن أن يعقوب يولد من إسحاق
-------------------
وقد يكون ذلك احتمالاً،ولكن يضعفه قول يوسف عليه السلام:
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ {38} يوسف.
وقوله تعالى ليوسف (ابن يعقوب):
كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(6) يوسف
فالافتراض التلقائي أن إسحاق هو والد يعقوب.
الوجه الثاني:
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ {100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ {101} الصافات
ولكن قبل أن نستخلص الفائدة العظيمة من هذه الآية يجب أن نحاول ترجيح افتراض أن البكر هو إسماعيل وليس إسحاق.
ومعروف أن إسماعيل هو أكبر من إسحاق باتفاق المسلمين وأهل الكتاب.
ولكن قد يفُترض أن الأكبر هو إسحاق،كما جاء في تفسير القرطبي:
--------------------
(قلت: قد ذكرنا أولا ما يدل على أن إسحاق أكبر من إسماعيل) .
-------------------
ولكن هذا الاحتمال تضعفه أمور منها:
ـ إسماعيل هو باني البيت مع أبيه وليس إسحاق ،وهذا يرجّح أن إسماعيل هو الأكبر.
ـ كل آية يُذكر فيها إسماعيل وإسحاق معاً ،يتقدم فيها إسماعيل على أخيه.
ـ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ {71} هود
نعلم أن إسماعيل هو ولد إبراهيم وأخو إسحاق،ولو افترضنا أن إسحاق هو البكر ،لربما استحال وجود إسماعيل لأنه لن يكون وراء إسحاق (لأن الآية الكريمة نصّت أن الذي وراء إسحاق هو يعقوب) .

حامد العولقي
http://www.geocities.com/Athens/Rhodes/8098

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف