الكاتب الموضوع:   أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا (3)
حامد العولقي   كتب الموضوع   01-09-1999 04:52 PM   الملف الخاص للعضو  حامد العولقي   أرسل بريد إلكتروني إلى  حامد العولقي     

بسم الله الرحمن الرحيم
أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا (3)

غرق الفرعون الذي قال للناس يوماً أنه ربهم الأعلى ،ولم ينفعه ما كان يتشدّق به ضد حقائق وآيات موسى عليه السلام.فالصدق يقع والكذب لا وجود له.ولأول مرة في تاريخ مصر ولآخر مرة يظهر اسم (إسرائيل) في النقوش المصرية الملكية .وكان الذي سطر اسم إسرائيل هو الفرعون العجوز مرنبتاح ، ابن الفرعون (الغريق) الذي يعتبره أكثر علماء المصريات أنه هو فرعون موسى. حيث يعزى لمرنبتاح لوحة نقش فيها أنه دحر بني إسرائيل ولم يبق لهم بذرة.وهذا من تخاريصه الدعائية ليوهم الشعب أن الذين قهروا أبيه الغريق قد تم القضاء عليهم،لأن القرآن والتاريخ يثبتان لنا سلامة بني إسرائيل بعد هجرهم مصر .
فرعون وجيشه لا يفهمون السحر كما يفهمه السحرة الذين آمنوا بموسى،وإلاّ ما دخل أحدهم البحر .قد يستطيع ساحر أن يجعلنا (نرى) البحر فرقين ولكن لن يستطيع أن (يجعل) البحر فرقين.فنحن إن كنا مسحورين قد (نرى) يبساً بين الفرقين من الماء ولكن هذا اليبس (لن يكون حقيقياً)، بمعنى لو أردنا أن نمشي فيه لصدمنا الماء ،تماماً كأننا ندخل بحراً عادياً كما نراه على حقيقته.فالساحر لا يستطيع أن يحرّك ويزيح ماء البحر إلى اليمين وإلى اليسار ولكن فقط يستطيع أن (يجعلنا نرى) ذلك.
إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى(69) طه
أما موسى عليه السلام فقد (أزاح) بإذن ربه ماء البحر بالفعل إلى اليمين وإلى اليسار .ولم ينتبه فرعون وجنده إلى تلك الحقيقة ،فهم قد رأوا قوم موسى يدخلون فيه دون أن يغرقوا وحتى تلك اللحظة (قبل دخول الجنود) قد يكون ذلك سحراً بالنسبة لهم،فهم لم يدخلوا البحر خلفهم بعد. ولكن بعد أن دخلوا (ولم يبتلوا بالماء)،ولم (يغرقوا) ولم (يصدهم الماء) ، فقد تأكدوا أن البحر قد انشق بالفعل ،ولم يعد لهم عذر أن يقولوا أنه سحر.
قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون(77) يونس
وقد توغّلوا في البحر بغية موسى وقومه ،حتى إذا بعدوا عن البر شملهم الماء فغرقوا جميعاً .
ونحن لا نستطيع أن ننعتهم بالغباء،فلو كنّا معهم فسوف نقع في ما وقعوا فيه،فما أكثر المخدوعين بسطاء العقول في أيامنا .وأما الأذكياء فقد أعماهم الكبر والتعالي وبغض غيرهم فلا يفهمون منطقاً ولا يرون نوراً.
اليوم يكفر الكافرون بقرآن النبي الأمي دون أن يفحصوه ويدرسوه ويتسرعون في الحكم عليه قبل أن يعلموه حق العلم ، تماماً كما تسرّع الأولون في الحكم على رسل الله من قبل..
لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون(78) الزخرف
فلعنة الله على المتكبرين ...يرفضون الحقّ وربما يروه ثم يصرّون على الكفر والعناد ..
وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب(27) غافر
وقد كان ذلك بالضبط هو حال قوم فرعون،فهم لم يكونوا أغبياء ولكن كانوا عُمياً لا يرون.لم تعمى أبصارهم (عيونهم وعقولهم) فقد أدركوا وفهموا ولكن عميت (قلوبهم) بأن كرهت ورفضت الحقّ.
أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو ءاذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(46) الحج
فالكبر والتعالي على موسى وقومه وازدرائهم واستعبادهم إياهم كان قد أعماهم عن التمييز والفهم، فأدى ذلك إلى نهايتهم.وهذه ستكون نهاية كل متكبر لا يرى الحق ولا يعتبره مادام عند من يزدريهم ويبغضهم.
ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بإياتنا وسلطان مبين،إلى فرعون وملأه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين.فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون.فكذبوهما فكانوا من المهلكين.
والسحر حق أخبر به القرآن،ومن أنكر وجود السحر فقد كفر بنص القرآن .والسحر حقيقة مرتبطة بقوة بالجن.والجن من نار وضوء أي من طاقة وأشعة وليسوا من مادة مستقرة كالإنسان.فالجن مسئولون عن أكثر السحر لأنهم هم الذين يقومون بتشكيل الجسم الضوئي (الصورة الوهمية) بطرق هم أعلم بها ولها علاقة بخلقتهم الضوئية.
فالجن والسحرة وكل الخلق لا يخلقون شيئاً فما سحروه قد يتخذ شكلاً ضوئياً حسب رغبتهم ولكنه يظل على خلقته الأولى التي تخالف الصورة الجديدة ولكننا مسحورون لا نرى الصورة الحقيقية ولكن الصورة المسحورة. وقد يظن البعض أن الساحر يستطيع أن يغيّر من خلقه فيخلق جسمه أو غيره كيف شاء وهذا وهم ، فالساحر فقط يستطيع تشكيل صور وهمية كاذبة في خيالك بينما يظل المخلوق الأصلي على حاله دون تغيير.
وقد نرى إماماً يدعو إلى الضلال أو ممثلاً يدعو للفساد أو مغنياً يدعو للفجور وبدلاً من إعراض الناس الذين بطبيعتهم لا يكترثون للآخرين خاصة الفقراء والمساكين واليتامى ،ولا يكترثون للدين ولا للنصيحة ،نجد ونرى الآلاف بل والملايين من الناس ينتظرون في الشمس والمطر والزحام والهواء الفاسد لإمام ضال أو مغنٍ ماجن يسكرهم بكلامه وألحانه وحركاته بالساعات الطوال فلا يملون ولا يضجرون من ذلك،بل يتصارخون شوقاً وابتهاجاً.
والسبب هو السحر ، فقد زينت الشياطين ذلك المسخ في أعين الناس (الغاوين) فأصبحوا يرونه خلاف ما نراه ، يرونه أعظم من الجبال وأزهى من النجوم بينما نحن قد نراه كلباً أو خنزيراً عفناً كما هي حقيقته بالفعل.
والسحر قد يفرق بين الأزواج،وقد علمنا تأثير أكثر المناظر السحرية الخبيثة كالسينما والصور والتلفزيون عندما تعرض أفلاماً وصوراً فاسدة، وتأثيرها الفعّال في هدم البيوت وضياع الشباب.
ولا أحد منا يرى الجن لان القرآن نصّ على أننا لا نستطيع رؤيتهم ،ويستثنى من ذلك الأنبياء كسليمان الذي أصفدهم ..
إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم (27) الأعراف
وقد يظن البعض منا أنه رأى الجن ،والأرجح أن مارآه ليس سوى صورة ضوئية رسمتها الجن وليس الجان نفسه.والجان لكي يريك أشكالاً ضوئية لابد أن تكون في حالة نفسية مرضية كأن تكون خائفاً ومنتظراً (مترقباً ومتمعناً) أن ترى سحراً، أما إن كنت مطمئناً غير عابيء فلن يستطيع أن يتقن رسمه الضوئي بل لن يرسم شيئاً.
والمشعوذون اليوم يدعون القدرة على معرفة بعض الأسرار الماضية والحالية وهذا ممكن لأن الجن الذين يفعلون ذلك لهم يتمتعون بسرعة عالية ويستطيعون بإذن الله جلب وعمل الأشياء كما عملوا في البحر للنبي سليمان وصنعوا له المصنوعات المختلفة وليس الفنيقيين (ساحل سوريه ولبنان القديمة) كما توهم المؤرخون .
ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين(82) الأنبياء
ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير(12)يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات (13) سبأ
والجن يستطيعون جلب الأشياء المادية ، وقد علمنا من القرآن بخبر ذلك العفريت الذي طلب الإذن من النبي سليمان أن يأتيه بعرش (كرسي الملكة) ملكة سبأ في ثوان قليلة...
قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين(39) النمل
وهذا يدل على القدرة وعلى السرعة الضوئية الخيالية.فهم مخلوقين من نار في الأصل فيماثلوا بذلك الكهرباء والضوء والنور والإشعاع وغيره.ولكنهم أيضاً مخلوقين من ماء لأن كل حياة جعلها الله من الماء.وهم لا يعلمون الغيب رغم إبداعاتهم الذكية في التوقع بالمستقبليات ، كما نظن نحن اليوم بالتنبؤ بحالة الطقس مثلاً،حتى ظنوا أنهم يعلمون الغيب فعلاً وقد أوضح لهم الله أن ذلك ليس سوى غروراً لديهم حيث ظلوا عبيداً لسليمان عليه السلام شهوراً بعد موته دون أن يعلموا ذلك بسبب هيبته العظيمة فرغم أن حاشية سليمان من الجن والإنس تحضر مجلسه وتراه كل يوم وهو صامت لا يتكلم (لموته) إلا أن أحداً لم يجسر على البدء في الكلام في حضرته دون إذن منه.
والأرض لا تأكل أجساد الأنبياء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، لذا لم يتحلل جسد نبي الله سليمان بعد موته وظل سليماً.وقد ذهبت منسأته بفعل دابة الأرض ولم يتأثر جسده بشيء.وقد تمنّت ملوك الأرض أن لا تتحلل أجسادها بعد موتها ليضمنوا الخلود حسب طاغوتهم ولكن هيهات،فلا يكون حفظ الجسد إلا لنبي.
فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين(14) سبأ

حامد العولقي
http://www.geocities.com/Athens/Rhodes/8098

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف