الكاتب الموضوع:   السيرة النبوية ( 33 )
ابورعد   كتب الموضوع   02-10-1999 04:36 PM   الملف الخاص للعضو  ابورعد     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفي هذا الجزء والجزء التالي سنتكلم عن محاولات كفار قريش لقتل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وبعد فشل قريش وخيبتهم في الوفادتين عادوا إلى ضراوتهم وتنكيلهم بأشد مما كان قبل ذلك، وخلال هذه الأيام نشأت في طغاتهم فكرة إعدامه صلَّى الله عليه وسلم بطريق أخرى، وكانت هذه الفكرة وتلك الضراوة هي التي سببت تقوية الإسلام ببطلين جليلين من أبطال مكة ، وهما: حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
فمن تلك الضراوة أن عتيبة بن أبي لهب أتى يوماً إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقال:
أنا أكفر بـ "والنجم إذا هوى" وبالذي "دنا فتدلى" ثم تسلط عليه بالأذى، وشق قميصه، وتفل في وجهه، إلا أن البزاق لم يقع عليه، وحينئذ دعا عليه النبي صلَّى الله عليه وسلم وقال:
اللهم سلط عليه كلباً من كلابك،
وقد استجيب دعاؤه صلى الله عليه وسلم، فقد خرج عتيبة مرة في نفر من قريش ، حتى نزلوا في مكان من الشام يقال له الزرقاء، فطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول:
يا ويل أخي، هو والله آكلي كما دعا محمد عليّ، قتلني وهو بمكة، وأنا بالشام، فغدا عليه الأسد من بين القوم وأخذ برأسه فذبحه.
ومنها ما ذكر أن عقبة بن أبي معيط وطئ على رقبته الشريفة وهو ساجد حتى كادت عيناه تبرزان.
ومما يدل على أن طغاتهم كانوا يريدون قتله صلَّى الله عليه وسلم ما رواه ابن إسحاق في حديث طويل، قال: قال أبو جهل:
يا معشر قريش إن محمداً قد أبى إلا ماترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فأسلموني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم،
قالوا: والله لا نسلمك لشيء أبداً، فامض لما تريد.
فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجراً كما وصف، ثم جلس لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم ينتظره، وغدا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم كما كان يغدو، فقام يصلي، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم، ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع منهزماً منتقعاً لونه، مرعوباً قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده، وقامت إليه رجال قريش
فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم؟
قال: قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل، لا والله مارأيت مثل هامته، ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط، فهمّ بي أن يأكلني.
قال ابن إسحاق: فذكر لي أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال: ذلك جبريل عليه السلام لو دنا لأخذه.
وبعد ذلك فعل أبو جهل برسول الله صلَّى الله عليه وسلم، ما أدى إلى إسلام حمزة رضي الله عنه وسيأتي.

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف