الكاتب الموضوع:   أسس العقيدة الإسلامية ( 4 )
ابورعد   كتب الموضوع   16-09-1999 03:23 PM   الملف الخاص للعضو  ابورعد     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما الأمر الثالث فهو الإيمان بألوهيته:

أي (بأنه وحده الإله الحق لا شريك له) و"الإله " بمعنى "المألوه " أي "المعبود" حبا وتعظيما، وقال الله تعالى: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم). وقال تعالى: (شهد الله أنة لا إله إلا هو، والملائكة، وأولو العلم، قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم). وكل ما اتخذ إلها مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة، قال الله تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، وأن الله هو العلي الكبير)، وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية قال الله تعالى في (اللات والعزى ومناة): (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم، ما أنزل الله بها من سلطان) (5). وقال عن يوسف أنه قال لصاحبي السجن: (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار، ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم، ما أنزل الله بها من سلطان). ولهذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يقولون لأقوامهم: (اعبدوا الله مالكم من إله غيره). ولكن أبى ذلك المشركون، واتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى ،ويستنصرون بهم، ويستغيثون.
وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين هذه الآلهة ببرهانين عقليين:
الأول: أنه ليس في هذه الآلهة التي اتخذوها شيء من خصائص الألوهية، فهي مخلوقة لا تخلق ولا تجلب نفعا لعابديها، ولا تدفع عنهم ضررا، ولا تملك لهم حياة، ولا موتا، ولا يملكون شيئا من السموات ولا يشاركون فيه. قال الله تعالى: (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون، ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا). وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له). وقال: (أيشركون مالا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون.)
وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها آلهة من أسفه السفه، وأبطل الباطل.
والثاني: أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، وهذا يستلزم أن يوحدوه بالألوهية كما وحدوه بالربوبية كما قال تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون، الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون). وقال: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله، فأنى يؤفكون). وقال: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون، فذلكم الله ربكم الحق، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون).

نصر   كتب الموضوع   17-09-1999 07:22 AM   الملف الخاص للعضو  نصر     
جزاك الله خير

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف