الكاتب الموضوع:   ما قصة الجاسوس اليهودي الشيعي
YMS_1   كتب الموضوع   12-08-1999 02:30 PM   الملف الخاص للعضو  YMS_1   أرسل بريد إلكتروني إلى  YMS_1     
بدأت القصة كما يلي: ألقي القبض في شهر مارس على 13 يهوديا من سكان شيراز في عهد وزير الواواك السابق دري نجف آبادي ومعظمهم كانوا من مدرسي الديانة اليهودية في المدارس اليهودية والقرائن كلها تدل أن النظام الشيعي كالنظام اليهودي في إسرائيل كان بحاجة إلى ذريعة كهذه ، لأن سلوك جناح خامنئي في دولة إمام الزمان ونظراءه في دولة بني صهيون لا يدع مكاناً للشك أن هؤلاء اليهود الموقوفين أصبحوا ضحية للحاجة السياسية للمتعصبين المتشددين في كل من إيران واسرائيل ، كما أن خامنئي بحاجة إلى ذريعة كتجسس اليهود فكذلك شارون وعصابته المجرمة بحاجة إليها تماماً، وانتُقِدَ شارون في اسرائيل لماذا لم يستغل هذا الأمر كما ينبغي وفي دولة الشيعة تذرع نظراء شارون بهذا التجسس المختلق ، والعجب أن الواواك اعترف بارتكابه سلسلة كبيرة من عمليات القتل والاغتيال وادعوا بأنهم ألقوا القبض على مدبري هذه الجرائم ومنفذيها ولم يعلنوا إلى يومنا هذا بعد 5 أشهر أسماء أحدٍ من الـ 73 إلا أربعة وذلك بعد إعلان بني صدر بيومين! ولم يعطوا آية معلومة عن المنظمة وعن الذين كانوا في فهرس القتلى الذي تسرب إلى الخارج ونشر وكانوا في عداد الذين يجب أن يُغتالوا ، ولم يعلنوا شيئاً عن الهدف الذي نفذت لأجله الاغتيالات ، كما لم يتطرق الإعلام الإيراني بشقيه المعارض والموافق في الداخل والخارج إلى ذكر أسماء علماء وشباب ودعاة ووجهاء وزعماء من أهل السنة الذين قُتلوا في ظل نظام ولاية الفقيه وبسيف جنوده المجهولين! ولكن بمجرد إلقاء القبض على اليهود 13 ( علماً بأن هذا العدد يعتبر نحساً في الثقافة الإيرانية الدينية الخُرافية!!) أعلنوا قبل محاكمتهم بأنهم جواسيس وحكمهم إعدام بل يستحقون أكثر من الإعدام ، وأما القرائن كما يلي:-<
1- إذا كان هؤلاء جواسيس فعلاً –ولا يستغرب من بني اليهود وغيرهم من الأقليات المرتدة التي كانت تحكم إيران سابقاً أن تقوم بالتجسس- وقد كانت فرصةً ذهبية لجبهة خامنئي – شركاء شارون في التعصب الطائفي- أن ينصب عمليات القتل إلى إسرائيل وأمريكا كما ادعى محسن رضائي قائد الحرس السابق ، وأن يعيدوا دري نجف آبادي الذي أُزيح من وزارة الواواك إليها مرة أخرى كما هو المفضل لديهم ، وأن يمسكوا زمام المبادرة ويجهزوا على جبهة خاتمي.<
2- و لما ألقي القبض عليهم قبل عدة أشهر قيل لهم بأن تهمتهم هي تهريب العملات والأشياء الأثرية كعادة عبيد الأموال منذ القدم ، ولم يستطيعوا وقتئذ استغلالهم سياسياً ولعبوا بهم كورقة سياسية رابحة .<
3- ومنذ إعلان القبض عليهم يطالعنا الإعلام الإيراني يوميا بتصريحات جديدة عنهم تناقض ما سبق والتناقض دليل البطلان ، فعلى سبيل المثال كتبت "رسالت": إن الجواسيس لم يكونوا محدودين لمنظمة جاسوسية خاصة بعينها ويمكن أن يكونوا بطريقة معقدة بالمنظمات الجاسوسية الغربية ، خاصة أمريكا وإسرائيل ، وعندما نقارن هذه المبهمات والدعاوى المهملة بأقوال الآخرين من قادة جبهة خامنئي ، يظهر لنا بوضوح على أنه رغم الضغوط والتعذيب كعادة السجون في تطبيق العدل العلوي لم يقدروا على انتزاع ما يريدون من الاعترافات من إخوانهم اليهود ، كما أن عملاء النظام أيضاً مع خبرتهم الشديدة بالكذب لم يستطيعوا أن يختلقوا دليلاً مقبولاً ، وأما (الارتباطات المعقدة) كما يقول به الرضائي ونيازي فهي تحكي تماماً نسيج الخيال والأوهام من جنود إمامهم الموهوم، وإذا كانت أقوالهما صحيحة فإن الارتباطات المعقدة كان يمكن أن تنكشف من خلال علاقاتهم المعقدة بالخارج وبالدوائر المخابراتية كما يدعون ، فلما لم يتبين شيءٌ من هذا فإن ذلك يدل على أنه محضُ افتراءٍ لأن النظام في هذه الظروف كان بحاجةٍ إلى لعبةٍ كهذه ، كما دأب منذ بداية الثورة على صناعة هذه المسرحيات وتلفيقها للمعارضين من المسلمين ومن غيرهم عملاً بقول باني المذهب في طوره الأخير المجلسي حيث يقول في كتابه بحار الأنوار : افتروا على أعدائكم وابهتوهم وشهروا بهم… فإذا كانوا يفترون يومياً على المسلمين بل على بني طائفتهم من الشيعة فهل يتورعون عن فعل ذلك مع اليهود إذا لزمهم ذلك؟.<
4- وأما إعلان التوقيف لهؤلاء فقد كان مقترناً تماماً بضغط صحف جناح خاتمي "صبح امروز ، خرداد ، نشاط ، هويات" وتركيزها على سلسلة العمليات الأخيرة للقتل والاغتيالات… ولما كان يزدي المدعي العام يضخم عملية توقيف اليهود وحكم عليهم بالإعدام وأكبر من الإعدام قبل المحاكمة كان زملاؤهم اليهود في إسرائيل أمثال نتن ياهو وشارون يفقدون شعبيتهم مثلهم تماما في ضجيج الانتخابات ، وكانت صربيا قد استسلمت في أوروبا وينعقد في نفس الوقت مؤتمر رؤساء الدول الثماني كما تم طرح قضية منع أسلحة الدمار الشامل ، وبما أن جبهة خامنئي استولت على السلطة بالخداع ونصب المكائد فهي لم تستطع أن ترى الفرصة السانحة للاصلاحيين من جبهة خاتمي في تتبع الملفات لعمليات القتل لتخرجها من السكوت والإهمال ، وكانت هذه الجبهة أيضاً تظهر العلاقات غير المباشرة بين المتشددين في كل من دولة بني صهيون ودولة الإمام الموهوم.<
5- وأما في إيران فيعلم الكل أن أحد الأهداف من إلقاء القبض على اليهود هو تبديل سياسة السلم لخاتمي إلى سياسة الحرب للجناح المتشدد الفاشل وجعل أوروبا تأخذ موقفاً شبيهاً بما اتخذ عقب احتجاز الرهائن الأمريكان ، وكان يزدي بحاجة ماسة أن يثير ردود فعل أوروبا وأمريكا خاصة أنهم أعلنوا أن شاباً بعمر الـ16 كان من بين الجواسيس! وحكمه أكثر من الإعدام! وفي هذا الوقت الذي كان الناتو يحارب صربيا المسيحية لصالح كوسوفا المسلمة! كان ابن سلول الثاني في إيران آية الله يزدي يأمل أن تستطيع حكومة اسرائيل برئاسة نتن ياهو بإثارة الرأي العام الغربي بسهولة ، وتضطر الدول الغربية إلى اتخاذ مواقف متشددة، ومن طرفٍ آخر أوعزت الدوائر الأمنية الإيرانية لصنيعتها حزب الله اللبناني بإطلاق عدد من صواريخ كاتيوشا على شمال إسرائيل… ولو أمكنهم استدراج الغرب إلى اتخاذ مواقف متشددة ارتجالية لأصبحت الدنيا جنة لجبهة خامنئي ولكن إعلان بني صدر أثر في تفويت هذه الفرصة عليهم!<
6- قال آية الله جنتي وهو إلى المجانين أقرب في 18/6/99 : " إن الذين يظنون أن هناك نية مقايضة على قضية الجواسيس مخطئون ، لأن حكم الجاسوس هو الإعدام". إلى ماذا يشير جنتي عضو مجلس الخبراء في صيانة الدستور؟ الجواب في داخل البلد: إن النظام أُنذِرَكما أُنْذِرَت ألمانيا من جهة المعارضة الإيرانية خاصة في إعلان بني صدر الآنف الذكر عن إفراج العميل الإيراني "دارابي" ولذا بدأ جنتي بالهذيان لأن وجود هوفر التاجر الألماني المسجون في إيران بسبب علاقته بامرأة إيرانية جعلها الواواك في طريقه! – على طريقة شيعية بحتة- كأن وجود هوفر لم يكن كافياً ولذا أراد إضافة هؤلاء اليهود لكي يسلموهم إلى ألمانيا في مقابل عميلهم "دارابي" وكي يرضوا نتن ياهو وشارون في إسرائيل في مقابل إفراجهم عن اليهود هؤلاء ولكن هذه المعادلة فسدت أيضاً وانكشفت الأمور عبر الإعلام.<
و نقول : نذكر أن النظام الولائي عمد إلى حبك معادلات كهذه في قصة محكمة ميكونوس وللضغط على المحكمة اقترح على ألمانيا معاملة رون آراد الطيار الإسرائيلي المفقود للتأثير على رأي المحكمة ، لكن مسعى رفسنجاني وشميث باور لم يكلل بالنجاح ، ونشرت بعض الصحف العربية أيضا بأن الهدف من إلقاء القبض على اليهود هو مبادلتهم مع "دارابي" كما أن الوسيط الألماني "موليمان" سافر في هذا الوقت إلى إيران! وأُجَلَتْ محكمة هوفر في طهران بذريعة عدم حضور المترجمين لمدة 7 أسابيع!! كما أن ألمانيا فجأةً وقضاءً وقدراً وافقت على تأجيل تسديد مليار دولار من ديونها المستحَقة على إيران!! هل يمكن أن نصدق أن كل هذا لا دخل له للمصالحة والمقايضة لقضية العميل الإيراني القاتل المسجون في ألمانيا "دارابي" والتاجر الألماني هوفر.<
7- وأما في المقابل فقد طرحت صحف جبهة خاتمي الأسئلة التالية: -<
أ- على افتراض أن المقبوض عليهم من اليهود وغيراليهود جواسيس ، فلمن كانوا يتجسسون وبمن كانوا يرتبطون في الداخل وممن كانوا يستقون المعلومات وينقلونها إلى الموساد؟ وعبر من كانوا يعملون بنشاطاتهم التخريبية؟ وعبر من وبأي طريقة كانوا يتابعون عملياتهم النفسية ( كما ادعي) بقصد إيجاد البلبلة في المجتمع – وهذا اتهامٌ يقصد به الإصلاحيين). هل يمكن لشبكة أن يكون لها كل هذه النشاطات الواسعة ثم لا ينكشف واحد منها للشعب وللصحف والإعلام في البلد؟ ولماذا لم يستطع الواواك بعد عدة أشهر أن يظهر عملاً واحداً أو معلومة واحدة أرسلت إلى الموساد؟! ويقدم ذلك دليلاً للشعب على صحة ادعاءته.<
ب- وإذا كان الواواك لا يستطيع أن يثبت وينسب عملاً تجسسياً واحداً لهؤلاء فمن أين يعرف أن هؤلاء جواسيس؟.<
و نقول : ليِبُـَيِّضَ وجه إخوانهم،و كتب صادق زيبا كلام في "نشاط" 22/6/99 مقالاً مفصلاً تسأل: لماذا أعلن رئيس القوة القضائية قبل المحاكمة بأن هؤلاء جواسيس وهددهم بالإعدام وبما هو أكثر من الإعدام؟ .<
<
و نقول: ما يجعلنا أن لا نأبه بافتراءات زعماء الخيانة والفساد من الآيات هو أن هذا دأبهم منذ مجيئهم إلى الحكم كما أن الأصل للجميع في الإسلام هو البراءة حتى يثبت الجرم خلافاً لما هو معمولٌ به في الدول البوليسية ويذكرنا هذا في قصة أخرى حدثت في "شيراز " أيضاً لما ألقي القبض على أشهر طبيب لجراحة القلب د. علي مظفريان وكان قد نبذ التشيع في عهد الشاه ثم أقام صلاة الجمعة في "شيراز" بمساعدة أهل السنة واشتروا بيتاً سموه مسجد الحسنين، وألقي القبض عليه من قبل نفس المخابرات لما رأوا كثرة عدد المصلين في المسجد واتهم بأنه جاسوس للأمريكان والوهابية واتهامات خبيثة أخرى جادت بها قريحة القوم ثم أُعدِمَ – رحمه الله- وحُوِلَ المسجد إلى محل لبيع الأفلام وأشرطة الفيديو. فإذا كان هذا هو حالهم مع أهل الإسلام الذين يدَّعون ليل نهار الوحدة الإسلامية معهم فماذا يتوقع أن يكون مسلكهم مع اليهود؟ وإن كانت العلاقات الشيعية اليهودية أفضل من العلاقات الشيعية السنية عملاً بدليل وجود 20 ديراً يهودية في طهران عدا المستشفيات ومدارس لليهود وعدم وجود سوبرماركت لسني واحد فضلاً عن المسجد والمستشفى والمقبرة…..؟<
فهل لدعاة الوحدة عقلٌ في الرؤوس أم غيرة في النفوس؟! أم هم أُسارى أوهامهم القديمة ومصالحهم الحزبية.. وقال النبي – صلى الله عليه وسلم- : " لعن الله قوماً ضاع الحقًّ بينهم" أو كما قال –عليه الصلاة والسلام-.<

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف