الكاتب الموضوع:   التقوى (1)
حامد العولقي   كتب الموضوع   15-07-1999 11:16 PM   الملف الخاص للعضو  حامد العولقي   أرسل بريد إلكتروني إلى  حامد العولقي     
بسم الله الرحمن الرحيم
التقوى (1)
التقوى كلمة عظيمة جداً وبالغة الأهمية وكثيرة الورود بالقرآن ،ورغم أن دِقّة فهمنا لها يُعتبر ضرورة قصوى إلا أنه يبدو أن معناها القرآني لم نفقهه بصورة مرضية وكافية.
فكلمة تقوى الله كما نحسب، تفسّر بشكل حرفي انها من الفعل (وقى) الذي من معانيه الستر والصون والحذر.
================
1) الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي:
التقوى يقال أصلها في اللغة قلة الكلام، حكاه ابن فارس. قلت ومنه الحديث (التقي مُلْجَم والمتقي فوق المؤمن والطائع) وهو الذي يتقي بصالح عمله وخالص دعائه عذاب الله تعالى، مأخوذ من اتقاء المكروه بما تجعله حاجزا بينك وبينه
وقيل: المتقي الذي اتقى الشرك وبرئ من النفاق. قال ابن عطية: وهذا فاسد، لأنه قد يكون كذلك وهو فاسق. وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُبيا عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقا ذا شوك؟ قال: نعم: قال فما عملت فيه؟ قال: تشمرت وحذرت، قال: فذاك التقوى.
والأصل في التقوى: وَقْوَى على وزن فعلى فقلبت الواو تاء من وقيته أقيه أي منعته، ورجل تقي أي خائف، أصله وقي، وكذلك تقاة كانت في الأصل وقاة.
======================
2) ابن كثير: وأصل التقوى التوقي ممّا يكره لأن أصلها (وَقَوى) من الوقاية.
===================
3) مفردات ألفاظ القرآن،للأصفهاني:
التقوى جعل النفس في (وقاية) مما يخاف هذا تحقيقه، ثم يسمى الخوف تارة تقوى، والتقوى خوفا حسب تسمية مقتضى الشيء بمقتضيه والمقتضي بمقتضاه، وصار التقوى في تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور.
============
4) القاموس:وقولهُ عز وجلَّ: {هو أهْلُ التَّقْوَى}، أَي: أهْلٌ أن يُتَّقَى عِقابُه.
==============
5) اللسان:قال أَبو بكر: رجل تَقِيٌّ، ويُجمع أَتْقِياء، معناه أَنه مُوَقٍّ نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح، وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي أَقيها.
==============
فيكون معنى تقوى الله ،حسب ماتقدم، هو الحذر والخوف منه وتجنب غضبه وكأننا نتقي غضبه وبطشه بطاعته وبرضاه واجتناب (اتقاء) المعاصي.
ولكن هذا الإتجاه قد لا يكون صائباً،حيث التبس على المفسرين معنى (الوقاية والاتقاء) ومعنى (التقوى).
وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {131}آل عمران
إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً {28} آل عمران
أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ(24) الزمر
ففي هذه الآيات لايريد الله التقوى ولكن التقاه والوقاية والاتقاء،أي الوقاية من النار وأذى الكافرين والحذر منهم.
ولكن هذه كلمة أخرى غير كلمة التقوى،وتشابهما اللفظي أوقع الكثير وإلى اليوم ،في لبس وسوء فهم لكلمة التقوى. فمعنى التقوى ،وإن تشابه فعله (فعل الأمر منه) مع فعل الوقاية،فمعناه قد لا يكون من معنى الوقاية.
ولكي نتجه نحو معانٍ أرجح لمعنى التقوى يجب العودة للماضي السحيق الذي وجدت فيه الأصول اللغوية الأولى لكلمة تقوى وغيرها.
ولا أزعم أني أصبت المعنى أو قاربته ولكن أرجو أن أكون سائراً نحوه وصوبه بإذن الله،وأدعو الله أن تكون خطوة وبداية لخطوات وبحوث من إخواني المسلمين تكون أكثر دقة وصحة ،إنه سميع مجيب.
وسنبدأ في ذلك إن شاء الله في الجزء الثالث ومابعده،بعد إيراد الجزء الثاني كمؤشر ضعيف لا أرجحه وإنما أورده للدراسة والمقارنة وطرحه كمجرد احتمال.
حامد العولقي

www.geocities.com/Athens/Rhodes/8098


الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف